بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الفاضلة
خالدة
الاخت الفاضلة
خالدة
على سالك طريق الهداية والنجاة، الانتباه إلى نقطة هامة: هي أن التوفيق إلى التوبة الصحيحة الكاملة مع توفير شرائطها ـ التي سنذكرها ـ من الأمور الصعبة، وقليلاً ما يستطيع الإنسان أن يصل إلى هذا المقصد. بل إن اقتراف الذنوب وخاصة المعاصي الكبيرة يجعلان الإنسان غافلاً عن ذكر التوبة نهائياً. وإذا ما أثمرت وقويت شجرة المعاصي في مزرعة قلب الإنسان وتحكّمت جذورها، ستكون لها نتائج وخيمة: منها حثّ الإنسان على الانصراف كلياً عن التفكير في التوبة، وإذا تذكرها أحياناً تكاسل في إجرائها وأجّلها وقال:"اليوم أو غداً و هذا الشهر أو الشهر المقبل، و يخاطب نفسه قائلاً إنني أتوب آخر العمر وأيام الشيخوخة توبة صحيحة". وإنه يغفل عن أن هذا مكر مع الله (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(1). فلا يتوقع الإنسان أنه بعد أن تقوى جذور الذنوب في نفسه، يستطيع أن يتوب أو يقوم بتوفير شروط التوبة. إن أفضل أيام التوبة و ربيعها هي فترة أيام الشباب. لأن الذنوب أقل و شوائب القلب و ظلمات الباطل أخف، و شروط التوبة أسهل و أيسر. و قد يكثر في سن الشيخوخة حرص الإنسان وطمعه و حبه للمال و يزداد طول أمله و قد أثبتت التجربة ذلك.
والحديث النبوي الشريف أفضل شاهد على هذه المقولة. وإذا افترضنا أن الإنسان يستطيع القيام بهذا العمل ( التوبة ) في سنّ الشيخوخة. فما هو الضمان للوصول إلى سن الشيخوخة وعدم إدراكه الأجل المحتوم أيام الشباب على حين غرّة، وهو مشغول بارتكاب الذنوب والعصيان؟
تعليق