الفصام - الشيزوفرينيا Schizophrenia
الفصام:- هو اضطراب عقلي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص , وأكثر المصابين به تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة , ومع ذلك فهو من الممكن أن يبدأ في أي عمر وهو يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة حيث تصل الإصابة به إلى 1 بالمائة من سكان العالم , ويكون أكثر في المدن منه في المناطق الريفية كما يكون أكثر بين الأقليات العرقية .
أسباب الفصام
حتى الآن لم تعرف ما هي أسبابه , ولكن يرجح أن تكون مجموعة من العوامل والتي تختلف من شخص لآخر.
الجينات
واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالفصام يكون أحد والديه مصاب بالمرض , كما أن دراسات التوائم تشير إلى تأثير الجينات حيث تكون النسبة عالية في إصابة التوأم الثاني عند إصابة الأول بالفصام وذلك في التوائم التي تنشأ من بويضة واحدة , وبالنسبة للتوائم غير المتطابقة والتي تنشأ من بويضتين فتكون نسبة إصابة الثاني أقل وذلك عند المقارنة بنسبة الإصابة في التوائم المتطابقة وتكون النسبة في الإخوة غير التوائم أقل منها في التوائم , و يوضح هذا أن الفرق هو بسبب الجينات أكثر من التربية و التنشئة.
إصابات المخ أثناء الحمل والولادة
تزداد نسبة الإصابة في الذين تعرضوا لمشاكل أثناء الولادة لتؤثر على إمداد الأوكسجين إلى دماغ الطفل , وكذلك في الذين أصيبوا بالأمراض الفيروسية خلال الأشهر الأولى من الحمل. وقد ساعدت الفحوص في الكشف عن وجود أجزاء بالمخ غير كاملة النمو عند هؤلاء الأشخاص .
المخدرات والكحول
استعمال المخدرات مثل عقار الهلوسة LSD و الامفيتمينات Amphetamine و الحشيش وكذلك الكحول أحيانا تكون مصحوبة بالفصام .
الإجهاد
لوحظ أنه قبل فترة وجيزة من بداية أو زيادة الأعراض سوءا وجود صعوبات و ضغوطات في الحياة مثل حوادث السيارات ، أو حالات الوفاة أو مثل صعوبات العمل أو الدراسة أو صعوبات طويلة الأمد مثل التوتر الأسري .
الحرمان وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة
تشير بعض الأدلة إلى أن الحرمان وسوء المعاملة في الطفولة يمكن أن يساعد على الإصابة بالفصام.
وبصورة عامة فإن كثير من المصابين بالفصام قادرون على الاستقرار والعمل ولا يذهبون إلى المستشفى و لهم علاقات دائمة. ونسبة من هؤلاء يتحسنون تماما مع الوقت ونسبة أخرى تتحسن مع بقاء بعض الأعراض والبعض يظل يعانى من أعراض مستمرة .
أعراض الفصام
الهلوسة Hallucinations
وتحدث عندما تسمع أو تشم ، أو تشعر أو ترى شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع .
وأكثر أنواع الهلوسة شيوعا هو سماع الأصواتauditory hallucinationsوهذه الأصوات تكون بالنسبة للشخص المصاب بالفصام مثل الحقيقية تماما وهى بالنسبة له تأتى من محيطه الخارجي وهذه الأصوات قد تخاطبه وتتحدث إليه وقد تكون حوار يتحدث عنه أو هو المقصود به وهذه الأصوات قد تكون مسلية أو مزعجة وقد تحمل كلمات أو ألفاظ نابية وقد يستجيب الشخص المصاب بالفصام إلى هذه الأصوات بتنفيذ ما تطلبه منه رغم إدراكه ما في ذلك من خطأ أو إيذاء لنفسه وقد لا يستجيب ولكنه يشعر حين ذلك بالكآبة , وقد فسر العلماء والمتخصصين هذه الأصوات على أن مصدرها هو نشاط لنفس المنطقة بالمخ- والتي تفسر الأصوات القادمة من المحيط الخارجي في الشخص الطبيعي- ولكن في حالة الإصابة بالفصام تكون الإشارات الواردة لهذه المنطقة من داخل مخ الشخص المصاب وليس من المحيط الخارجي وقد اعتمدوا في تفسيرهم على رصد نشاط المخ للأشخاص المصابين .
ويوجد أنواع أخري للهلوسة منها الهلوسة البصرية visual hallucinations والتي تعنى رؤية أشياء بالعين دون وجودها , والهلاوس التي تتعلق باللمس tactile hallucinations والتي تعنى شعور الشخص بأن أحدا أو شيئا يلمسه دون وجود ذلك على أرض الواقع, وقد تكون الهلاوس متعلقة بحاسة الشم وذلك عند شم أشياء دون وجود مصدر حقيقي تنبعث منه الروائح التي يشمها المصاب بالفصام olfactory hallucination
الضلالات Delusions
وهى أن يعتقد المريض بالفصام في شيء مع الاقتناع التام به ، رغم أن هذا الاعتقاد يكون مبني على سوء فهم للأمور والأحداث , ورغم أن الآخرون يرون أن هذا الاعتقاد خاطئا وغريباً أو غير واقعي وهم لا يستطيعون في الواقع أن يناقشوا هذا الاعتقاد مع المريض . وإذا تم الاستفسار عن سبب هذا الاعتقاد تكون الإجابة ليس لها معنى أو لا يتمكن المريض أن يشرح للمستفسر شيئا مقنعا أو معقولا أو مقبولا ومع هذا يظل المريض بالفصام يبدى أن ما يعتقده هو الحقيقة. وقد تبدأ الضلالات فجأة أو قد يشعر المريض بالفصام أن هناك شيء غريب يحدث ، إلا أنه لا يستطيع أن يفهمه أو يفسره. وقد تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص الذي يعانى من الفصام فهم أو تفسير الهلاوس التي يعاني منها. فمثلا إذا كان يسمع أصوات تتعلق بما يقوم به ، فيفسر هذا بتوهم أنه مراقب من جهات أمنية مثلاً .
ومن الضلالات ضلالات الاضطهادParanoid Delusions , والتي تكون مزعجة للمريض و للأشخاص الذين يعتقد بأنهم يضطهدونه فمثلا من تفاصيل و أحداث بسيطة في الحياة اليومية لا علاقة لها بالجنس أو الخيانة قد يعتقد الشخص الذي يعانى من الفصام أنها دلالة على أن شريكه في الحياة غير مخلص , بينما الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل والأحداث طبيعية ولا تدعو للشك .وقد يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات أو أجهزة للتسلط أو السيطرة عليه .
ومن الضلالات أيضا ضلالات المرجعية Reference Delusions والتي عند حدوثها يفسر المريض الأحداث اليومية والطبيعية التي تدور حوله بأنه المعنى بها , أو أنها مرتبطة به. فمثلا يعتقد أن الإذاعة أو التلفزيون تبث برامج عنه.
و هذه الضلالات لا يناقشها المريض مع الآخرين لأنه يعتقد أنهم لن يفهموها. وقد تؤثر الضلالات على تصرفات الشخص فإذا كان يظن أن الآخرين يحاولون أن يؤذوه أو يضايقوه ، فسوف يحاول أن يبتعد عنهم ، وأحيانا قد يشعر أنه يرغب في الانتقام منهم .
اضطراب الفكر Thought disorder
يجد المريض صعوبة في التركيز, فلا يستطيع قراءة مقالة في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني إلى نهايته أو متابعة الدراسة أو التركيز في العمل , وتكون أفكاره مشوشة وينتقل من فكرة إلى فكرة دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وقد لا يمكنه أن يتذكر ما يريد التفكير به أصلا و يصف بعض المخالطين لهم أفكارهم بأنها "مبهمة" أو "مشوشة" ويكون من الصعب عليهم أن يفهموه .
يشعر المريض بأنه مُسيطر عليه
فيشعر أن أفكاره هي ليست له بل أن شخصا آخر قد وضعها في عقله . ويشعر أن جسمه مُسيطر عليه وكأنه رجل آلي والبعض من المرضى يفسر ذلك بأن جهازا مسلطا عليه وأشخاص آخرين يفسرها بالسحر، والأرواح ، أو الشيطان .
الأعراض السلبية Negative Symptoms
وتكون أقل وضوحا من الأعراض السابق ذكرها ومنها زوال الاهتمام بالحياة وزوال العواطف و صعوبة التحمس لشيء , وفقدان القدرة على التركيز و عدم الرغبة حتى في الخروج من المنزل وصعوبة العناية بنفسه وبملابسه أو ترتيب غرفته و البيت وعدم الارتياح مع الناس والشعور بعدم وجود شيء يمكن التحدث به أو قوله .
فقدان البصيرة Loss of insight
يشعر المريض أن الجميع على خطأ ، وأنهم لا يمكنهم فهمه كما يشعر بفقد السيطرة على كل حياته.
ومن الجدير بالذكر أنه في مريض الفصام لا تظهر كل الأعراض مجتمعة فقد يعانى من الهلاوس ويكون تفكيره غير مشوش وقد يكون لديه ضلالات ولكن لا تظهر عليه الأعراض السلبية وقد يكون لديه الأعراض السلبية فقط .
علاج الفصام
المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة قد لا يحتاجون إلى علاج وذلك مثلا هو الحال بالنسبة للذين يسمعون أصوات دون وجود أعراض أخرى , ولكن عندما تكون هذه الأصوات مرتفعة أو مزعجة فإنهم يحتاجون للعلاج .
نسبة من المرضى وخاصة ذوى الأعراض الشديدة والذين يعانون من اكتئاب ولا يتلقون رعاية أو علاج تزداد بينهم نسبة الانتحار. وكلما ترك المريض دون علاج من البداية , فإن تأثير الفصام على حياته يزداد بينما تكون النتائج أفضل عند تقديم العلاج من البداية . وعند التشخيص المبكر والعلاج المبكر تكون فرصة تحسن المريض بالمنزل أكبر وإذا كان دخول المستشفى ضروريا فتكون الفترة أقل .
تساعد الأدوية في التقليل من أعراض المرض المزعجة مع العلاجات المساعدة الأخرى مثل دعم الأهل والأصدقاء ، والعلاج النفسي . الأدوية تساعد في التقليل من الأوهام والهلوسة بالتدريج على مدى بضعة أسابيع وتساعد على التفكير بشكل أكثر وضوحا ومن قدرة المريض على الاعتناء بنفسه .
و تستخدم في العلاج
مضادات الذهان من الجيل الأول typical antipsychotics , وهي تعمل عن طريق التقليل من عمل مادة كيميائية في المخ تسمى الدوبامين. وهذه الأدوية لها تأثيرات جانبية كالتصلب والارتعاش والمشابهة التي تحدث في مرض باركنسون وللتغلب عليها تقلل جرعات الدواء أو تعطى الأدوية المضادة لمرض باركنسون عند ضرورة تعاطى الجرعات المرتفعة وعدم إمكانية تقليلها , ومن أمثلة هذه الأدوية والتي تكون على شكل أقراص.
مضادات الذهان من الجيل الثاني هي أدوية ظهرت حديثا. وهى تعمل على مجموعة أخرى من المواد الكيميائية في المخ ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية النعاس والخمول وزيادة الوزن. وقد تكون هذه الأدوية على هيئة أقراص أو على شكل حقن.
وبجانب العلاج الدوائي يكون العلاج النفسي , والذي يقوم به الأطباء النفسيين ويهتم هذا العلاج بتحديد المشكلات والنظر في كيفية تفكير المريض بهذه المشاكل , وكيفية التصرف تجاهها , وتأثير تفكيره أو تصرفاته على مشاعره , وأي من هذه الأفكار أو التصرفات غير واقعية , وإيجاد طرق أخرى للتفكير في هذه الأمور والتصرفات ، والتي ستكون أكثر ويكون ذلك من خلال عدد من الجلسات .
والعلاج الأسرى ويهدف إلى توعية الأسرة بالدور الذي عليها لدعم المريض وتعريف الأسرة بالفصام .
الفصام:- هو اضطراب عقلي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص , وأكثر المصابين به تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة , ومع ذلك فهو من الممكن أن يبدأ في أي عمر وهو يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة حيث تصل الإصابة به إلى 1 بالمائة من سكان العالم , ويكون أكثر في المدن منه في المناطق الريفية كما يكون أكثر بين الأقليات العرقية .
أسباب الفصام
حتى الآن لم تعرف ما هي أسبابه , ولكن يرجح أن تكون مجموعة من العوامل والتي تختلف من شخص لآخر.
الجينات
واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالفصام يكون أحد والديه مصاب بالمرض , كما أن دراسات التوائم تشير إلى تأثير الجينات حيث تكون النسبة عالية في إصابة التوأم الثاني عند إصابة الأول بالفصام وذلك في التوائم التي تنشأ من بويضة واحدة , وبالنسبة للتوائم غير المتطابقة والتي تنشأ من بويضتين فتكون نسبة إصابة الثاني أقل وذلك عند المقارنة بنسبة الإصابة في التوائم المتطابقة وتكون النسبة في الإخوة غير التوائم أقل منها في التوائم , و يوضح هذا أن الفرق هو بسبب الجينات أكثر من التربية و التنشئة.
إصابات المخ أثناء الحمل والولادة
تزداد نسبة الإصابة في الذين تعرضوا لمشاكل أثناء الولادة لتؤثر على إمداد الأوكسجين إلى دماغ الطفل , وكذلك في الذين أصيبوا بالأمراض الفيروسية خلال الأشهر الأولى من الحمل. وقد ساعدت الفحوص في الكشف عن وجود أجزاء بالمخ غير كاملة النمو عند هؤلاء الأشخاص .
المخدرات والكحول
استعمال المخدرات مثل عقار الهلوسة LSD و الامفيتمينات Amphetamine و الحشيش وكذلك الكحول أحيانا تكون مصحوبة بالفصام .
الإجهاد
لوحظ أنه قبل فترة وجيزة من بداية أو زيادة الأعراض سوءا وجود صعوبات و ضغوطات في الحياة مثل حوادث السيارات ، أو حالات الوفاة أو مثل صعوبات العمل أو الدراسة أو صعوبات طويلة الأمد مثل التوتر الأسري .
الحرمان وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة
تشير بعض الأدلة إلى أن الحرمان وسوء المعاملة في الطفولة يمكن أن يساعد على الإصابة بالفصام.
وبصورة عامة فإن كثير من المصابين بالفصام قادرون على الاستقرار والعمل ولا يذهبون إلى المستشفى و لهم علاقات دائمة. ونسبة من هؤلاء يتحسنون تماما مع الوقت ونسبة أخرى تتحسن مع بقاء بعض الأعراض والبعض يظل يعانى من أعراض مستمرة .
أعراض الفصام
الهلوسة Hallucinations
وتحدث عندما تسمع أو تشم ، أو تشعر أو ترى شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع .
وأكثر أنواع الهلوسة شيوعا هو سماع الأصواتauditory hallucinationsوهذه الأصوات تكون بالنسبة للشخص المصاب بالفصام مثل الحقيقية تماما وهى بالنسبة له تأتى من محيطه الخارجي وهذه الأصوات قد تخاطبه وتتحدث إليه وقد تكون حوار يتحدث عنه أو هو المقصود به وهذه الأصوات قد تكون مسلية أو مزعجة وقد تحمل كلمات أو ألفاظ نابية وقد يستجيب الشخص المصاب بالفصام إلى هذه الأصوات بتنفيذ ما تطلبه منه رغم إدراكه ما في ذلك من خطأ أو إيذاء لنفسه وقد لا يستجيب ولكنه يشعر حين ذلك بالكآبة , وقد فسر العلماء والمتخصصين هذه الأصوات على أن مصدرها هو نشاط لنفس المنطقة بالمخ- والتي تفسر الأصوات القادمة من المحيط الخارجي في الشخص الطبيعي- ولكن في حالة الإصابة بالفصام تكون الإشارات الواردة لهذه المنطقة من داخل مخ الشخص المصاب وليس من المحيط الخارجي وقد اعتمدوا في تفسيرهم على رصد نشاط المخ للأشخاص المصابين .
ويوجد أنواع أخري للهلوسة منها الهلوسة البصرية visual hallucinations والتي تعنى رؤية أشياء بالعين دون وجودها , والهلاوس التي تتعلق باللمس tactile hallucinations والتي تعنى شعور الشخص بأن أحدا أو شيئا يلمسه دون وجود ذلك على أرض الواقع, وقد تكون الهلاوس متعلقة بحاسة الشم وذلك عند شم أشياء دون وجود مصدر حقيقي تنبعث منه الروائح التي يشمها المصاب بالفصام olfactory hallucination
الضلالات Delusions
وهى أن يعتقد المريض بالفصام في شيء مع الاقتناع التام به ، رغم أن هذا الاعتقاد يكون مبني على سوء فهم للأمور والأحداث , ورغم أن الآخرون يرون أن هذا الاعتقاد خاطئا وغريباً أو غير واقعي وهم لا يستطيعون في الواقع أن يناقشوا هذا الاعتقاد مع المريض . وإذا تم الاستفسار عن سبب هذا الاعتقاد تكون الإجابة ليس لها معنى أو لا يتمكن المريض أن يشرح للمستفسر شيئا مقنعا أو معقولا أو مقبولا ومع هذا يظل المريض بالفصام يبدى أن ما يعتقده هو الحقيقة. وقد تبدأ الضلالات فجأة أو قد يشعر المريض بالفصام أن هناك شيء غريب يحدث ، إلا أنه لا يستطيع أن يفهمه أو يفسره. وقد تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص الذي يعانى من الفصام فهم أو تفسير الهلاوس التي يعاني منها. فمثلا إذا كان يسمع أصوات تتعلق بما يقوم به ، فيفسر هذا بتوهم أنه مراقب من جهات أمنية مثلاً .
ومن الضلالات ضلالات الاضطهادParanoid Delusions , والتي تكون مزعجة للمريض و للأشخاص الذين يعتقد بأنهم يضطهدونه فمثلا من تفاصيل و أحداث بسيطة في الحياة اليومية لا علاقة لها بالجنس أو الخيانة قد يعتقد الشخص الذي يعانى من الفصام أنها دلالة على أن شريكه في الحياة غير مخلص , بينما الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل والأحداث طبيعية ولا تدعو للشك .وقد يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات أو أجهزة للتسلط أو السيطرة عليه .
ومن الضلالات أيضا ضلالات المرجعية Reference Delusions والتي عند حدوثها يفسر المريض الأحداث اليومية والطبيعية التي تدور حوله بأنه المعنى بها , أو أنها مرتبطة به. فمثلا يعتقد أن الإذاعة أو التلفزيون تبث برامج عنه.
و هذه الضلالات لا يناقشها المريض مع الآخرين لأنه يعتقد أنهم لن يفهموها. وقد تؤثر الضلالات على تصرفات الشخص فإذا كان يظن أن الآخرين يحاولون أن يؤذوه أو يضايقوه ، فسوف يحاول أن يبتعد عنهم ، وأحيانا قد يشعر أنه يرغب في الانتقام منهم .
اضطراب الفكر Thought disorder
يجد المريض صعوبة في التركيز, فلا يستطيع قراءة مقالة في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني إلى نهايته أو متابعة الدراسة أو التركيز في العمل , وتكون أفكاره مشوشة وينتقل من فكرة إلى فكرة دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وقد لا يمكنه أن يتذكر ما يريد التفكير به أصلا و يصف بعض المخالطين لهم أفكارهم بأنها "مبهمة" أو "مشوشة" ويكون من الصعب عليهم أن يفهموه .
يشعر المريض بأنه مُسيطر عليه
فيشعر أن أفكاره هي ليست له بل أن شخصا آخر قد وضعها في عقله . ويشعر أن جسمه مُسيطر عليه وكأنه رجل آلي والبعض من المرضى يفسر ذلك بأن جهازا مسلطا عليه وأشخاص آخرين يفسرها بالسحر، والأرواح ، أو الشيطان .
الأعراض السلبية Negative Symptoms
وتكون أقل وضوحا من الأعراض السابق ذكرها ومنها زوال الاهتمام بالحياة وزوال العواطف و صعوبة التحمس لشيء , وفقدان القدرة على التركيز و عدم الرغبة حتى في الخروج من المنزل وصعوبة العناية بنفسه وبملابسه أو ترتيب غرفته و البيت وعدم الارتياح مع الناس والشعور بعدم وجود شيء يمكن التحدث به أو قوله .
فقدان البصيرة Loss of insight
يشعر المريض أن الجميع على خطأ ، وأنهم لا يمكنهم فهمه كما يشعر بفقد السيطرة على كل حياته.
ومن الجدير بالذكر أنه في مريض الفصام لا تظهر كل الأعراض مجتمعة فقد يعانى من الهلاوس ويكون تفكيره غير مشوش وقد يكون لديه ضلالات ولكن لا تظهر عليه الأعراض السلبية وقد يكون لديه الأعراض السلبية فقط .
علاج الفصام
المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة قد لا يحتاجون إلى علاج وذلك مثلا هو الحال بالنسبة للذين يسمعون أصوات دون وجود أعراض أخرى , ولكن عندما تكون هذه الأصوات مرتفعة أو مزعجة فإنهم يحتاجون للعلاج .
نسبة من المرضى وخاصة ذوى الأعراض الشديدة والذين يعانون من اكتئاب ولا يتلقون رعاية أو علاج تزداد بينهم نسبة الانتحار. وكلما ترك المريض دون علاج من البداية , فإن تأثير الفصام على حياته يزداد بينما تكون النتائج أفضل عند تقديم العلاج من البداية . وعند التشخيص المبكر والعلاج المبكر تكون فرصة تحسن المريض بالمنزل أكبر وإذا كان دخول المستشفى ضروريا فتكون الفترة أقل .
تساعد الأدوية في التقليل من أعراض المرض المزعجة مع العلاجات المساعدة الأخرى مثل دعم الأهل والأصدقاء ، والعلاج النفسي . الأدوية تساعد في التقليل من الأوهام والهلوسة بالتدريج على مدى بضعة أسابيع وتساعد على التفكير بشكل أكثر وضوحا ومن قدرة المريض على الاعتناء بنفسه .
و تستخدم في العلاج
مضادات الذهان من الجيل الأول typical antipsychotics , وهي تعمل عن طريق التقليل من عمل مادة كيميائية في المخ تسمى الدوبامين. وهذه الأدوية لها تأثيرات جانبية كالتصلب والارتعاش والمشابهة التي تحدث في مرض باركنسون وللتغلب عليها تقلل جرعات الدواء أو تعطى الأدوية المضادة لمرض باركنسون عند ضرورة تعاطى الجرعات المرتفعة وعدم إمكانية تقليلها , ومن أمثلة هذه الأدوية والتي تكون على شكل أقراص.
مضادات الذهان من الجيل الثاني هي أدوية ظهرت حديثا. وهى تعمل على مجموعة أخرى من المواد الكيميائية في المخ ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية النعاس والخمول وزيادة الوزن. وقد تكون هذه الأدوية على هيئة أقراص أو على شكل حقن.
وبجانب العلاج الدوائي يكون العلاج النفسي , والذي يقوم به الأطباء النفسيين ويهتم هذا العلاج بتحديد المشكلات والنظر في كيفية تفكير المريض بهذه المشاكل , وكيفية التصرف تجاهها , وتأثير تفكيره أو تصرفاته على مشاعره , وأي من هذه الأفكار أو التصرفات غير واقعية , وإيجاد طرق أخرى للتفكير في هذه الأمور والتصرفات ، والتي ستكون أكثر ويكون ذلك من خلال عدد من الجلسات .
والعلاج الأسرى ويهدف إلى توعية الأسرة بالدور الذي عليها لدعم المريض وتعريف الأسرة بالفصام .
تعليق