بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطاهرين .من المواضيع التي دار عليها النقاش بين المسلمين عبر العصور مسالة الامامه وهل ان الامامة امر الهي ؟؟ لابد من وجوده مع النبوات ام انها امر ليس ضروري بل ليس له وجود اطلاقاً ونحن هنا نريد ان نناقش مجموعة من الافكار المهمه من زاوية قرانية واضحه وسنصل بعدها الى نتيجه واضحه لاتقبل الشك ابداً مفادها ان مايعتقده الشيعه هو الحق الذي لايوجد امامه لا الضلال.
ولنجعل محور حديثنا هو القران لان جميع المسلمين يؤمنون به فقد قال تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة/124.
فالاية الكريمة اثبتت عده امور جليله منها:
اولا: اختلفت المذاهب الإسلامية في ان إمامة المسلمين وخلافة الرسول هل هي تنصيب من الله تعالى أم هي بالشورى او اختيار الأمة سواء كلها او ذوي العقد والراي ونحن نعتقد انها تنصيب الهي بينما مال اخواننا اهل السنة الى انها شورى او ان المسلمين ينتخبون كما حصل ذلك بشكل او باخر مع الخلفاء الاوائل.
ولو عدنا للاية الكريمة لو جدنا الجواب واضحا فالامامه انما هي جعل من الله بمعنى ان الله تعالى هو من ينصب ويجعل الشخص اماما وليس الناس يجعلوه فقد قال تعالى في الاية الكريمة ( إِنِّي جَاعِلُكَ _لاحظوا_ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وارتبط لفظ الجعل بلفظ الامامه في القران في اية اخرى فقد قال تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا .......) فالاية واضحه ان الله تعالى هو من يجعل الامام وليس الناس هم من يختاروه
ثانيا: ان هناك تساوئلا يطرح كثيراً هل ان الامام خاص بطائفه معينه ام هو لجميع الناس ومن الواجب على الجميع اتباعه .
هنا ايضا الايه الكريمة واضحه في ان الامام لكل البشر فقد قال تعالى ( جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) لم يقل الله تعالى لمجموعه محدده بل ان الامام يجعله الله تعالى للناس لجميع الناس .
ثالثا: في الايه دلاله واضحه على ان الائمه هم من ذرية الانبياء فلذلك سال ابراهيم من الله تعالى ذلك وطلب ان يبينه له فقد قال تعالى ( قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ) والملاحظ انه لفظ الذرية استخدمه القران للوراثه الالهيه بين الانبياء والاولياء ومن ذلك قوله تعالى ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آل عمران/33-34 ، فالقران يؤكد ان ذرية الانبياء ونقصد بهم الصالحون طبعا هم الذين يستحقون ان يكونوا أئمه ويحملون رسالات النبي للناس لتواصل مسيرة الهدايه والصلاح طريقها ونحن نعتقد ان ذرية محمد وهم ال محمد ورثوا الامامه بعد النبي كما كان قبله الانبياء فقد قال تعالى ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) آل عمران/38 .
رابعا: ان الله تعالى في الاية الكريمه اوضح ان الامام هو المعصوم فقط وقد اكد ان الامامه عهد من الله لمن لايكون ظالما ونحن اذا قرأنا القران جيدا وجدنا ان الذنب سواء كان صغيرا أوكبيرا انما هو ظلم للنفس فالظلم نتصوره على مستويين.
الاول : الظلم الاجتماعي بان يمارس الانسان الاعتداء على الاخرين وسلب حقوقهم ومن هنا اعتبر الله تعالى اكل مال اليتيم ظلما فقد قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) النساء/10.
الثاني : ظلم النفس . من خلال الذنب فقد قال تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/135 ، فاذا علمنا ان الظلم من اوضح انواعه الذنب نفهم من الاية التي يدور حديثنا عنها قوله تعالى ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) الذي نفهمه انه يا ابراهيم الامامه عهد من الله لاينالها أي مذنب وهي فقط للمعصوم من الذنب وتلاحظ معي اننا اقمنا دليلا من القران الكريم على ان الامامه لابد ان تكون للمعصوم فقط
خامسا: من هذه الايه الكريمه وغيرها نعلم ان الامامه منصب الهي يعطيه الله تعالى لمن يستحقه وهنا نوجه دعوه الى جميع اخواننا المسلمين ان يقرأوا الايه هذه وغيرها جيدا لعلهم يهتدون لعلهم يتفكرون
سادسا: هنا لدينا سؤال مهم ونسمعه كثيرا انه أيهما أفضل أئمة أهل البيت ام الانبياء ونحن نعتقد ان ألائمه الاثنا عشر(ع) هم أفضل من جميع الأنبياء(ع) باستثناء النبي محمد ( ص ) لان محمد سيد الخلق بما فيهم ألائمه .
ونحن اذا رجعنا للأيه نستدل بوضوح ان الإمام يكون أفضل من النبي فألان اسمع جيدا ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) إبراهيم كان نبيا ثم ابتلاه الله بكلمات فنجح في ذلك فاستحق ان يكون إماما اذن مرتبة الامامه فوق مرتبة ألنبوه بصراحة القران .
وقد يخطر ببالك سؤال كيف يكون هذا ونحن نقول ان النبي محمد أفضل من جميع ألائمه .
وجوابه في غاية البساطة حيث إننا نؤكد ان مقام الامامه من مقامات النبي محمد فهو ( ص ) إمام الأنبياء وسيدهم بل هو إمام ألائمه وقائدهم ليس عندنا في ذلك شك لان كل ألائمه كانوا يتشرفون بالانتساب والانتماء للنبي ونحن نتشرف ونفتخر بأننا أتباع أئمة أهل البيت وكذلك غاية فخرنا أننا إتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
تعليق