ايوب ع

[ضيف]

اذ نادى ربه اني مسني الشيطان بنصب وعذاب ايوب النبي عليه السلام كيف مس الشيطان مع العصمه النبي

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
أخي الكريم (حميد محسن) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال سؤلك تريد أن تقول كيف يتسلط الشيطان على الأنبياء وهم معصومين ؟ بديل ما جرى على نبي الله أيوب الصابر (عليه السلام ) .
بالحقيقة أن الأنبياء أكثر عرضة للشيطان الرجيم ,من الابتلاء الرباني النازل عليهم ,وذلك رفعة لمنزلتهم, ومن بعدهم الأمثل فالأمثل كما يقول الإمام الصادق(عليه السلام ) , لكن الذي جرى على نبي الله أيوب كان حالة خاصة من تسليط الشيطان عليه لأن هذه السلطة التي تسلط الشيطان بها على نبي الله أيوب( عليه السلام) كانت بأمر من الله. وثانياً: محدودة ومؤقتة. وثالثاً: لامتحان هذا النّبي الكبير ورفع شأنه، فلا إشكال في ذلك .
رابعاً عندما نرجع إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ونسألهم عن ذلك ماذا يقولون ؟ فيروي
أبو بصير حينما سُؤلَ الإمام الصادق(عليه السلام ) عن بليّة أيّوب الصابر (عليه السلام ) التي ابتلي بها في الدنيا لأيّ علّة كانت؟ (لعلّ السائل كان يظنّ أنّ أيّوب ابتلي بما ابتلي به لمعصية ارتكبها) فأجاب الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: (لنعمة أنعم الله عزّوجلّ عليه بها في الدنيا وأدّى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد ورأى شكر نعمة أيّوب (عليه السلام) حسده إبليس، فقال: ياربّ، إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليه شكر نعمة أبداً، فسلّطني على دنياه حتّى تعلم أنّه لم يؤدّ إليك شكر نعمة أبداً) .
_لكن أراد الله سبحانه وتعالى أن يبرهن أن أيوب يعبده إخلاصاً وبأي حال _ فقال له الباري عزّوجلّ: قد سلّطتك على ماله وولده، قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولداً إلاّ أعطبه (أي أهلكه) فأزداد أيّوب لله شكراً وحمداً. قال: فسلّطني على زرعه ياربّ، قال: قد فعلت، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق، فازداد أيّوب لله شكراً وحمداً، فقال: ياربّ سلّطني على غنمه، فسلّطه على غنمه فأهلكها، فإزداد أيّوب لله شكراً وحمداً، فقال: ياربّ سلّطني على بدنه فسلّطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه، فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه، فبقي في ذلك دهراً طويلا يحمد الله ويشكره .
فصبر نبي الله ايوب وشكر الله على هذا الحال فنادى الله تبارك وتعالى {إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِى الشَّيْطَنُ بِنُصْب وَعَذَاب} فجاء الجواب من الله {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } ورجع كل شي قد خسره نبي الله أيوب من زرع وأولاده, وماله ,وغنمه, وعافيته ,بأذن الله تبارك وتعالى .