شهادة مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) وهاني بن عروة ( رضي الله عنه )
وفي هذا اليوم ( 8 ذي الحجة ) ، كانت شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ( عليهما السلام ) في الكوفة .
وكان ملسم لما بمجئ أبن زياد الى الكوفة خرج من دار المختار حتى إنتهى الى دار هانئ بن عروة ، وأقبلت الشيعة تختلف اليه سراً .
ودعا ابن زياد مولى له يقال له معقل ، وقال : خذ ثلاثمائة درهم ثم أطلب مسلم بن عقيل وألتمس أصحابه ، فإذا ضفرت منهم بواحد أو جماعة فأعطهم هذه الدراهم وقل استعينوا بها على حرب عدوكم ، فإذا أطمأنوا أليك لم يكتموك شيئاً من أخبارهم ، ثم أغد عليهم ورح حتى تعرف مستقر مسلم بن عقيل ، ففعل ما أمره به ابن زياد حتى على بخبره .
وخاف هانئ بن عروة على نفسه من عبيد الله بن زياد فانقطع عن حضوره مجلس تمارض ، فسأل عنه ، فقيل له : انه يشتكي ، فقال : قد بلغني أنه يجلس على باب داره ، فالقوة ومروة إلا يدع ما عليه حقنا .
فأتوه فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير ؟ فقال لهم : الشكوى تمنعني من لقائه ، فقالوا له : بلغة أن تجلس على باب دارك عشية وقد أستبطأك ، فدعا بثيابه فلبسها ، ودعا ببغلته فكربها ، فلما دخل على أبن زياد ، قال له : ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ، جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الرجال والسلاح ، قال : ما فعلت ذلك ، قال : بلى .
ثم دعا أبن زياد زياد معقلاً ، فلما راه هانئ علم انه كان عيناً عليهم ، فقال . . والله ما دعوته إلى منزلي ولا علمت بشيئ من أمره حتى جاءني يسألني النزول فاستحييت من رده . .
فقال أبن زياد : والله لا تفارقني حتى تأتيني به ، قال : لا والله لا أتيك به ، وكثر الكلام بينهما حتى قال أبن زياد : والله لتأتيني به أو لأضبرن عنقك ، فقال هانئ : اذاً والله تكثر البارقة حول دارك . . . ، فقال : أدوني لتأتيني به أو لأضربن عنقك ، فقال هانئ : اذا والله تكثر البارقة حول ذلك . . . ، فقال : أدنوه مني ، فلم يزل يضرب وجهه بالقضب حتى كسر انفه ، وسيل الدماء على ثيابه ، وضرب هانئ يده الى قائم سيف شرطي وجاذبه الرجل ومنعه ، فقال ابن زياد : دخل : قد حل لنا قتلك ، فجروه فألقوه في بيت من بيوت الدار وأغلغوا عليه بابه .
وبلغ مسلم الخبر فأمر أن ينادى في الناس ، فملأ بهم الدور . . فتداعى الناس فأمتلأ المسجد منهم والسوق ، وما زالوا يزيدون حتى المساء ، وليس مع ابن زياد الا ثلاثون رجلاً ، فأمر جماعة من رؤوس القبائل أن يسيروا في الكوفة ويخذلوا الناس عن مسلم بن عقيل ، ويعلموهم بوصول الجند من الشام . . . فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون . . فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه من أصحابه إلا ثلاثون رجلاً .
فلما رأى ذلك خرج متوجهاً نحو أبواب كندة ، فلما بلغ الباب ومعه عشرة منهم ، فخرج من الباب فليس معه أنسان . فمشى حتى أنتهى إلى الباب أرأة يقال لها طوعة ، فقال : يا أمة الله أسقيني ماء ، فسقته وجلس . فقالت : يا أبا عبد الله قم أذهب الى أهلك ، فقال : ما لي في هذا المصر منزل . . . أنا مسلم بن عقيل ، كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني ، قالت :أنت مسلم ؟ قال : نعم ، قالت : أدخل . فدخل بيتاً في دارها غير الذي تكون فيه . . فجاء أبنها ، فرآها تكثر الدخول إلى البيت والخروج منه ، فسألها عن ذلك فلم تخبره ، فقال : والله لتخبريني ، فأخذت عليه الإيمان لأن لا يخبر أحداً ، فحلف فأخبرته ، وأصبح فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعت فأخبره بمكان مسلم ، فأقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه وهو عند ابن زياد فساره ، فقال : قم فاتني به الساعة .
فقام ، وبعث معه 70 رجلاً من قيس ، حتى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فخرج إليهم بسيفه ، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ، واختلف هو وبكر بن حمران ، فضرب بكر في مسلم فقطع شفته العلياء وأسرع في السلفى ، وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة ، وثنى بأخرى على حبل العاتق . . . فقال له محمد بن الاشعث : لك الأمان ، لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول :
أقسمت أن لا أقتل الا iiحراً أن رأيت الموت شيئاً نكرا
كل أمرئ يوماً ملاق iiشراً أخـاف أن أكذب أو iiأغرا فقال محمد بن الاشعث : أنك لا تكذب ، ولا تغر ، فلا تجزع ، أن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ، وقد عجز عن القتال وأسند ظهره الى جنب تلك الدار .
فقال مسلم : أما لو تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، فأتي ببلغه فركبها . . وأقبل على محمد بن الاشعث وقال ، أني أراك والله تعجز عن أماني ، فهل عندك خير ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني أن يبلغ حسيناً ، فاني لا اراه الا خرج إليكم اليوم أو غداً ـ ويقول : ان أبن قيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أن يمسي حتى يقتل ، وهو يقول : أرجع فداك أبي أمي بأهل بيتك ، ولا يغرنك أهل الكوفة ، فقال ابن الاشعث : والله لأفعلن ، ولأعلمن ابن زياد أني قد آمنتك.
وأقبل ابن الاشعث بابن عقيل الى باب القصر ، ودخل على عبيد الله بن زياد فأخبره خبراً فما كان من أمانة ، فقال ابن زياد : ما أنت والأمان . . إنما أرسلناك لتأينا به ، فسكت أبن الاشعث .
وأمر ابن زياد بادخال مسلم ، فلما دخل لم يسلم عليه بالأمرة . . فقال ابن زياد : لعمري لتقتلن قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام ، فقال له مسلم : أنت أحق من أحدث في الإسلام ، وأنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة ، وخبث السيرة واؤم الغلبة .
ثم قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ثم أتبعوه جسده . . .
فصعد وجعل مسلم يكبر الله ويستغفره : ويصلي على النبي وآله ، ويقول .
اللهم احكم ببنا وبينة قوم غرونا وخذولنا ، وضؤت عنقه واتبعت جسده رأسه .
وأمر هانئ بن عروة فاُخرج إلى السوق وضربت عنقه ، وهو يقول : اللهم إلى رحمتك ورضوانك .
وفي قتلها يقول عبد الله بن الزبير الأسدي :
ان كنت لا تدين الموت iiفانظري الى هانئ في السوق وابن عقيل
الـى بطل قد هشم السيف iiوجه وآخـر يـهوي من طمار قتيل وبعث ابن زياد لعنه الله برأسيهما الى يزيد بن معاوية لعنه الله .
وفي هذا اليوم ( 8 ذي الحجة ) ، كانت شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ( عليهما السلام ) في الكوفة .
وكان ملسم لما بمجئ أبن زياد الى الكوفة خرج من دار المختار حتى إنتهى الى دار هانئ بن عروة ، وأقبلت الشيعة تختلف اليه سراً .
ودعا ابن زياد مولى له يقال له معقل ، وقال : خذ ثلاثمائة درهم ثم أطلب مسلم بن عقيل وألتمس أصحابه ، فإذا ضفرت منهم بواحد أو جماعة فأعطهم هذه الدراهم وقل استعينوا بها على حرب عدوكم ، فإذا أطمأنوا أليك لم يكتموك شيئاً من أخبارهم ، ثم أغد عليهم ورح حتى تعرف مستقر مسلم بن عقيل ، ففعل ما أمره به ابن زياد حتى على بخبره .
وخاف هانئ بن عروة على نفسه من عبيد الله بن زياد فانقطع عن حضوره مجلس تمارض ، فسأل عنه ، فقيل له : انه يشتكي ، فقال : قد بلغني أنه يجلس على باب داره ، فالقوة ومروة إلا يدع ما عليه حقنا .
فأتوه فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير ؟ فقال لهم : الشكوى تمنعني من لقائه ، فقالوا له : بلغة أن تجلس على باب دارك عشية وقد أستبطأك ، فدعا بثيابه فلبسها ، ودعا ببغلته فكربها ، فلما دخل على أبن زياد ، قال له : ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ، جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الرجال والسلاح ، قال : ما فعلت ذلك ، قال : بلى .
ثم دعا أبن زياد زياد معقلاً ، فلما راه هانئ علم انه كان عيناً عليهم ، فقال . . والله ما دعوته إلى منزلي ولا علمت بشيئ من أمره حتى جاءني يسألني النزول فاستحييت من رده . .
فقال أبن زياد : والله لا تفارقني حتى تأتيني به ، قال : لا والله لا أتيك به ، وكثر الكلام بينهما حتى قال أبن زياد : والله لتأتيني به أو لأضبرن عنقك ، فقال هانئ : اذاً والله تكثر البارقة حول دارك . . . ، فقال : أدوني لتأتيني به أو لأضربن عنقك ، فقال هانئ : اذا والله تكثر البارقة حول ذلك . . . ، فقال : أدنوه مني ، فلم يزل يضرب وجهه بالقضب حتى كسر انفه ، وسيل الدماء على ثيابه ، وضرب هانئ يده الى قائم سيف شرطي وجاذبه الرجل ومنعه ، فقال ابن زياد : دخل : قد حل لنا قتلك ، فجروه فألقوه في بيت من بيوت الدار وأغلغوا عليه بابه .
وبلغ مسلم الخبر فأمر أن ينادى في الناس ، فملأ بهم الدور . . فتداعى الناس فأمتلأ المسجد منهم والسوق ، وما زالوا يزيدون حتى المساء ، وليس مع ابن زياد الا ثلاثون رجلاً ، فأمر جماعة من رؤوس القبائل أن يسيروا في الكوفة ويخذلوا الناس عن مسلم بن عقيل ، ويعلموهم بوصول الجند من الشام . . . فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون . . فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه من أصحابه إلا ثلاثون رجلاً .
فلما رأى ذلك خرج متوجهاً نحو أبواب كندة ، فلما بلغ الباب ومعه عشرة منهم ، فخرج من الباب فليس معه أنسان . فمشى حتى أنتهى إلى الباب أرأة يقال لها طوعة ، فقال : يا أمة الله أسقيني ماء ، فسقته وجلس . فقالت : يا أبا عبد الله قم أذهب الى أهلك ، فقال : ما لي في هذا المصر منزل . . . أنا مسلم بن عقيل ، كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني ، قالت :أنت مسلم ؟ قال : نعم ، قالت : أدخل . فدخل بيتاً في دارها غير الذي تكون فيه . . فجاء أبنها ، فرآها تكثر الدخول إلى البيت والخروج منه ، فسألها عن ذلك فلم تخبره ، فقال : والله لتخبريني ، فأخذت عليه الإيمان لأن لا يخبر أحداً ، فحلف فأخبرته ، وأصبح فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعت فأخبره بمكان مسلم ، فأقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه وهو عند ابن زياد فساره ، فقال : قم فاتني به الساعة .
فقام ، وبعث معه 70 رجلاً من قيس ، حتى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فخرج إليهم بسيفه ، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ، واختلف هو وبكر بن حمران ، فضرب بكر في مسلم فقطع شفته العلياء وأسرع في السلفى ، وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة ، وثنى بأخرى على حبل العاتق . . . فقال له محمد بن الاشعث : لك الأمان ، لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول :
أقسمت أن لا أقتل الا iiحراً أن رأيت الموت شيئاً نكرا
كل أمرئ يوماً ملاق iiشراً أخـاف أن أكذب أو iiأغرا فقال محمد بن الاشعث : أنك لا تكذب ، ولا تغر ، فلا تجزع ، أن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ، وقد عجز عن القتال وأسند ظهره الى جنب تلك الدار .
فقال مسلم : أما لو تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، فأتي ببلغه فركبها . . وأقبل على محمد بن الاشعث وقال ، أني أراك والله تعجز عن أماني ، فهل عندك خير ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني أن يبلغ حسيناً ، فاني لا اراه الا خرج إليكم اليوم أو غداً ـ ويقول : ان أبن قيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أن يمسي حتى يقتل ، وهو يقول : أرجع فداك أبي أمي بأهل بيتك ، ولا يغرنك أهل الكوفة ، فقال ابن الاشعث : والله لأفعلن ، ولأعلمن ابن زياد أني قد آمنتك.
وأقبل ابن الاشعث بابن عقيل الى باب القصر ، ودخل على عبيد الله بن زياد فأخبره خبراً فما كان من أمانة ، فقال ابن زياد : ما أنت والأمان . . إنما أرسلناك لتأينا به ، فسكت أبن الاشعث .
وأمر ابن زياد بادخال مسلم ، فلما دخل لم يسلم عليه بالأمرة . . فقال ابن زياد : لعمري لتقتلن قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام ، فقال له مسلم : أنت أحق من أحدث في الإسلام ، وأنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة ، وخبث السيرة واؤم الغلبة .
ثم قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ثم أتبعوه جسده . . .
فصعد وجعل مسلم يكبر الله ويستغفره : ويصلي على النبي وآله ، ويقول .
اللهم احكم ببنا وبينة قوم غرونا وخذولنا ، وضؤت عنقه واتبعت جسده رأسه .
وأمر هانئ بن عروة فاُخرج إلى السوق وضربت عنقه ، وهو يقول : اللهم إلى رحمتك ورضوانك .
وفي قتلها يقول عبد الله بن الزبير الأسدي :
ان كنت لا تدين الموت iiفانظري الى هانئ في السوق وابن عقيل
الـى بطل قد هشم السيف iiوجه وآخـر يـهوي من طمار قتيل وبعث ابن زياد لعنه الله برأسيهما الى يزيد بن معاوية لعنه الله .
تعليق