بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
عليٌّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ
عليٌّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ
لقد كان الحقّ الفيصل الأوّل في المواقف المهمّة خلال حكمه ، فقد أعطى نفسه للحقّ ولم يجره الآخرون لأنفسهم طمعاً باستئثار لا يهمّهم آثاره الضارّة أو الحالة الظالمة التي تتبعه ، ولذا نصب ميزان العدل بوجه أولئك الذين سعوا إلى جلب المنابع المادية لأنفسهم حتى وإن كان ذلك خروجاً على الشريعة ومبادئها ، إنّ علي (عليه السلام) في إشارة دقيقة ومهمّة يحدّد من خلالها صورة وواقع الولاية في عهده حيث يقول (عليه السلام) : ( لَمْ تَكُنْ بَيْعَتُكُمْ إِيَّايَ فَلْتَةً ، وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً ؛ إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لأَنْفُسِكُمْ . أَيُّهَا النَّاسُ ! أَعِينُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَايْمُ اللَّهِ لأُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ ، وَلأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ كَارِهاً ) . (1)
هذا وحده هو قانون للبشرية وعلماء الإنسانية والمدافعين عن حقوقها ، ولإصحاب النظريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ؛ كي يرفعوا به عمود خيمة الإنسانية الكبيرة التي يستظل بظلها كلّ مظلوم ومستضعف ومن تقتحمه العيون في المجتمع .
فتلك الخيمة قائمة ما دام هذا العمود قائماً ، إنّه الأمل الذي تدور من حوله قلوب تلك الأرواح الهاربة من حَرور الجور والعبودية والظلم .
فما تعاني منه الإنسانية بصورة واسعة هو الظلم بمختلف ألوانه والانحراف عن الاستقامة والقيم الإلهية .
الصفحة 362
ولولا الظلم والجشع والطمع بأنواعه لم يكن هناك صراع واستئثار وبغي .
بقي علينا أن نعرف أن الأمر المهمّ الآن : كيف نعالج الواقع المرّ الذي أفرزته الظروف القاسية ؟ ظروف الحيف والجور ، حيث تنكفئ موازين العدالة والحقّ .
فنحن ـ أفراد البشر ـ إذا رأينا إنسانا لا يضمر سوءاً للآخرين ، ولا يتجاوز على حقوقهم ينظر إلى الناس بعين نهاية الحياد ، يناصر المظلوم ويعادي الظالم ، إنّ شخصاً كهذا نعتبره حائزاً على نوع من الكمال نسمّيه (العدل) ونطلق على صاحبه اسم (العادل) .
وعلى خلاف هذا الفرد الذي يتجاوز على حقوق الآخرين وإذا كان في مركز القوّة والقدرة فإنّه يرجح أفرادا على آخرين دون وجود مرجح ، ويناصر الظالمين ويخاصم الضعفاء وفاقدي القدرة ، أو على الأقل يكون محايداً في النزاعات والمناقشات الدائرة بين الظالمين والمظلومين ، إنّ شخصاً كهذا نعتبره متّصفاً بنوع من (الظلم) ونسمّيه (الظالم) . (1)
وقد قال الشاعر الإيراني مولوي في ذلك :
(ما هو العدل ؟ هو وضع الشيء في موضعه .
ما هو الظلم ؟ هو وضع الشيء في غير موضعه .
ما هو العدل ؟ هو إعطاؤك الأشجار ماء .
ما هو الظلم ؟ إنّه إعطاؤك الأشواك ماء ) . (2)
وهناك آيات قرآنية كثيرة وردت في شأن العدل والظلم ، هذا نموذج من بعضها : ( وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) (3) .
ـــــــــ
(1) مطهري ، مرتضى ، العدل الإلهي ، ترجمة محمّد عبد المنعم الخاقاني ـ بتصرّف ـ ، ص 55 .
(2) المصدر السابق ، ص72 .
(3) سورة الشورى : الآية 15
الصفحة 363
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (1) .
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) (2) .
( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ ) .
إذن ، يجب اتّخاذ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وخطب الإمام علي (عليه السلام) مرتكزاً في وضع الحلول المناسبة ، من خلال معرفة وأخذ العبر والدروس من أجل بناء المجتمعات بناءً إنسانياً إيمانياً .
اسم ال?تاب:
في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)
اسم المؤلف:
عبد الرضا الزبيدي
المصدر
http://www.alhassanain.com/arabic/sh...holy_prophet_a nd_ahlul_bayt_library/imam_ali/books/fee_alfekr_alejtmaiy
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
عليٌّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ
عليٌّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ
لقد كان الحقّ الفيصل الأوّل في المواقف المهمّة خلال حكمه ، فقد أعطى نفسه للحقّ ولم يجره الآخرون لأنفسهم طمعاً باستئثار لا يهمّهم آثاره الضارّة أو الحالة الظالمة التي تتبعه ، ولذا نصب ميزان العدل بوجه أولئك الذين سعوا إلى جلب المنابع المادية لأنفسهم حتى وإن كان ذلك خروجاً على الشريعة ومبادئها ، إنّ علي (عليه السلام) في إشارة دقيقة ومهمّة يحدّد من خلالها صورة وواقع الولاية في عهده حيث يقول (عليه السلام) : ( لَمْ تَكُنْ بَيْعَتُكُمْ إِيَّايَ فَلْتَةً ، وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً ؛ إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لأَنْفُسِكُمْ . أَيُّهَا النَّاسُ ! أَعِينُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَايْمُ اللَّهِ لأُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ ، وَلأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ كَارِهاً ) . (1)
هذا وحده هو قانون للبشرية وعلماء الإنسانية والمدافعين عن حقوقها ، ولإصحاب النظريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ؛ كي يرفعوا به عمود خيمة الإنسانية الكبيرة التي يستظل بظلها كلّ مظلوم ومستضعف ومن تقتحمه العيون في المجتمع .
فتلك الخيمة قائمة ما دام هذا العمود قائماً ، إنّه الأمل الذي تدور من حوله قلوب تلك الأرواح الهاربة من حَرور الجور والعبودية والظلم .
فما تعاني منه الإنسانية بصورة واسعة هو الظلم بمختلف ألوانه والانحراف عن الاستقامة والقيم الإلهية .
الصفحة 362
ولولا الظلم والجشع والطمع بأنواعه لم يكن هناك صراع واستئثار وبغي .
بقي علينا أن نعرف أن الأمر المهمّ الآن : كيف نعالج الواقع المرّ الذي أفرزته الظروف القاسية ؟ ظروف الحيف والجور ، حيث تنكفئ موازين العدالة والحقّ .
فنحن ـ أفراد البشر ـ إذا رأينا إنسانا لا يضمر سوءاً للآخرين ، ولا يتجاوز على حقوقهم ينظر إلى الناس بعين نهاية الحياد ، يناصر المظلوم ويعادي الظالم ، إنّ شخصاً كهذا نعتبره حائزاً على نوع من الكمال نسمّيه (العدل) ونطلق على صاحبه اسم (العادل) .
وعلى خلاف هذا الفرد الذي يتجاوز على حقوق الآخرين وإذا كان في مركز القوّة والقدرة فإنّه يرجح أفرادا على آخرين دون وجود مرجح ، ويناصر الظالمين ويخاصم الضعفاء وفاقدي القدرة ، أو على الأقل يكون محايداً في النزاعات والمناقشات الدائرة بين الظالمين والمظلومين ، إنّ شخصاً كهذا نعتبره متّصفاً بنوع من (الظلم) ونسمّيه (الظالم) . (1)
وقد قال الشاعر الإيراني مولوي في ذلك :
(ما هو العدل ؟ هو وضع الشيء في موضعه .
ما هو الظلم ؟ هو وضع الشيء في غير موضعه .
ما هو العدل ؟ هو إعطاؤك الأشجار ماء .
ما هو الظلم ؟ إنّه إعطاؤك الأشواك ماء ) . (2)
وهناك آيات قرآنية كثيرة وردت في شأن العدل والظلم ، هذا نموذج من بعضها : ( وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) (3) .
ـــــــــ
(1) مطهري ، مرتضى ، العدل الإلهي ، ترجمة محمّد عبد المنعم الخاقاني ـ بتصرّف ـ ، ص 55 .
(2) المصدر السابق ، ص72 .
(3) سورة الشورى : الآية 15
الصفحة 363
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (1) .
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) (2) .
( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ ) .
إذن ، يجب اتّخاذ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وخطب الإمام علي (عليه السلام) مرتكزاً في وضع الحلول المناسبة ، من خلال معرفة وأخذ العبر والدروس من أجل بناء المجتمعات بناءً إنسانياً إيمانياً .
اسم ال?تاب:
في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)
اسم المؤلف:
عبد الرضا الزبيدي
المصدر
http://www.alhassanain.com/arabic/sh...holy_prophet_a nd_ahlul_bayt_library/imam_ali/books/fee_alfekr_alejtmaiy