السلام عليكم
احاديث النبي محمد و الائمة المعصومين من اهل البيت عليهم السلام اجمعين في حق شيعتهم ومحبيهم
علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : قال سلمان الفارسي ( رحمه الله ) :
« كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله إذ اقبل علي بن أبي طالب فقال [ له ] ألا ابشرك يا علي ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل انه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس من الامم بثمانين عاما »
عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :
« ان الله تبارك وتعالى يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم (3) على ما كان منهم من الذنوب والعيوب ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم مستورة عوراتهم ، قد اعطوا الأمن والامان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ قد ذللت من غير رياض ، أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحرير لكرامتهم على الله تعالى »
عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ان رجلا سأله عن القيامة فقال :
« إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وجمع ما خلق (6) في صعيد واحد ، ثم نزلت ملائكة سماء الدنيا فأحاطت بهم صفا ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ثم نزلت ملائكة سماء الثانية فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادق ، فصعق الرجل فلما أفاق قال : يابن رسول الله أين علي وشيعته ؟ قال : على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب لا يحزنهم ذلك »
قال عمر بن الخطاب : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) في حظيرة القدس في قبة بيضاء ، وهي قبة المجد وشيعتنا عن يمين الرحمان تبارك وتعالى »
عن أبي اسحاق السبيعي ، قال :
« دخلنا على مسروق الأجدع ، فإذا عنده ضيف له لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخيبر ، فلما قالها عرفنا انه كانت له صحبة مع النبي ، قال : فجاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبي فقالت : يارسول الله ! اني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب والاخ والعم ، وإن حدث بك حدث فالى من ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الى هذا ـ وشار الى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
ثم قال : ألا احدثكم بما حدثني به الحارث الاعور ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ما جاء بك يا أعور ؟ قال : قلت : حبك يا أمير المؤمنين ، قال : الله ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثا .
ثم قال ( عليه السلام ) : أما أنه ليس عبد [ من عباد الله ] ممن امتحن الله قلبه بالايمان إلا وهو يجد مودتنا ( ومحبتنا ) على قلبه [ فهو يحبنا ] ، وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه ( فهو يبغضنا ) (7) ، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم »
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فالى النار هوى »
عن شريك ، قال : « كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه ، إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش ، وقال : يا سليمان الاعمش اتق الله وحده لا شريك له واعلم انك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل .
فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا ! اقعدوني اسندوني ، ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أدخلا الجنة كل من أحبكما والنار من أبغضكما وهو قول الله عز وجل : ( القيا في جهنم كل كفار عنيد ) ، فقال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا .
قال الفضل : سألت الحسن فقلت : من الكافر ؟ قال : الكافر بجدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حق علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) »
عبد الرحمان بن قيس الأرحبي ، قال :
« كنت جالسا مع علي بن أبي طالب على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر ، فوثب ليدخل ، فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه ، وقال : يا أمير المؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال : أولم تكن في حديث كثير ؟ قال : بلى ولكن حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال ( عليه السلام ) : حدثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
اني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين ، مبيضة وجوههم ، ويرد عدونا ظماء مظمئنين ، مسودة وجوههم ، خذها إليك قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، أرسلني يا أخا همدان ، ثم دخل القصر »
عن همام بن أبي علي ، قال : قلت لكعب الحبر : ما تقول في هذه الشيعة شيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ قال :
« يا همام اني لأجد صفتهم في كتاب الله المنزل انهم حزب الله ( ورسوله ) وأنصار دينه وشيعة وليه ، وهم خاصة الله من عباده ونجبائه من خلقه ، اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنته مسكنهم الجنة في الفردوس الأعلى (1) في خيام الدر وغرف اللؤلؤ .
وهم في المقربين الأبرار يشربون من الرحيق المختوم وتلك عين يقال لها تسنيم لا يشرب منها غيرهم ، فان التسنيم عين وهبها الله تعالى لفاطمة بنت محمد زوجة علي بن أبي طالب ، تخرج من تحت قائمة قبتها على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك ثم تسيل فيشرب منها شيعتها وأحباؤها .
وان لقبتها أربع قوائم : قائمة من لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنة يقال لها : السلسبيل ، وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها طهورا ، وهي التي قال الله تعالى في كتابه : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) ، وقائمة من زمردة خضراء تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر وعسل .
فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلا التسنيم فانها تسيل إلى عليين فيشرب منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي وأحباؤه ، وذلك قول الله عز وجل في كتابه ( ويسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك * وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون ) فهنيئا لهم ، ثم قال كعب : والله لا يحبهم إلا من أخذ الله عز وجل منه الميثاق » .
قال محمد بن أبي القاسم : لحري أن يكتب الشيعة هذا الخبر بالذهب لايمانهم وتحفظه وتعمل بما فيه وبما تدرك به هذه الدرجات العظيمة ، لا سيما رواته رواة العامة ، فيكون أبلغ في الحجة واوضح في الصحة ، رزقنا الله العلم والعمل بما أدى إلينا الهداة الائمة ( عليهم السلام ) .
عن إبراهيم بن رجاء الشيباني ، قال :
قيل لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : ما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله لعلي يوم الغدير : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ؟ قال : فاستوى جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قاعدا ثم قال : سئل والله عنها رسول الله فقال :
الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر معي لهم ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه »
علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
« أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما ، فهو معي في درجتي يوم القيامة »
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته »
عن ابن عباس ، قال :
« خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتق وهذا على عاتق ، وهو يلثم مرة وهذا مرة ، فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : انك تحبهما ؟ قال : اني احبهما واحب من يحبهما ، فان من أحبهما فقد أحبني ، ومن ابغضهما فقد أبغضني »
عن زيد بن مطرف قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أراد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وذريته ، فإنهم لم يخرجوكم من باب هدى ولم يدخلوكم في باب ضلالة »
عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« يا علي ! أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجة الله على رعيته ، وأنت ركن الايمان ، وأنت مصباح الدجى ، وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم .
الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم .
وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، لا يحبك إلا طاهر الولادة [ ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ] ، وما عرج بي ربي إلى السماء قط ، وكلمني ربي إلا قال [ لي ] : يا محمد اقرء عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك هذه الكرامة ( يا علي )
عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) انه قال :
« يا أبا بصير ! نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك حقا على الله عز وجل »
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا تستخفوا بفقراء شيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعترته من بعده ، فان الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر »
عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« يا علي أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوة وانت المجتبى للإمامة وأنا صاحب التنزيل وانت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وان الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، والله أن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض .
يا علي أنت أمين امتي وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي حزبي حزب الله ، ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون )
عن ابن عباس قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون : « يا علي ! أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام امتي بعدي ، والى الله من والاك وعادى الله من عاداك ، وأبغض من أبغضك ، ونصر من نصرك وخذل من خذلك ، يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي ، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ! فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فقال ان عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين »
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه [ عن علي ] ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة »
عن نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :
« إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله ؟ فيقول علي : هاأنا ذا ، قال : فينادي المنادي : يا علي أدخل الجنة من أحبك ، ومن عاداك النار وأنت قسيم الجنة والنار »
، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه رجل فقال : يارسول الله أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة الى الصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى حسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ان مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظمة ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاء بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرة [ وأعظم منه غنيمة وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ] ؟ قالوا : بلى يارسول الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انظروا إلى هذا المقبل [ إليكم ] .
فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول الله : ان هذا الرجل لقد صعد له في هذا اليوم الى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له قالوا : بماذا يارسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم بما صنع في هذا اليوم .
فأقبل إليه أصحاب رسول الله وقالوا له : هنيئا لك ما بشرك به رسول الله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت ان تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لأعتاض منها بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : النظر الى وجه علي بن أبي طالب عبادة .
فقال رسول الله : إي والله عبادة وأي عبادة انك يا عبد الله ذهبت تبتغي ان تكسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت منه بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وانت محب له ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من ان لو كانت الدنيا كلها [ لك ] ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مسيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك »
عن عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :
« يا علي ! أنت خليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث من آدم ، وكسام من نوح ، وكاسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسى ، وكشمعون من عيسى ، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي عني ديني وتنجز عداتي .
يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو السبطين الحسن والحسين ، يا علي ان الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك .
يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وانا منك ، يا علي ان الله تعالى طهرنا واصطفانا لم تلتف لنا أثواب على سفاح قط من لدن آدم ، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته ، يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي مقتول .
فقال علي : يارسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ، انك لن تضل ولن تزل ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي »
المصدر كتاب بشارة المصطفى صل الله عليه واله لشيعة المرتضى عليه الصلاة السلام
احاديث النبي محمد و الائمة المعصومين من اهل البيت عليهم السلام اجمعين في حق شيعتهم ومحبيهم
علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : قال سلمان الفارسي ( رحمه الله ) :
« كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله إذ اقبل علي بن أبي طالب فقال [ له ] ألا ابشرك يا علي ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل انه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس من الامم بثمانين عاما »
عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :
« ان الله تبارك وتعالى يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم (3) على ما كان منهم من الذنوب والعيوب ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم مستورة عوراتهم ، قد اعطوا الأمن والامان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ قد ذللت من غير رياض ، أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحرير لكرامتهم على الله تعالى »
عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ان رجلا سأله عن القيامة فقال :
« إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وجمع ما خلق (6) في صعيد واحد ، ثم نزلت ملائكة سماء الدنيا فأحاطت بهم صفا ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ثم نزلت ملائكة سماء الثانية فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادق ، فصعق الرجل فلما أفاق قال : يابن رسول الله أين علي وشيعته ؟ قال : على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب لا يحزنهم ذلك »
قال عمر بن الخطاب : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) في حظيرة القدس في قبة بيضاء ، وهي قبة المجد وشيعتنا عن يمين الرحمان تبارك وتعالى »
عن أبي اسحاق السبيعي ، قال :
« دخلنا على مسروق الأجدع ، فإذا عنده ضيف له لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخيبر ، فلما قالها عرفنا انه كانت له صحبة مع النبي ، قال : فجاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبي فقالت : يارسول الله ! اني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب والاخ والعم ، وإن حدث بك حدث فالى من ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الى هذا ـ وشار الى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
ثم قال : ألا احدثكم بما حدثني به الحارث الاعور ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ما جاء بك يا أعور ؟ قال : قلت : حبك يا أمير المؤمنين ، قال : الله ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثا .
ثم قال ( عليه السلام ) : أما أنه ليس عبد [ من عباد الله ] ممن امتحن الله قلبه بالايمان إلا وهو يجد مودتنا ( ومحبتنا ) على قلبه [ فهو يحبنا ] ، وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه ( فهو يبغضنا ) (7) ، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم »
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فالى النار هوى »
عن شريك ، قال : « كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه ، إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش ، وقال : يا سليمان الاعمش اتق الله وحده لا شريك له واعلم انك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل .
فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا ! اقعدوني اسندوني ، ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أدخلا الجنة كل من أحبكما والنار من أبغضكما وهو قول الله عز وجل : ( القيا في جهنم كل كفار عنيد ) ، فقال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا .
قال الفضل : سألت الحسن فقلت : من الكافر ؟ قال : الكافر بجدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حق علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) »
عبد الرحمان بن قيس الأرحبي ، قال :
« كنت جالسا مع علي بن أبي طالب على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر ، فوثب ليدخل ، فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه ، وقال : يا أمير المؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال : أولم تكن في حديث كثير ؟ قال : بلى ولكن حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال ( عليه السلام ) : حدثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
اني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين ، مبيضة وجوههم ، ويرد عدونا ظماء مظمئنين ، مسودة وجوههم ، خذها إليك قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، أرسلني يا أخا همدان ، ثم دخل القصر »
عن همام بن أبي علي ، قال : قلت لكعب الحبر : ما تقول في هذه الشيعة شيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ قال :
« يا همام اني لأجد صفتهم في كتاب الله المنزل انهم حزب الله ( ورسوله ) وأنصار دينه وشيعة وليه ، وهم خاصة الله من عباده ونجبائه من خلقه ، اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنته مسكنهم الجنة في الفردوس الأعلى (1) في خيام الدر وغرف اللؤلؤ .
وهم في المقربين الأبرار يشربون من الرحيق المختوم وتلك عين يقال لها تسنيم لا يشرب منها غيرهم ، فان التسنيم عين وهبها الله تعالى لفاطمة بنت محمد زوجة علي بن أبي طالب ، تخرج من تحت قائمة قبتها على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك ثم تسيل فيشرب منها شيعتها وأحباؤها .
وان لقبتها أربع قوائم : قائمة من لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنة يقال لها : السلسبيل ، وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها طهورا ، وهي التي قال الله تعالى في كتابه : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) ، وقائمة من زمردة خضراء تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر وعسل .
فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلا التسنيم فانها تسيل إلى عليين فيشرب منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي وأحباؤه ، وذلك قول الله عز وجل في كتابه ( ويسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك * وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون ) فهنيئا لهم ، ثم قال كعب : والله لا يحبهم إلا من أخذ الله عز وجل منه الميثاق » .
قال محمد بن أبي القاسم : لحري أن يكتب الشيعة هذا الخبر بالذهب لايمانهم وتحفظه وتعمل بما فيه وبما تدرك به هذه الدرجات العظيمة ، لا سيما رواته رواة العامة ، فيكون أبلغ في الحجة واوضح في الصحة ، رزقنا الله العلم والعمل بما أدى إلينا الهداة الائمة ( عليهم السلام ) .
عن إبراهيم بن رجاء الشيباني ، قال :
قيل لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : ما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله لعلي يوم الغدير : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ؟ قال : فاستوى جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قاعدا ثم قال : سئل والله عنها رسول الله فقال :
الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر معي لهم ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه »
علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
« أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما ، فهو معي في درجتي يوم القيامة »
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته »
عن ابن عباس ، قال :
« خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتق وهذا على عاتق ، وهو يلثم مرة وهذا مرة ، فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : انك تحبهما ؟ قال : اني احبهما واحب من يحبهما ، فان من أحبهما فقد أحبني ، ومن ابغضهما فقد أبغضني »
عن زيد بن مطرف قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« من أراد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وذريته ، فإنهم لم يخرجوكم من باب هدى ولم يدخلوكم في باب ضلالة »
عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« يا علي ! أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجة الله على رعيته ، وأنت ركن الايمان ، وأنت مصباح الدجى ، وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم .
الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم .
وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، لا يحبك إلا طاهر الولادة [ ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ] ، وما عرج بي ربي إلى السماء قط ، وكلمني ربي إلا قال [ لي ] : يا محمد اقرء عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك هذه الكرامة ( يا علي )
عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) انه قال :
« يا أبا بصير ! نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك حقا على الله عز وجل »
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« لا تستخفوا بفقراء شيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعترته من بعده ، فان الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر »
عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« يا علي أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوة وانت المجتبى للإمامة وأنا صاحب التنزيل وانت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وان الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، والله أن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض .
يا علي أنت أمين امتي وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي حزبي حزب الله ، ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون )
عن ابن عباس قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون : « يا علي ! أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام امتي بعدي ، والى الله من والاك وعادى الله من عاداك ، وأبغض من أبغضك ، ونصر من نصرك وخذل من خذلك ، يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي ، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ! فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فقال ان عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين »
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه [ عن علي ] ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة »
عن نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :
« إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله ؟ فيقول علي : هاأنا ذا ، قال : فينادي المنادي : يا علي أدخل الجنة من أحبك ، ومن عاداك النار وأنت قسيم الجنة والنار »
، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه رجل فقال : يارسول الله أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة الى الصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى حسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ان مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظمة ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاء بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرة [ وأعظم منه غنيمة وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ] ؟ قالوا : بلى يارسول الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انظروا إلى هذا المقبل [ إليكم ] .
فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول الله : ان هذا الرجل لقد صعد له في هذا اليوم الى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له قالوا : بماذا يارسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم بما صنع في هذا اليوم .
فأقبل إليه أصحاب رسول الله وقالوا له : هنيئا لك ما بشرك به رسول الله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت ان تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لأعتاض منها بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : النظر الى وجه علي بن أبي طالب عبادة .
فقال رسول الله : إي والله عبادة وأي عبادة انك يا عبد الله ذهبت تبتغي ان تكسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت منه بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وانت محب له ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من ان لو كانت الدنيا كلها [ لك ] ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مسيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك »
عن عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :
« يا علي ! أنت خليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث من آدم ، وكسام من نوح ، وكاسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسى ، وكشمعون من عيسى ، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي عني ديني وتنجز عداتي .
يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو السبطين الحسن والحسين ، يا علي ان الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك .
يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وانا منك ، يا علي ان الله تعالى طهرنا واصطفانا لم تلتف لنا أثواب على سفاح قط من لدن آدم ، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته ، يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي مقتول .
فقال علي : يارسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ، انك لن تضل ولن تزل ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي »
المصدر كتاب بشارة المصطفى صل الله عليه واله لشيعة المرتضى عليه الصلاة السلام
تعليق