تقول أم خالد إن جاراتها يستخدمن عدة أساليب في عقاب أطفالهن حيث يلجأن لحبس الطفل وحرقه بالملعقة الحارة ووضع الفلفل في فمه إذا أخطأ لردعه عن الكلام البذيء بينما الحبس والحرق والضرب في حال الشغب.
وعن هذه السلوكيات تذكر أم محمد أنها كانت نافعة في جيلها لكنها ترى أن طفل اليوم واسـع المدارك يحتاج للغة الحوار للتربيـة وليس للقوة كما في السابق.
أم علي ترفض أن تتبادل الأمهات طرقهن البدائية لتربية الطفل حيث إنها ترى أن الطفل قد يصبح أكثر عدوانية إذا اتخذت معه أساليب قاسية.
وتؤكد أستاذة علم نفس تربية الطفل في كلية التربية بالجبيل الدكتورة أميرة عباس أنه لا يمكن اعتبار الحبس من ضمن أساليب عقاب الطفل المخطئ بل يستبدل ذلك في علم النفس بالعزل وذلك للحظات قصيرة تتناسب مع عمر الطفل ويكون بالقرب من أسرته وأمامهم ولكن في مقعد معزول لا يشارك فيه الأسرة نشاطاتهم ولا يرى التلفاز و تمتنع والدته عن الحديث معه حتى يشعر بخطئه وسيرتبط بذهنه مع الوقت أن هذا المقعد مخصص للعقاب، موضحة أن حبس الطفل في غرفة أخرى تخلق داخل الطفل إحساسا بالنبذ وعدم الأمان والخوف وان أدى ذلك لتطويعه بداية الأمر وكفه عن البكاء ولكن يترك آثارا سلبية سيئة جدا داخله لا تنتهي عند خروجه من الغرفة ويؤثر على سلوكه مستقبلا.
وأضافت أن أهم أساليب التربية هي مشاركة الطفل نشاطاته و ألعابه ومشاهدة أفلام الكارتون وأمور نظافته وعدم إحالة ذلك للخادمة وأن من أفضل أنواع العقاب هو حرمان الطفل وقت خطئه من أمور يحبها كزيارة أبناء خالته أو حرمانه من الحلويات.
وذكرت عباس أن وضع الفلفل في فم الطفل عند تلفظه بألفاظ غير لائقة يخلق داخله شعورا عدائيا تجاه الأم ويشعر أنها تؤذيه ويظل في ذهنه رغبته في أخذ حقه منها وبعدها يتعمد إيذاءها وإتلاف أشياء تخصها وإحراجها أمام ضيوفها وقد يضر نفسه بقصد تسبب الألم النفسي لوالديه، مضيفة أن مرحلة الطفولة لا يظهر بها العداء واضح بينما يظهر في مرحلة المراهقة بسبب الترسبات التي داخله من سن الطفولة فيصبح عدائيا تجاه والديه، بينما الطفل الذي يتعرض للحرق من والديه عادة ما ينحرف في المراهقة رغبة منه بإيلام والديه بالوقوع بالضرر.
وأضافت أن تقدير عمل الأبناء مهم جدا، كما ناشدت الوالدين باستبدال اسم الابن بكلمة " حبيبي" حتى يقلل ذلك من الشحنات داخله وتقربه وتحسسه بالحب والحنان.
مضيفة أن الكذب على الطفل بتخويفه من وحوش وهمية موجودة خارج المنزل بغرض تخويفه من الخروج للشارع يجعل 9 من 10 من الأطفال أكثر فضولا لرؤية ذلك الشيء بالإضافة إلى أن ذلك سيفقد الوالدين مصداقيتهم أمام الطـفل وكأفضل حل لمنع خروج الطفـل أوضحت هو أن يتم إقفال الباب.
وقالت الاختصاصية إنه من الخطأ إجبار الطفل على تناول الطعام بل إن من الأفضل دفعه لذلك بعمل مثيرات ومحفزات كتزيين الطعام ووضعه بأطباق صغيرة وملونة تستهويه وتعطيه مبررا لأن يحب أنواع الطعام المفيدة وتشرح له فوائدها.
تعليق