تعتبر العلاقة الجنسية احد أهم الأمور التي تقع ضمن نطاق الحياة الزوجية في المجتمع بشكل عام، إذ أنها ليست مجرد أداة لحفظ الوجود الإنساني من الانقراض فحسب – وان كان هذا الهدف هو غاية أساسية لوجود هذه الغريزة-
وإنما لأن لها تأثيرا مباشرا على تقوية أواصر الحب والمودة بين الزوجين من جهة، وتوفير حالة من الاستقرار النفسي لكل من الجنسين من جهة أخرى.
إلا انه – مع الأسف - نجد أن الكثير من الناس في مجتمعاتنا يفتقرون إلى حد بعيد لما يمكن أن نسميه بالثقافة الجنسية، فهذا الجانب على أهميته الشديدة قد أُهمل بشكل واضح نتيجة لعدم الالتفات لآثاره على حياة الناس من ناحية، وتجنب الدخول في مثل هذه القضايا بدعوى التقاليد والأعراف التي تأنف الخوض في مثل هذه الأمور من ناحية اخرى، فكانت النتيجة المؤسفة تفشي الجهل الكبير الذي يعانيه الرجال والنساء على حد سواء في التعامل مع هذه العلاقة الفطرية المغروسة في أصل خلقة الإنسان.
ومن هذا المنطلق لا بد أن نشير بشكل واضح إلى حقيقة مفادها ن الكثير من المشاكل العائلية التي تحدث بين الزوجين والتي نسمع عنها بشكل يومي تقريبا أصلها التقصير في هذه العلاقة بالذات، وان كان يبدو في بعض الأحيان أن الغريزة الجنسية في حياة الزوجين ليس لها ارتباط بتلك المشاكل، ولكن بالتدقيق الحاذق قد نعثر على ارتباط غير مباشر ودور عميق لفشل العلاقة الجنسية بينهما أدى إلى وقوع تلك الأزمات العائلية، بحيث نجد أن سببا خلافيا تافها بين الرجل والمرأة-بحسب الظاهر- يكون حجة لإنهاء الروابط الاسرية بينهما.
ونحن في هذه العجالة نحاول ان نسلط الضوء على اهم المفردات التي ينبغي على الازواج مراعاتها في حياتهم في ما يخص هذا الموضوع الحساس، ولا بد من أن تكون الثقافة الجنسية لدى جميع الازواج اوسع من ذلك بعدما ننظر لهذا الأمر بجدية وحزم، لأن هذا الموضوع يقع في صلب المشاكل الاجتماعية المعاصرة.
اولا: دور الزوجة
للزوجة دور أساسي ومهم جدا في نجاح هذه العلاقة أو فشلها بين الزوجين، وبسبب التقصير في التعاليم الصحيحة التي ينبغي أن تتلقاها المرأة عند زواجها، فان هذه الغريزة لا تجد ما يشبعها في نفس الزوج كما ينبغي، خاصة وان الشباب يواجهون في مثل هذه الأزمنة مؤثرات خارجية رهيبة تحيط بهم من كل مكان في ما يخص هذه القضية.
إن الشاب الذي يمتلك شيئا من التعاليم الأخلاقية التي تمنعه عن ارتكاب المحرمات، يطمح في التخلص من ضغوط الغريزة الجنسية من خلال زواجه بامرأة عفيفة تكون هي وحدها شريكة حياته، وعندما لا يجد في هذه المرأة ما يلبي حاجته المسبقة قد ينقلب الأمر في داخله إلى أزمة نفسية حادة، الامر الذي يدفعه الى سلوك الطريق المحرم لسد هذه الحاجة، وباعتبار ان تزيين الشيطان موجود، وباعتبار أن اهل الباطل لديهم وسائل وممارسات تحقق اللذة المنشودة لأمثال هؤلاء المساكين، نجد أن بعض الرجال المتزوجين –وحتى من الذين مر على زواجهم سنين عدة- يمارسون الزنا أو غيره من أنواع الشذوذ الجنسي في مجتمعاتنا بشكل لافت للنظر.
ان اهم مسألة يجب ان تفهمها الزوجة هي أن الرجل يحب ان تكون زوجته منسجمة معه في هذه القضية، وأن مما يغيضه ويؤلمه تهرّب زوجته عن تلبية حاجته لهذا العذر أو ذاك بشكل عام، لذلك يمكن أن نفهم سبب ورود الكثير من النصوص الإسلامية الشريفة التي تحرم امتناع الزوجة عن فراش زوجها لغير عذر شرعي، وتجعل ذلك الامتناع من الكبائر العظيمة، قال رسول الله(ص): ( والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه) وظهر القتب يعني ظهر البعير، وروي عنه(ص) قوله: (إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور)، وقال(ص): (ألا اخبركم بخير نسائكم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله، قال : (إن من خير نسائكم الولود الودود الستيرة العفيفة العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، الحصان مع غيره ، التي تسمع له وتطيع أمره ، إذا خلا بها بذلت ما أراد منها) وقد ذكر(ص) في جملة صفات شرار النساء قوله: (..إذا خلا بها بعلها تمنّعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها) والصعبة تعني الفرس الحرون.
كما انه من المهم للزوجة أن تجعل زوجها يحس برغبتها في ممارسة العلاقة الجنسية معه ولو على سبيل التصنّع، مضافا إلى استعمالها لأنواع الزينة الجذابة، لأنها إذا فعلت ذلك صرفت أنظاره ومشاعره نحوها بالكامل وشغلته عن مغريات سواها مهما كانت تلك المغريات، لذلك جاء المدح الكبير للنساء اللواتي يتصفن بمثل تلك الصفات، قال الإمام الصادق(ع): (خير نسائكم التي إذا دخلت مع زوجها خلعت له درع الحياء) وعنه(ع) انه قال: قال رسول الله(ص): (خير نسائكم العفيفة الغلمة) والغلمة تعني هيجان شهوة النكاح، وعنه(ع) قال: (..لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه ، وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها، وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه) والخلابة تعني الخديعة بحلو القول.
ثانيا : دور الزوج
وللزوج دور مهم أيضا في هذه القضية، وأول ما ينبغي أن يضعه في الحسبان أن يكون ذا خلق حسن مع زوجته، وان يعاملها بالمحبة والعطف الشديدين، وان يوسع عليها في ذات يده، وذلك رعاية لحالتها المعنوية، لأن استجابة الزوجة لزوجها في هذا الغريزة يرتبط ارتباطا شديدا بالحالة النفسية التي تعيشها المرأة، إذ انه كلما تكدّرت حالتها النفسية انسحب الأمر سلبا على أدائها حق زوجها في ما يخص هذه العلاقة، هذا مضافا إلى تزينه لها كما يحب أن تتزين له، قال الإمام الصادق(ع): (لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي: الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقة معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها).
كما لا بد من الالتفات إلى أن إشباع حاجة المرأة لهذه المسألة أمر أكيد، فان إهمال هذا الجانب قد يؤدي إلى أزمات نفسية أو انحرافات خطيرة بالنسبة لها، وأدنى ما يمكن ان ينتج عن هذا الإهمال نفور الزوجة عن ممارسة الغريزة الجنسية وتقصيرها في الواجبات التي ذكرناها في الموضوع السابق، وبالتالي يكون الزوج هو المتضرر المباشر من تقصيره وسؤ تصرفه هذا، وهذا الجانب ينحصر بشكل أساسي في مسألتين مهمتين، الأولى هي عدم إلحاق الأذى البدني بالزوجة أثناء مقاربتها، والثانية أن لا يقضي حاجته منها حتى تقضي هي حاجتها منه، قال النبي(ص): (إذا أتى أحدكم امرأته فلا يعجلها).
ثالثا: دور الأهل
يمكن أن يلعب أهل الزوجين دورا مهما في توجيه أبناءهم نحو حياة زوجية أفضل، باعتبار الخبرة التي قد اكتسبها الآباء والأمهات من خلال تجربتهم العملية المسبقة، فبشيء من التفكير العقلائي يمكن أن يدعموا أولادهم وبناتهم في كثير من مفاصل العلاقة الزوجية الجديدة لهم، والعلاقة الجنسية تعد من أهم ما يمكنهم تقديمه في مجال نصحهم هذا، وخاصة في ما يخص أهل الزوجة بالنسبة لأبنتهم.
صحيح أن الأهل لا بد أن يحفظوا بناتهم نقيات الذهن من الانفتاح على هذه المسألة، ولكن من الضروري جدا إذا ما حان موعد دخولهن لبيت الزوجية أن يوجهوهنّ في أداء حقوق أزواجهن في هذه المسألة كاملة غير منقوصة على ضوء ما بينته الشريعة المقدسة، والذي استعرضنا جانبا منه في هذا الموضوع.
ولما كان الأبناء شديدي التأثر بأقوال الأهل، فإن استغلال هذه الخصلة لديهم بالشكل الصحيح له دور كبير في إنجاح العلاقة الجنسية بين الزوجين، على أن الكثير من العوائل في مجتمعنا-مع الأسف- يسيئون توجيه هذه المسألة مما يكون سببا رئيسيا لمشاكل الزوجين، ويعود تدخلهم مصدرا للإفساد بدلا من الإصلاح.
إن الكثير من الأعراف والتقاليد السيئة التي لا يستسيغها العقل، والتي تنتشر بين صفوف عوائلنا وأبنائنا تعد عبئا يثقل كاهل الحياة الزوجية كثيرا، ولا بد من أن نصحح النظرة لدى الجميع في هذه الحياة بشكل عام، والدين الإسلامي هو النظام الوحيد الذي يكفل تقديم هذه الحياة نقية على أرقى المستويات، حيث لم يغفل اشد دقائق هذه الحياة في باب علاجه لمشاكلها ورسم منهجها الفطري السليم.
وإنما لأن لها تأثيرا مباشرا على تقوية أواصر الحب والمودة بين الزوجين من جهة، وتوفير حالة من الاستقرار النفسي لكل من الجنسين من جهة أخرى.
إلا انه – مع الأسف - نجد أن الكثير من الناس في مجتمعاتنا يفتقرون إلى حد بعيد لما يمكن أن نسميه بالثقافة الجنسية، فهذا الجانب على أهميته الشديدة قد أُهمل بشكل واضح نتيجة لعدم الالتفات لآثاره على حياة الناس من ناحية، وتجنب الدخول في مثل هذه القضايا بدعوى التقاليد والأعراف التي تأنف الخوض في مثل هذه الأمور من ناحية اخرى، فكانت النتيجة المؤسفة تفشي الجهل الكبير الذي يعانيه الرجال والنساء على حد سواء في التعامل مع هذه العلاقة الفطرية المغروسة في أصل خلقة الإنسان.
ومن هذا المنطلق لا بد أن نشير بشكل واضح إلى حقيقة مفادها ن الكثير من المشاكل العائلية التي تحدث بين الزوجين والتي نسمع عنها بشكل يومي تقريبا أصلها التقصير في هذه العلاقة بالذات، وان كان يبدو في بعض الأحيان أن الغريزة الجنسية في حياة الزوجين ليس لها ارتباط بتلك المشاكل، ولكن بالتدقيق الحاذق قد نعثر على ارتباط غير مباشر ودور عميق لفشل العلاقة الجنسية بينهما أدى إلى وقوع تلك الأزمات العائلية، بحيث نجد أن سببا خلافيا تافها بين الرجل والمرأة-بحسب الظاهر- يكون حجة لإنهاء الروابط الاسرية بينهما.
ونحن في هذه العجالة نحاول ان نسلط الضوء على اهم المفردات التي ينبغي على الازواج مراعاتها في حياتهم في ما يخص هذا الموضوع الحساس، ولا بد من أن تكون الثقافة الجنسية لدى جميع الازواج اوسع من ذلك بعدما ننظر لهذا الأمر بجدية وحزم، لأن هذا الموضوع يقع في صلب المشاكل الاجتماعية المعاصرة.
اولا: دور الزوجة
للزوجة دور أساسي ومهم جدا في نجاح هذه العلاقة أو فشلها بين الزوجين، وبسبب التقصير في التعاليم الصحيحة التي ينبغي أن تتلقاها المرأة عند زواجها، فان هذه الغريزة لا تجد ما يشبعها في نفس الزوج كما ينبغي، خاصة وان الشباب يواجهون في مثل هذه الأزمنة مؤثرات خارجية رهيبة تحيط بهم من كل مكان في ما يخص هذه القضية.
إن الشاب الذي يمتلك شيئا من التعاليم الأخلاقية التي تمنعه عن ارتكاب المحرمات، يطمح في التخلص من ضغوط الغريزة الجنسية من خلال زواجه بامرأة عفيفة تكون هي وحدها شريكة حياته، وعندما لا يجد في هذه المرأة ما يلبي حاجته المسبقة قد ينقلب الأمر في داخله إلى أزمة نفسية حادة، الامر الذي يدفعه الى سلوك الطريق المحرم لسد هذه الحاجة، وباعتبار ان تزيين الشيطان موجود، وباعتبار أن اهل الباطل لديهم وسائل وممارسات تحقق اللذة المنشودة لأمثال هؤلاء المساكين، نجد أن بعض الرجال المتزوجين –وحتى من الذين مر على زواجهم سنين عدة- يمارسون الزنا أو غيره من أنواع الشذوذ الجنسي في مجتمعاتنا بشكل لافت للنظر.
ان اهم مسألة يجب ان تفهمها الزوجة هي أن الرجل يحب ان تكون زوجته منسجمة معه في هذه القضية، وأن مما يغيضه ويؤلمه تهرّب زوجته عن تلبية حاجته لهذا العذر أو ذاك بشكل عام، لذلك يمكن أن نفهم سبب ورود الكثير من النصوص الإسلامية الشريفة التي تحرم امتناع الزوجة عن فراش زوجها لغير عذر شرعي، وتجعل ذلك الامتناع من الكبائر العظيمة، قال رسول الله(ص): ( والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه) وظهر القتب يعني ظهر البعير، وروي عنه(ص) قوله: (إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور)، وقال(ص): (ألا اخبركم بخير نسائكم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله، قال : (إن من خير نسائكم الولود الودود الستيرة العفيفة العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، الحصان مع غيره ، التي تسمع له وتطيع أمره ، إذا خلا بها بذلت ما أراد منها) وقد ذكر(ص) في جملة صفات شرار النساء قوله: (..إذا خلا بها بعلها تمنّعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها) والصعبة تعني الفرس الحرون.
كما انه من المهم للزوجة أن تجعل زوجها يحس برغبتها في ممارسة العلاقة الجنسية معه ولو على سبيل التصنّع، مضافا إلى استعمالها لأنواع الزينة الجذابة، لأنها إذا فعلت ذلك صرفت أنظاره ومشاعره نحوها بالكامل وشغلته عن مغريات سواها مهما كانت تلك المغريات، لذلك جاء المدح الكبير للنساء اللواتي يتصفن بمثل تلك الصفات، قال الإمام الصادق(ع): (خير نسائكم التي إذا دخلت مع زوجها خلعت له درع الحياء) وعنه(ع) انه قال: قال رسول الله(ص): (خير نسائكم العفيفة الغلمة) والغلمة تعني هيجان شهوة النكاح، وعنه(ع) قال: (..لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه ، وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها، وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه) والخلابة تعني الخديعة بحلو القول.
ثانيا : دور الزوج
وللزوج دور مهم أيضا في هذه القضية، وأول ما ينبغي أن يضعه في الحسبان أن يكون ذا خلق حسن مع زوجته، وان يعاملها بالمحبة والعطف الشديدين، وان يوسع عليها في ذات يده، وذلك رعاية لحالتها المعنوية، لأن استجابة الزوجة لزوجها في هذا الغريزة يرتبط ارتباطا شديدا بالحالة النفسية التي تعيشها المرأة، إذ انه كلما تكدّرت حالتها النفسية انسحب الأمر سلبا على أدائها حق زوجها في ما يخص هذه العلاقة، هذا مضافا إلى تزينه لها كما يحب أن تتزين له، قال الإمام الصادق(ع): (لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي: الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقة معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها).
كما لا بد من الالتفات إلى أن إشباع حاجة المرأة لهذه المسألة أمر أكيد، فان إهمال هذا الجانب قد يؤدي إلى أزمات نفسية أو انحرافات خطيرة بالنسبة لها، وأدنى ما يمكن ان ينتج عن هذا الإهمال نفور الزوجة عن ممارسة الغريزة الجنسية وتقصيرها في الواجبات التي ذكرناها في الموضوع السابق، وبالتالي يكون الزوج هو المتضرر المباشر من تقصيره وسؤ تصرفه هذا، وهذا الجانب ينحصر بشكل أساسي في مسألتين مهمتين، الأولى هي عدم إلحاق الأذى البدني بالزوجة أثناء مقاربتها، والثانية أن لا يقضي حاجته منها حتى تقضي هي حاجتها منه، قال النبي(ص): (إذا أتى أحدكم امرأته فلا يعجلها).
ثالثا: دور الأهل
يمكن أن يلعب أهل الزوجين دورا مهما في توجيه أبناءهم نحو حياة زوجية أفضل، باعتبار الخبرة التي قد اكتسبها الآباء والأمهات من خلال تجربتهم العملية المسبقة، فبشيء من التفكير العقلائي يمكن أن يدعموا أولادهم وبناتهم في كثير من مفاصل العلاقة الزوجية الجديدة لهم، والعلاقة الجنسية تعد من أهم ما يمكنهم تقديمه في مجال نصحهم هذا، وخاصة في ما يخص أهل الزوجة بالنسبة لأبنتهم.
صحيح أن الأهل لا بد أن يحفظوا بناتهم نقيات الذهن من الانفتاح على هذه المسألة، ولكن من الضروري جدا إذا ما حان موعد دخولهن لبيت الزوجية أن يوجهوهنّ في أداء حقوق أزواجهن في هذه المسألة كاملة غير منقوصة على ضوء ما بينته الشريعة المقدسة، والذي استعرضنا جانبا منه في هذا الموضوع.
ولما كان الأبناء شديدي التأثر بأقوال الأهل، فإن استغلال هذه الخصلة لديهم بالشكل الصحيح له دور كبير في إنجاح العلاقة الجنسية بين الزوجين، على أن الكثير من العوائل في مجتمعنا-مع الأسف- يسيئون توجيه هذه المسألة مما يكون سببا رئيسيا لمشاكل الزوجين، ويعود تدخلهم مصدرا للإفساد بدلا من الإصلاح.
إن الكثير من الأعراف والتقاليد السيئة التي لا يستسيغها العقل، والتي تنتشر بين صفوف عوائلنا وأبنائنا تعد عبئا يثقل كاهل الحياة الزوجية كثيرا، ولا بد من أن نصحح النظرة لدى الجميع في هذه الحياة بشكل عام، والدين الإسلامي هو النظام الوحيد الذي يكفل تقديم هذه الحياة نقية على أرقى المستويات، حيث لم يغفل اشد دقائق هذه الحياة في باب علاجه لمشاكلها ورسم منهجها الفطري السليم.
تعليق