بسم الله الرحمن الرحيم .
شهادة حاملة راية الشهداء
لا شك ان حامية دماء الشهداء .. وحاملة رسالتهم التي وقعوها بدمائهم الحمراء .. قد اكرمها الله سبحانه بالشهادة ايضا ً .
فالحوراء زينب عليها السلام التي تحل ذكرى شهادتها هذه الايام ( 15 رجب 62 هجرية ) ... مضت شهيدة .. كأمها الزهراء عليها السلام .. فعلى مختلف روايات واحتمالات وفاتها عليها السلام .. فانها لا تخرج من احد احتمالين :
الاحتمال الاول :
اما انها قد قُتلت بالسم عن طريق النظام الاموي الحاكم .. بعد ان ابعدها قسراً من المدينة .. فلاحقوها .. وقتلوها بالسم ...
ذكر النسابة العبيدلي في أخبار الزينبيات على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: فوالله لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوّء منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصو، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهر
ومن ذلك نلاحظ ان السيدة الحوراء زينب عليها السلام قد رفضت الخروج من المدينة .. بل وكانت مستعدة للشهادة في تحديها للقرار الاموي بابعادها .. ولكن يبدو ان اهل المدينة قد خذلوها .. كما خذلوا اخاها الامام الحسين عليه السلام قبل عام .. وكما خذلوا امها الزهراء عليها السلام قبل ذلك عندما خرجت في ليالي المدينة الخائنة ..تستنصرهم وتدعوهم الى الوقوف مع وصي رسول الله صلى الله عليه وآله : امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. ولكن لم يجبها احد .
وها هي المدينة تخذل زينب عليها السلام من جديد .. واذا بهم يطالبونها بالاستجابة الى القرار الاموي .. بمعنى انهم لن يقفوا معها ان هي قررت المواجهة . تماماً كما خذلوا امها الزهراء عندما طالبها ابو بكر وعمر بالتوقف عن البكاء على ابيها او الخروج من المدينة .. فبنى لها امير المؤمنين عليه السلام بيت الاحزان في اطرافها ! ذلك ان البكاء على رسول الله صلى الله عليه وآله .. يعني فضح قوى النفاق التي قتلته صلى الله عليه وآله .. فبكاء الزهراء على ابيها كان رسالة الى الامة بان النبي لم يمت بصورة اعتيادية وانما قُتل مسموماً على يد العصابة التي انقلبت على دينه ووصيه من بعده .
تماما كما طالبوا امها الزهراء بالخروج من المدينة لكي لا تعلن مظلومية النبي وتبكي عليه وتفضح قاتليه .فالبكاء لا يؤذي ولكن الحديث المصاحب للبكاء حول فضح من قتل النبي .. فالناس تتساءل لماذا تبكي الزهراء ولماذا تبكي زينب .. فياتي الجواب لان اهليهم قتلوا .
ولهذا ايضا خاف الحكم الاموي بكاء زينب .. ولم يتحملوها .. كما خافوا من قبل بكاء امها الزهراء عليها السلام ولم يتحملوها .
الاحتمال الثاني :
واما ان تكون قد ماتت بفعل المصائب وما جرى عليها من ضرب وما رأته من اهوال وتحملته من شدائد في سبيل الله مع اخيها وبعده في كربلاء وبعدها ... ولا شك ان من يموت هكذا فهو شهيد ايضا .. فهي شهيدة .. على خطى امها الزهراء الشهيدة .. وهي آلام لم تمهلها اكثر من عام .. حيث استشهدت في العام التالي لواقعة كربلاء ..
واليكم نموذج من نماذج تلك المصائب التي جرت عليها سلام الله عليها :
نموذج من مصائبها القاتلة : كما قال الإمام زين العابدين(عليه السلام): (لما وفدنا الى يزيد بن معاوية، اتوا بحبال وربطونا مثل الأغنام، وكان الحبل في عنقي وعنق ام كلثوم، وبكتف زينب وسكينة والبنات، وكلما قصرنا عن المشي
وروى مسلم الجصاص:"فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذأقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة (ع)،وإذا بعلي بن الحسين (ع) على بعير بغير وطاء وأوداجه تشخب دما .....، وصار أهلالكوفة يناولون الأطفال على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أم كلثوموقالت: إن الصدقة (أي زكاة غير الهاشمي على الهاشمي) علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك منأيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض.قال مسلم:كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم، ثم إنأم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل وقلت: صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم وتبكينانساؤكم؟! فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم يفصل القضاء. فبينما هي تخاطبهن إذا بضجةقد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (ع)، وهو رأس زهري قمري أشبهالخلق برسول الله (ص) ولحيته كسواد السبج (أي الخرز الأسود)، قد انتصل منها الخضاب،ووجهه دارة قمر طالع، والرمح تلعب بها يمينا وشمالا.فالتفتت زينب (ع) فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة، وجعلت تقول:يا هلالا لما استتم كمالا غاله خسفا فأبدى غروبا....... الخ". (البحار ج45 ص114)
شهادة حاملة راية الشهداء
لا شك ان حامية دماء الشهداء .. وحاملة رسالتهم التي وقعوها بدمائهم الحمراء .. قد اكرمها الله سبحانه بالشهادة ايضا ً .
فالحوراء زينب عليها السلام التي تحل ذكرى شهادتها هذه الايام ( 15 رجب 62 هجرية ) ... مضت شهيدة .. كأمها الزهراء عليها السلام .. فعلى مختلف روايات واحتمالات وفاتها عليها السلام .. فانها لا تخرج من احد احتمالين :
الاحتمال الاول :
اما انها قد قُتلت بالسم عن طريق النظام الاموي الحاكم .. بعد ان ابعدها قسراً من المدينة .. فلاحقوها .. وقتلوها بالسم ...
ذكر النسابة العبيدلي في أخبار الزينبيات على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: فوالله لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوّء منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصو، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهر
ومن ذلك نلاحظ ان السيدة الحوراء زينب عليها السلام قد رفضت الخروج من المدينة .. بل وكانت مستعدة للشهادة في تحديها للقرار الاموي بابعادها .. ولكن يبدو ان اهل المدينة قد خذلوها .. كما خذلوا اخاها الامام الحسين عليه السلام قبل عام .. وكما خذلوا امها الزهراء عليها السلام قبل ذلك عندما خرجت في ليالي المدينة الخائنة ..تستنصرهم وتدعوهم الى الوقوف مع وصي رسول الله صلى الله عليه وآله : امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. ولكن لم يجبها احد .
وها هي المدينة تخذل زينب عليها السلام من جديد .. واذا بهم يطالبونها بالاستجابة الى القرار الاموي .. بمعنى انهم لن يقفوا معها ان هي قررت المواجهة . تماماً كما خذلوا امها الزهراء عندما طالبها ابو بكر وعمر بالتوقف عن البكاء على ابيها او الخروج من المدينة .. فبنى لها امير المؤمنين عليه السلام بيت الاحزان في اطرافها ! ذلك ان البكاء على رسول الله صلى الله عليه وآله .. يعني فضح قوى النفاق التي قتلته صلى الله عليه وآله .. فبكاء الزهراء على ابيها كان رسالة الى الامة بان النبي لم يمت بصورة اعتيادية وانما قُتل مسموماً على يد العصابة التي انقلبت على دينه ووصيه من بعده .
تماما كما طالبوا امها الزهراء بالخروج من المدينة لكي لا تعلن مظلومية النبي وتبكي عليه وتفضح قاتليه .فالبكاء لا يؤذي ولكن الحديث المصاحب للبكاء حول فضح من قتل النبي .. فالناس تتساءل لماذا تبكي الزهراء ولماذا تبكي زينب .. فياتي الجواب لان اهليهم قتلوا .
ولهذا ايضا خاف الحكم الاموي بكاء زينب .. ولم يتحملوها .. كما خافوا من قبل بكاء امها الزهراء عليها السلام ولم يتحملوها .
الاحتمال الثاني :
واما ان تكون قد ماتت بفعل المصائب وما جرى عليها من ضرب وما رأته من اهوال وتحملته من شدائد في سبيل الله مع اخيها وبعده في كربلاء وبعدها ... ولا شك ان من يموت هكذا فهو شهيد ايضا .. فهي شهيدة .. على خطى امها الزهراء الشهيدة .. وهي آلام لم تمهلها اكثر من عام .. حيث استشهدت في العام التالي لواقعة كربلاء ..
واليكم نموذج من نماذج تلك المصائب التي جرت عليها سلام الله عليها :
نموذج من مصائبها القاتلة : كما قال الإمام زين العابدين(عليه السلام): (لما وفدنا الى يزيد بن معاوية، اتوا بحبال وربطونا مثل الأغنام، وكان الحبل في عنقي وعنق ام كلثوم، وبكتف زينب وسكينة والبنات، وكلما قصرنا عن المشي
وروى مسلم الجصاص:"فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذأقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة (ع)،وإذا بعلي بن الحسين (ع) على بعير بغير وطاء وأوداجه تشخب دما .....، وصار أهلالكوفة يناولون الأطفال على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أم كلثوموقالت: إن الصدقة (أي زكاة غير الهاشمي على الهاشمي) علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك منأيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض.قال مسلم:كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم، ثم إنأم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل وقلت: صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم وتبكينانساؤكم؟! فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم يفصل القضاء. فبينما هي تخاطبهن إذا بضجةقد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (ع)، وهو رأس زهري قمري أشبهالخلق برسول الله (ص) ولحيته كسواد السبج (أي الخرز الأسود)، قد انتصل منها الخضاب،ووجهه دارة قمر طالع، والرمح تلعب بها يمينا وشمالا.فالتفتت زينب (ع) فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة، وجعلت تقول:يا هلالا لما استتم كمالا غاله خسفا فأبدى غروبا....... الخ". (البحار ج45 ص114)
تعليق