بدء أيام العزاء الحسيني
أوّل يوم من أيام شهر محرم الحرام ، شهر الحزن والعزاء الذي يحييه المسلمون وبخاصة شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) بذكر مصاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) أصحابه الميامين الكرام ، الشهر الذي أحزن أنبياء الله ورسله وملائكته وشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومحبيهم ، حيث تعقد في هذا الشهر مجالس ألعزاء على أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، والتي تحول هذه المجالس إلى مراكز إشعاع لإرشاد الناس وبيان عقائدهم وأمور دينهم ، فضلاً عما يتحدث به خطباء المنبر عن واقعة الطف وما جرى فيها من بطولات وتضحية وإبثار .
حصار بني هاشم في شعب أبي طالب
في ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 8 ) من بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعاهدت قريش وتقاسمت على معاداة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك أنه لما أسلم حمزة وحمى النجاشي من عنده من المسلمين ، وحامى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأجمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم عهداً على بني هاشم وبني عبد المطلب أن لا يناكحونهم ولا يبايعوهم ، فكتبوا صحيفة في ذلك وعلقوها على جدار الكعبة ، ثم عدوا على من أسلم فأوثقوهم وآذوهم ، وإشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالاً شديداً وأبدت قريش لبني عبد المطلب الجفاء وثار بينهم شر ، وقالوا : لا صلح بيننا وبينكم ولا رحم إلاّ على قتل هذا الصابئ .
فعمد أبو طالب فأدخل إبن أخيه وبني أبيه ومن إتبعهم ، فدخلوا شعب أبي طالب وآذى المشركوه ومن معه من بني هاشم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أذى شديداً ، وحصروهم في شعبهم ، وقطعوا عنهم الميرة من الأسواق . . . حتى بلغ بالقوم الجهد الشديد ، حتى سمعوا أصوات صبيانهم يتضاغون ـ أي يصيحون من الجوع من وراء الشعب ـ وكان أبو طالب يخاف أن يغتالون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلاً أو سراً ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أخذ مضجعه أو رقد جعله أبو طالب بينه وبين بنيه خشيه أن يقتلوه . . . فأتى من قريش على ذلك سنيتين أو ثلاثاً . . . ثم إن الله ( عز وجل ) برحمته أرسل على صحيفة قريش التي كتبوها الأرضة ، فأخبر الله ( عز وجل ) رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
وروي إن الأرضة أكلت ما كان فيها من ظلم وجور وبقي ما كان من ذكر الله ( عز وجل ) .
غزوة ذات الرقاع
وفيه ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 4 هـ ) غزا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غزوة ذات الرقاع ، وهي الغزوة التي صلى فيها صلاة الخوف بعسفان حين أتاه الجن من السماء بما هم به المشركون .
وكان سببها أن قادماً قدم المدينة بجلب له ، فأخبر أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أنماراً وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ومن معاجزه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذه الغزوة : أنه لقي رجلاً من محارب يقال له عاصم ، فقال له : يا محمد أتعلم الغيب ؟ قال : لا يعلم الغيب إلاّ الله .
قال : لجملي هذا أحب إلي من إلهك .
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لكن الله أخبرني من علم غيبه إنه تعالى سيبعث عليك قرحة في مسبل لحيتك حتى تصل إلى دماغك فتموت ـ والله ـ إلى النار ، فرجع فبعث الله القرحة فأخذت لحيته حتى وصلت إلى دماغه ، فجعل يقول : لله در القرشي ، إن قال بعلم ، أو زجر فأصاب . . .
أول بعث لجمع الزكاة
في ( 1 محرم الحرام ) ، ولأول مرة بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سعاته إلى أطراف المدينة لجباية الزكاة .
الإمام الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) في الطريق إلى كربلاء :
في هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) من عام ( 61 هـ ) نزل الإمام الحسين ( عليه السلام ) قصر بني مقاتل ، فإذا هو بفسطاط مضروب ، فقال : لمن هذا ؟ فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي فقال : إدعوه إلي . . . فجاء حتى دخل عليه فسلم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه . . . فإستقاله مما دعاه اليه فقال الحسين ( عليه السلام ) : فإن لم تنرصرنا فإتق الله أن تكون ممن يقاتلنا والله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلاّ هلك . . .
ثورة أهل المدينة ضد يزيد
في هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) من سنة ( 63 هـ ) ، كانت حركة أهل المدينة وثورتهم ضد يزيد بن معاوية ، وكان سبب ذلك إن عبد الله بن حنظلة وفد هو وغيره من أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية ، فرأوا ما لا يصلح . . . ولما بلغهم ما يتعمده من الفساد .
وقيل : إنهم قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق . . . فلما رجعوا إلى المدينة ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح من شرب الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر ، فأجعلوا على خلعه ، فلما بلغه ذلك بعث إليهم مسلم بن عقبة ، وإنما يسميه المسلمون مسرف بن عقبة . . . وسيأتي ذكر ذلك فيما يذكر من حوادث شهر ذي الحجة الذي وقعت فيه الوقعة والتي تسمى واقعة الحرة .
وما يؤسف له إن أهل المدينة هؤلاء لم يستجيبوا لنداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لما دعاهم للثورة ضد يزيد .
حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) لأحد أصحابه
وفي هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) كان حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) لأحد أصحابه عن حرمة محرم ، وما إرتكب فيه من ظلم لآل البيت ( عليهم السلام ) .
عن الريان بن شبيب ، قال : دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يا بن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا ( عليه السلام ) ربه ( عز وجل ) . . . ثم قال : يا بن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ، ولا حرمت نبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه ، وإنتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .
يا إبن شبيب : إن كنت باكياً لشيء فأبك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام )( عليهم السلام ) : إنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) مطرت السماء دماً وتراباً أحمر يا إبن شبيب إن سرّك أن تلقى الله ( عز وجل ) ولا ذنب عليك فزر الحسين . . . يا إبن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فإحزن لحزننا وإفرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة .
إستجابة الله تعالى لزكريا
وفيه ( 1 محرم الحرام ) إستجاب الله تعالى دعاء زكريا ، فوهب له يحيى ولم يجعل له من قبل سميا .
رفع إدريس النبي ( عليه السلام )
وفيه ( 1 محرم الحرام ) رفع الله ( عز وجل ) إدريس النبي ( عليه السلام ) مكاناً علياً ، ودخل الجنة .
وصول أصحاب الفيل مكّة
وفيه ( 1 محرم الحرام ) وصول أصحاب الفيل إلى مكة يريدون هدم الكعبة . . .
خروج التوابين
وفيه ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 65 هـ ) خروج سليمان بن بصرد مع التائبين من الكوفة ومرورهم على قبر الحسين ( عليه السلام ) . عمه أبو طالب ، وقامت بنو هاشم وبنو عبد المطلب دونه ، وأبوا أن يسلموه فشا الإسلام في القبائل ، وإجتهد المشركون في إطفاء ذلك النور ، وأبى الله إلاّ أن يتم نوره ، فعرفت قريش أنه لا سبيل إلى محمد بذلك . . . فإنطلق أبو طالب برهطه حتى دخلوا المسجد والمشركون من قريش في ظل الكعبة . . . فقال أبو طالب : هلموا صحيفتكم التي فيها تظافركم علينا . . . فلما نشروها ، فإذا هي كما قال رسول الله فخرج في أربعمائة ، وقيل سبعمائة ، فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع ، وهي جبل ، فلم يجد إلاّ النسوة . . . وهربة الأعراب إلى رؤوس الجبال ، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها ، وإنصرف راجعاً إلى المدينة . ، فأنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شُعثٌ غُبرٌ إلى أن يقوم القائم ، يا إبن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده
أوّل يوم من أيام شهر محرم الحرام ، شهر الحزن والعزاء الذي يحييه المسلمون وبخاصة شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) بذكر مصاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) أصحابه الميامين الكرام ، الشهر الذي أحزن أنبياء الله ورسله وملائكته وشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومحبيهم ، حيث تعقد في هذا الشهر مجالس ألعزاء على أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، والتي تحول هذه المجالس إلى مراكز إشعاع لإرشاد الناس وبيان عقائدهم وأمور دينهم ، فضلاً عما يتحدث به خطباء المنبر عن واقعة الطف وما جرى فيها من بطولات وتضحية وإبثار .
حصار بني هاشم في شعب أبي طالب
في ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 8 ) من بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعاهدت قريش وتقاسمت على معاداة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك أنه لما أسلم حمزة وحمى النجاشي من عنده من المسلمين ، وحامى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأجمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم عهداً على بني هاشم وبني عبد المطلب أن لا يناكحونهم ولا يبايعوهم ، فكتبوا صحيفة في ذلك وعلقوها على جدار الكعبة ، ثم عدوا على من أسلم فأوثقوهم وآذوهم ، وإشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالاً شديداً وأبدت قريش لبني عبد المطلب الجفاء وثار بينهم شر ، وقالوا : لا صلح بيننا وبينكم ولا رحم إلاّ على قتل هذا الصابئ .
فعمد أبو طالب فأدخل إبن أخيه وبني أبيه ومن إتبعهم ، فدخلوا شعب أبي طالب وآذى المشركوه ومن معه من بني هاشم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أذى شديداً ، وحصروهم في شعبهم ، وقطعوا عنهم الميرة من الأسواق . . . حتى بلغ بالقوم الجهد الشديد ، حتى سمعوا أصوات صبيانهم يتضاغون ـ أي يصيحون من الجوع من وراء الشعب ـ وكان أبو طالب يخاف أن يغتالون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلاً أو سراً ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أخذ مضجعه أو رقد جعله أبو طالب بينه وبين بنيه خشيه أن يقتلوه . . . فأتى من قريش على ذلك سنيتين أو ثلاثاً . . . ثم إن الله ( عز وجل ) برحمته أرسل على صحيفة قريش التي كتبوها الأرضة ، فأخبر الله ( عز وجل ) رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
وروي إن الأرضة أكلت ما كان فيها من ظلم وجور وبقي ما كان من ذكر الله ( عز وجل ) .
غزوة ذات الرقاع
وفيه ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 4 هـ ) غزا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غزوة ذات الرقاع ، وهي الغزوة التي صلى فيها صلاة الخوف بعسفان حين أتاه الجن من السماء بما هم به المشركون .
وكان سببها أن قادماً قدم المدينة بجلب له ، فأخبر أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أنماراً وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ومن معاجزه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذه الغزوة : أنه لقي رجلاً من محارب يقال له عاصم ، فقال له : يا محمد أتعلم الغيب ؟ قال : لا يعلم الغيب إلاّ الله .
قال : لجملي هذا أحب إلي من إلهك .
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لكن الله أخبرني من علم غيبه إنه تعالى سيبعث عليك قرحة في مسبل لحيتك حتى تصل إلى دماغك فتموت ـ والله ـ إلى النار ، فرجع فبعث الله القرحة فأخذت لحيته حتى وصلت إلى دماغه ، فجعل يقول : لله در القرشي ، إن قال بعلم ، أو زجر فأصاب . . .
أول بعث لجمع الزكاة
في ( 1 محرم الحرام ) ، ولأول مرة بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سعاته إلى أطراف المدينة لجباية الزكاة .
الإمام الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) في الطريق إلى كربلاء :
في هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) من عام ( 61 هـ ) نزل الإمام الحسين ( عليه السلام ) قصر بني مقاتل ، فإذا هو بفسطاط مضروب ، فقال : لمن هذا ؟ فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي فقال : إدعوه إلي . . . فجاء حتى دخل عليه فسلم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه . . . فإستقاله مما دعاه اليه فقال الحسين ( عليه السلام ) : فإن لم تنرصرنا فإتق الله أن تكون ممن يقاتلنا والله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلاّ هلك . . .
ثورة أهل المدينة ضد يزيد
في هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) من سنة ( 63 هـ ) ، كانت حركة أهل المدينة وثورتهم ضد يزيد بن معاوية ، وكان سبب ذلك إن عبد الله بن حنظلة وفد هو وغيره من أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية ، فرأوا ما لا يصلح . . . ولما بلغهم ما يتعمده من الفساد .
وقيل : إنهم قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق . . . فلما رجعوا إلى المدينة ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح من شرب الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر ، فأجعلوا على خلعه ، فلما بلغه ذلك بعث إليهم مسلم بن عقبة ، وإنما يسميه المسلمون مسرف بن عقبة . . . وسيأتي ذكر ذلك فيما يذكر من حوادث شهر ذي الحجة الذي وقعت فيه الوقعة والتي تسمى واقعة الحرة .
وما يؤسف له إن أهل المدينة هؤلاء لم يستجيبوا لنداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لما دعاهم للثورة ضد يزيد .
حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) لأحد أصحابه
وفي هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) كان حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) لأحد أصحابه عن حرمة محرم ، وما إرتكب فيه من ظلم لآل البيت ( عليهم السلام ) .
عن الريان بن شبيب ، قال : دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يا بن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا ( عليه السلام ) ربه ( عز وجل ) . . . ثم قال : يا بن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ، ولا حرمت نبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه ، وإنتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .
يا إبن شبيب : إن كنت باكياً لشيء فأبك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام )( عليهم السلام ) : إنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) مطرت السماء دماً وتراباً أحمر يا إبن شبيب إن سرّك أن تلقى الله ( عز وجل ) ولا ذنب عليك فزر الحسين . . . يا إبن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فإحزن لحزننا وإفرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة .
إستجابة الله تعالى لزكريا
وفيه ( 1 محرم الحرام ) إستجاب الله تعالى دعاء زكريا ، فوهب له يحيى ولم يجعل له من قبل سميا .
رفع إدريس النبي ( عليه السلام )
وفيه ( 1 محرم الحرام ) رفع الله ( عز وجل ) إدريس النبي ( عليه السلام ) مكاناً علياً ، ودخل الجنة .
وصول أصحاب الفيل مكّة
وفيه ( 1 محرم الحرام ) وصول أصحاب الفيل إلى مكة يريدون هدم الكعبة . . .
خروج التوابين
وفيه ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 65 هـ ) خروج سليمان بن بصرد مع التائبين من الكوفة ومرورهم على قبر الحسين ( عليه السلام ) . عمه أبو طالب ، وقامت بنو هاشم وبنو عبد المطلب دونه ، وأبوا أن يسلموه فشا الإسلام في القبائل ، وإجتهد المشركون في إطفاء ذلك النور ، وأبى الله إلاّ أن يتم نوره ، فعرفت قريش أنه لا سبيل إلى محمد بذلك . . . فإنطلق أبو طالب برهطه حتى دخلوا المسجد والمشركون من قريش في ظل الكعبة . . . فقال أبو طالب : هلموا صحيفتكم التي فيها تظافركم علينا . . . فلما نشروها ، فإذا هي كما قال رسول الله فخرج في أربعمائة ، وقيل سبعمائة ، فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع ، وهي جبل ، فلم يجد إلاّ النسوة . . . وهربة الأعراب إلى رؤوس الجبال ، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها ، وإنصرف راجعاً إلى المدينة . ، فأنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شُعثٌ غُبرٌ إلى أن يقوم القائم ، يا إبن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده
تعليق