بسم الله الرحمن الرحيم
تعرض القران الكريم إلى العديد من الشبهات التي أثيرت أمام الاعتقاد بالمعاد ومن خلال الاحتجاجات التي وردت في القرآن الكريم وأسلوب أجوبته عن تلك الشبهات ، يمكن أن نُعنون الشبهات التي كانت تدور في أذهانهم، ونحاول هنا ان نستعرض أهمها وننظمها بما يتناسب والأجوبة عنها:
1 – شبهة عدم امكان إعادة المعدوم
ملخص الشبهة : كيف يحيى الإنسان من جديد بعد ان يضمحل ويتلاشى بدنه ؟
فهل من الممكن ان يرجع للحياة بعد ان يتحول إلى تراب ؟
فنلاحظ ان السبب في إنكار هؤلاء للمعاد هو تلك الشبهة التي يعبر عنها بـ (استحالة إعادة المعدوم)، اي ان هؤلاء كانوا يعتقدون بان حقيقة الإنسان هي عبارة عن هذا البدن المادي الذي يتلاشى وينعدم بالموت، وإذا ردت له الحياة من جديد بعد الموت، فهو إنسان آخر لا هو عين الأول، لان إعادة المعدوم أمر محال وممتنع.
والجواب :وهو المشار إليه بقوله تعالى :
(وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة:10- 11)
وهو ان حقيقة الإنسان وهويته قائمة بروحه، لا بأعضاء بدنه التي تتفرق في التراب بعد الموت فالهوية الشخصية لكل إنسان وحقيقته متمثلة بروحه الباقية بعد الموت والتي يتوفاها الله تعالى، وبعبارة أخرى : ان المعاد ليس هو إعادة للمعدوم، بل عودة الروح الموجودة إلى الجسد المادي مره أخرى.
2 - شبهة عدم قابلية البدن للحياة الجديدة
وهذه الشبهة يطرحونها بعد التنزل عن الشبهة الأولى والتسليم بجوابها بان يسلم ان حقيقة الإنسان إنما هو في الروح لا البدن وان الروح يمكن ان تعود إلى البدن ولكن قد يقال بعد ذلك: بان وقوع العودة فعلا وخارجا مشروط بقابلية البدن لتلك العودة ، ونحن نرى أن حصول الحياة منوط بشروط وأسباب خاصة، لابد من توفرها تدريجا، فمثلا: لابد من ان تستقر النطفة في الرحم ولابد من توفر شروط مناسبة لنموها وتكاملها، لتصبح جنينا متكاملا بالتدريج، ثم لتصبح إنسانا، ولكن البدن الذي يتلاشى يفقد قابليته واستعداده للحياة.
والجواب عن هذه الشبهة: ان النظام الذي نشاهده في عالم الدنيا، ليس هو النظام الوحيد الممكن ، والشروط والأسباب التي نعرفها من خلال مشاهداتنا وتجاربنا ليست هي الأسباب والعلل الوحيدة، والشاهد على ذلك وقوع بعض الظواهر والحوادث الحياتية الخارقة للعادة في هذا العالم نفسه، أمثال إحياء بعض الحيوانات او الناس.
وقد ذكر القران الكريم مثل هذه الأمور لأجل رفع مثل هذا الاستبعاد كما في قضيه إحياء عيسى (عليه السلام) للموتى او مثل إحياء الطيور المفرقة.
3 - الشبهة في مجال قدرة الله تعلي على إحياء الأموات
ملخص الشبهة: انه يشترط في وقوع آية ظاهرة من الظواهر وتحققها: قدرة الفاعل عليها، إضافة إلى انها يجب ان تكون ممكنه في حد نفسها وغير ممتنعة، ومن اين نعرف أن الله تعالى يملك القدرة على إحياء الموتى؟!
وهذه الشبهة إنما تطرح من قبل أولئك الذين يجهلون قدرة الله تعالى اللامتناهية وهي ضعيفة وواهية جدا.
والجواب عنها: ان القدرة الإلهية ليس لها حدود، وتتعلق بكل شئ ممكن الوقوع، كما هو الملاحظ بأنه تعالى خلق هذا الكون الواسع بكل ما يتمتع به من عظمة مثيرة للدهشة والإعجاب:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) .
إضافة ان الخلق الجديد ليس أكثر صعوبة من الخلق الأول، ولا يحتاج الى قدرة أكثر، بل من الممكن القول انه أهون وأسهل، اذ ليس فيه الا إعادة الروح الموجودة :
(فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ )(الإسراء: من الآية51).
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )(الروم: من الآية27).
4 - الشبهة في مجال علم الله تعالى
وملخصها : انه اذا أراد الله سبحانه وتعالى إحياء الناس، ومجازاة أعمالهم ثوابا او عقابا فلابد ان يكون قادرا علي ان يميز بين الأبدان التي لا تعد ولا تحصى، ليعيد كل روح إلى بنها هذا من جانب ، ومن جانب آخر، لابد من ان يتذكر جميع الأعمال الحسنة والسيئة، ليجازي كلا منها بما تستحقه من الثواب او العقاب، ولكن كيف يمكن التمييز والتعرف على الأبدان التي تحولت إلى تراب، واختلطت ذراتها وأجزاؤها ؟ وكيف يمكنه ان يضبط ويتذكر أعمال البشر كلها خلال الآلاف بل الملايين من السنين ليحاسبها ؟
وهذه الشبهة طرحها أولئك الذين يجهلون العلم الإلهي غير المتناهي، حيث قاسوا العلم الإلهي بعلومهم الناقصة المحدودة،
والجواب عن هذه الشبهة: ان العلم الإلهي ليس له حدود، وله احاطة بكل شيء، و الله تعالى لا ينسى اي شيء.
وينقل القرآن الكريم عن فرعون قوله لموسى (عليه السلام) :(قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى) (طـه:51) .
فقال موسى(عليه السلام): (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (طـه:52).
وقد ذكر في آية أخرى الجواب عن الشبهتين الأخيرتين: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس:79) .
تعرض القران الكريم إلى العديد من الشبهات التي أثيرت أمام الاعتقاد بالمعاد ومن خلال الاحتجاجات التي وردت في القرآن الكريم وأسلوب أجوبته عن تلك الشبهات ، يمكن أن نُعنون الشبهات التي كانت تدور في أذهانهم، ونحاول هنا ان نستعرض أهمها وننظمها بما يتناسب والأجوبة عنها:
1 – شبهة عدم امكان إعادة المعدوم
ملخص الشبهة : كيف يحيى الإنسان من جديد بعد ان يضمحل ويتلاشى بدنه ؟
فهل من الممكن ان يرجع للحياة بعد ان يتحول إلى تراب ؟
فنلاحظ ان السبب في إنكار هؤلاء للمعاد هو تلك الشبهة التي يعبر عنها بـ (استحالة إعادة المعدوم)، اي ان هؤلاء كانوا يعتقدون بان حقيقة الإنسان هي عبارة عن هذا البدن المادي الذي يتلاشى وينعدم بالموت، وإذا ردت له الحياة من جديد بعد الموت، فهو إنسان آخر لا هو عين الأول، لان إعادة المعدوم أمر محال وممتنع.
والجواب :وهو المشار إليه بقوله تعالى :
(وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة:10- 11)
وهو ان حقيقة الإنسان وهويته قائمة بروحه، لا بأعضاء بدنه التي تتفرق في التراب بعد الموت فالهوية الشخصية لكل إنسان وحقيقته متمثلة بروحه الباقية بعد الموت والتي يتوفاها الله تعالى، وبعبارة أخرى : ان المعاد ليس هو إعادة للمعدوم، بل عودة الروح الموجودة إلى الجسد المادي مره أخرى.
2 - شبهة عدم قابلية البدن للحياة الجديدة
وهذه الشبهة يطرحونها بعد التنزل عن الشبهة الأولى والتسليم بجوابها بان يسلم ان حقيقة الإنسان إنما هو في الروح لا البدن وان الروح يمكن ان تعود إلى البدن ولكن قد يقال بعد ذلك: بان وقوع العودة فعلا وخارجا مشروط بقابلية البدن لتلك العودة ، ونحن نرى أن حصول الحياة منوط بشروط وأسباب خاصة، لابد من توفرها تدريجا، فمثلا: لابد من ان تستقر النطفة في الرحم ولابد من توفر شروط مناسبة لنموها وتكاملها، لتصبح جنينا متكاملا بالتدريج، ثم لتصبح إنسانا، ولكن البدن الذي يتلاشى يفقد قابليته واستعداده للحياة.
والجواب عن هذه الشبهة: ان النظام الذي نشاهده في عالم الدنيا، ليس هو النظام الوحيد الممكن ، والشروط والأسباب التي نعرفها من خلال مشاهداتنا وتجاربنا ليست هي الأسباب والعلل الوحيدة، والشاهد على ذلك وقوع بعض الظواهر والحوادث الحياتية الخارقة للعادة في هذا العالم نفسه، أمثال إحياء بعض الحيوانات او الناس.
وقد ذكر القران الكريم مثل هذه الأمور لأجل رفع مثل هذا الاستبعاد كما في قضيه إحياء عيسى (عليه السلام) للموتى او مثل إحياء الطيور المفرقة.
3 - الشبهة في مجال قدرة الله تعلي على إحياء الأموات
ملخص الشبهة: انه يشترط في وقوع آية ظاهرة من الظواهر وتحققها: قدرة الفاعل عليها، إضافة إلى انها يجب ان تكون ممكنه في حد نفسها وغير ممتنعة، ومن اين نعرف أن الله تعالى يملك القدرة على إحياء الموتى؟!
وهذه الشبهة إنما تطرح من قبل أولئك الذين يجهلون قدرة الله تعالى اللامتناهية وهي ضعيفة وواهية جدا.
والجواب عنها: ان القدرة الإلهية ليس لها حدود، وتتعلق بكل شئ ممكن الوقوع، كما هو الملاحظ بأنه تعالى خلق هذا الكون الواسع بكل ما يتمتع به من عظمة مثيرة للدهشة والإعجاب:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) .
إضافة ان الخلق الجديد ليس أكثر صعوبة من الخلق الأول، ولا يحتاج الى قدرة أكثر، بل من الممكن القول انه أهون وأسهل، اذ ليس فيه الا إعادة الروح الموجودة :
(فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ )(الإسراء: من الآية51).
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )(الروم: من الآية27).
4 - الشبهة في مجال علم الله تعالى
وملخصها : انه اذا أراد الله سبحانه وتعالى إحياء الناس، ومجازاة أعمالهم ثوابا او عقابا فلابد ان يكون قادرا علي ان يميز بين الأبدان التي لا تعد ولا تحصى، ليعيد كل روح إلى بنها هذا من جانب ، ومن جانب آخر، لابد من ان يتذكر جميع الأعمال الحسنة والسيئة، ليجازي كلا منها بما تستحقه من الثواب او العقاب، ولكن كيف يمكن التمييز والتعرف على الأبدان التي تحولت إلى تراب، واختلطت ذراتها وأجزاؤها ؟ وكيف يمكنه ان يضبط ويتذكر أعمال البشر كلها خلال الآلاف بل الملايين من السنين ليحاسبها ؟
وهذه الشبهة طرحها أولئك الذين يجهلون العلم الإلهي غير المتناهي، حيث قاسوا العلم الإلهي بعلومهم الناقصة المحدودة،
والجواب عن هذه الشبهة: ان العلم الإلهي ليس له حدود، وله احاطة بكل شيء، و الله تعالى لا ينسى اي شيء.
وينقل القرآن الكريم عن فرعون قوله لموسى (عليه السلام) :(قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى) (طـه:51) .
فقال موسى(عليه السلام): (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (طـه:52).
وقد ذكر في آية أخرى الجواب عن الشبهتين الأخيرتين: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس:79) .