يقول الله الرازق في الآية 265 من سورة البقرة:
(وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمُ ابتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أنْفُسِهِم كَمَثَلِ جَنَّة بِرَبْوَة أصَابَهَا وابِلٌ فأتَتْ أُكَلَها ضِعْفَيْنِ فإنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) .
رغم أنَّ هذا المَثل كَسَابقه عن الإنفاق لكن يختلف عنه في أنَّه يعكس الجوانب الايجابية للإنفاق والمناظر الجميلة له غير تلك المناظر التي تحدث عنها المثل السابق والتي تزامنت مع المنّ والأذى، لأنَّ الحديث هنا عن الإنفاق المتزامن مع الاخلاص.
الشرح والتفسير
يقول الله في هذه الآية: إنّ مثل الذين ينفقون بإخلاص ومن دون رياء وأذى كمثل البستان في مكان مرتفع ذات تربة خصبة يسقيها الغيث، والشمس تسطع عليها من كل مكان، فكانت النتيجة هي محاصيل وافرة ومضاعفة، قياساً لمحاصيل الأراضي المماثلة، والذين ينفقون بمثابة البستان ويكون إنفاقهم كمحاصيل هذا البستان وافراً ومتضاعفاً.
إنَّ دَوافِع الإنفاق عند هؤلاء وفقاً لهذه الآية هي كالتالي:
الاول: (ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) وهذا إشارة إلى الحديث المعروف عن الإمام علي(عليه السلام): «ما عبدتك خوفاً من نارك» رغم أنَّ نَاره مخيف تصورها فضلا عن واقعها.
«ولا طمعاً في جنتك» رغم أنَّ نعمها ثمينة وقيِّمة جداً ولا يمكنها أن تدخل في مخيلة الإنسان.(1)
«لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك»(2) أي أنَّ أهليته للعبادة هي التي دفعت الإمام للعبادة لا الخوف والطمع.
إنَّ النوع الأول من العبادة هو عبادة العبيد; لأنَّ العبد يَمتثل الأوامر خوفاً من مولاه وسوطه. والنوع الثاني من العبادة هو عبادة التجار; لأنَّ العبادة هنا يُتوخَّى منها الثمن والعوض. والنوع الأخير من العبادة هو عبادة الأحرار، حيث إنَّ إطاعتهم لمولاهم لا خوفاً ولا طمعاً بل لله خالصة.(3)
وقد تكون الآية الشريفة هنا ناظرة إلى النوع الأخير من العبادة، أي أنَّ الإنفاق هنا لم يتوخَّ منه إلاّ وجه الله ورضوانه.
الثاني: الدافع الثاني للمنفقين في الآية الشريفة هو بلوغ الكمالات النفسانية والملكات الروحانية، حيث قالت الآية: (تَثْبِيتاً لأنْفُسِهِمْ)، وقد جاء في مفردات الراغب أنَّ التثبيت يعني التقوية والتحكيم . بالطبع ليس المراد من التثبيت في الدعاء (اللَّهُمَّ ثَبِّتْ أقْدَامَنَا) هو تقوية الأقدام وتحكيمها، بل المراد تقوية خطى الأقدام وتحكيم هذه الخطى.(4)
خطابات الآية
1- في هذا المثل شُبِّه المنفِق بالجنة(5) والبستان الذي يقع في ارض مرتفعة، وفي هكذا أرض توجد عدة خصائص هي كالتالي:
ألف - نور الشمس من العوامل المهمة لنمو النباتات، والأرض المرتفعة تنال نور الشمس من كل صوب; لأنه لا شيء يحول دون السطوع المباشر عليها.
باء - جو المناطق المرتفعة كثيراً ما يكون نقياً وذلك يعد من عوامل نمو الأشجار وإثمارها.
جيم - الأراضي المرتفعة محفوظة من السيول والفيضانات، بينما البساتين التي تقع في السهول والوديان والشواطئ كثيراً ما تكون عرضة للفيضانات.
دال - أنَّ جمال وعظمة بستان يقع في مرتفع أكثر بكثير من جمال وعظمة بستان في سهل.
وعلى هذا، فإنَّ منفقين كهؤلاء يتلقون أنوار الهدآية أكثر من غيرهم هذا أولا.
وثانياً: ينالون من نسيم بذل الله وعطاءه النقي بشكل أفضل.
وثالثاً: قلما يكونون عرضة للبلايا وميتة السوء.
ورابعاً: يبدون محبوبين عند الآخرين أكثر; لما يحضون به من معنويات عالية.
المشكلة الوحيدة لهكذا بساتين هي أنًَّها محرومة من إمكانية جريان قنوات وسواقي فيها، ولأجل ذلك ينزل الله وابلا من المطر كثرته تروي تربة البستان بالمقدار الكافي.
2 - أشارت الآية الشريفة إلى نوعية المطر (وابل) وهي قد تكون ناظرة بذلك إلى درجات الإنفاق; باعتبار أنَّ الوابل أو المطر الكثير يروي البستان بالكامل ونتيجة ذلك هو الثمار والفواكه الكثيرة أمّا المطر القليل فلا يروي الأشجار ولا ينضج الثمار جيداً.
هناك فرق في الإنفاق في سبيل الله بين أن يكون المنفق بحاجة إلى المال المنفَق وبين أنْ لا يكون هناك حاجة له. رغم أنَّ الإنفاق في كلا الحالتين رضاء لوجه الله.
كما أنَّ هناك فرقاً بين أنْ يصل المال المنفق إلى من يحتاجه حقاً وبين أنْ يصل بيد من لا يحتاجه حقاً.
ذيل الآية القائل: (واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) شاهد قيِّم على ما قلناه في المقطع السابق حيث إنَّ مضمون هذا الذيل هو أنَّ الله بصير وعليم بكون هذا المنفِق انفق رغم حاجته للمال أو لا أو أنَّه أنفقه للمستحق أم لا.
3 - موضوع الإنفاق في الآيات الشريفة 262 و 263 و265 من سورة البقرة هو إنفاق المال والثروة، فالآيات تحدثت عن الإنفاق في الثروات من المال والثياب والمأكولات والأدوية والكتب والقرطاسية ووسائل العمل وما شابه ذلك، إلاّ أنَّ الآية الثالثة من سورة البقرة وسّعت نطاق الإنفاق ليشمل كل ما انعم من نعم. وقد عدت الآية الإنفاق من صفات المؤمنين (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).(6)
وحسب هذه الآية فإنَّ موضوع الإنفاق عام ويشمل جميع نعم الله وأرزاقه، مثل الموارد التالية:
ألف - العلم، على العلماء أن يبذلوا من علمهم، وذلك من خلال تعليم الآخرين، وإلاّ حُكوموا كالمحتكرين في محكمة العدل الإلهي.
وقد جاء في روآية للإمام الصادق(عليه السلام) «زَكَاةُ العِلْمِ نَشْرُهُ».(7)
باء - نفوذ الكلام وهو من أرزاق الله، ومن المستحسن أنْ ينفق منه. فإذا شاهدت اختلافاً بين زوج وزوجته أو بين الجيران أو بين شريكين أو بين الأخوة والأخوات أو بين أهالي قرية و.. فمن المستحسن استخدام النفوذ للمصالحة.
جيم - الاعتبار والجاه في المجتمع، وهذه نعمة إلهية أخرى ينبغي أنْ ينفق منها، فإذا ما كان مظلوم متورطاً في مخالب ظالم وكان بالإمكان الشفاعة لهذا المظلوم باستخدام الوجاهة والاعتبار الاجتماعي وإنقاذه من مخالب الظالم فلا ينبغي التكاسل، بل ينبغي العمل باشتياق.
د - الأولاد، وهي من اكبر نعم الله وينبغي إنفاقها في سبيل الله متى ما اقتضت الحاجة.
هـ- الفكر، وهو من أثمن نعم الله على الإنسانية وينبغي إنفاقه وبذله عند المشورة لإعانة الآخرين إلى مستوى يعد الإنسان خلاله مستشاراً صالحاً وناصحاً.
طرق الإنفاق وإعانة الآخرين
للإعانة والإنفاق طرق مختلفة، والطريق المتعارف عند الناس هو الإنفاق المالي النقدي وغير النقدي للمحتاجين، وهو أمر مستحسن إلاّ أنَّ هناك طرقاً أفضل وأكثر تأثيراً تفي بهذا العمل الخير، وهو تشكيل منظمات ومؤسسات خاصة للإعانة والإنفاق المنظم.
لقد تشكلت هكذا مؤسسات على مستوى واسع وهي تسعى لجمع التبرعات من جهة، ومن جهة أخرى تستقصي المحتاجين لإعانتهم بمختلف الطرق، مثل إعداد وسائل البيت الرخيصة من بعض المؤسسات والشركات والدوائر.
وقد تكفلت بعض هذه المؤسسات قضية دراسة الأطفال وتحمل نفقاتهم والإشراف عليهم من هذا الجانب، وارتقى بعض من هؤلاء الأطفال الدرجات العليا ودخلوا الجامعات وتخرجوا منها.
وتقوم بعض منها بنشاطات ثقافية اضافة إلى الإعانات المالية، وذلك من قبيل تشكيل دورات تعليمية تثقيفية لمختلف الاعمار.
على المسلمين في العصر الراهن أنْ يلتفتوا إلى هذا النوع من الإنفاق المنظم أكثر. ورغم أنَّ بعض الدوائر الحكومية تكفلت بهذه القضية إلاّ أنّ كثرة المحتاجين والفقراء في عصرنا هذا يستدعي وجود مؤسسات خيرية منسجمة على نطاق واسع.
جمعيات إعانة السجناء والمرضى من ضمن الطرق الأخرى المنسجمة والجيدة التي اشرنا إليها في السطور السابقة.
إنَّ الالتفات إلى الابتكار والإبداع(8) في مجال الإعانات لهذه المؤسسات والجمعيات يؤدي إلى إنتاجية أكثر، بحيث تتم الإعانات والمساعدات بالإفادة من اقل مقدار ممكن من الإمكانيات.
لقد قلنا سابقاً: إنَّ الصدقة كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) تمنع من ميتة السوء، وهنا حديث آخر للرسول(صلى الله عليه وآله) يقول فيه : «إنَّ الله لا اله إلاَّ هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد سبعين باباً من السوء».(9)
بالطبع، كلام الرسول(صلى الله عليه وآله) ليس هراء بل يحكي عن الواقع . وهذه آثار حقيقية للصدقة فإذا اُحيت هذه السنة الحسنة لزالت الكثير من مشاكلنا الاجتماعية والشخصية كذلك.
4- في آية المثل السابع يُلاحظ أربع خصائص:
الأولى : الأرض المرتفعة. الثانية: أشجار البستان . الثالثة: الوابل أو المطر الشديد. والرابعة: الثمار والفواكه الكثيرة . وكلٌّ من هذه تشبيهات من ناحية، ومن ناحية أخرى تعبّر عن أعضاء الإنسان وصفاته أو النعم الإلهية التي يتمتع بها هذا الموجود.
التعابير التالية عن التشابيه الأربعة الماضية جاءت في أحد التفاسير:
لقد شبه روح الإنسان وقلبه بالأرض المرتفعة التي يقع فيها البستان، أمّا أعمال الإنسان الصالحة واللائقة فقد شبهت بالإنفاق والبذل في سبيل الله، وقد شبهت رحمة الله ونعمه وهدايته التكوينية والتشريعية(10) بالمطر الكثير (الوابل) الذي يروي الأشجار والأعمال الصالحة والملكات الفاضلة لتنمو. واما الفضائل النفسية والصفات الروحية والأخلاقية البارزة من قبيل الإيثار والجود والسخاء والبذل والتواضع والخضوع وحب الغير فقد شبهت بثمار البستان وفواكهه المباركة.
الهدف من هذه التشابيه وهذا المثل - كغيره من الأمثال - هو التكامل الوجودي للإنسان وبلوغ درجة القرب إلى الله، وبتعبير آخر: صيرورة الإنسان عبداً خالصاً لله، وذلك هو الهدف من خلق الإنسان وجميع الموجودات ذات الشعور والأحاسيس،(11) وذلك عبارة أخرى عن إيصال الإنسان إلى مقام يؤهله للدخول في خطاب الآية اللطيفة والمهدئة: (يا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فادخُلِي فِي عِبَادِي وادْخُلي جَنَّتِي).(12)
ما أحسن السعادة التي ينالها الإنسان
من النتائج المستوحاة من هذا المثل هي أن هناك جنة (علاوة على الجنة الموعودة في الاخرة) في الدنيا، وهي جنة قلب الإنسان المؤمن المملوءة بالأشجار والثمار، أي الصفات والفضائل الأخلاقية لروح الإنسان وصفائها من التلوث، والإنسان لا يمكنه إدارك هذه الجنة ولا يمكنه الشعور بها إلاَّ أنْ تكون أعماله جميعها خالصة لوجه الله وابتغاءً لمرضاته، ولا يكون فيها ذرة من الرياء . والجملة الأخيرة للآية تشير إلى هذا الموضوع : (واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) فإنَّ الله يرى الأعمال ويرى نواياها ويرى كل ما يطرأ على النوايا من اغراض غير إلهية.
موضوع الشرك في العمل الذي يصطلح عليه (الرياء) تعرضت له الايات والروايات على مستوى واسع.
يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث نقل عنه: «إنَّ الشرك أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ليلة ظلماء».(13)
وحسب هذه الرواية; فإنَّ الشرك أخفى من حركة نملة سوداء على صخرة سوداء في ليلة ظلماء.
الإنسان بعد سنوات من العبادة قد يدرك عدم خلوصه في كثير من العبادات، إنَّ هكذا إنسان سيكون سعيداً إذا ما تاب وبت في الجبران.
وتباً للإنسان الذي يدرك عدم خلوصه لكن إدراكه يكون متأخراً، يقول الله تعالى (...كَلاَّ اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا...).(14)
ننهي بحثنا عن الشرك بذكرى عن مرجع عالم الإسلام آية الله العظمى السيد البروجردي رضوان الله تعالى عليه.
كان السيد قد ذهب لقرية بشنوة (في ضواحي مدينة قم) لأجل الاستراحة، وفي احد الأيام هناك كان قد فرش سجادة قرب قنال هو مع مرافقيه، وقد شاهد المرافقون آنذاك أنَّ السيد قد غاص في التفكير كثيراً فسألوه عن علة ذلك فأجاب: (كنت أفكر في أنَّه هل كان لي عمل خالص لوجه الله وابتغاء مرضاته من دون أنْ يشوبه شائبة أم لم يكن؟).
فقالوا له : مولانا ! الحمد لله، إنّ لك خدمات كثيرة قدمتها للحوزة العلمية والمسلمين،(15) فلا مجال للقلق . فهز السيد رأسه وقرأ الحديث «أخلص العمل فإنَّ الناقد بصير».(16)
الناقد هو الذي يميز السكك الخالصة عن المزورة، إنَّ نسبة التزوير إذا كانت كبيرة فقد يستطيع الناس عموماً تشخيصها أمّا إذا كانت نسبة الغش والتزوير قليلة جداً فذلك أمر لا يشخصه إلا الناقد. وحسب هذه الرواية، فإنَّ الله هو الناقد لنوايا الإنسان ويمكنه تشخيص الخالص عن غيره، فهو بصير وعليم ويشخص حتى اقل مقدار من الغش وعدم الخلوص.
وعلى هذا، ما علينا إلاَّ أنْ نسعى بأنْ لا يكون أي جزء ولو بسيط من عدم الخلوص في أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا، وذلك لأجل التقرب إلى الله تعالى.
آداب الإنفاق
ندرس هنا بعض آداب الإنفاق وأصوله:
1- الإنفاق ممَّا تحبون
إذا انفق شخص ما كان لديه من أغذية زائدة وألبسة رثة فلا إشكال في ذلك وهذا اقل مرتبة للإنفاق وأدنى حد له، إلاَّ أنَّ على الإنسان أن ينفق ما يحب لأجل بلوغ أعلى مراتب الإنفاق : (لَنْ تَنَالُوا البرَّ حَتى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).(17)
وقد قيل في الزهراء (عليها السلام): إنها عندما ذهبت إلى بيت زوجها للعرس صادفت في الطريق محتاجاً سألها الإعانة، فبذلت له ثوب عرسها رغم إنها كانت تحمل ملابس رثة وزائدة.(18) لا يمكن العثور في كل التاريخ على إنفاق خالص مثل ما صدر من الزهراء (عليها السلام) فهي شابة في مقتبل العمر تنفق ملابس عرسها رغم أن بإمكانها إنفاق ما كان عندها من ملابس زائدة أخرى. وذلك مصداق حقاً للآية الشريفة السابقة.
يمكننا العثور على إنفاق من هذا القبيل صدر من المعصومين(عليهم السلام)، فإنَّ الإمام علي(عليه السلام) انفق خاتمه لفقير وهو راكع في صلاته، وقد نزلت في هذا الشأن الآية 55 من سورة المائدة.(19)
وفي حال الإمام علي(عليه السلام) ينقل انه كان يشتري قميصين، ويخير قنبر غلامه في انتخاب احدهما ويترك الآخر له.(20)
وقد قال الإمام الصادق(عليه السلام) في رواية له: «ما من شيء إلاّ وكِّل به ملك إلاَّ الصدقة فانها تقع في يد الله تعالى».(21)
وهل من المناسب واللائق للإنسان أن يبذل أموالا لا يحبها تصل مباشرة بيد الله؟!
2 - الإنفاق في غاية الأدب
إنَّ الأدب ضروري عند البذل والإنفاق، وينبغي السعي آنذاك لأجل حفظ ماء وجه وشخصية المحتاج، يقول القرآن المجيد: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَة يَتْبَعُهَا أذَىً...).(22)
إذا راجعك محتاج وسألك شيئاً واجبته بهذا: (أعتذر، لا يمكنني اعانتك) أي ترده باحترام فذلك افضل من أن تنفق له مع أذية ومنة بأن تقول له: (لا اراك بعد هذا) أو (خذ هذا لتريحني من شرك).
إنَّ هذه الأخلاقية الرفيعة في الإنفاق تلاحظ عند المعصومين بشكل واضح، فقد قيل في الإمام السجاد(عليه السلام): إذا اعطى السائل قبَّل يده، فقيل له لِمَ تفعل ذلك؟ قال: «لانها تقع في يد الله قبل يد العبد».(23)
كم هو الفرق بين الإنفاق المخلص والمتزامن مع الأدب والاحترام الوافر، والإنفاق الذي يتم عن رياء وتحقير.
3 - التعجيل في دفع الصدقة
لا ينبغي التأني والتواني الوافر والوسوسة عند دفع الصدقة تقرباً لله تعالى; لأنّ الشيطان في ذلك الزمن يسعى كثيراً لمنع الإنسان من دفع الصدقة، يقول الله تعالى في الآية 268 من سورة البقرة: (الشَيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ ويَأمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ واللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ) .
إنَّ الشيطان يوسوس للإنسان بشتى الطرق، فهو يقول مثلا: (فكِّر بمستقبل أطفالك، وبأيام شيبك وحافظ على أموالك لذلك الحين). هذا لأجل صرف الإنسان عن الإنفاق، بينما الله يعد بالمغفرة وبإرجاع المال المنفق.
وقد تعارف بين الناس أنَّ الشيطان يتعلق بيد الإنسان عندما يريد الأخير بذل المال; وذلك لمنعه عن البذل. وهذا إشارة أخرى إلى الآية الشريفة .
ومن المثير أنَّ القرآن لم يستخدم كلمة (الفقر)(24) إلا في هذه الآية، وقد نسبه إلى الشيطان.
مَن كان يرزقك عندما كنت جنيناً في ظلمات ثلاث ؟ الله هو الرازق، وهو بنفسه سيكون رازقاً لك ولأولادك عند الشيخوخة والعجز.
هناك قول جميل لأحد العظماء يقول فيه: (لا أعمل شيئاً لمستقبل أولادي; لأنهم إنْ كَانُوا من أولياء الله فالله لا يكلّ وليه لنفسه، وإنْ كَانوا أعداء لله، فمالي أعينهم؟!).
4 - صدقات السر والعلانية
المستفاد من الروايات هو أنَّ الصدقة عملٌ الأفضل إتيانه سراً، إلاَّ أنَّه في بعض الأحيان يستدعي الأمر العلانية في التصدق، وذلك لعنوان ثانوي طارئ.(25)
إنَّ هذا الأمر قد بُيّن بوضوح في الآية الشريفة 271 من سورة البقرة: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاِت فَنِعِمَّا هِي وإنْ تُخْفُوهَا وَتُؤتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبَيْرٌ) .
5 - الأولوية للمساكين المتسترين
القرآن المجيد يعتبر المساكين والمتسترين على فقرهم هم المحتاجون الحقيقيون كما هم أولى باستلام هذه الإعانات والصدقات، الآية 273 من سورة البقرة تحكي هذا المضمون: (لِلفُقَرَاءِ الَّذينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبَاً فِي الأرض يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيْمَاهُم لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر فَإنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) .
من الفقراء ذو عزة نفس عالية ومثل هؤلاء هم أهل لهذه الصدقات وأولى بها، وبخاصة أنَّ هذا الشهر شهر مبارك والأعمال العادية فيه تعدّ عبادة، فكيف بطاعة ذات قيمة عالية مثل التصدق؟ كما أنَّ من فلسفة الصيام هو الإحساس بالآم المحتاجين للبتّ في رفع احتياجاتهم.(26)
ــــــــــــــــ
1. لمعرفة المزيد من النعم الجسمانية والروحانية في الجنة راجع تفسير نفحات القرآن 6: 189 فما بعدها.
2. بحار الأنوار 67: 186.
3. هذا مضمون لكلمة قصيرة للإمام علي(عليه السلام) في نهج البلاغة الكلمة 237.
4. الآية (265 من سورة البقرة) شاهد آخر على ما ذهبنا إليه في المثل السادس من أنَّ المشبّه ليس المال المنفق بل نفس الشخص المنفق، فإنَّ الآية هنا تصرح في تشبيه شخصية المنفِق بالجنة (البستان).
5. الجنة من مادة (جن) وتعني التستر، وقد استخدمت في البستان باعتبار أنَّ أشجاره تستر الأرض وتغطيها. وعلى هذا، فليس كل بستان جنة. وإطلاق مفردة (الجن) على الموجود المعروف باعتبار أنه غير مرئي بل مستتر ومختفي . وإطلاق المجنون على من سلب عقله باعتبار أن عقله يتحجم ويتعطل ويتستر.
6. وقد جاء مثل هذا التعبير في سورة الرعد الآية 22، وسورة النساء الآية 39 وسورة فاطر الآية 29 وآيات متعددة أخرى .
7. ميزان الحكمة، الباب 1587 الحديث 7603. وفي الباب روايات أخرى عينت زكاة خاصة لكل شيء وقد جاء في روآية: (على كل جزء من أجزائك زكاة واجبة لله عز و جل بل على كل شعرة بل على كل لحظة) وقد عدت بعض الروايات مانع الزكاة كافراً أو سارقاً وفي روايات أخرى أردفت أنواعاً موحشة من العذاب لمانع الزكاة، للمزيد راجع ميزان الحكمة، الباب 1580 - 1582.
8. ومن هذه الإبداعات هو تنظيم جماعات لإرسالهم إلى المناطق المحرومة وبخاصة المناطق الحدودية للبت في النشاطات الثقافية، مثل بناء المدارس والمساجد والمستوصفان وغير ذلك، وهذه المجاميع يمكنها أن تصد أو تحد من الهجمات الثقافية لأعداء الإسلام من أمثال (الوهابية).
9. وسائل الشيعة ج 6، أبواب الصدقة، الباب 9، الحديث 1.
10. المراد من الهدآية التشريعية هو آيات القرآن المجيد والوحي واقوال وسيرة الرسول(صلى الله عليه وآله). والمراد من الهدآية التكوينية هو الاعدادات والإمدادات الغيبية التي تطرأ على قلب الإنسان المؤمن وروحه لتهديه إلى الصواب.
11. يقول الله في الآية 56 من سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الإنسَ والجِنَّ إلاّ لَيَعْبُدُون).
12. الفجر الآيات 27 - 30.
13. ميزان الحكمة، الباب 1994، الحديث 9316.
14. المؤمنون الآية 100.
15. حقاً إن خدمات السيد جبارة، وهي من قبيل: إحياء الحوزة العلمية الشيعية وبناء ما يقرب من ألف مسجد وترميم أبنية دينية وإعادة طبع كتب قديمة قيمة كانت قد نسيت ومبادرته الذكية في إرسال مبعوث عنه إلى جامعة الأزهر في مصر وأعلام هذا المركز اثر ذلك عن أنَّ التشيع مذهب كبقية المذاهب الإسلامية وأنَّ المسلمين يمكنهم التمسك به والعمل حسب تعاليمه وخدمات مهمة وكثيرة أخرى.
16. بحار الأنوار 13: 432.
17. آل عمران: 92.
18. النقل بالمضمون وليس بالنص وهو عن احقاق الحق 10: 401، نقلا عن كتاب (مظهر ولايت) ص 269.
19. تفصيل القصة في ذيل الآية في المجلد الرابع من الأمثل الصحفة 45 - 46 .
20. بحار الانوار 4: 324 طبع بيروت.
21. وسائل الشيعة 6: 303.
22. البقرة: 263.
23. وسائل الشيعة 6: 303.
24. أمّا مشتقات هذه الكلمة فقد استخدمت أربعة عشر مرة في القرآن.
25. من المفضل في الموارد التالي ذكرها إن يكون التصدق علانية: لتشجيع الآخرين على التصدق، لإحياء سنة التصدق الإسلامية، هذا إذا ما كان كل المسلمين يتصدقون سراً، فان التصدق سراً هنا قد يؤدي إلى تهمة ترك الإنفاق، وكذا التصدق لتعظيم الشعائر الدينية.
26. وسائل الشيعة ج 6، أبواب الصوم، الباب 1، الحديث 1و3و4و5.
(وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمُ ابتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أنْفُسِهِم كَمَثَلِ جَنَّة بِرَبْوَة أصَابَهَا وابِلٌ فأتَتْ أُكَلَها ضِعْفَيْنِ فإنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) .
رغم أنَّ هذا المَثل كَسَابقه عن الإنفاق لكن يختلف عنه في أنَّه يعكس الجوانب الايجابية للإنفاق والمناظر الجميلة له غير تلك المناظر التي تحدث عنها المثل السابق والتي تزامنت مع المنّ والأذى، لأنَّ الحديث هنا عن الإنفاق المتزامن مع الاخلاص.
الشرح والتفسير
يقول الله في هذه الآية: إنّ مثل الذين ينفقون بإخلاص ومن دون رياء وأذى كمثل البستان في مكان مرتفع ذات تربة خصبة يسقيها الغيث، والشمس تسطع عليها من كل مكان، فكانت النتيجة هي محاصيل وافرة ومضاعفة، قياساً لمحاصيل الأراضي المماثلة، والذين ينفقون بمثابة البستان ويكون إنفاقهم كمحاصيل هذا البستان وافراً ومتضاعفاً.
إنَّ دَوافِع الإنفاق عند هؤلاء وفقاً لهذه الآية هي كالتالي:
الاول: (ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) وهذا إشارة إلى الحديث المعروف عن الإمام علي(عليه السلام): «ما عبدتك خوفاً من نارك» رغم أنَّ نَاره مخيف تصورها فضلا عن واقعها.
«ولا طمعاً في جنتك» رغم أنَّ نعمها ثمينة وقيِّمة جداً ولا يمكنها أن تدخل في مخيلة الإنسان.(1)
«لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك»(2) أي أنَّ أهليته للعبادة هي التي دفعت الإمام للعبادة لا الخوف والطمع.
إنَّ النوع الأول من العبادة هو عبادة العبيد; لأنَّ العبد يَمتثل الأوامر خوفاً من مولاه وسوطه. والنوع الثاني من العبادة هو عبادة التجار; لأنَّ العبادة هنا يُتوخَّى منها الثمن والعوض. والنوع الأخير من العبادة هو عبادة الأحرار، حيث إنَّ إطاعتهم لمولاهم لا خوفاً ولا طمعاً بل لله خالصة.(3)
وقد تكون الآية الشريفة هنا ناظرة إلى النوع الأخير من العبادة، أي أنَّ الإنفاق هنا لم يتوخَّ منه إلاّ وجه الله ورضوانه.
الثاني: الدافع الثاني للمنفقين في الآية الشريفة هو بلوغ الكمالات النفسانية والملكات الروحانية، حيث قالت الآية: (تَثْبِيتاً لأنْفُسِهِمْ)، وقد جاء في مفردات الراغب أنَّ التثبيت يعني التقوية والتحكيم . بالطبع ليس المراد من التثبيت في الدعاء (اللَّهُمَّ ثَبِّتْ أقْدَامَنَا) هو تقوية الأقدام وتحكيمها، بل المراد تقوية خطى الأقدام وتحكيم هذه الخطى.(4)
خطابات الآية
1- في هذا المثل شُبِّه المنفِق بالجنة(5) والبستان الذي يقع في ارض مرتفعة، وفي هكذا أرض توجد عدة خصائص هي كالتالي:
ألف - نور الشمس من العوامل المهمة لنمو النباتات، والأرض المرتفعة تنال نور الشمس من كل صوب; لأنه لا شيء يحول دون السطوع المباشر عليها.
باء - جو المناطق المرتفعة كثيراً ما يكون نقياً وذلك يعد من عوامل نمو الأشجار وإثمارها.
جيم - الأراضي المرتفعة محفوظة من السيول والفيضانات، بينما البساتين التي تقع في السهول والوديان والشواطئ كثيراً ما تكون عرضة للفيضانات.
دال - أنَّ جمال وعظمة بستان يقع في مرتفع أكثر بكثير من جمال وعظمة بستان في سهل.
وعلى هذا، فإنَّ منفقين كهؤلاء يتلقون أنوار الهدآية أكثر من غيرهم هذا أولا.
وثانياً: ينالون من نسيم بذل الله وعطاءه النقي بشكل أفضل.
وثالثاً: قلما يكونون عرضة للبلايا وميتة السوء.
ورابعاً: يبدون محبوبين عند الآخرين أكثر; لما يحضون به من معنويات عالية.
المشكلة الوحيدة لهكذا بساتين هي أنًَّها محرومة من إمكانية جريان قنوات وسواقي فيها، ولأجل ذلك ينزل الله وابلا من المطر كثرته تروي تربة البستان بالمقدار الكافي.
2 - أشارت الآية الشريفة إلى نوعية المطر (وابل) وهي قد تكون ناظرة بذلك إلى درجات الإنفاق; باعتبار أنَّ الوابل أو المطر الكثير يروي البستان بالكامل ونتيجة ذلك هو الثمار والفواكه الكثيرة أمّا المطر القليل فلا يروي الأشجار ولا ينضج الثمار جيداً.
هناك فرق في الإنفاق في سبيل الله بين أن يكون المنفق بحاجة إلى المال المنفَق وبين أنْ لا يكون هناك حاجة له. رغم أنَّ الإنفاق في كلا الحالتين رضاء لوجه الله.
كما أنَّ هناك فرقاً بين أنْ يصل المال المنفق إلى من يحتاجه حقاً وبين أنْ يصل بيد من لا يحتاجه حقاً.
ذيل الآية القائل: (واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) شاهد قيِّم على ما قلناه في المقطع السابق حيث إنَّ مضمون هذا الذيل هو أنَّ الله بصير وعليم بكون هذا المنفِق انفق رغم حاجته للمال أو لا أو أنَّه أنفقه للمستحق أم لا.
3 - موضوع الإنفاق في الآيات الشريفة 262 و 263 و265 من سورة البقرة هو إنفاق المال والثروة، فالآيات تحدثت عن الإنفاق في الثروات من المال والثياب والمأكولات والأدوية والكتب والقرطاسية ووسائل العمل وما شابه ذلك، إلاّ أنَّ الآية الثالثة من سورة البقرة وسّعت نطاق الإنفاق ليشمل كل ما انعم من نعم. وقد عدت الآية الإنفاق من صفات المؤمنين (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).(6)
وحسب هذه الآية فإنَّ موضوع الإنفاق عام ويشمل جميع نعم الله وأرزاقه، مثل الموارد التالية:
ألف - العلم، على العلماء أن يبذلوا من علمهم، وذلك من خلال تعليم الآخرين، وإلاّ حُكوموا كالمحتكرين في محكمة العدل الإلهي.
وقد جاء في روآية للإمام الصادق(عليه السلام) «زَكَاةُ العِلْمِ نَشْرُهُ».(7)
باء - نفوذ الكلام وهو من أرزاق الله، ومن المستحسن أنْ ينفق منه. فإذا شاهدت اختلافاً بين زوج وزوجته أو بين الجيران أو بين شريكين أو بين الأخوة والأخوات أو بين أهالي قرية و.. فمن المستحسن استخدام النفوذ للمصالحة.
جيم - الاعتبار والجاه في المجتمع، وهذه نعمة إلهية أخرى ينبغي أنْ ينفق منها، فإذا ما كان مظلوم متورطاً في مخالب ظالم وكان بالإمكان الشفاعة لهذا المظلوم باستخدام الوجاهة والاعتبار الاجتماعي وإنقاذه من مخالب الظالم فلا ينبغي التكاسل، بل ينبغي العمل باشتياق.
د - الأولاد، وهي من اكبر نعم الله وينبغي إنفاقها في سبيل الله متى ما اقتضت الحاجة.
هـ- الفكر، وهو من أثمن نعم الله على الإنسانية وينبغي إنفاقه وبذله عند المشورة لإعانة الآخرين إلى مستوى يعد الإنسان خلاله مستشاراً صالحاً وناصحاً.
طرق الإنفاق وإعانة الآخرين
للإعانة والإنفاق طرق مختلفة، والطريق المتعارف عند الناس هو الإنفاق المالي النقدي وغير النقدي للمحتاجين، وهو أمر مستحسن إلاّ أنَّ هناك طرقاً أفضل وأكثر تأثيراً تفي بهذا العمل الخير، وهو تشكيل منظمات ومؤسسات خاصة للإعانة والإنفاق المنظم.
لقد تشكلت هكذا مؤسسات على مستوى واسع وهي تسعى لجمع التبرعات من جهة، ومن جهة أخرى تستقصي المحتاجين لإعانتهم بمختلف الطرق، مثل إعداد وسائل البيت الرخيصة من بعض المؤسسات والشركات والدوائر.
وقد تكفلت بعض هذه المؤسسات قضية دراسة الأطفال وتحمل نفقاتهم والإشراف عليهم من هذا الجانب، وارتقى بعض من هؤلاء الأطفال الدرجات العليا ودخلوا الجامعات وتخرجوا منها.
وتقوم بعض منها بنشاطات ثقافية اضافة إلى الإعانات المالية، وذلك من قبيل تشكيل دورات تعليمية تثقيفية لمختلف الاعمار.
على المسلمين في العصر الراهن أنْ يلتفتوا إلى هذا النوع من الإنفاق المنظم أكثر. ورغم أنَّ بعض الدوائر الحكومية تكفلت بهذه القضية إلاّ أنّ كثرة المحتاجين والفقراء في عصرنا هذا يستدعي وجود مؤسسات خيرية منسجمة على نطاق واسع.
جمعيات إعانة السجناء والمرضى من ضمن الطرق الأخرى المنسجمة والجيدة التي اشرنا إليها في السطور السابقة.
إنَّ الالتفات إلى الابتكار والإبداع(8) في مجال الإعانات لهذه المؤسسات والجمعيات يؤدي إلى إنتاجية أكثر، بحيث تتم الإعانات والمساعدات بالإفادة من اقل مقدار ممكن من الإمكانيات.
لقد قلنا سابقاً: إنَّ الصدقة كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) تمنع من ميتة السوء، وهنا حديث آخر للرسول(صلى الله عليه وآله) يقول فيه : «إنَّ الله لا اله إلاَّ هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد سبعين باباً من السوء».(9)
بالطبع، كلام الرسول(صلى الله عليه وآله) ليس هراء بل يحكي عن الواقع . وهذه آثار حقيقية للصدقة فإذا اُحيت هذه السنة الحسنة لزالت الكثير من مشاكلنا الاجتماعية والشخصية كذلك.
4- في آية المثل السابع يُلاحظ أربع خصائص:
الأولى : الأرض المرتفعة. الثانية: أشجار البستان . الثالثة: الوابل أو المطر الشديد. والرابعة: الثمار والفواكه الكثيرة . وكلٌّ من هذه تشبيهات من ناحية، ومن ناحية أخرى تعبّر عن أعضاء الإنسان وصفاته أو النعم الإلهية التي يتمتع بها هذا الموجود.
التعابير التالية عن التشابيه الأربعة الماضية جاءت في أحد التفاسير:
لقد شبه روح الإنسان وقلبه بالأرض المرتفعة التي يقع فيها البستان، أمّا أعمال الإنسان الصالحة واللائقة فقد شبهت بالإنفاق والبذل في سبيل الله، وقد شبهت رحمة الله ونعمه وهدايته التكوينية والتشريعية(10) بالمطر الكثير (الوابل) الذي يروي الأشجار والأعمال الصالحة والملكات الفاضلة لتنمو. واما الفضائل النفسية والصفات الروحية والأخلاقية البارزة من قبيل الإيثار والجود والسخاء والبذل والتواضع والخضوع وحب الغير فقد شبهت بثمار البستان وفواكهه المباركة.
الهدف من هذه التشابيه وهذا المثل - كغيره من الأمثال - هو التكامل الوجودي للإنسان وبلوغ درجة القرب إلى الله، وبتعبير آخر: صيرورة الإنسان عبداً خالصاً لله، وذلك هو الهدف من خلق الإنسان وجميع الموجودات ذات الشعور والأحاسيس،(11) وذلك عبارة أخرى عن إيصال الإنسان إلى مقام يؤهله للدخول في خطاب الآية اللطيفة والمهدئة: (يا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فادخُلِي فِي عِبَادِي وادْخُلي جَنَّتِي).(12)
ما أحسن السعادة التي ينالها الإنسان
من النتائج المستوحاة من هذا المثل هي أن هناك جنة (علاوة على الجنة الموعودة في الاخرة) في الدنيا، وهي جنة قلب الإنسان المؤمن المملوءة بالأشجار والثمار، أي الصفات والفضائل الأخلاقية لروح الإنسان وصفائها من التلوث، والإنسان لا يمكنه إدارك هذه الجنة ولا يمكنه الشعور بها إلاَّ أنْ تكون أعماله جميعها خالصة لوجه الله وابتغاءً لمرضاته، ولا يكون فيها ذرة من الرياء . والجملة الأخيرة للآية تشير إلى هذا الموضوع : (واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) فإنَّ الله يرى الأعمال ويرى نواياها ويرى كل ما يطرأ على النوايا من اغراض غير إلهية.
موضوع الشرك في العمل الذي يصطلح عليه (الرياء) تعرضت له الايات والروايات على مستوى واسع.
يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث نقل عنه: «إنَّ الشرك أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ليلة ظلماء».(13)
وحسب هذه الرواية; فإنَّ الشرك أخفى من حركة نملة سوداء على صخرة سوداء في ليلة ظلماء.
الإنسان بعد سنوات من العبادة قد يدرك عدم خلوصه في كثير من العبادات، إنَّ هكذا إنسان سيكون سعيداً إذا ما تاب وبت في الجبران.
وتباً للإنسان الذي يدرك عدم خلوصه لكن إدراكه يكون متأخراً، يقول الله تعالى (...كَلاَّ اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا...).(14)
ننهي بحثنا عن الشرك بذكرى عن مرجع عالم الإسلام آية الله العظمى السيد البروجردي رضوان الله تعالى عليه.
كان السيد قد ذهب لقرية بشنوة (في ضواحي مدينة قم) لأجل الاستراحة، وفي احد الأيام هناك كان قد فرش سجادة قرب قنال هو مع مرافقيه، وقد شاهد المرافقون آنذاك أنَّ السيد قد غاص في التفكير كثيراً فسألوه عن علة ذلك فأجاب: (كنت أفكر في أنَّه هل كان لي عمل خالص لوجه الله وابتغاء مرضاته من دون أنْ يشوبه شائبة أم لم يكن؟).
فقالوا له : مولانا ! الحمد لله، إنّ لك خدمات كثيرة قدمتها للحوزة العلمية والمسلمين،(15) فلا مجال للقلق . فهز السيد رأسه وقرأ الحديث «أخلص العمل فإنَّ الناقد بصير».(16)
الناقد هو الذي يميز السكك الخالصة عن المزورة، إنَّ نسبة التزوير إذا كانت كبيرة فقد يستطيع الناس عموماً تشخيصها أمّا إذا كانت نسبة الغش والتزوير قليلة جداً فذلك أمر لا يشخصه إلا الناقد. وحسب هذه الرواية، فإنَّ الله هو الناقد لنوايا الإنسان ويمكنه تشخيص الخالص عن غيره، فهو بصير وعليم ويشخص حتى اقل مقدار من الغش وعدم الخلوص.
وعلى هذا، ما علينا إلاَّ أنْ نسعى بأنْ لا يكون أي جزء ولو بسيط من عدم الخلوص في أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا، وذلك لأجل التقرب إلى الله تعالى.
آداب الإنفاق
ندرس هنا بعض آداب الإنفاق وأصوله:
1- الإنفاق ممَّا تحبون
إذا انفق شخص ما كان لديه من أغذية زائدة وألبسة رثة فلا إشكال في ذلك وهذا اقل مرتبة للإنفاق وأدنى حد له، إلاَّ أنَّ على الإنسان أن ينفق ما يحب لأجل بلوغ أعلى مراتب الإنفاق : (لَنْ تَنَالُوا البرَّ حَتى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).(17)
وقد قيل في الزهراء (عليها السلام): إنها عندما ذهبت إلى بيت زوجها للعرس صادفت في الطريق محتاجاً سألها الإعانة، فبذلت له ثوب عرسها رغم إنها كانت تحمل ملابس رثة وزائدة.(18) لا يمكن العثور في كل التاريخ على إنفاق خالص مثل ما صدر من الزهراء (عليها السلام) فهي شابة في مقتبل العمر تنفق ملابس عرسها رغم أن بإمكانها إنفاق ما كان عندها من ملابس زائدة أخرى. وذلك مصداق حقاً للآية الشريفة السابقة.
يمكننا العثور على إنفاق من هذا القبيل صدر من المعصومين(عليهم السلام)، فإنَّ الإمام علي(عليه السلام) انفق خاتمه لفقير وهو راكع في صلاته، وقد نزلت في هذا الشأن الآية 55 من سورة المائدة.(19)
وفي حال الإمام علي(عليه السلام) ينقل انه كان يشتري قميصين، ويخير قنبر غلامه في انتخاب احدهما ويترك الآخر له.(20)
وقد قال الإمام الصادق(عليه السلام) في رواية له: «ما من شيء إلاّ وكِّل به ملك إلاَّ الصدقة فانها تقع في يد الله تعالى».(21)
وهل من المناسب واللائق للإنسان أن يبذل أموالا لا يحبها تصل مباشرة بيد الله؟!
2 - الإنفاق في غاية الأدب
إنَّ الأدب ضروري عند البذل والإنفاق، وينبغي السعي آنذاك لأجل حفظ ماء وجه وشخصية المحتاج، يقول القرآن المجيد: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَة يَتْبَعُهَا أذَىً...).(22)
إذا راجعك محتاج وسألك شيئاً واجبته بهذا: (أعتذر، لا يمكنني اعانتك) أي ترده باحترام فذلك افضل من أن تنفق له مع أذية ومنة بأن تقول له: (لا اراك بعد هذا) أو (خذ هذا لتريحني من شرك).
إنَّ هذه الأخلاقية الرفيعة في الإنفاق تلاحظ عند المعصومين بشكل واضح، فقد قيل في الإمام السجاد(عليه السلام): إذا اعطى السائل قبَّل يده، فقيل له لِمَ تفعل ذلك؟ قال: «لانها تقع في يد الله قبل يد العبد».(23)
كم هو الفرق بين الإنفاق المخلص والمتزامن مع الأدب والاحترام الوافر، والإنفاق الذي يتم عن رياء وتحقير.
3 - التعجيل في دفع الصدقة
لا ينبغي التأني والتواني الوافر والوسوسة عند دفع الصدقة تقرباً لله تعالى; لأنّ الشيطان في ذلك الزمن يسعى كثيراً لمنع الإنسان من دفع الصدقة، يقول الله تعالى في الآية 268 من سورة البقرة: (الشَيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ ويَأمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ واللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ) .
إنَّ الشيطان يوسوس للإنسان بشتى الطرق، فهو يقول مثلا: (فكِّر بمستقبل أطفالك، وبأيام شيبك وحافظ على أموالك لذلك الحين). هذا لأجل صرف الإنسان عن الإنفاق، بينما الله يعد بالمغفرة وبإرجاع المال المنفق.
وقد تعارف بين الناس أنَّ الشيطان يتعلق بيد الإنسان عندما يريد الأخير بذل المال; وذلك لمنعه عن البذل. وهذا إشارة أخرى إلى الآية الشريفة .
ومن المثير أنَّ القرآن لم يستخدم كلمة (الفقر)(24) إلا في هذه الآية، وقد نسبه إلى الشيطان.
مَن كان يرزقك عندما كنت جنيناً في ظلمات ثلاث ؟ الله هو الرازق، وهو بنفسه سيكون رازقاً لك ولأولادك عند الشيخوخة والعجز.
هناك قول جميل لأحد العظماء يقول فيه: (لا أعمل شيئاً لمستقبل أولادي; لأنهم إنْ كَانُوا من أولياء الله فالله لا يكلّ وليه لنفسه، وإنْ كَانوا أعداء لله، فمالي أعينهم؟!).
4 - صدقات السر والعلانية
المستفاد من الروايات هو أنَّ الصدقة عملٌ الأفضل إتيانه سراً، إلاَّ أنَّه في بعض الأحيان يستدعي الأمر العلانية في التصدق، وذلك لعنوان ثانوي طارئ.(25)
إنَّ هذا الأمر قد بُيّن بوضوح في الآية الشريفة 271 من سورة البقرة: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاِت فَنِعِمَّا هِي وإنْ تُخْفُوهَا وَتُؤتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبَيْرٌ) .
5 - الأولوية للمساكين المتسترين
القرآن المجيد يعتبر المساكين والمتسترين على فقرهم هم المحتاجون الحقيقيون كما هم أولى باستلام هذه الإعانات والصدقات، الآية 273 من سورة البقرة تحكي هذا المضمون: (لِلفُقَرَاءِ الَّذينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبَاً فِي الأرض يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيْمَاهُم لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر فَإنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) .
من الفقراء ذو عزة نفس عالية ومثل هؤلاء هم أهل لهذه الصدقات وأولى بها، وبخاصة أنَّ هذا الشهر شهر مبارك والأعمال العادية فيه تعدّ عبادة، فكيف بطاعة ذات قيمة عالية مثل التصدق؟ كما أنَّ من فلسفة الصيام هو الإحساس بالآم المحتاجين للبتّ في رفع احتياجاتهم.(26)
ــــــــــــــــ
1. لمعرفة المزيد من النعم الجسمانية والروحانية في الجنة راجع تفسير نفحات القرآن 6: 189 فما بعدها.
2. بحار الأنوار 67: 186.
3. هذا مضمون لكلمة قصيرة للإمام علي(عليه السلام) في نهج البلاغة الكلمة 237.
4. الآية (265 من سورة البقرة) شاهد آخر على ما ذهبنا إليه في المثل السادس من أنَّ المشبّه ليس المال المنفق بل نفس الشخص المنفق، فإنَّ الآية هنا تصرح في تشبيه شخصية المنفِق بالجنة (البستان).
5. الجنة من مادة (جن) وتعني التستر، وقد استخدمت في البستان باعتبار أنَّ أشجاره تستر الأرض وتغطيها. وعلى هذا، فليس كل بستان جنة. وإطلاق مفردة (الجن) على الموجود المعروف باعتبار أنه غير مرئي بل مستتر ومختفي . وإطلاق المجنون على من سلب عقله باعتبار أن عقله يتحجم ويتعطل ويتستر.
6. وقد جاء مثل هذا التعبير في سورة الرعد الآية 22، وسورة النساء الآية 39 وسورة فاطر الآية 29 وآيات متعددة أخرى .
7. ميزان الحكمة، الباب 1587 الحديث 7603. وفي الباب روايات أخرى عينت زكاة خاصة لكل شيء وقد جاء في روآية: (على كل جزء من أجزائك زكاة واجبة لله عز و جل بل على كل شعرة بل على كل لحظة) وقد عدت بعض الروايات مانع الزكاة كافراً أو سارقاً وفي روايات أخرى أردفت أنواعاً موحشة من العذاب لمانع الزكاة، للمزيد راجع ميزان الحكمة، الباب 1580 - 1582.
8. ومن هذه الإبداعات هو تنظيم جماعات لإرسالهم إلى المناطق المحرومة وبخاصة المناطق الحدودية للبت في النشاطات الثقافية، مثل بناء المدارس والمساجد والمستوصفان وغير ذلك، وهذه المجاميع يمكنها أن تصد أو تحد من الهجمات الثقافية لأعداء الإسلام من أمثال (الوهابية).
9. وسائل الشيعة ج 6، أبواب الصدقة، الباب 9، الحديث 1.
10. المراد من الهدآية التشريعية هو آيات القرآن المجيد والوحي واقوال وسيرة الرسول(صلى الله عليه وآله). والمراد من الهدآية التكوينية هو الاعدادات والإمدادات الغيبية التي تطرأ على قلب الإنسان المؤمن وروحه لتهديه إلى الصواب.
11. يقول الله في الآية 56 من سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الإنسَ والجِنَّ إلاّ لَيَعْبُدُون).
12. الفجر الآيات 27 - 30.
13. ميزان الحكمة، الباب 1994، الحديث 9316.
14. المؤمنون الآية 100.
15. حقاً إن خدمات السيد جبارة، وهي من قبيل: إحياء الحوزة العلمية الشيعية وبناء ما يقرب من ألف مسجد وترميم أبنية دينية وإعادة طبع كتب قديمة قيمة كانت قد نسيت ومبادرته الذكية في إرسال مبعوث عنه إلى جامعة الأزهر في مصر وأعلام هذا المركز اثر ذلك عن أنَّ التشيع مذهب كبقية المذاهب الإسلامية وأنَّ المسلمين يمكنهم التمسك به والعمل حسب تعاليمه وخدمات مهمة وكثيرة أخرى.
16. بحار الأنوار 13: 432.
17. آل عمران: 92.
18. النقل بالمضمون وليس بالنص وهو عن احقاق الحق 10: 401، نقلا عن كتاب (مظهر ولايت) ص 269.
19. تفصيل القصة في ذيل الآية في المجلد الرابع من الأمثل الصحفة 45 - 46 .
20. بحار الانوار 4: 324 طبع بيروت.
21. وسائل الشيعة 6: 303.
22. البقرة: 263.
23. وسائل الشيعة 6: 303.
24. أمّا مشتقات هذه الكلمة فقد استخدمت أربعة عشر مرة في القرآن.
25. من المفضل في الموارد التالي ذكرها إن يكون التصدق علانية: لتشجيع الآخرين على التصدق، لإحياء سنة التصدق الإسلامية، هذا إذا ما كان كل المسلمين يتصدقون سراً، فان التصدق سراً هنا قد يؤدي إلى تهمة ترك الإنفاق، وكذا التصدق لتعظيم الشعائر الدينية.
26. وسائل الشيعة ج 6، أبواب الصوم، الباب 1، الحديث 1و3و4و5.
تعليق