السلام عليكم
الاحاديث نقلا من كتاب بشارة المصطفى صل الله عليه واله لشيعة المرتضى
عن جابر الجعفي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يقول : سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبك محبي ومبغضك مبغضي ، وعدوك عدوي ووليك وليي »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي ، وباب الله وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيد الوصيين وخير امتي أجمعين »
عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جل جلاله انه سبحانه قال :
« أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقي واصطفيت ( له ) عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي .
لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته [ ومعرفته ، ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ] فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا [ ابغضته و ] أدخلته النار وبئس المصير »
عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
« أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة »
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء [ وليسوا بالأنبياء ] وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم ؟ [ يارسول الله ؟ قال ] فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب وقال : هذا وشيعته »
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« ( يا علي ) أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤت المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لانك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي .
سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة »
عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
« إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون : يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء الله .
فيقول أهل الجمع أنهم ملائكة الله فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة الله ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء ، فيقولون من هم ؟ فيجيبهم النداء من عند الله : يا أهل الجمع سلوهم من أنتم .
فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون من ذرية محمد رسول الله ، نحن أولاد علي ولي الله المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون ، فيجيبهم النداء من عند الله تعالى : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفٌعون »
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم لأصحابه :
« معاشر أصحابي إن الله تعالى جعل عليا علما بين الايمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا ، ان الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى ( بعدي ) فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي ، إلى الله أشكوا ظالميه من امتي »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي وامتي علي بن أبي طالب ، ومن سره أن يلج النار فليتول غيره (1) ، فوعزة ربي وجلاله أنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، وانه الصراط المستقيم ، وانه الذي يسأل الله عز وجل عن ولايته يوم القيامة »
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين ، وامتي خير امة اخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ، ولي حوض عرضه ما بين بصري وصنعاء ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي يومئذ على الحوض خليفتي في الدنيا .
قيل : يارسول الله ومن ذاك ؟ قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء .
ثم قال عليه وآله السلام : من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا ، وكان معي في درجتي في الجنة .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي :
« يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها الى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمد ، قلت : لبيك يا رب وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : ان عليا امام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك .
فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله بلغ من قدري حتى اني اذكر هناك ، فقال : نعم يا علي فاشكر ربك ، فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه [ فقال له رسول الله : ارفع راسك يا علي فان الله قد باهى بك ملائكته ]
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي [ لهم ] في امورهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه »
عن ابن عمر قال :
« سألت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فغضب وقال : ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي ، ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافاه بالجنة .
ألا ومن أحب عليا يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا ومن أحب عليا فقد استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة فيدخل من أي باب يشاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ، ألا ومن أحب عليا هون الله تبارك وتعالى عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة .
ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بعدد كل عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنة ، ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت يرفق به ، ودفع الله عز وجل عنه هول منكر ونكير ونور قلبه وبيض وجهه ، ألا ومن أحب عليا أظله الله في ظل عرشه مع الشهداء والصديقين ، ألا ومن أحب عليا نجاه الله من النار ، ألا ومن أحب عليا تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء .
ألا ومن أحب عليا أثبت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله في الأرض ، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبسه حلة الكرامة . ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحب عليا وتولاه كتب الله له براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب ، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا تنصب له ميزان ويقال ـ أو قيل له : ـ ادخل الجنة بغير حساب .
ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزاره الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله عز وجل ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة ـ قالها ثلاثا ـ .
قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء : كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول : هو الأصل لمن يقر به » .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدل على وجوب الولاية لأولياء الله ، لأن هذه الخيرات كلها إنما تحصل بالولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله .
عن حذيفة بن منصور ، قال :
كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل فقال ( له ) : جعلت فداك ان لي أخا لا يؤتي (1) من محبتكم واجلالكم وتعظيمكم غير أنه يشرب الخمر فقال الصادق ( عليه السلام ) :
« أما ) انه لعظيم ان يكون محبنا بهذه الحالة ولكن ألا انبئكم بشر من هذا ؟ الناصب لنا شر منه وان ادنى المؤمنين وليس فيهم دني ليشفع في مائتي انسان ولو ان أهل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع تشفعوا (4) في ناصبي ما شفعوا فيه ، ألا إن هذا لا يخرج من الدنيا حتى يتوب أو يبتليه الله ببلاء في جسده فيكون تحبيطا لخطاياه حتى يلقى الله عز وجل ولا ذنب عليه ان شيعتنا على خير ، ان شيعتنا عى السبيل الأقوم .
ثم قال : ان أبي كان ( كثيرا ما ) يقول : احبب حبيب آل محمد وان كان مرقفا زبالا وابغض بغيض آل محمد وان كان صواما قواما » .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « خيركم خيركم لأهلي من بعدي »
قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدل على ان شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) خيار امة محمد لأنهم أكثر خيرا لأهل بيته ورواة هذا الخبر كلهم ثقات العامة .
عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي الى أفضل عترته من عصبته وأمرني أن اوصي فقلت : إلى من يا رب ؟ فقال : اوص يا محمد الى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد أثبته في الكتب السابقة وكتبت فيها انه وصيك وعلى هذا أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم ( لي ) بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية » .
قال محمد بن أبي القاسم : فشيعة علي ( عليه السلام ) هم الموفون بعهد الله لولايتهم ولي الله دون غيرهم (6) فتخصيصهم بشارة الله في قوله : ( ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) والنجاة والفوز العظيم لهم دون غيرهم .
عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان لكل نبي عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله » (1) .
قال محمد بن أبي القاسم : فهذا الخبر دليل على ان عترة محمد هم أولاد فاطمة ( عليها السلام ) دون غيرهم لأنه خصهم بذلك عليه وعليهم السلام .
أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الأبهري ، قال : حدثنا علي بن أحمد الصباح ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله ابن أخ عبد الرزاق ، قال : حدثني [ عمي ] عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثني أبي همام بن نافع ، قال : حدثني مينا مولى عبد الرحمن بن عوف الزهري قال : قال لي عبد الرحمان : يامينا ألا احدثك بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : بلى قال : سمعته يقول : « أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من امتي ورقها »
عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
« خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة ، فما قولكم في شجرة أنا أصلها ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها ساقه إلى الجنة ومن تركها هوى في النار »
عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ، أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه .
قال : ثم بكى رسول الله ، فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وامي ؟ قال : يابن عباس ان أول ما كلمني به ربي عز وجل ، فقال : يا محمد انظر [ الى ] تحتك فنظرت الى الحجب قد انخرقت والى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع [ إلي ] فكلمني وكلمته ( وكلمني ربي ) .
فقلت : يارسول الله ! بم كلمك ربك ؟ فقال : قال لي : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فاعلمه فهاهو يسمع كلامك ، فاعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل ، قال [ لي ] : قد قبلت واطعت ، فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت ، فرد عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤوني وقالوا : يا محمد ! والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت : يا جبرئيل ! لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ! ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش ، فانهم استأذنوا الله عز اسمه في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فنظروا إليه ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت اني لم أطأ موطنا إلا وقد كشف ( لعلي ) عنه حتى نظر إليه ، قال ابن عباس : فقلت يارسول الله ! أوصيني ، فقال : يابن عباس عليك بحب علي بن أبي طالب .
قلت : يارسول الله أوصني ، قال : عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى اعلم ، فان جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وان (2) لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ، ثم امر به إلى النار ، يابن عباس ! والذي بعثني بالحق نبيا ان النار لأشد غضبا على مبغضي علي منها على من زعم ان الله ولدا ، يابن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ، ولن يفعلوا ، لعذبهم الله تعالى بالنار .
قلت : يارسول الله ! وهل يبغضه أحد ؟ قال : يابن عباس نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يابن عباس ان من علامات بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا اكرم عليه مني ولا وصيا اكرم عليه من وصيي علي ، قال ابن عباس : فلم أزل محبا له كما أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصاني بمودته وانه لاكبر عملي عندي .
قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان ما مضى ، وحضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة فحضرته ، فقلت : فداك أبي وامي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟
فقال : يابن عباس ! خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا ، فقلت : يارسول الله ! فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟
قال : فبكى ( صلى الله عليه وآله ) حتى اغمي عليه ، ثم قال : يابن عباس ! سبق فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وانكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يابن عباس ! إذا اردت ان تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيثما مال وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، يابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فان الشك في علي كفر بالله تعالى » .
قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدل على أن من يقدم على علي غيره ويفضل عليه أحدا فهو عدو لعلي وإن ادعى انه يحبه ويقول به فليس الأمر على ما يدعي ، ويدل أيضا على أن من شك في تقديمه وتفضيله (2) ووجوب طاعته وولايته محكوم بكفره ، وإن أظهر الاسلام واجري عليه أحكامه ، ويدل أيضا على اشياء كثيرة لا يحتمل ذكرها هذا الموضع .
عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا تضادوا بعلي أحدا فتكفروا (6) ، ولا تفضلوا عليه أحدا فترتدوا »
عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال :
« إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ، وان شيعتنا آخذون بحجزتنا »
عن حنش بن المعتمر ، قال :
دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أمسيت ؟ قال : « أمسيت محبا لمحبنا ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأن ابواب الرحمة قد فتحت لأهلها فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم والتعس لأهل النار والنار لهم .
يا حنش من سره ان يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا وإن كان يبغض وليا لنا فليس بمحب لنا ، ان الله تعالى أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء »
عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان اول من يدخل الجنة انا وانت وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يارسول الله فمحبونا ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : من ورائكم »
عن كليب بن معاوية الاسدي ، قال : سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
« أما والله انكم لعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد . عليكم بالصلاة والعبادة عليكم بالورع »
عن أبي سعيد الخدري ، قال :
« قال رسول الله : إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة ، قال : فسألت النبي عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمد .
فأقبل وأنا يومئذ متزر بريطة [ من نور ] وعلي تاج الملك وأكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] مقربان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة ، ولا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه وكذب عليه .
ثم قال رسول الله : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا ] إلا اسود وجهه واضطربت قدماه .
وبينا انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأما الآخر فمالك خازن النار ، فيأتي رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ( ايها الملك ) (4) من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ايها الملك من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك فيقبل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على حجرة جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنم ] : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : قري يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي ، فجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق »
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :
« ابلغ شيعتي أن زيارتي عند الله تعالى تعدل ألف حجة : قال : فقلت لأبي جعفر ( ابنه ) ألف حجة ؟ قال : إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله : « كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت الصراط وقيل للناس جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي : يا رسول الله ومن اولئك ؟ فقال : اولئك شيعتك معك حيث كنت »
عن ابن عباس قال : قال رسول الله : " ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا ( وخليفة ) فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ومبغضه مبغضي وان الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته »
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله :
« يوم غدير خم أفضل أعياد امتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتم على امتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال عليه وآله السلام : معاشر الناس ! ان علي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس ! من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولا تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا ، معاشر الناس ! والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته »
عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن ! انك تدعا أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم ؟ قال : الله جل جلاله أمرني عليهم ، فجاء الرجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله ! أيصدق علي فيما يقول ، ان الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي ثم قال :
« ان عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه ، واشهد على ذلك الملائكة ان عليا خليفة الله وحجة الله وانه لإمام المسلمين ، طاعته مقرونة بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد نقصني ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني ، خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله »
الاحاديث نقلا من كتاب بشارة المصطفى صل الله عليه واله لشيعة المرتضى
عن جابر الجعفي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يقول : سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبك محبي ومبغضك مبغضي ، وعدوك عدوي ووليك وليي »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي ، وباب الله وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيد الوصيين وخير امتي أجمعين »
عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جل جلاله انه سبحانه قال :
« أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقي واصطفيت ( له ) عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي .
لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته [ ومعرفته ، ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ] فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا [ ابغضته و ] أدخلته النار وبئس المصير »
عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
« أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة »
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء [ وليسوا بالأنبياء ] وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم ؟ [ يارسول الله ؟ قال ] فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب وقال : هذا وشيعته »
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« ( يا علي ) أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤت المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لانك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي .
سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة »
عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
« إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون : يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء الله .
فيقول أهل الجمع أنهم ملائكة الله فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة الله ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء ، فيقولون من هم ؟ فيجيبهم النداء من عند الله : يا أهل الجمع سلوهم من أنتم .
فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون من ذرية محمد رسول الله ، نحن أولاد علي ولي الله المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون ، فيجيبهم النداء من عند الله تعالى : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفٌعون »
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم لأصحابه :
« معاشر أصحابي إن الله تعالى جعل عليا علما بين الايمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا ، ان الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى ( بعدي ) فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي ، إلى الله أشكوا ظالميه من امتي »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي وامتي علي بن أبي طالب ، ومن سره أن يلج النار فليتول غيره (1) ، فوعزة ربي وجلاله أنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، وانه الصراط المستقيم ، وانه الذي يسأل الله عز وجل عن ولايته يوم القيامة »
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين ، وامتي خير امة اخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ، ولي حوض عرضه ما بين بصري وصنعاء ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي يومئذ على الحوض خليفتي في الدنيا .
قيل : يارسول الله ومن ذاك ؟ قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء .
ثم قال عليه وآله السلام : من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا ، وكان معي في درجتي في الجنة .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي :
« يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها الى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمد ، قلت : لبيك يا رب وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : ان عليا امام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك .
فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله بلغ من قدري حتى اني اذكر هناك ، فقال : نعم يا علي فاشكر ربك ، فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه [ فقال له رسول الله : ارفع راسك يا علي فان الله قد باهى بك ملائكته ]
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي [ لهم ] في امورهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه »
عن ابن عمر قال :
« سألت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فغضب وقال : ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي ، ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافاه بالجنة .
ألا ومن أحب عليا يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا ومن أحب عليا فقد استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة فيدخل من أي باب يشاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ، ألا ومن أحب عليا هون الله تبارك وتعالى عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة .
ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بعدد كل عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنة ، ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت يرفق به ، ودفع الله عز وجل عنه هول منكر ونكير ونور قلبه وبيض وجهه ، ألا ومن أحب عليا أظله الله في ظل عرشه مع الشهداء والصديقين ، ألا ومن أحب عليا نجاه الله من النار ، ألا ومن أحب عليا تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء .
ألا ومن أحب عليا أثبت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله في الأرض ، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبسه حلة الكرامة . ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحب عليا وتولاه كتب الله له براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب ، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا تنصب له ميزان ويقال ـ أو قيل له : ـ ادخل الجنة بغير حساب .
ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزاره الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله عز وجل ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة ـ قالها ثلاثا ـ .
قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء : كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول : هو الأصل لمن يقر به » .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدل على وجوب الولاية لأولياء الله ، لأن هذه الخيرات كلها إنما تحصل بالولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله .
عن حذيفة بن منصور ، قال :
كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل فقال ( له ) : جعلت فداك ان لي أخا لا يؤتي (1) من محبتكم واجلالكم وتعظيمكم غير أنه يشرب الخمر فقال الصادق ( عليه السلام ) :
« أما ) انه لعظيم ان يكون محبنا بهذه الحالة ولكن ألا انبئكم بشر من هذا ؟ الناصب لنا شر منه وان ادنى المؤمنين وليس فيهم دني ليشفع في مائتي انسان ولو ان أهل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع تشفعوا (4) في ناصبي ما شفعوا فيه ، ألا إن هذا لا يخرج من الدنيا حتى يتوب أو يبتليه الله ببلاء في جسده فيكون تحبيطا لخطاياه حتى يلقى الله عز وجل ولا ذنب عليه ان شيعتنا على خير ، ان شيعتنا عى السبيل الأقوم .
ثم قال : ان أبي كان ( كثيرا ما ) يقول : احبب حبيب آل محمد وان كان مرقفا زبالا وابغض بغيض آل محمد وان كان صواما قواما » .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « خيركم خيركم لأهلي من بعدي »
قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدل على ان شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) خيار امة محمد لأنهم أكثر خيرا لأهل بيته ورواة هذا الخبر كلهم ثقات العامة .
عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي الى أفضل عترته من عصبته وأمرني أن اوصي فقلت : إلى من يا رب ؟ فقال : اوص يا محمد الى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد أثبته في الكتب السابقة وكتبت فيها انه وصيك وعلى هذا أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم ( لي ) بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية » .
قال محمد بن أبي القاسم : فشيعة علي ( عليه السلام ) هم الموفون بعهد الله لولايتهم ولي الله دون غيرهم (6) فتخصيصهم بشارة الله في قوله : ( ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) والنجاة والفوز العظيم لهم دون غيرهم .
عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان لكل نبي عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله » (1) .
قال محمد بن أبي القاسم : فهذا الخبر دليل على ان عترة محمد هم أولاد فاطمة ( عليها السلام ) دون غيرهم لأنه خصهم بذلك عليه وعليهم السلام .
أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الأبهري ، قال : حدثنا علي بن أحمد الصباح ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله ابن أخ عبد الرزاق ، قال : حدثني [ عمي ] عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثني أبي همام بن نافع ، قال : حدثني مينا مولى عبد الرحمن بن عوف الزهري قال : قال لي عبد الرحمان : يامينا ألا احدثك بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : بلى قال : سمعته يقول : « أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من امتي ورقها »
عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
« خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة ، فما قولكم في شجرة أنا أصلها ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها ساقه إلى الجنة ومن تركها هوى في النار »
عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ، أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه .
قال : ثم بكى رسول الله ، فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وامي ؟ قال : يابن عباس ان أول ما كلمني به ربي عز وجل ، فقال : يا محمد انظر [ الى ] تحتك فنظرت الى الحجب قد انخرقت والى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع [ إلي ] فكلمني وكلمته ( وكلمني ربي ) .
فقلت : يارسول الله ! بم كلمك ربك ؟ فقال : قال لي : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فاعلمه فهاهو يسمع كلامك ، فاعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل ، قال [ لي ] : قد قبلت واطعت ، فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت ، فرد عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤوني وقالوا : يا محمد ! والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت : يا جبرئيل ! لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ! ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش ، فانهم استأذنوا الله عز اسمه في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فنظروا إليه ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت اني لم أطأ موطنا إلا وقد كشف ( لعلي ) عنه حتى نظر إليه ، قال ابن عباس : فقلت يارسول الله ! أوصيني ، فقال : يابن عباس عليك بحب علي بن أبي طالب .
قلت : يارسول الله أوصني ، قال : عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى اعلم ، فان جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وان (2) لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ، ثم امر به إلى النار ، يابن عباس ! والذي بعثني بالحق نبيا ان النار لأشد غضبا على مبغضي علي منها على من زعم ان الله ولدا ، يابن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ، ولن يفعلوا ، لعذبهم الله تعالى بالنار .
قلت : يارسول الله ! وهل يبغضه أحد ؟ قال : يابن عباس نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يابن عباس ان من علامات بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا اكرم عليه مني ولا وصيا اكرم عليه من وصيي علي ، قال ابن عباس : فلم أزل محبا له كما أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصاني بمودته وانه لاكبر عملي عندي .
قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان ما مضى ، وحضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة فحضرته ، فقلت : فداك أبي وامي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟
فقال : يابن عباس ! خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا ، فقلت : يارسول الله ! فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟
قال : فبكى ( صلى الله عليه وآله ) حتى اغمي عليه ، ثم قال : يابن عباس ! سبق فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وانكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يابن عباس ! إذا اردت ان تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيثما مال وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، يابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فان الشك في علي كفر بالله تعالى » .
قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدل على أن من يقدم على علي غيره ويفضل عليه أحدا فهو عدو لعلي وإن ادعى انه يحبه ويقول به فليس الأمر على ما يدعي ، ويدل أيضا على أن من شك في تقديمه وتفضيله (2) ووجوب طاعته وولايته محكوم بكفره ، وإن أظهر الاسلام واجري عليه أحكامه ، ويدل أيضا على اشياء كثيرة لا يحتمل ذكرها هذا الموضع .
عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا تضادوا بعلي أحدا فتكفروا (6) ، ولا تفضلوا عليه أحدا فترتدوا »
عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال :
« إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ، وان شيعتنا آخذون بحجزتنا »
عن حنش بن المعتمر ، قال :
دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أمسيت ؟ قال : « أمسيت محبا لمحبنا ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأن ابواب الرحمة قد فتحت لأهلها فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم والتعس لأهل النار والنار لهم .
يا حنش من سره ان يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا وإن كان يبغض وليا لنا فليس بمحب لنا ، ان الله تعالى أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء »
عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان اول من يدخل الجنة انا وانت وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يارسول الله فمحبونا ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : من ورائكم »
عن كليب بن معاوية الاسدي ، قال : سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
« أما والله انكم لعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد . عليكم بالصلاة والعبادة عليكم بالورع »
عن أبي سعيد الخدري ، قال :
« قال رسول الله : إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة ، قال : فسألت النبي عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمد .
فأقبل وأنا يومئذ متزر بريطة [ من نور ] وعلي تاج الملك وأكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] مقربان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة ، ولا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه وكذب عليه .
ثم قال رسول الله : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا ] إلا اسود وجهه واضطربت قدماه .
وبينا انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأما الآخر فمالك خازن النار ، فيأتي رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ( ايها الملك ) (4) من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ايها الملك من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك فيقبل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على حجرة جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنم ] : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : قري يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي ، فجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق »
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :
« ابلغ شيعتي أن زيارتي عند الله تعالى تعدل ألف حجة : قال : فقلت لأبي جعفر ( ابنه ) ألف حجة ؟ قال : إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه »
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله : « كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت الصراط وقيل للناس جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي : يا رسول الله ومن اولئك ؟ فقال : اولئك شيعتك معك حيث كنت »
عن ابن عباس قال : قال رسول الله : " ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا ( وخليفة ) فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ومبغضه مبغضي وان الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته »
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله :
« يوم غدير خم أفضل أعياد امتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتم على امتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال عليه وآله السلام : معاشر الناس ! ان علي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس ! من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولا تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا ، معاشر الناس ! والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته »
عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن ! انك تدعا أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم ؟ قال : الله جل جلاله أمرني عليهم ، فجاء الرجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله ! أيصدق علي فيما يقول ، ان الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي ثم قال :
« ان عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه ، واشهد على ذلك الملائكة ان عليا خليفة الله وحجة الله وانه لإمام المسلمين ، طاعته مقرونة بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد نقصني ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني ، خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله »
تعليق