واعجبي لأمة مازالت إلى الآن فيها من يمتدح يزيد ويثني عليه ويعده تارة متورطاً في مسألة قتل لم يرتضه وتارة نادماً على فعلة لم يشأ أن تكون بهذه القسوة وآخرون ينظرون إلى أنه اجتهد فأخطأ وله حسنة على خطأه وبدل أن يتأمل الواقعة بأنصاف كي يستدل على حسنات يزيد المزعومة راحوا يستشهدون بما كتبه ابن خلدون وابن الأثير وابن تيمية ولكي يعرفوا حجم هذه الحسنات كان عليهم أن يقرأوا الواقعة مثل ما هي دون تحريف حيث كان الخلق الجافي يحفز أنصار أمية للإيذاء والانتقام لما تعودوه من استقتال على الغنائم وتجاهلهم لكل المحرمات {يبدو أن الحر بن يزيد حسب مفهوم حسنة الخطأ لم يدرك تلك الحسنة فعدل لنصرة الحسين (ع)} ولم تشمل حسنة الخطأ برير سيد القراء وعمر بن قرضة الأنصاري ولا نافع ابن هلال لأنهم طائفة من المؤمنين الذين امتلكوا حسنات نصرة الحسين فما هم بحاجة إلى حسنات وضعتها يراعات المتخلفين
واعجبي حين يعد الجناة مثل هؤلاء الأبطال القليلين من المغرر بهم وهم الذين اشتروا آخرتهم بنصرة الحسين(ع). جيش عدته بين أربعين الى سبعين ألف يرتجف أمام إيمانهم وبسالتهم وقوة شكيمتهم وتضحياتهم حتى أن عمرو بن الحجاج قائد ميمنة بن سعد يستغيث وهو يخاطب جيشه {أتدرون من تقاتلون؟ انما تقاتلون فرسان المصر قوماً مستميتين} ونهاهم عن مواصلة المبارزة وارموهم بالحجارة لقد ارتاع خصوم الحسين لقوة هؤلاء من شدة وتصميم فتنكروا بتقاليد الفروسية وهكذا قتلوا مسلم بن عوسجة {أوصيك يا حبيب ِأن تموت دون الحسين}
واعجبي حين استشهد عبد الله ابن عمير الكلبي بعد قتال عنيف أمر الشمر بقتل زوجته
لكي يعرف الواهون حجم الحسنة التي نالها يزيد بخطئه هجم العتاة على خيام الحسين فأحرقوها وليدركوا حجم الحسنات إذ لم يمهلوا الحسين مهلة أداء الصلاة ولكن يراعات الحاقدين سعت إلى تخفيف العار عن يزيد بينما هناك شهادة الأقرب والأهم فيها الدليل الأوفى والأوفر لما كان عليه يزيد هو معاوية بن يزيد ثالث خلفاء الأمويين الذي خلع نفسه راضياً من الخلافة لأنه أبى أن يستغل الناس لسلطان الإسلام (إسلام يزيد طبعاً) وخاطبهم قائلاً {وأني لأعلم أنكم تكرهوننا لأننا بلينا بكم و بليتم بنا وقد كان أبي يزيد غير خليق بالخلافة على أمة محمد فركب هواه واستحسن خطأه
وهل من بعد ذلك حسنة يرونها في رجل أخطأ فمات على خطأه
تعليق