[أعرابي يمدح علياً في مجلس معاوية]: وروى العلاّمة المجلسي (قدس سره) أيضاً في المجلّد 8 من البحار ص 585، ط الأولى أنّه دخل أعرابي على معاوية وعنده أهل الشام ليس فيهم غيرهم، ومعاوية يكلّمهم ويقول لهم: يا أهل الشام قد عرفتم حبّي لكم وسيرتي فيكم، وقد بلغكم صنيع علي بالعراق وتسويته بين الشريف وبين من لا يُعرف قدره. فقال رجل منهم: لا يهدّ الله ركنك، ولا يعدمك ولدك، ولا يرينا فقدك.
قال: فما تقولون في أبي تراب؟ فقال رجل منهم ما أراد، ومعاوية ساكت وعنده عمرو بن العاص ومروان بن الحكم، فتذاكرا علياً بغير الحقّ، فوثب الأعرابي من آخر المجلس فقال: يا معاوية تسأل أقواماً في طغيانهم يعمهون، اختاروا الدنيا على الآخرة، والله لو سألتهم عن السنّة ما أقاموها، فكيف يعرفون علياً وفضله، أقبل عليَّ أخبرك ثمّ لا تقدر أن تُنكر أنت ولا من عن يمينك، يعني عمرو بن العاص.
هو والله الرفيع جاره، الطويل عماده، دمّر الله به الفساد، وأباد به الشرك، ووضع به الشيطان وأولياءه، وضعضع به الجور، وأظهر به العدل، ونطق زعيم الدين. وأطاب المورد، وأضحى الداجي، وانتصر به المظلوم، وهدم به بنيان النفاق، وانتقم به من الظالمين، وأعزّ به المسلمين، كريح رحمةٍ أثارت سحاباً متفرّقاً بعضه إلى بعض حتّى التحم واستحكم فاستغلظ فاستوى، ثمّ تجاوبت نواتقه، وتلألأت بوارقه واسترعد خرير مائه، فأسقى وأروى عطشانه، وتداعت جنانه، واستقلّت به أركانه، واستكثر وابله، ودام رزانه، وتتابع مهطوله، فرويت البلاد واخضرّت وأزهرت، ذاك علي بن أبي طالب سيّد العرب وإمام الأمّة وأفضلها وأعلمها وأجملها وأحكمها، أوضح للناس سيرة الهدى بعد السعي في الردى، وهو والله إذا اشتبهت الأمور وهاب الجسور واحمرّت الحدق وانبعث الفلق وأبرقت البواتر، استربط عند ذلك جاشه وعُرف بأسه، ولاذ به الجبان الهلوع فنفّس كربته وحمى حمايته، مستغنٍ برأيه عن مشورة ذوي الألباب، برأي صليب وحلمٍ أريب مجيب للصواب مصيب. فأمسك القوم جميعاً، وغضب معاوية لعنه الله وقال: أخرجوه، فأخرجوه من المجلس سحباً.
قال: فما تقولون في أبي تراب؟ فقال رجل منهم ما أراد، ومعاوية ساكت وعنده عمرو بن العاص ومروان بن الحكم، فتذاكرا علياً بغير الحقّ، فوثب الأعرابي من آخر المجلس فقال: يا معاوية تسأل أقواماً في طغيانهم يعمهون، اختاروا الدنيا على الآخرة، والله لو سألتهم عن السنّة ما أقاموها، فكيف يعرفون علياً وفضله، أقبل عليَّ أخبرك ثمّ لا تقدر أن تُنكر أنت ولا من عن يمينك، يعني عمرو بن العاص.
هو والله الرفيع جاره، الطويل عماده، دمّر الله به الفساد، وأباد به الشرك، ووضع به الشيطان وأولياءه، وضعضع به الجور، وأظهر به العدل، ونطق زعيم الدين. وأطاب المورد، وأضحى الداجي، وانتصر به المظلوم، وهدم به بنيان النفاق، وانتقم به من الظالمين، وأعزّ به المسلمين، كريح رحمةٍ أثارت سحاباً متفرّقاً بعضه إلى بعض حتّى التحم واستحكم فاستغلظ فاستوى، ثمّ تجاوبت نواتقه، وتلألأت بوارقه واسترعد خرير مائه، فأسقى وأروى عطشانه، وتداعت جنانه، واستقلّت به أركانه، واستكثر وابله، ودام رزانه، وتتابع مهطوله، فرويت البلاد واخضرّت وأزهرت، ذاك علي بن أبي طالب سيّد العرب وإمام الأمّة وأفضلها وأعلمها وأجملها وأحكمها، أوضح للناس سيرة الهدى بعد السعي في الردى، وهو والله إذا اشتبهت الأمور وهاب الجسور واحمرّت الحدق وانبعث الفلق وأبرقت البواتر، استربط عند ذلك جاشه وعُرف بأسه، ولاذ به الجبان الهلوع فنفّس كربته وحمى حمايته، مستغنٍ برأيه عن مشورة ذوي الألباب، برأي صليب وحلمٍ أريب مجيب للصواب مصيب. فأمسك القوم جميعاً، وغضب معاوية لعنه الله وقال: أخرجوه، فأخرجوه من المجلس سحباً.
* * *
تعليق