بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
انّ السبب في عدم وحدة الأمة الاسلامية بذرة بُذرت بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله مباشرة عندما تغير منظار المسلمين وتحول من الحياة الأبدية في الآخرة الى الحياة الدنيا الفانية والزائلة، فأصبح همّهم كيفية الاعتلاء على عرش خلافة المسلمين- حتى لو أثار ذلك سخط الله وغضبه-..
فمن هناك بدأت عملية التضعضع العام في أركان الاسلام وأخذت تتقهقر سبل النصر رويداً رويداً- مع انّ هناك كانت فئة قليلة مؤمنة تعمل على تثبيت أركان الاسلام مع كل مناسبة وكلما سنحت الفرصة-..
فشيئاً شيئاً أصبحت الحرب بين المسلمين أنفسهم، فأخذت تلك الفئة القليلة على عاتقها حفظ بيضة الاسلام أمام هذا المدّ الباطل فأسالت دماءها رخيصة في سبيل ذلك..
فبدلاً أن تتوحد تلك الدماء ضد أعداء الدين أصبحت تراق في سبيل السلطة والتسلط وهذا كله على حساب دولة الله في الأرض..
ولكن تلك الفئة على قلّتها أصبحت تقاتل على جبهتين داخلية وخارجية، فكان النصر حليفها دائماً- نعم بالحسابات العسكرية لم يكن نصراً ولكن بالنظر الى إعلاء كلمة الحق تعرف من المنتصر-
ومن هنا نعرف بانّه ليس بالضرورة أن يكون الانتصار عسكرياً، ومعركة الطف خير دليل على ذلك..
فالأمة التي تقتل سيد شباب أهل الجنّة وبكل جرأة ووقاحة كيف لها أن تنتصر على أعدائها، فهي قد فرّطت بمبادئها التي أرساها لها رسولها الكريم صلّى الله عليه وآله، ومن يفرّط بمبادئه تجده ذليلاً دائماً يستدر العطف والتملق حتى من أعداء الله ويعتبرهم أصدقاء له، فيكون خاسراً أبداً...
الأخ القدير عمّار الطائي..
متجدّد دائما في طرحك للمواضيع وهذا هو سرّ تألقك وإبداعك من غير تجميل...
اترك تعليق: