تقوم أسس الإعمار أو التخريب وتدور دائرتها غالباً حول مركز الأمهات، وقد تتدخل في ذلك عوامل مؤثرة أخرى من خارج البيت مثل المجتمع، التربية، وسائل الإعلام، القدوات... الخ، ولكن الذي تتفق الآراء عليه هو أن الأم تضع اللبنات الأولى والأساسية للبناء الأخلاقي والسلوكي لجميع أفراد المجتمع منذ السنين الأولى لحياتهم.
فالأم كاشفة العالم للطفل وقدوته وهاديته وقائده الفكري، وهي التي تبني شخصيته وتعلمه القواعد والأصول والضوابط، ولذلك يكون بيدها أساس بناء الطفل وهي التي يمكنها أن تصوغ المجتمع وتبنيه أو تجعله خربة ينعب الغراب فيها.
وعليه تشكل الأم للطفل عالمه الروحي والاجتماعي الرحب، ويتصورها في ذهنه كالمحيط والمطلع على أسرار العالم ويعلم كل ما يحدث في أطرافه وأكنافه ولذلك يسأل منها عن كل ما يدور في خلده وعن كل شيء وبذلك يكون رؤاه ونظرياته، ويرسم تصوراته عن العالم السلبية منها والإيجابية فكم سيكون سيئاً حين يريد أن يشبع نهم حب الاستطلاع لديه ويصطدم دائماً بجدار جهلها ليعود يجر أذيال الخيبة واليأس. والأسوأ من ذلك عندما تملأ ذهنه وعقله بالمعلومات الخاطئة لتتقولب على أساسها وتكون الحاجة إلى كسب المعلومات الجديدة التي تفسر هذا العالم وتكشف عن ضروريات الحياة الاجتماعية للطفل.
فيلزمه أن يعرف أسرارها مادام يعيش فيها، وهذا ما يجب أن تقوم به الأم على الأقل في الفترة حتى بداية دخول المدرسة ولذا يعتبر الطفل الامتداد والانعكاس الطبيعي لحياتها وعقائدها، ونتيجة للملازمة الدائمة بينهما وعلى أساس ما يقتبسه منها تتكامل شخصيته وتأخذ قالبها وشكلها النهائي.
وبحكم استجابة عقل الطفل سلباً و إيجاباً لأنواع المؤثرات والعوامل سيكون نور علم الأم أول شعاع ينفذ إليه ليضيئه ويجعله يتلألأ ببريقه، وسيتدرج الطفل بمساعدة ذلك الوميض في كشف طريقه في الدنيا وتكوين صورة له عنها، فيجب عليها أن تعلمه علماً يفيده في أن يتعرف على العالم في جميع جوانبه الظاهرية والمستترة، وعليها أن تراعي مصالحه ومصالح المجتمع في هذا الطريق والمعالم، ونوع أو ماهية العلاقة التي تربطه بالدنيا، الآن ومستقبلاً، وماذا سيستنبط منها وكيف يستفيد منها، كمثال على ذلك عليها أن تعلمه أن علاقته بالأرض هي علاقة الإعمار والبناء ومع أفراد المجتمع هي علاقة التعاون والعمل المشترك والجاد للوصول إلى ما ينشده من أهداف، وأن تعلمه أن هذه العلاقات والروابط لا تعتبر هدفاً وغاية في الحياة بل وسيلة ليس إلا.
تستطيع الأم في تعريفها للدنيا إليه أن تلقنه بأن بعد هذه الدنيا عالماً آخر أوسع وأرحب، وبينهما طريق يربطهما ببعض ويكون العالم الآخر امتداداً لهذه الدنيا، كما تكون الدنيا امتداداً لعالم والرحم وترتبط به.
ومن جانب آخر يجب على الأم أن توسع أفق الطفل وتعلمه القدرة على المقارنة والقياس وتجعل ذهنه يحلق في الآفاق، لكي يستطيع أن يتصور الدنيا بالنسبة لعالم الوجود كحبة رمل في صحراء لا متناهية أو كالرقم واحد بالنسبة إلى الأرقام الكبيرة ولكن إلى الحد الذي يستوعبه ذهنه، فينظر إلى نفسه كعضو في عالم الوجود ومخلوقاً من مخلوقات الله ويتبع القوانين والنظام الإلهي ويرتبط بالآخرين بعلاقات حسنة وإنسانية.
إذن تربية الطفل وخلق النظرة الواقعية إلى الحياة فيه ستضمن له السعادة وتستطيع الأم بنظرتها المتفحصة والدقيقة أن تحقق تلك السعادة له.
فالأم كاشفة العالم للطفل وقدوته وهاديته وقائده الفكري، وهي التي تبني شخصيته وتعلمه القواعد والأصول والضوابط، ولذلك يكون بيدها أساس بناء الطفل وهي التي يمكنها أن تصوغ المجتمع وتبنيه أو تجعله خربة ينعب الغراب فيها.
وعليه تشكل الأم للطفل عالمه الروحي والاجتماعي الرحب، ويتصورها في ذهنه كالمحيط والمطلع على أسرار العالم ويعلم كل ما يحدث في أطرافه وأكنافه ولذلك يسأل منها عن كل ما يدور في خلده وعن كل شيء وبذلك يكون رؤاه ونظرياته، ويرسم تصوراته عن العالم السلبية منها والإيجابية فكم سيكون سيئاً حين يريد أن يشبع نهم حب الاستطلاع لديه ويصطدم دائماً بجدار جهلها ليعود يجر أذيال الخيبة واليأس. والأسوأ من ذلك عندما تملأ ذهنه وعقله بالمعلومات الخاطئة لتتقولب على أساسها وتكون الحاجة إلى كسب المعلومات الجديدة التي تفسر هذا العالم وتكشف عن ضروريات الحياة الاجتماعية للطفل.
فيلزمه أن يعرف أسرارها مادام يعيش فيها، وهذا ما يجب أن تقوم به الأم على الأقل في الفترة حتى بداية دخول المدرسة ولذا يعتبر الطفل الامتداد والانعكاس الطبيعي لحياتها وعقائدها، ونتيجة للملازمة الدائمة بينهما وعلى أساس ما يقتبسه منها تتكامل شخصيته وتأخذ قالبها وشكلها النهائي.
وبحكم استجابة عقل الطفل سلباً و إيجاباً لأنواع المؤثرات والعوامل سيكون نور علم الأم أول شعاع ينفذ إليه ليضيئه ويجعله يتلألأ ببريقه، وسيتدرج الطفل بمساعدة ذلك الوميض في كشف طريقه في الدنيا وتكوين صورة له عنها، فيجب عليها أن تعلمه علماً يفيده في أن يتعرف على العالم في جميع جوانبه الظاهرية والمستترة، وعليها أن تراعي مصالحه ومصالح المجتمع في هذا الطريق والمعالم، ونوع أو ماهية العلاقة التي تربطه بالدنيا، الآن ومستقبلاً، وماذا سيستنبط منها وكيف يستفيد منها، كمثال على ذلك عليها أن تعلمه أن علاقته بالأرض هي علاقة الإعمار والبناء ومع أفراد المجتمع هي علاقة التعاون والعمل المشترك والجاد للوصول إلى ما ينشده من أهداف، وأن تعلمه أن هذه العلاقات والروابط لا تعتبر هدفاً وغاية في الحياة بل وسيلة ليس إلا.
تستطيع الأم في تعريفها للدنيا إليه أن تلقنه بأن بعد هذه الدنيا عالماً آخر أوسع وأرحب، وبينهما طريق يربطهما ببعض ويكون العالم الآخر امتداداً لهذه الدنيا، كما تكون الدنيا امتداداً لعالم والرحم وترتبط به.
ومن جانب آخر يجب على الأم أن توسع أفق الطفل وتعلمه القدرة على المقارنة والقياس وتجعل ذهنه يحلق في الآفاق، لكي يستطيع أن يتصور الدنيا بالنسبة لعالم الوجود كحبة رمل في صحراء لا متناهية أو كالرقم واحد بالنسبة إلى الأرقام الكبيرة ولكن إلى الحد الذي يستوعبه ذهنه، فينظر إلى نفسه كعضو في عالم الوجود ومخلوقاً من مخلوقات الله ويتبع القوانين والنظام الإلهي ويرتبط بالآخرين بعلاقات حسنة وإنسانية.
إذن تربية الطفل وخلق النظرة الواقعية إلى الحياة فيه ستضمن له السعادة وتستطيع الأم بنظرتها المتفحصة والدقيقة أن تحقق تلك السعادة له.
تعليق