بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
ان الله تبارك وتعالى في الحديث الشريف اذا احب عبده قذف في قلبه الحزن والبكاء وان ابغضه جعل فيه مزمار للضحك
فالقلب الذي يكون مسكنا ومسجد لله هو القلب الحزين اذقال الله لم يسعني عرشي ووسعني قلب عبدي المؤمن فالايمان مشروط بالحزن ومااجمل الحزن ان يكون في موضعين موضع من خشية وشوق لله وموضع من حب وشوق لال رسوله صلوات الله عليهم الذي اوجب محبتهم وجعل اجرة الاسلام حبهم
((قل لااسئلكم عليه اجر الا المودة في القربى ))
حْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةً مِنَ الْحُزْنِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً مِنَ الضَّحِكِ وَ إِنَّ الضَّحِكَ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
وسائل الشيعة ج7 ص 76 ح 8771 29- باب استحباب الدعاء مع حصول البكاء
فهناك التحام ووئام بين الإمام الحسين عليه السلام وبين جميع المؤمنين وبالأخص شيعته وقد تعددت الروايات في هذا الجانب ؛ فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال ( شيعتنا منا ، خلقوا من فاضل طينتنا )
الخصائص الحسينية ص 166 وفي الهامش عن الطريحي ص 268
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ..... يا علي أنت مني و أنا منك روحك من روحي و طينتك من طينتي و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا و من أحبهم فقد أحبنا و من أبغضهم فقد أبغضنا و من عاداهم فقد عادانا ومن ودهم فقد ودنا ...
الأمالي للشيخ الصدوق ص 14 مجلس 4 ونه في البحار ج 65 ص 7
قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا
بحار الأنوار ج44 ص 287 باب 34- ثواب البكاء على مصيبته
وعن أمير المؤمنين عليه السلام
:
إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا
لخصال ج2 ص 634 علم أمير المؤمنين ع أصحابه في مجلس ، وبحار الأنوار ج10 ص114 باب 7- ما علمه صلوات الله عليه
وهذا الالئتام والوئام مع سيد الشهداء يزداد بل يتكون عند البكاء واحياء شعائر الامام الحسين عليه السلام
عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ عَنِ الرِّضَا ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنْتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابْكِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ وَ قُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلا مَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ شَبِيهُونَ وَ لَقَدْ بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ لِقَتْلِهِ إِلَى أَنْ قَالَ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيْتَ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَى خَدَّيْكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتَهُ صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيراً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزُرِ الْحُسَيْنَ عليه السلام يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبْنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ مَا لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ فَقُلْ مَتَى مَا ذَكَرْتَهُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا وَ افْرَحْ لِفَرَحِنَا وَ عَلَيْكَ بِوَلَايَتِنَا فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِوسائل الشيعة ج : 14 ص : 503 ح19694
وقَالَ الرِّضَا عليه السلام فِي حَدِيثٍ فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
ثُمَّ قَالَ عليه السلام كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام
وسائل الشيعة ج : 14 ص : 504
ومع تلك الاحاديث فهناك امر من اهل بيت النبوة موجها لشيعتهم في احياء امرهم وتحريضا منهم على زيارة المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام واحياء ذكراه رغم مايتعرضه الشيعة ويعاب عليهم امريهم بان لايأخذوا باقوال من عابهم من النواصب واليهود
عن الثّقة الجليل معاوية بن وهب البجليّ الكوفي قال: دخلت على الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهو في مُصلاّه فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته وهو يُناجي ربّه ويقول: يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرّسالة وجعلنا ورثة الانبياء وختم بنا الامم السّالفة وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل افئدة الناس تهوي الينا اغْفِرْ لي وَلاِِخْواني وَزُوّارِ قَبْرِ اَبي الْحُسَيْنِ بْنِ عَليّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما الذين انفقوا اموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا ورجاء لما عندك في وصلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمّد صلّى الله عليه وآله واجابة منهم لامرنا وغيظاً أدخلوه على عدوّنا وأرادُوا بذلك رضوانك فكافهم عنّا بالرّضوان واكلاهم بالليل والنّهار واخلف على اهاليهم واولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد واعطهم افضل ما املوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على ابنائهم وأهاليهم وقراباتهم اللّهُمَّ انّ اعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النّهوض والشّخوص الينا خلافاً عليهم فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتي تُقَلَّبُ عَلى قَبْرِ أبي عَبْدِاللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصّرخة التي كانت لنا اللهم انّي استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش، فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدّعاء وهو ساجد فلمّا انصرف قلت له: جعلت فداك لو انّ هذا الَّذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت انّ النّار لا تطعم منه شيئاً ابداً والله لقد تمنّيت انّي كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الَّذي يمنعك من زيارته يا معاوية لا تدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر انّ الامر يبلغ هذا كلّه، فقال: يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السّماء اكثر ممّن يدعو لهم في الارض، لا تدعه لخوف من أحد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى انّ قبره كان بيده (أي تمنّى أن يكون قد ظلّ عنده حتّى دفن هُناك) أما تُحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعليّ وفاطمة والائمة المعصومون (عليهم السلام) امّا تحبّ أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة، امّا تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به، أما تحب أن تكون ممّن يصافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم
مسألة اللطم والدم، حسبنا ما يرويه أعلامنا، ويرويه أيضاً غيرنا من حديث دعبل بن علي الخزاعي، وإنشاده قصيدته التائية عند الإمام الرضا (عليه السلام) أيّام ولاية العهد بخراسان، وكان منها :
أفاطم لو خـلت الحسـين مجـدّلاً
وقـد مـات عطشـانـاً بشط فراتِ
إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده
وأجريت دمع العين في الوجنات
لم يعترض الامام الرضا عليه السلام بل قال لدعبل قد نطق روح القدس على لسانك
واخر دعوانا ان استغفر الله لي ولكم واسئله ان يوفقنا لاحياء شعائر الامام الحسين عليه السلام
اسئلكم الدعاء
اللهم صلِ على محمد وال محمد
ان الله تبارك وتعالى في الحديث الشريف اذا احب عبده قذف في قلبه الحزن والبكاء وان ابغضه جعل فيه مزمار للضحك
فالقلب الذي يكون مسكنا ومسجد لله هو القلب الحزين اذقال الله لم يسعني عرشي ووسعني قلب عبدي المؤمن فالايمان مشروط بالحزن ومااجمل الحزن ان يكون في موضعين موضع من خشية وشوق لله وموضع من حب وشوق لال رسوله صلوات الله عليهم الذي اوجب محبتهم وجعل اجرة الاسلام حبهم
((قل لااسئلكم عليه اجر الا المودة في القربى ))
حْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةً مِنَ الْحُزْنِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً مِنَ الضَّحِكِ وَ إِنَّ الضَّحِكَ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
وسائل الشيعة ج7 ص 76 ح 8771 29- باب استحباب الدعاء مع حصول البكاء
فهناك التحام ووئام بين الإمام الحسين عليه السلام وبين جميع المؤمنين وبالأخص شيعته وقد تعددت الروايات في هذا الجانب ؛ فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال ( شيعتنا منا ، خلقوا من فاضل طينتنا )
الخصائص الحسينية ص 166 وفي الهامش عن الطريحي ص 268
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ..... يا علي أنت مني و أنا منك روحك من روحي و طينتك من طينتي و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا و من أحبهم فقد أحبنا و من أبغضهم فقد أبغضنا و من عاداهم فقد عادانا ومن ودهم فقد ودنا ...
الأمالي للشيخ الصدوق ص 14 مجلس 4 ونه في البحار ج 65 ص 7
قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا
بحار الأنوار ج44 ص 287 باب 34- ثواب البكاء على مصيبته
وعن أمير المؤمنين عليه السلام
:
إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا
لخصال ج2 ص 634 علم أمير المؤمنين ع أصحابه في مجلس ، وبحار الأنوار ج10 ص114 باب 7- ما علمه صلوات الله عليه
وهذا الالئتام والوئام مع سيد الشهداء يزداد بل يتكون عند البكاء واحياء شعائر الامام الحسين عليه السلام
عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ عَنِ الرِّضَا ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنْتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابْكِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ وَ قُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلا مَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ شَبِيهُونَ وَ لَقَدْ بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ لِقَتْلِهِ إِلَى أَنْ قَالَ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيْتَ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَى خَدَّيْكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتَهُ صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيراً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزُرِ الْحُسَيْنَ عليه السلام يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبْنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ مَا لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ فَقُلْ مَتَى مَا ذَكَرْتَهُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا وَ افْرَحْ لِفَرَحِنَا وَ عَلَيْكَ بِوَلَايَتِنَا فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِوسائل الشيعة ج : 14 ص : 503 ح19694
وقَالَ الرِّضَا عليه السلام فِي حَدِيثٍ فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
ثُمَّ قَالَ عليه السلام كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام
وسائل الشيعة ج : 14 ص : 504
ومع تلك الاحاديث فهناك امر من اهل بيت النبوة موجها لشيعتهم في احياء امرهم وتحريضا منهم على زيارة المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام واحياء ذكراه رغم مايتعرضه الشيعة ويعاب عليهم امريهم بان لايأخذوا باقوال من عابهم من النواصب واليهود
عن الثّقة الجليل معاوية بن وهب البجليّ الكوفي قال: دخلت على الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهو في مُصلاّه فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته وهو يُناجي ربّه ويقول: يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرّسالة وجعلنا ورثة الانبياء وختم بنا الامم السّالفة وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل افئدة الناس تهوي الينا اغْفِرْ لي وَلاِِخْواني وَزُوّارِ قَبْرِ اَبي الْحُسَيْنِ بْنِ عَليّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما الذين انفقوا اموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا ورجاء لما عندك في وصلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمّد صلّى الله عليه وآله واجابة منهم لامرنا وغيظاً أدخلوه على عدوّنا وأرادُوا بذلك رضوانك فكافهم عنّا بالرّضوان واكلاهم بالليل والنّهار واخلف على اهاليهم واولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد واعطهم افضل ما املوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على ابنائهم وأهاليهم وقراباتهم اللّهُمَّ انّ اعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النّهوض والشّخوص الينا خلافاً عليهم فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتي تُقَلَّبُ عَلى قَبْرِ أبي عَبْدِاللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصّرخة التي كانت لنا اللهم انّي استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش، فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدّعاء وهو ساجد فلمّا انصرف قلت له: جعلت فداك لو انّ هذا الَّذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت انّ النّار لا تطعم منه شيئاً ابداً والله لقد تمنّيت انّي كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الَّذي يمنعك من زيارته يا معاوية لا تدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر انّ الامر يبلغ هذا كلّه، فقال: يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السّماء اكثر ممّن يدعو لهم في الارض، لا تدعه لخوف من أحد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى انّ قبره كان بيده (أي تمنّى أن يكون قد ظلّ عنده حتّى دفن هُناك) أما تُحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعليّ وفاطمة والائمة المعصومون (عليهم السلام) امّا تحبّ أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة، امّا تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به، أما تحب أن تكون ممّن يصافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم
مسألة اللطم والدم، حسبنا ما يرويه أعلامنا، ويرويه أيضاً غيرنا من حديث دعبل بن علي الخزاعي، وإنشاده قصيدته التائية عند الإمام الرضا (عليه السلام) أيّام ولاية العهد بخراسان، وكان منها :
أفاطم لو خـلت الحسـين مجـدّلاً
وقـد مـات عطشـانـاً بشط فراتِ
إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده
وأجريت دمع العين في الوجنات
لم يعترض الامام الرضا عليه السلام بل قال لدعبل قد نطق روح القدس على لسانك
واخر دعوانا ان استغفر الله لي ولكم واسئله ان يوفقنا لاحياء شعائر الامام الحسين عليه السلام
اسئلكم الدعاء
تعليق