بسم الله الرحمن الرحيم
قال دعبل: لما انصرفت ُعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بقصيدتي التائية، نزلتُ بالري، وإني في ليلة من الليالي وأنا أصوغ قصيدة وقد ذهب من الليل شطره، فإذا طارقٌ يطرق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أخٌ لك! فبدرتُ إلى الباب ففتحته، فدخل شخص اقشعر منه بدني وذهلت منه نفسي، فجلس ناحية وقال لي: لا ترع! أنا أخوك من الجن، وُلدت في الليلة التي ولدتَ فيها ونشأتُ معك، وإني جئت أحدّثك بما يسرك ويقوي نفسك وبصيرتك، قال: فرجعتْ نفسي وسكن قلبي، فقال: يا دعبل! إني كنت من أشد خلق الله بغضاً وعداوة لعلي بن أبي طالب، فخرجتُ في نفر من الجن المرَدَة العتاة، فمررنا بنفر يريدون زيارة الحسين (عليه السلام) قد جنّهم الليل، فهممنا بهم، وإذا ملائكة تزجرنا من السماء، وملائكة في الارض تزجر عنهم هوامها، فكأني كنت نائماً فانتبهت، أو غافلاً فتيقّظت، وعلمت أن ذلك لعناية بهم من الله تعالى، لمكان من قصدوا له وتشرّفوا بزيارته، فأحدثتُ توبةً وجدّدت نية، وزرت مع القوم ووقفت بوقوفهم ودعوت بدعائهم وحججتُ بحجّهم تلك السنة، وزرت قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ومررت برجل حوله جماعة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله الصادق (عليه السلام)، فدنوت منه وسلمت عليه، فقال لي: "مرحبا بك يا أهل العراق! أتذكر ليلتك ببطن كربلا؟ وما رأيتَ من كرامة الله تعالى لأوليائنا؟ إن الله قد قبل توبتك وغفر خطيئتك".
فقلت: الحمدلله الذي منّ علي بكم، ونوّر قلبي بنور هدايتكم، وجعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم، فحدثني يابن رسول الله بحديث أنصرف به إلى أهلي وقومي، فقال: "نعم، حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، الجنة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وعلى الأوصياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتي، وعلى أمتي حتى يقرّوا بولايتك ويدينوا بإمامتك، ياعلي! والذي بعثني بالحق، لايدخل الجنة أحد إلا من أخذ منك بنسب أوسبب".
ثم قال: خذها يا دعبل، فلن تسمع بمثلها من مثلي أبداً، ثم ابتلعته الأرض فلم أره.
المصدر: بحار الانوار: 45 / 403
قال دعبل: لما انصرفت ُعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بقصيدتي التائية، نزلتُ بالري، وإني في ليلة من الليالي وأنا أصوغ قصيدة وقد ذهب من الليل شطره، فإذا طارقٌ يطرق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أخٌ لك! فبدرتُ إلى الباب ففتحته، فدخل شخص اقشعر منه بدني وذهلت منه نفسي، فجلس ناحية وقال لي: لا ترع! أنا أخوك من الجن، وُلدت في الليلة التي ولدتَ فيها ونشأتُ معك، وإني جئت أحدّثك بما يسرك ويقوي نفسك وبصيرتك، قال: فرجعتْ نفسي وسكن قلبي، فقال: يا دعبل! إني كنت من أشد خلق الله بغضاً وعداوة لعلي بن أبي طالب، فخرجتُ في نفر من الجن المرَدَة العتاة، فمررنا بنفر يريدون زيارة الحسين (عليه السلام) قد جنّهم الليل، فهممنا بهم، وإذا ملائكة تزجرنا من السماء، وملائكة في الارض تزجر عنهم هوامها، فكأني كنت نائماً فانتبهت، أو غافلاً فتيقّظت، وعلمت أن ذلك لعناية بهم من الله تعالى، لمكان من قصدوا له وتشرّفوا بزيارته، فأحدثتُ توبةً وجدّدت نية، وزرت مع القوم ووقفت بوقوفهم ودعوت بدعائهم وحججتُ بحجّهم تلك السنة، وزرت قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ومررت برجل حوله جماعة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله الصادق (عليه السلام)، فدنوت منه وسلمت عليه، فقال لي: "مرحبا بك يا أهل العراق! أتذكر ليلتك ببطن كربلا؟ وما رأيتَ من كرامة الله تعالى لأوليائنا؟ إن الله قد قبل توبتك وغفر خطيئتك".
فقلت: الحمدلله الذي منّ علي بكم، ونوّر قلبي بنور هدايتكم، وجعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم، فحدثني يابن رسول الله بحديث أنصرف به إلى أهلي وقومي، فقال: "نعم، حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، الجنة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وعلى الأوصياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتي، وعلى أمتي حتى يقرّوا بولايتك ويدينوا بإمامتك، ياعلي! والذي بعثني بالحق، لايدخل الجنة أحد إلا من أخذ منك بنسب أوسبب".
ثم قال: خذها يا دعبل، فلن تسمع بمثلها من مثلي أبداً، ثم ابتلعته الأرض فلم أره.
المصدر: بحار الانوار: 45 / 403
تعليق