((( قصة الأخنس بن زيد عليه لعائن الله وكيف احترق فحماً )))
• ( البحار ، ج 45 ص 321 ط 3 )
حكي عن السدي ، قال : ضافني رجل في ليلة ، فتسامرنا حتى ذكرنا كربلاء . قال الضيف : أما كنت حاضراً يَوم الطف ؟ . قلت : لا ، والحمد لله . قال : أراك تحمد ، عَلى أي شيءٍ ؟ . قلت : عَلى الخلاص من دمِ الحسين عليه السّلام ، لأن جده صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إن مَن طولب بدم ولدي الحسين يَوم القيامة لخفيف الميزان . قال : قال هكذا جده ؟ . قلت : نعم . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : ولدي الحسين يقتل ظلماً وعدواناً . ألا ومَن قتله يدخل في تابوت مِن نار ، ويعذَّب نصف عذاب أهل النار ، وقد غُلّت يداه ورجلاه ، وله رائحة يتعوّذ أهل النار منها ، هو ومَن شايع وبايع أو رضي بذلك . فالويل لهم مِن عذاب جهنم .
قال : لا تصدّق هذا الكلام يا أخي ! . قلت : كيف هذا ، وقد قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا كذبتُ ولا كُذّبت ؟!.
قال : تَرى قالوا قال رسول الله : قاتلُ ولدي الحسين لا يطول عمره ، وها أنا وحقك قد تجاوزت التسعين ، مع أنك ما تعرفني . قلت : لا والله . قال : أنا الأخنس بن زيد . قلت : وما صنعت يَوم الطف ؟ . قال : أنا الَّذي أُمِّرْتُ عَلى الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطء جسم الحسين بسنابك الخيل ، وهشّمت أضلاعه ، وجررت نطعاً مِن تحت علي بن الحسين وهو عليل ، وكببته عَلى وجهه ، وخرمت أذنَي صفية بنت الحسين لقرطين كانا في أذنيها ( الصحيح أن التي خُرمت أذنها هي فاطمة بنت الحسين عليه السّلام ، وليس للحسين عليه السّلام أية ابنة اسمها صفيّة ) .
قال السدّي : فبكى قلبي هجوعاً وعيناي دموعاً ، وخرجت أعالج عَلى إهلاكه ، وإذا بالسراج قد ضعفت ، فقمت أزهرها . فقال : اجلس ، وهو يحكي لي متعجباً مِن نفسه وسلامته ! .
ومدّ إصبعه ليزهرها ، فاشتعلت به ، ففركها في التراب فلم تنظف ، فصاح بي : أدركني يا أخي . فكببت الشربة عليها وأنا غير محب لذلك . فلما شمَّتِ النارُ رائحة الماء ازدادت قوة ، وصاح بي : ما هذه النار وما يطفيها ؟ . قلت : ألقِ نفسك في النهر ، فرمى بنفسه . فكلما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه ، كالخشبة البالية في الريح البارح . هذا وأنا أنظره ، فواللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو لم تطفأ حتى صار فحماً ، وسار عَلى وجه الماء . ألا لعنة الله عَلى الظالمين
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
[الشعراء : 227]
اللهمّ العن الأخنس بن زيد والعن جميع ظالمي محمّد وآل محمّد عليهم السّلام عدد الثرى الحصى وعدد قطرات المطر وأوراق الشجر وعدد ما خلقت من الجنّ والإنس أجمعين إلى قيام يوم الدّين آمين ربِّ العالمين .
• ( البحار ، ج 45 ص 321 ط 3 )
حكي عن السدي ، قال : ضافني رجل في ليلة ، فتسامرنا حتى ذكرنا كربلاء . قال الضيف : أما كنت حاضراً يَوم الطف ؟ . قلت : لا ، والحمد لله . قال : أراك تحمد ، عَلى أي شيءٍ ؟ . قلت : عَلى الخلاص من دمِ الحسين عليه السّلام ، لأن جده صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إن مَن طولب بدم ولدي الحسين يَوم القيامة لخفيف الميزان . قال : قال هكذا جده ؟ . قلت : نعم . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : ولدي الحسين يقتل ظلماً وعدواناً . ألا ومَن قتله يدخل في تابوت مِن نار ، ويعذَّب نصف عذاب أهل النار ، وقد غُلّت يداه ورجلاه ، وله رائحة يتعوّذ أهل النار منها ، هو ومَن شايع وبايع أو رضي بذلك . فالويل لهم مِن عذاب جهنم .
قال : لا تصدّق هذا الكلام يا أخي ! . قلت : كيف هذا ، وقد قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا كذبتُ ولا كُذّبت ؟!.
قال : تَرى قالوا قال رسول الله : قاتلُ ولدي الحسين لا يطول عمره ، وها أنا وحقك قد تجاوزت التسعين ، مع أنك ما تعرفني . قلت : لا والله . قال : أنا الأخنس بن زيد . قلت : وما صنعت يَوم الطف ؟ . قال : أنا الَّذي أُمِّرْتُ عَلى الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطء جسم الحسين بسنابك الخيل ، وهشّمت أضلاعه ، وجررت نطعاً مِن تحت علي بن الحسين وهو عليل ، وكببته عَلى وجهه ، وخرمت أذنَي صفية بنت الحسين لقرطين كانا في أذنيها ( الصحيح أن التي خُرمت أذنها هي فاطمة بنت الحسين عليه السّلام ، وليس للحسين عليه السّلام أية ابنة اسمها صفيّة ) .
قال السدّي : فبكى قلبي هجوعاً وعيناي دموعاً ، وخرجت أعالج عَلى إهلاكه ، وإذا بالسراج قد ضعفت ، فقمت أزهرها . فقال : اجلس ، وهو يحكي لي متعجباً مِن نفسه وسلامته ! .
ومدّ إصبعه ليزهرها ، فاشتعلت به ، ففركها في التراب فلم تنظف ، فصاح بي : أدركني يا أخي . فكببت الشربة عليها وأنا غير محب لذلك . فلما شمَّتِ النارُ رائحة الماء ازدادت قوة ، وصاح بي : ما هذه النار وما يطفيها ؟ . قلت : ألقِ نفسك في النهر ، فرمى بنفسه . فكلما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه ، كالخشبة البالية في الريح البارح . هذا وأنا أنظره ، فواللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو لم تطفأ حتى صار فحماً ، وسار عَلى وجه الماء . ألا لعنة الله عَلى الظالمين
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
[الشعراء : 227]
اللهمّ العن الأخنس بن زيد والعن جميع ظالمي محمّد وآل محمّد عليهم السّلام عدد الثرى الحصى وعدد قطرات المطر وأوراق الشجر وعدد ما خلقت من الجنّ والإنس أجمعين إلى قيام يوم الدّين آمين ربِّ العالمين .
تعليق