بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
بلا شك أن الإسلام بكل فكره ومناهجه وقوانينه عندما اختاره الباري عزوجل ليكون الخاتم للأديان والمرضي عنده سبحانه فلا يقبل غيره شرعاً ومنهاجا هدف نحو تحقيق المجتمع الفاضل على أرض الواقع أو بالأحرى الدولة المثالية النموذجية التي لم يسبقها سابق، دولةٌ معصومة بكل ما في الكلمة من معنى.
ولكن هل تحقق ذلك على أرض الواقع؟
هل كان المجتمع الإسلامي على عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة قد وصل إلى هذا المستوى من تحقيق الهدف الإلهي؟
الجواب: بالطبع لا وإن كان مجتمع متطور إلى حد ما مقارنة بشعوب العالم آنذاك إلا إنه قد وقعت فيه الكثير من الأمور المخالفة لأصل الشريعة المقدسة.
فالهدف إذن لم يتحقق، ولا يتحقق بالسهولة المعهودة في بناء الدول حسب التصور القديم أو الحديث، فالوقت لم يكن كافياً وإن كان مختزلاً إلى حد ما لكن سرعان ما استشهد الرسول صلى الله عليه وآله وانقلبت الأمور رأس على عقب.
ما الذي حصل؟! تبين إن الكثير من أفراد المجتمع الإسلامي يومها غير واعٍ للنظرية الإسلامية التكاملية وبخاصة في ميدان نظام الحكم القائم أساساً على التنصيص الإلهي والمستدعي قيادة المعصوم عليه السلام لعصب الحياة بجوانبها كافة ـ السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، العسكرية، الحريات العامة، الفكر ومستوياته وطرق الارتقاء به ـ الأمر الذي أدى إلى انتكاسة حقيقية في المشروع الإسلامي في تحقيق الهدف الإلهي قال تعالى وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فـ ـ لوـ أداة امتناع لوجود بمعنى إن المجتمع الإسلامي لم يؤمن ولم يتقِ بذلك المستوى الذي يتوجب فتح الخيرات والبركات عليه حتى يصل إلى الهدف المنشود ولو فعل لفعلنا.
لم يكتفي المجتمع وقتها بذلك بل راح إلى أبعد منه وهو أن يسلم زمام أمور البلاد والعباد أي أمر الخلافة الإلهية لأناس جهلاء لا علم لهم ـ بغض النظر عن اتجاههم الفكري أو العقائدي ـ أناس لا يستطيعون النهوض بأنفسهم نحو التكامل حيث يجهلون نهجه وطرقه فكيف سيستضيعون قيادة المجتمع الإسلامي نحو الهدف الإلهي المنشود بالتكامل التام لذا انتكس المجتمع فبدل أن يقود العالم فشل وذُهب بريحه قال تعالى وَلاَ تَنَازَعُوافَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
أئمة أهل البيت عليهم السلام وإنقاذ العالم:
بلحاظ ما تقدم فإن ساسة البلاد وأعمدته من المعصومين سلام الله عليهم والمعوَّل عليهم حسب النهج الإلهي قيادة مسيرة التكامل لم يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه الأوضاع المتردية فاتخذوا في سبيل حلحلة الأوضاع نهجين:ـ
الأول: الحلول السريعة تتمثل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك بمسايرة الوضع القائم إلى حد ما الأمر الذي يؤهلهم للتدخل السريع والآني لتحقيق جزئيات الهدف على اقل تقدير والمحافظه على عمق الانحراف وعدم توسعته إلى أن يحين الوقت الملائم لمعالجته والرجوع بالمجتمع إلى الاصل القويم المتمثل بالنهج الإلهي المحمدي الأصيل.
الثاني: تمثل بوضع منهاج بعيد المدى سيؤدي بالتالي إلى إمكانية تحقيق الهدف المنشود.
إن أساس الحل الأخير باعتباره الحل الأنجع والمُتَرَكَز عليه كان يتمثل بالفكر التاليإن سبب الانحراف هو الجهل وكما تقدم فكان لابد من مكافحته بعد أن تم تشخيصه حيث أن الناس أعداء ما جهلوا).
وفق ذلك الفكر بدأ العمل من أجل تحقيق الإعوجاج المطلوب وإرجاع الأمور إلى طبيعتها بواسطة العمل من أجل إبراز الجانب الفكري والعقائدي بواسطة تأسيس الجامعة الإسلامية العظمى التي تأخذ على عاتقها تربية المجتمع وإخراج علماء لهم القدرة على ممارسة الإنقاذ وتأصيل الجانب العقائدي وذلك بالتأكيد المستمر على المبدأ الإلهي في الإمامة والخلافة فأكدوا على إن المسلم لن يصبح مؤمناً إلا إذا اعتقد به وسعى لتحقيقه، طبعاً سيصاحب هذا النهج فضح كل الأنظمة المخالفة للإرادة الإلهية فالقاعدة المنطقية تقول بعدم اجتماع الضدان.
الإمام علي عليه السلام والمرتكزات الأولى:
أمير المؤمنين عليه السلام كان صاحب الخطوات الأولى في عملية الإصلاح فلو تتبعنا كلامه سلام الله عليه في نهج البلاغة وغيره لوجدنا ذلك جلياً في كلامه للخاصة من أصحابه حيث كان يتأسف رغم ذلك من أجل الناس وعدم وجود من يستطيع حمل العلم حيث يقول عليه السلام لكميلإن هاهنا لعلم جمّا لو التمست له حمله) فمعنى ذلك إنه عليه السلام يخبر أصحابه وتلامذته بلزوم الجد والاجتهاد لتحصيل الاستعداد لتحمل تلك العلوم وبذلك بدأ العمل بتوسعة رقعة العلم وتدريجياً بدأت العلوم تنتهج نمط معين حتى وصلت إلى القمة في عهد الباقرين عليهم السلام.
الإمام الباقر عليه السلام وتأسيس الجامعة الإسلامية:
تميز عهد الإمام الباقر سلام الله عليه بوجود فسحة لا بأس بها للعلم والعلماء حيث تشاغل سلاطين الجور في المحافظة على ملكهم وحل النزاعات السياسية والصراعات الدنيوية فعدم استقرار الأوضاع كان له أبلغ الأثر في إتاحة المجال لعلماء آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في نشر علومهم وتأسيس جامعتهم وبالتالي وضع الركائز الرئيسة لعلوم لن يكتب لها الاندراس أبدا وبذلك أُشعِلَت فتيل الثورة الفكرية الإسلامية وتمركزت العقيدة الحقة وتعبد الطريق وبرزت الشخصية الشيعية في نضج عقائدي وفقهي وسياسي واقتصادي قليل النظير وما زال العطاء مستمرا فهم سلام الله عليهم المنبع الأصيل والمعين النمير للحوزات العلمية وإن هذا المستوى الذي وصل إليه المجتمع الإسلامي كان بفضلهم بواسطة الجهود العظيمة لقادة الفكر الإسلامي والحث الشديد من قبلهم على تلقي العلوم ونشرها قال الإمام الصادق عليه السلامليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا).
الإمام الصادق عليه السلام ومبدأ التخصص:
في خضم الصراعات السياسية وتشاغل أهل الدنيا بها استلم الإمام الصادق عليه السلام مقاليد الإمامة الإلهية وقيادة الجامعة الإسلامية فاستحدث إتجاه جديد في طلب العلم ونشره ألا وهو مبدأ التخصص وبذلك أوجد علماء في الميادين كافة، فكانوا جهابذة العلم وأفذاذاً قل نظيرهم ففي علوم القرآن تجد حمران بن أعين وفي العربية أبان بن تغلب وفي الفقه زرارة وفي علم الكلام مؤمن الطاق وفي التوحيد هشام بن سالم وفي الإمامة هشام بن الحكم، ولا يخفى على القارئ اللبيب إن أبحاث التوحيد وأبحاث الإمامة هما ضمن علم واحد هو علم العقائد إلا إننا نجد الإمام سلام الله عليه قد فرع العلوم بدقة وخصص لها من يبحثها وبذلك يعود الفضل له في طرق البحث الحديثة القائمة أصلاً على التخصص فالعلوم كثيرة والوقت قصير، هذا إضافة إلى العلوم الجديدة في وقتها أو ما تسمى عندنا اليوم بالعلوم البحتة فنجد جابر الأنصاري يتخصص في الكيمياء بأمر الإمام الصادق عليه السلام ليكون بذلك مؤسس الكيمياء الحديثة.
وفي الختام نقول: إن الشخصية الشيعية الموحدة كان لها الأثر الفعّال في المجتمع فلا تجد لها اختلاف على خلاف المذاهب الأخر المنقسمة والمختلفة فيما بينها فالأولى بقيادة المعصوم عليه السلام والأخر بقيادة غيره، قال تعالىهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
وما زال النهج مستمراً إلى أن يتحقق الهدف المنشود في دولة العدل الإلهي والخلافة الإلهية الدولة العالمية المعصومة.
ولكن هل تحقق ذلك على أرض الواقع؟
هل كان المجتمع الإسلامي على عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة قد وصل إلى هذا المستوى من تحقيق الهدف الإلهي؟
الجواب: بالطبع لا وإن كان مجتمع متطور إلى حد ما مقارنة بشعوب العالم آنذاك إلا إنه قد وقعت فيه الكثير من الأمور المخالفة لأصل الشريعة المقدسة.
فالهدف إذن لم يتحقق، ولا يتحقق بالسهولة المعهودة في بناء الدول حسب التصور القديم أو الحديث، فالوقت لم يكن كافياً وإن كان مختزلاً إلى حد ما لكن سرعان ما استشهد الرسول صلى الله عليه وآله وانقلبت الأمور رأس على عقب.
ما الذي حصل؟! تبين إن الكثير من أفراد المجتمع الإسلامي يومها غير واعٍ للنظرية الإسلامية التكاملية وبخاصة في ميدان نظام الحكم القائم أساساً على التنصيص الإلهي والمستدعي قيادة المعصوم عليه السلام لعصب الحياة بجوانبها كافة ـ السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، العسكرية، الحريات العامة، الفكر ومستوياته وطرق الارتقاء به ـ الأمر الذي أدى إلى انتكاسة حقيقية في المشروع الإسلامي في تحقيق الهدف الإلهي قال تعالى وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فـ ـ لوـ أداة امتناع لوجود بمعنى إن المجتمع الإسلامي لم يؤمن ولم يتقِ بذلك المستوى الذي يتوجب فتح الخيرات والبركات عليه حتى يصل إلى الهدف المنشود ولو فعل لفعلنا.
لم يكتفي المجتمع وقتها بذلك بل راح إلى أبعد منه وهو أن يسلم زمام أمور البلاد والعباد أي أمر الخلافة الإلهية لأناس جهلاء لا علم لهم ـ بغض النظر عن اتجاههم الفكري أو العقائدي ـ أناس لا يستطيعون النهوض بأنفسهم نحو التكامل حيث يجهلون نهجه وطرقه فكيف سيستضيعون قيادة المجتمع الإسلامي نحو الهدف الإلهي المنشود بالتكامل التام لذا انتكس المجتمع فبدل أن يقود العالم فشل وذُهب بريحه قال تعالى وَلاَ تَنَازَعُوافَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
أئمة أهل البيت عليهم السلام وإنقاذ العالم:
بلحاظ ما تقدم فإن ساسة البلاد وأعمدته من المعصومين سلام الله عليهم والمعوَّل عليهم حسب النهج الإلهي قيادة مسيرة التكامل لم يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه الأوضاع المتردية فاتخذوا في سبيل حلحلة الأوضاع نهجين:ـ
الأول: الحلول السريعة تتمثل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك بمسايرة الوضع القائم إلى حد ما الأمر الذي يؤهلهم للتدخل السريع والآني لتحقيق جزئيات الهدف على اقل تقدير والمحافظه على عمق الانحراف وعدم توسعته إلى أن يحين الوقت الملائم لمعالجته والرجوع بالمجتمع إلى الاصل القويم المتمثل بالنهج الإلهي المحمدي الأصيل.
الثاني: تمثل بوضع منهاج بعيد المدى سيؤدي بالتالي إلى إمكانية تحقيق الهدف المنشود.
إن أساس الحل الأخير باعتباره الحل الأنجع والمُتَرَكَز عليه كان يتمثل بالفكر التاليإن سبب الانحراف هو الجهل وكما تقدم فكان لابد من مكافحته بعد أن تم تشخيصه حيث أن الناس أعداء ما جهلوا).
وفق ذلك الفكر بدأ العمل من أجل تحقيق الإعوجاج المطلوب وإرجاع الأمور إلى طبيعتها بواسطة العمل من أجل إبراز الجانب الفكري والعقائدي بواسطة تأسيس الجامعة الإسلامية العظمى التي تأخذ على عاتقها تربية المجتمع وإخراج علماء لهم القدرة على ممارسة الإنقاذ وتأصيل الجانب العقائدي وذلك بالتأكيد المستمر على المبدأ الإلهي في الإمامة والخلافة فأكدوا على إن المسلم لن يصبح مؤمناً إلا إذا اعتقد به وسعى لتحقيقه، طبعاً سيصاحب هذا النهج فضح كل الأنظمة المخالفة للإرادة الإلهية فالقاعدة المنطقية تقول بعدم اجتماع الضدان.
الإمام علي عليه السلام والمرتكزات الأولى:
أمير المؤمنين عليه السلام كان صاحب الخطوات الأولى في عملية الإصلاح فلو تتبعنا كلامه سلام الله عليه في نهج البلاغة وغيره لوجدنا ذلك جلياً في كلامه للخاصة من أصحابه حيث كان يتأسف رغم ذلك من أجل الناس وعدم وجود من يستطيع حمل العلم حيث يقول عليه السلام لكميلإن هاهنا لعلم جمّا لو التمست له حمله) فمعنى ذلك إنه عليه السلام يخبر أصحابه وتلامذته بلزوم الجد والاجتهاد لتحصيل الاستعداد لتحمل تلك العلوم وبذلك بدأ العمل بتوسعة رقعة العلم وتدريجياً بدأت العلوم تنتهج نمط معين حتى وصلت إلى القمة في عهد الباقرين عليهم السلام.
الإمام الباقر عليه السلام وتأسيس الجامعة الإسلامية:
تميز عهد الإمام الباقر سلام الله عليه بوجود فسحة لا بأس بها للعلم والعلماء حيث تشاغل سلاطين الجور في المحافظة على ملكهم وحل النزاعات السياسية والصراعات الدنيوية فعدم استقرار الأوضاع كان له أبلغ الأثر في إتاحة المجال لعلماء آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في نشر علومهم وتأسيس جامعتهم وبالتالي وضع الركائز الرئيسة لعلوم لن يكتب لها الاندراس أبدا وبذلك أُشعِلَت فتيل الثورة الفكرية الإسلامية وتمركزت العقيدة الحقة وتعبد الطريق وبرزت الشخصية الشيعية في نضج عقائدي وفقهي وسياسي واقتصادي قليل النظير وما زال العطاء مستمرا فهم سلام الله عليهم المنبع الأصيل والمعين النمير للحوزات العلمية وإن هذا المستوى الذي وصل إليه المجتمع الإسلامي كان بفضلهم بواسطة الجهود العظيمة لقادة الفكر الإسلامي والحث الشديد من قبلهم على تلقي العلوم ونشرها قال الإمام الصادق عليه السلامليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا).
الإمام الصادق عليه السلام ومبدأ التخصص:
في خضم الصراعات السياسية وتشاغل أهل الدنيا بها استلم الإمام الصادق عليه السلام مقاليد الإمامة الإلهية وقيادة الجامعة الإسلامية فاستحدث إتجاه جديد في طلب العلم ونشره ألا وهو مبدأ التخصص وبذلك أوجد علماء في الميادين كافة، فكانوا جهابذة العلم وأفذاذاً قل نظيرهم ففي علوم القرآن تجد حمران بن أعين وفي العربية أبان بن تغلب وفي الفقه زرارة وفي علم الكلام مؤمن الطاق وفي التوحيد هشام بن سالم وفي الإمامة هشام بن الحكم، ولا يخفى على القارئ اللبيب إن أبحاث التوحيد وأبحاث الإمامة هما ضمن علم واحد هو علم العقائد إلا إننا نجد الإمام سلام الله عليه قد فرع العلوم بدقة وخصص لها من يبحثها وبذلك يعود الفضل له في طرق البحث الحديثة القائمة أصلاً على التخصص فالعلوم كثيرة والوقت قصير، هذا إضافة إلى العلوم الجديدة في وقتها أو ما تسمى عندنا اليوم بالعلوم البحتة فنجد جابر الأنصاري يتخصص في الكيمياء بأمر الإمام الصادق عليه السلام ليكون بذلك مؤسس الكيمياء الحديثة.
وفي الختام نقول: إن الشخصية الشيعية الموحدة كان لها الأثر الفعّال في المجتمع فلا تجد لها اختلاف على خلاف المذاهب الأخر المنقسمة والمختلفة فيما بينها فالأولى بقيادة المعصوم عليه السلام والأخر بقيادة غيره، قال تعالىهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
وما زال النهج مستمراً إلى أن يتحقق الهدف المنشود في دولة العدل الإلهي والخلافة الإلهية الدولة العالمية المعصومة.
تعليق