قد يقول قائل ، ولم آثرت علياً دون سواه من أ صحاب محمد (ص) بهذه الملحمة ((ملحمة الغدير)) ؟ ولا اُجيب على السؤال إلاّ بكلمات فالملحمة كلّها جواب عليه ، وسترى في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون : ((رضي الله عنه ، وكرّم الله وجهه ، وعليه السلام)). ويذكره النصارى في مجالسهم ، فيتمثّلون بِحكَمه ويخشعون لتقواه ، ويتمثّل به الزهّاد في الصوامع ،فيزدادون زهداً وقنوتاً ، وينظر إليه المفكّر فيستضيء بهذا القطب الوضّاء ، ويتطلّع إليه الكاتب الألمعي فيأتمّ ببيانه ، ويعتمده الفقيه المدرة فيسترشد بأحكامه. أمّاالخطيب فحسبه أن يقف على السفح ، ويرفع الرأس إلى هذا الطود لتنهلّ عليه الآيات منعَل ، وينطلق لسانه بالكلام العربي المبين الذي رسّخ قواعده أبو الحسن إذ دفعها إلى أ بي الأسود الدؤلي فقال : اُنح هذا النحو ، وكان علم النحو . ويقرأ الجبان سيرة علي، فتهدر في صدره النخوة وتستهويه البطولة ، إذ لم تشهد الغبراء ، ولم تظلّ السماءأشجع من ابن أبي طالب ، فعلى ذلك الساعد الأجدل اعتمد الإسلام يوم كان وليداً ،فعليّ هو بطل بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن . وهو المنتصر في صفّين ويوم الجمل والنهروان ، والدافع عن الرسول يوم اُحد وقيدوم السرايا ولواءالمغازي. وأعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية ، فلم يُرَ أصبر منه على المكاره . إذ كانت حياته موصولة الآلام منذ فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أغمضهما على ا لحقّ في مسجد الكوفة . وبعد فَلِمْ تسائلني بأبي الحسن ؟ أو لم تقم في خلال العصورفئات من الناس تؤلّه الرجل ؟ ولا ريب أنّها الضلالة الكبرى ، ولكنّها ضلالة تدلّك على الحقّ إذ تدلّك على مبلغ إفتتان الناس بهذه الشخصية العظمى . ولم يستطع خصوم عليّ أن يأخذوا عليه مأخذاً ، فاتّهموه بالتشدّد في إحقاق الحقّ، أي إنّهم شكواكثرة فضله ، فأرادوه دنيوياً يماري ويداري ، وأراد نفسه روحانياً يستميت في سبيل العدل ، لا تأخذه في سبيل الله هوادة ، وإنّما الغضبة للحق ثورة النفوس القدسيّةالتي يؤلمها أن ترى عوجاً .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
آراء المسيحيّين في أمير المؤمنين (ع)
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسون العراقي مشاهدة المشاركةالسلام على امير المؤمنين
جزاك الله خيرا
دمت وادام تألقك
تحياتي
اخي العزيز حسون العراقي مرورك اسعدني شكرا لك
sigpic
يامنتقم
انتقم لشعب البحرين من ظالميه
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة فلاح مشاهدة المشاركةاحسنت بارك الله فيك
حياك الله وجزاك خيرا
الاخ العزيز فلاح
sigpic
يامنتقم
انتقم لشعب البحرين من ظالميه
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام علي ( عليه السلام) في فكر الأديب (جورج جرداق)
كتب المفكر والأديب المسيحي الشهير جورج جرداق عن شخصية الإمام على بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو معروف ذات شخصية محبة للحق والخير تخلـى عن رداء عظمته أمام جبل القيم ونبراس الحضارة ليطأطأ رأسه وينحني إجلالا وإكبارا لشخصـية الإمام علي (ع) ذلك الحب الذي دفعه لمثل هذا الإنجاز الكبير حيث تعرف مبدئيا على هذه الشخصية منذ طفولته حينما أهدى له شقيقه الأكبر كتاب ((نهج البلاغة)) وحثه على قراءته بكل جدية.
وقد رسخت في مخيلته تلك الشخصية العظيمة منذ صغره من خلال هذا الكتاب، ورافقته هذه المخيلة حتى دخوله وتخرجه من الكلية البطريركية في بيروت مما حدا به الرجوع إلى قراءة نهج البلاغة من جديد والاعتماد عليه في بحوثه ودراسته حيث كان يدرس الأدب العربي والفلسفة العربية في بعض معاهد بيروت، وقد كان نتاج الإمام علي (ع) الأدبي والفكري مطلوب في المادتين ـ الأدب العربي و الفلسفة العربية ـ كبرنامج مقرر ومقدّم هناك. وعلق على أهمية هذا الكتاب وموقعيته في الفكر الإنساني واعتبره في (القمة) وان جميع القيم والمبادئ السامية التي سعى المفكرون وعلماء الاجتماع إلى إدراكها وإشعاع مفهومها لدى الآدميين عبر عشرات القرون تراها كلها في نهج البلاغة. فقد عمد إلى الارتواء من هذا المنهل العظيم الذي تفيض منه إنسانية الإمام بكل عناصرها ودعائمها فهي عطاء وفير من فكر صاف وشعور عميق بمعنى الوجود الحقيقي ومنطلقا لبث الفضيلة بين الناس والدعوة إلى الأيمان والوحدانية.
وهنا وجد جرادق عمق التقاء القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، واستكمالا منه في البحث في أعماق المعارف والخوض في منهجية متعلقة بمبادئه وسيرته والإحاطة بها وبكل أنصاف، واستدراكا لما أهمله المؤلفون بحق هذه الشخصية العظيمة، فقد ألف عدة مجلدات منها المجلد الأول بعنوان (علي وحقوق الإنسان) اثبت فيه بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة أن الإمام علي (ع) قد سبق مفكري العالم وأوربا في هذا المجال، والمجلد الثاني بعنوان (بين علي والثورة الفرنسية) أكد فيه سبق الإمام عليه السلام فلاسفة الثورة الكبرى العظام مبينا إن التقاء الإمام (ع) مع فلاسفة الإنسانيين الكبار في خط ومنهج مقارب بالرغم من سبق الإمام (ع) لهم مؤكدا على ذلك في مجلده الثالث بعنوان (علي وسقراط) إلى آخر سلسلته المؤلفة من ستة مجلدات وآخرها يحمل عنوان (روائع النهج).كما ونرى إن استلهام الحقيقة من دوافع الحب والرغبة العميقة التي تأثرت بها نفس هذا المفكر الأديب ما هي إلا نزعة مشوقة في التعرف على شخصية الإمام الجليلة وعبقريته النادرة رغم اختلاف العقيدة والثقافة والفكر الذي يحمله إلا إن انجذابه لها تحقق بجزء بسيط في إيصال الفكرة التي كانت لدى الكثير من الناس عن الإمام
علي (ع) انه قديس مسيحي مشابها للقول والمنهج الذي سار عليه نبي الله عيسى (ع) وهذا ما نجده في تاريخ الأوربي في العصور الوسطى وما كتبوه في الآداب عن الأفكار والمعتقدات في العالم المسيحي أمثال المؤرخ والباحث الفرنسي البارون كاراديفو.
وأما الأدباء والمفكرون المسيحيون العرب فكان لهم النصيب الأوفر في كتابة وفهم هذه الشخصية العظيمة وإبعادها في سيرته ونهجه وما قدمه للإنسانية جمعاء، ومنهم جرجي زيدان وميخائيل نعيمة وعبد المسيح محفوظ وغيرهم في آثارهم النثرية والشعرية.أذن، هكذا عرفوا الإمام (ع) وهكذا كتبوا عنه، وبذلك عرفوا معنى الإسلام وعظمته رغم كل الإساءات والتضليل.
الاخ العزيز
العطار
اشكركم على هذه اللتاتة الجميلة
وتقبل مداخلتي البسيطةsigpic
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق