ثورة التوابين
أوّل انتفاضة مهمّة بعد مقتل الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) في كربلاء، فقد أخذ الشيعة يجتمعون بسرّية تامّة، ويعقدون مناقشات أشبَهَ ما تكون بالنقد الذاتي، وذلك لمحاسبة أنفسهم على التقصير الذي أظهروه إزاء الحسين (عليه السلام).
فَتزعَّم التحرّك الشيعي حينئذٍ خمسة من كبار الزعماء الكوفيين المتقدّمين في السن، الذين ارتبطوا تاريخياً بالحركة الشيعية، وهم:
1- سليمان بن صُرد الخزاعي: صحابي جليل كان اسمه يسار، وسمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سليمان، وهو من أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، شارك معه في حروبه.
2- المُسَيَّب بن نجبه الفزاري.
3- عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي.
4- عبد الله بن وال التميمي.
5- رفاعة بن شدّاد البجلي.
وكلّهم من صحابة الإمام علي (عليه السلام) ومن المؤيِّدين له.
فبدأوا يمارسون نشاطهم في الخفاء، ويبشِّرون بدعوتهم الانتقامية في أوساط الشيعة، بعيداً عن مراقبة السلطة وجواسيسها المنتشرين في كلّ مكان.
وشكِّلوا منظمة سرِّية نواتها نحو مِائة معارض، ولم تلبث حتّى تحوَّلت إلى معارضة شيعية كبرى تحمل اسم (التوابين).
وقد صارت هذه التسمية هي الغالبة على حركة سليمان ورفاقه، منبثقة من الآية الكريمة التي أصبحت شعارهم: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقَتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ) البقرة: 54.
وكان الاجتماع الأوّل الذي ضمَّ هؤلاء قد عُقد في منزل سليمان بن صُرد، وكان أوّل المتكلمين في الاجتماع المُسيَّب بن نجبه، وبعد أن أنهى كلامه بتشديده على توحيد الصفوف، تَكلَّم بعدئذٍ زعيم آخر هو رفاعة بن شدّاد.
فأثنى على ما جاء في خُطبةِ المسيَّب، وأوصى باتِّخاذ سليمان بن صُرد زعيماً للحركة.
فَتزعَّم التحرّك الشيعي حينئذٍ خمسة من كبار الزعماء الكوفيين المتقدّمين في السن، الذين ارتبطوا تاريخياً بالحركة الشيعية، وهم:
1- سليمان بن صُرد الخزاعي: صحابي جليل كان اسمه يسار، وسمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سليمان، وهو من أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، شارك معه في حروبه.
2- المُسَيَّب بن نجبه الفزاري.
3- عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي.
4- عبد الله بن وال التميمي.
5- رفاعة بن شدّاد البجلي.
وكلّهم من صحابة الإمام علي (عليه السلام) ومن المؤيِّدين له.
فبدأوا يمارسون نشاطهم في الخفاء، ويبشِّرون بدعوتهم الانتقامية في أوساط الشيعة، بعيداً عن مراقبة السلطة وجواسيسها المنتشرين في كلّ مكان.
وشكِّلوا منظمة سرِّية نواتها نحو مِائة معارض، ولم تلبث حتّى تحوَّلت إلى معارضة شيعية كبرى تحمل اسم (التوابين).
وقد صارت هذه التسمية هي الغالبة على حركة سليمان ورفاقه، منبثقة من الآية الكريمة التي أصبحت شعارهم: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقَتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ) البقرة: 54.
وكان الاجتماع الأوّل الذي ضمَّ هؤلاء قد عُقد في منزل سليمان بن صُرد، وكان أوّل المتكلمين في الاجتماع المُسيَّب بن نجبه، وبعد أن أنهى كلامه بتشديده على توحيد الصفوف، تَكلَّم بعدئذٍ زعيم آخر هو رفاعة بن شدّاد.
فأثنى على ما جاء في خُطبةِ المسيَّب، وأوصى باتِّخاذ سليمان بن صُرد زعيماً للحركة.
أهداف الحركة :
1- إزاحة الأمويين من السلطة في الكوفة وتحويلها إلى قاعدة للحكم الشيعي الذي ينبغي أن يسود في مختلف أقاليم الدولة.
2- أخذ القصاص من المسؤولين، ومن قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)، سواء الأمويين أم المتواطئين معهم.
3- تجسيد فكرة الاستشهاد، وذلك بالتنازل عن الأملاك واعتزال النساء.
الإلحاح في طلب التوبة عن طريق التضحية بالنفس.
وانتهى الاجتماع بهذه المقرّرات الحاسمة، واختيار سليمان بن صُرد زعيماً لهم، وذلك لسبقه في الإسلام وصحبة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأوثقهم علاقة بالإمام علي وأبنائه (عليهم السلام)، وأرفعهم شأناً في مكانته القبلية.
زيارة قبر الحسين (عليه السلام):
جمع الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ـ الذي سمّي أمير التوابين ـ، أنصاره في منطقة النخيلة في ربيع الثاني عام 65 هـ، ثمّ سار بهم إلى قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان عددهم يقارب أربعة آلاف رجلاً، فما أن وصلوا إلى القبر الشريف، حتّى صاحوا صيحة واحدة، وازدحموا حول القبر أكثر من ازدحام الحُجّاج على الحجر الأسود عند لثمه، فما رؤي أكثر باكياً من ذلك اليوم، فترحموا عليه، وتابوا عنده من خذلانه، وترك القتال، وتجديد العهد معه.
معركة عين الوردة:
تحرّك القائد سليمان بن صرد ـ بعد زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وتجديد العهد معه ـ مع جنده قاصدين الشام، فوصلوا إلى الأنبار، ومنها إلى القيارة وهيت، ثُمَّ إلى قرقيسيا ـ وهي بلدة على مصب نهر الخابور في الفرات ـ وبعدها منطقة عين الوردة.
وفي الثاني والعشرين من جمادى الأول 65 هـ، دارت في منطقة عين الوردة رحى الحرب بينهم وبين جند الشام، وأبلى التوّابون بلاءً حسناً، فكان لهم النصر أوّل الأمر، غير أن ابن زياد سرعان ما أمدّ جيش الشام باثني عشر ألفاً، بقيادة الحصين بن نمير، ثمّ بثمانية آلاف، بقيادة بن ذي الكلاع، فأحاطوا بالتوّابين من كلّ جانب، فلمّا رأى سليمان ما يلقى أصحابه من شدّة، ترجّل عن فرسه ـ وهو يومئذ في الثالثة والتسعين من عمره ـ وكسر جفن سيفه، وصاح بأصحابه: يا عباد الله، من أراد البكور إلى ربّه، والتوبة من ذنبه، والوفاء بعهده فليأت إليّ.
فاستجاب له الكثيرون، وحذوا حذوه، وكسروا جفون سيوفهم، وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة حتّى أُصيب أميرهم سليمان بسهم، فوثب ووقع، وهو يقول: فزت وربّ الكعبة، وحمل الراية بعده المسيّب بن نجبه، فقاتل بها حتّى استشهد.
وانتهت المعركة إلى جانب أهل الشام، بعد أن ترك التوّابون أمثلة رائعة للبطولة والفداء، التي استمدت روحها من مواقف الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، والتي لها صداها في النفوس، وأثرها القوي في التاريخ الإنساني كلّه
1- إزاحة الأمويين من السلطة في الكوفة وتحويلها إلى قاعدة للحكم الشيعي الذي ينبغي أن يسود في مختلف أقاليم الدولة.
2- أخذ القصاص من المسؤولين، ومن قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)، سواء الأمويين أم المتواطئين معهم.
3- تجسيد فكرة الاستشهاد، وذلك بالتنازل عن الأملاك واعتزال النساء.
الإلحاح في طلب التوبة عن طريق التضحية بالنفس.
وانتهى الاجتماع بهذه المقرّرات الحاسمة، واختيار سليمان بن صُرد زعيماً لهم، وذلك لسبقه في الإسلام وصحبة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأوثقهم علاقة بالإمام علي وأبنائه (عليهم السلام)، وأرفعهم شأناً في مكانته القبلية.
زيارة قبر الحسين (عليه السلام):
جمع الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ـ الذي سمّي أمير التوابين ـ، أنصاره في منطقة النخيلة في ربيع الثاني عام 65 هـ، ثمّ سار بهم إلى قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان عددهم يقارب أربعة آلاف رجلاً، فما أن وصلوا إلى القبر الشريف، حتّى صاحوا صيحة واحدة، وازدحموا حول القبر أكثر من ازدحام الحُجّاج على الحجر الأسود عند لثمه، فما رؤي أكثر باكياً من ذلك اليوم، فترحموا عليه، وتابوا عنده من خذلانه، وترك القتال، وتجديد العهد معه.
معركة عين الوردة:
تحرّك القائد سليمان بن صرد ـ بعد زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وتجديد العهد معه ـ مع جنده قاصدين الشام، فوصلوا إلى الأنبار، ومنها إلى القيارة وهيت، ثُمَّ إلى قرقيسيا ـ وهي بلدة على مصب نهر الخابور في الفرات ـ وبعدها منطقة عين الوردة.
وفي الثاني والعشرين من جمادى الأول 65 هـ، دارت في منطقة عين الوردة رحى الحرب بينهم وبين جند الشام، وأبلى التوّابون بلاءً حسناً، فكان لهم النصر أوّل الأمر، غير أن ابن زياد سرعان ما أمدّ جيش الشام باثني عشر ألفاً، بقيادة الحصين بن نمير، ثمّ بثمانية آلاف، بقيادة بن ذي الكلاع، فأحاطوا بالتوّابين من كلّ جانب، فلمّا رأى سليمان ما يلقى أصحابه من شدّة، ترجّل عن فرسه ـ وهو يومئذ في الثالثة والتسعين من عمره ـ وكسر جفن سيفه، وصاح بأصحابه: يا عباد الله، من أراد البكور إلى ربّه، والتوبة من ذنبه، والوفاء بعهده فليأت إليّ.
فاستجاب له الكثيرون، وحذوا حذوه، وكسروا جفون سيوفهم، وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة حتّى أُصيب أميرهم سليمان بسهم، فوثب ووقع، وهو يقول: فزت وربّ الكعبة، وحمل الراية بعده المسيّب بن نجبه، فقاتل بها حتّى استشهد.
وانتهت المعركة إلى جانب أهل الشام، بعد أن ترك التوّابون أمثلة رائعة للبطولة والفداء، التي استمدت روحها من مواقف الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، والتي لها صداها في النفوس، وأثرها القوي في التاريخ الإنساني كلّه
منقوووول للأمانة
تقبلوا تحياتي العطرة
المشتاق لظهوره
تعليق