بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
يقف القلم عن الكتابة حائرا !! ماذا يكتب عندما يصل عند كلمة ( العــــــــــــراق ) بل أعظم وأكبر من مجرد كلمة ؟؟
هل يكتب الجنة التي تحولت إلى نار بفعل أهل البغي والضلال؟؟
هل يكتب هي واحة الأمن والأمان أم يكتب هي من سلب منها الأمن وسبي الأمان ؟؟
لا أعرف ماذا أكتب أمام بلد وأرض بها أشرف بقاع العالم ويعتنق ترابها أشرف أجساد ويسكنها أطهر أرواح بل هي جنة غدر بها وأحرقت بل وكل يوم تحرق وتسلب وتدمر.
يا ترى إلى متى ستظل العراق على هذا الحال ؟؟ كل يوم قتل_ تشريد _تفجير .... ؟؟
إلى متى تستنزف الأرواح البشرية والخيرات الطبيعية وآمال وأحلام و عزوم شبابية... ؟؟
لا أظن أن العالم غافل بحال العراق وما يجري عليه ولكن متى سيصحو العالم ويلتفت إلى العراق ؟؟
ولا أظن أننا نسينا قضية فلسطين ومئاسيها ومصائبها وما يجري فيها إلى يومنا هذا ولم ننسى لبنان وشهدائها الأبرار ..... إلى متى يا عالم ؟؟!! متى ستصحوا من غفلتك ؟؟
أهل العراق هم أهلنا وهم أبنائنا أتعلمون لماذا ؟!
_ لأنهم هم من بني آدم وكلنا من نسله .
_ لأنهم من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي تباهى الباري عز وجل بها في القرآن .
_ لأنهم من أمتنا العربية أمة الإسلام والقرآن الكريم .
_ لأنهم من أكثر دول العالم التي تضم المسلمين بل وعلماء وعظماء المسلمين .
ولأنهم .....ولأنهم ......ولأنهم ...
أريد أن أوجه سؤال لمن قست نفسه وعمي قلبه ومد يد ظالمة على العراق الجريح ماذا تستفيد ؟!
ماذا ستستفيد عندما ترى أطفال في قمة البرائه بل هم البرائه نفسها مجرد أشلاء من أعمالك الإجرامية ؟؟
ماذا تستفيد وأنت ترى شباب في سن الزهور منتشر على الأرض والدماء تغطي أجسادهم ؟؟
ماذا تستفيد وأنت تيتم الأطفال وتشردهم ؟؟
ماذا تستفيد وأنت ترمل النساء وتجعلهم كالغرباء في أوطانهم ؟؟
ماذا تستفيد عندما تهدم البنيان وتشرد عوائل وتجعلهم بلا مبنى ولا ملجأ ؟؟
ماذا تستفيد عندما تنشر الرعب والخوف والفزع في نفوس البشر؟؟
ماذا تستفيد وأنت تعدم الأمن وتقتل الآمان في بلاد تتوق لهما ؟؟
والأهم من هذا كله ماذا ستجيب عندما تقف بين يدي بارئك ويسألك لماذا أفسدت في الأرض ونشرت فيها الفساد وقتلت النفس التي حرمت إلا بالحق ؟؟
((أجب لو بجواب واحد يقتنع به عاقل ))
رسالتي إلى شعب العراق الجريح :
إن الإمام زين العابدين عليه السلام يقول فيما معنى حديثه الشريف بأن الله سبحانه وتعالى يبتلينا ليميز الصادق من الكاذب ، وأنتم إن شاء الله من الصادقين ومن الصابرين الممتحنين .
وقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بما معنى حديثة أن المؤمن ككفتي الميزان كلما زاد إيمانه زاد بلائه ، ومن الحديث السابق نستنتج بأن العراق والحمد لله تظم عدد كبير من المؤمنين بل من زيد في قوة إيمانهم وهذا شرف لا يعلوه شرف .
وهذا البلاء النازل عليكم من الله عز وجل إما امتحان منه إليكم أم تكفيرا لذنوبكم و آثامكم فعليكم بالصبر الدائم ولا تنسون بأن للصابرين ثواب عظيم عند الباري ، والأعظم من ذلك بأن الله معكم وإن تشرفتم بالشهادة فلا أظنكم غافلون عن الثواب الكبير وأنكم ستحظون بالفوز العظيم .
ولمن استشهد لهم شخص سواء كان أم أو أب أو أخ أو أخت أو عزيز ...... فأنتم لستم بأفضل من زينــــــب كعبة الأحزان ومن استشهد منكم ليس أعظم من أبـــــا الأحـــرار عليه السلام ومن استشهد معه في يوم العاشر وأنا على ثقة بأنكم على علم بما جرى في يوم العاشر من محرم من محن ومصائب تهد الجبال، اقتبسوا ولو القليل من صبر الحسين وصبر زينب عليهم السلام فهم قدوتنا وثقوا بالله عز وجل وتوكلوا عليه وإن شاء الله العراق عن قريب ستصبح من أفضل البلاد بكم وبثقتكم بالباري عز وجل وأهل البيت عليهم السلام وأظنكم تعلمون بأن شهدائكم أحياء عند ربهم يرزقون وأعلموا أنهم شرفوكم وأصبحوا مصدر فخر لكم على مر العصور لمجرد ذكرهم .
ودعائي من القلب لكم أن يفك الباري سبحانه وتعالى ضيقكم ويفرج همكم وغمك ويرجع غائبكم ويرحم شهدائكم ويجمعكم معهم في أعلى الجنان بجوار النبي وآله الأطهار عليهم السلام وأن نرى العراق إن شاء الله عن قريب في القمم دائم وأبدا وكلنا إن شاء الله معكم موفقين .
تحياتي : عاشقة عبدالله الرضيع
تعليق