.. بسم ألله الرحمن الرحيم.. ..والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين..إنّ علياً /ع/ لم يحتجب لحظة ما خلف الذات بل إجتازها ودكّها دكّاً في ذات ألله تعالى والمجتمع حتى صار /ع/ بحق وحقيقية مَظَهراً وتجلياً لله تعالى في خلقه ............فحين النظر إلى حياة عليٍ /ع/ تجد فيه عابداً ممتازا وأوّلا .....ولكن لم تكن عبادته /ع/ مجرد ظواهر بل كانت واقع زاخر بالأخلاص والوعي وحضور القلب والصدق المدمج بالعمل .............. وهذه هي العبادة الحقّة والفعّالةُ في الذات والمجتمع .........فعلي /ع/ كان في ليله راهبا بين يدي ربه تعالى يتململ تململ السليم (أي الملدوغ من الحيّة ) ومعنى هذا أنه /ع/ كان يستشعر الألم الحقيقي والخشية الواقعية من ألله تعالى وما أن يصبح الصباح حتى يتحول ألمه /ع/ الى حثٍ وتحضيض لذاته ولمجتمعه في التعاطي مع مفردات الناس من حوله فلذا نجده /ع/ كان من أعرف الناس بأحوال الفقراء والمساكين والمحرومين وأصحاب المظالم في وقتٍ كان هو الخليفة الفعلي والميداني والذي يتجول في النهار و يطوف بين رعيته متفقدا أحوالهم وواضعاً لحلولها بين حنايا قلبه الرحيم وفكره القويم...................فحينما كان يمُرُّ /ع/ بالتجار كان يرفع صوته ويقول /ع/ (( الفقه ثُمّ المتجَر ))وإذا رأى شخصا متأخرا في عمله كان /ع/ يحثه على العجلة ويُنادي /ع/ (( إغدوا الى عزّكم ))أي بكّروا بالذهاب الى العمل والكد والكسب الذي فيه رزقكم وعزكم وكرامتكم........................ففعلا عندما يكون للأنسان مصدر للعيش وتدبير الحياة يغدوا عزيزا وكريما ....... في كل مجال أجدُكَ يا علي /ع/ إنسانا رائعا وربانيا واقعا.......في القضاء كُنتَ عادلا لا تحيد عن الحق قيد شعرة..........في ساحة الجهاد رأيتُكَ فارسا شجاعا وقائدا معصوما ........هذا هو علي /ع/ قرآن حقيقي يتحرك بين قُرّائه وإسلام واقعي يدُبُ بروحه وشخصه في حياة الناس .............إنّ علياً /ع/ لم ولن يؤمن بثقافة الأحتجاب عن الرعيّة أبدا لأنها مفردة سلبية وأجنبية عن واقع الأسلام الأصيل ولم يتخفى /ع/ خلف جدران السلطة بل حطّمها وجعلها جسراً لبسط عدالته /ع/ ومساواته في مجتمعه...........والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته...
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
(( الأمامُ عليٌ/ع/ هو الأنسانُ الرباني والأجتماعي واقعا ))
تقليص
X
تعليق