بسم الله الرحمن الرحيم
ـ الورع: كان له توجّه خاص لله، وكان يظهر هذا التّوجّه أحياناً على ملامح وجهه، أثناء وضوئه، وحين يتوضأ، كان يتغيّر لونه، ويرتجف، وحين كان يسأل عن سبب ارتعاد فرائصه، كان يجيب (عليه السلام)، إنّه واقف أمام الله جلّ جلاله، فحقّ للانسان أن يرتجف، وترتعد فرائصه.
روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام): « أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، كان أعبد النّاس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان اذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنّشور بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها...» (1).
وقد حجّ خمسة وعشرين حجّة ماشياً، وربّما بدون نعل(2).
الكرام والعطاء:
سمع (عليه السلام) رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
وحيّت جارية للحسن (عليه السلام) بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال أدّبنا الله تعالى فقال: « {وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها} وكان أحسن منها إعتاقها »(3).
وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إيّاه «وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل»(4).
الحلم:
روي أنّ شاميّاً رأى الإمام (عليه السلام) راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً».
فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته (5).
ومروان بن الحكم، الّذي لم يتوقّف لحظة عن إلحاق الأذى بإلمام (عليه السلام)، لمّا مات الحسن، بكى مروان في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل(6).
(1) ـ البحار، ج43، ص331.
(2) ـ تاريخ الخلفاء، ص190.
(3) ـ البحار، ج43، ص342 ـ 343.
(4) ـ البحار، ج43، ص332.
(5) ـ البحار، ج43، ص344.
(6) ـ تاريخ الخلفاء، ص191.
ـ الورع: كان له توجّه خاص لله، وكان يظهر هذا التّوجّه أحياناً على ملامح وجهه، أثناء وضوئه، وحين يتوضأ، كان يتغيّر لونه، ويرتجف، وحين كان يسأل عن سبب ارتعاد فرائصه، كان يجيب (عليه السلام)، إنّه واقف أمام الله جلّ جلاله، فحقّ للانسان أن يرتجف، وترتعد فرائصه.
روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام): « أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، كان أعبد النّاس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان اذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنّشور بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها...» (1).
وقد حجّ خمسة وعشرين حجّة ماشياً، وربّما بدون نعل(2).
الكرام والعطاء:
سمع (عليه السلام) رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
وحيّت جارية للحسن (عليه السلام) بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال أدّبنا الله تعالى فقال: « {وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها} وكان أحسن منها إعتاقها »(3).
وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إيّاه «وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل»(4).
الحلم:
روي أنّ شاميّاً رأى الإمام (عليه السلام) راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً».
فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته (5).
ومروان بن الحكم، الّذي لم يتوقّف لحظة عن إلحاق الأذى بإلمام (عليه السلام)، لمّا مات الحسن، بكى مروان في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل(6).
(1) ـ البحار، ج43، ص331.
(2) ـ تاريخ الخلفاء، ص190.
(3) ـ البحار، ج43، ص342 ـ 343.
(4) ـ البحار، ج43، ص332.
(5) ـ البحار، ج43، ص344.
(6) ـ تاريخ الخلفاء، ص191.