جاء حسين من مدرسته وعلامات الحزن كانت مرسومة على ملامح وجهه الجميل.
نظر إليه والده وهو يشرب فنجاناً من الشاي الساخن، وبصوته الحنون نادى طفله حسين ..حسين.
حاول حسين أن يخفي ما في داخله لكن ما كان على ملامح وجهه واضحة بأن يحمل شيئاً من الحزن.
ومثل العادة قبل أن يسمع كلمة من طفله استبدل معه بعض الابتسامات التي خففت من حزن حسين.
وقبل أن ينطق والده بكلمة خفض حسين رأسه قائلاً:
ـ "أحب صديقي محمد وكثيراً ما كنت أمازحه لأكون صديقه لكن لم أكن أجد منه الرغبة في الصداقة.
الأب : أخشى أن يكون مزاحك ثقيلاً كالعادة؟
حسين: لم يتكلم بكلمة.
الأب: يا حبيبي، إذا أردت محبة الأصدقاء تعلم من السلحفاة.
حسين: ماذا تعني يا أبي، وكيف أكون مثلها؟!!
الأب والابتسامة زينت ملامح وجهه:
ـ كان ولد جميل مثلك لديه سلحفاة، كانت تضع رأسها داخل الصدفة الجميلة.
وتابع حديثه الجميل: هذا الأمر جعل من علي يضربها بالعصا على الصدفة لإخراج رأسها فكانت السلحفاة ترفض ذلك، وحينما ذهب علي ليجلس مع والدته بالقرب من موقد النار الدافئ، حمل علي السلحفاة وأجلسها بجانبه فأخرجت رأسها.
واستكمل حديثه بعد أن شرب شيئاً من الشاي الساخن:
ـ الدفء جعل السلحفاة تشعر بالأمان، والمحبة الحقيقية التي كان يحملها علي بقلبه للسلحفاة من خلال تقريب السلحفاة من موقد النار.
وأنت يا طفلي الحبيب أريد أن تشعر صديقك بمحبتك من خلال المعاملة الطيبة وليس من خلال المزاح الثقيل الذي قد يفسد علاقاتك بالأصدقاء.
وفي اليوم التالي فعل حسين ما تعلمه من حكاية السلحفاة، فبمجرد أن لمح صديقه محمد قابله بابتسامة جميلة وسلم عليه قائلاً:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...كيف حالك يامحمد ، يا صاحب الاسم الجميل،؟
فما كان من محمد إلا أن يقابله بابتسامة جميلة قائلاً:
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..الحمد لله يا صديقي العزيز.
وأخذ كل واحد منهما بتبادل أطراف الحديث، وبعد انتهاء اليوم الدراسي عاد حسين إلى منزله وعلامات السعادة واضحة على ملامح وجهه، وبمجرد أن نظر إليه والده قال:
ـ "السلحفاة يا أبي، السلحفاة".
وعلينا تذكر قول الحبيب رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" :" تبسمك في وجه أخيك صدقة ...".
تعليق