كثر الحديث في السنين الأخيرة عن عملية استئصال اللوزتين، وخاصة في الأوساط الطبيةالجراحية، حيث يميل الكثير من الزملاء الجراحين إلى استئصالهما، سواء في الأطفال أوالكبار، لمجرد التهابهما أو تضخمهما. وفي هذا البحث سنتعرف على اللوزتين والتهابهماوالدواعي الحقيقية لاستئصالهما.
عندما نطلق كلمة لوزتين، فإنما نعني بهما : العقدتين اللمفاويتين المحيطتين بفتحة الحلق، وهما جزء من منظومة لمفاوية تشكل مايعرف بحلقة فالدير التي تتألف من هاتين اللوزتين، مع عقدتين لمفاويتين تتمركزان في المنطقة الواصلة ما بين الأنف والبلعوم، وتسمّيان الزوائد، مع النسيج اللمفاوي خلف جدار البلعوم، مضافاً إليها النسيج تحت اللسان.
هذه الحلقة اللمفاوية التي تحيط بفتحة الحلق مهمتها الأساسية هي تشكيل خط دفاعي ضد كل ما يهدد جسم الإنسان من ميكروبات غازية، فإذا ما دخل ميكروب غازي عن طريق فتحتي الفم أو الأنف، فإن هذاالخط الدفاعي يتصدى له وتدور رحى معركة ضارية، لا تهدأ حتى يتم تحطيم ذلك الميكروب،ومن الطبيعي أن تكبر هذه العقد اللمفاوية، بما فيها اللوزتين وهو دليل صحة لا مرض،لأن هذا يعني فعالية تلك العقد ونشاطها في الدفاع عن الجسم، والحفاظ على صحته.
ولكن قد يحدث أن تكون الميكروبات الغازية من القوة والشراسة بحيث تتغلب على هذه الوسائط الدفاعية وتعطبها، فتصبح هذه العقد عبئاً على الجسم، بدلاً من أن تكون عوناً له، وهنا يصير من المناسب رفعها لتخليص الجسم من ضررها. ولكن يبقى السؤال المهم ، وهو : متى نتخلص من اللوزتين؟
للإجابة على هذا السؤال الهام يجب أن نعترف بأن هناك مدرستين:
مدرسة أطباء الأطفال والباطنية، الذين يضيقون حالات الاستئصال إلى أضيق الحدود الممكنة.
ومدرسة أطباء الجراحة، الذين يسرفون أحيانافي عمليات الاستئصال. ومن وجهة نظر طب الأطفال ينصح برفع اللوزتين في الحالات المرضية التالية:
التهاب اللوزتين المزمن والمتكرر: فكل طفل يعاني من التهاب مزمن ومتكرر في الحلق واللوزتين، بمعدل سبع مرات أو أكثر في السنة الأخيرة، أو خمس مرات أو أكثر لكل سنة من السنتين الماضيتين، أو ثلاث مرات أو أكثر لكل سنة من السنوات الثلاث الماضية، مثل هذا الطفل نرخص له في عملية استئصال لوزتيه، لأنهما من منظورنا الطبي باتتا تشكلان عبئاً يجب التخلص منه.
ضخامة اللوزتين والزوائدالمزمنة والمتسبب في أعراض اختناقية: وهذه النقطة على جانب كبير من الأهمية أيضاً،إذ ليس كل ضخامة في اللوزتين تستدعي رفعهما، بل لا بد أن تتوفر شروط منها : الإزمان، حيث إن أي التهاب حاد في اللوزتين يسبب ضخامة مؤقتة فيهما، لكن لا تلبث أن تزول، ولا يعتبر ذلك سببا لرفعهما. كما أن الضخامة لوحدها ليست سببا كافيا لتلك العملية، ما لم تكن مترافقة بأعراض وعلامات مزعجة للطفل، مثل : صعوبة التنفس،الاختناق وخاصة أثناء النوم، تأخر النمو ..إلخ
ومن الأسباب المهمة لرفع اللوزتين، حصول خراج فيهما أو حولهما: إذ أن العلاج الناجع لمثل هذه الحالة يكون في رفع اللوزتين مع الخراج في الوقت ذاته.
وأخيراً حصول ورم فيهما، حيث نرفع الورم مع اللوزتين ونرسلهما للتحليل النسيجي تحسبا لأي مرض خبيث.
هذا هو القدر المتفق عليه من دواعي استئصال اللوزتين، وهي حالات نادرة ومحدودة، أما رفعهما لمجردالتهابهما أو تضخمهما، أو كوقاية أو حتى علاج لالتهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الوسطى، أو التهاب الرئة، فهذا كله غير وارد من الوجهة الطبية الحقيقية، وهومن باب تضخيم الأمور وإعطائها أكثر مما تستحق، أما إذا كانت الدوافع مادية بحتة فإنني أعتقد أن الأمر يجب أن يناقش عندها خارج عيادات الأطباء!.
بقيت قضية لا بدأن نعترف بها وهي إلحاح بعض الآباء والأمهات على الأطباء لرفع اللوزتين عند بعض أبنائهم، ظنا منهم بأن هذا هو التصرف الصحيح الذي يمكن أن يقلل الالتهابات عندالأبناء، أو تزيد شهيتهم للأكل، وبالتالي يزيد وزنهم وعافيتهم.
وهنا يأتي دورالطبيب الحاذق والمخلص الذي يبذل كل ما يستطيع لإقناع أولئك الآباء، بأن مجرد ضخامةاللوزتين في الأطفال الصغار هو أمر طبيعي وفيسولوجي لا يلبث أن يزول وتضمر اللوزتين في عمر أقصاه ثماني سنوات، ولذلك يجب أن لا يشكل ذلك مصدر قلق، ما لم يكن مترافقاًمع أعراض مزعجة يقدرها الطبيب نفسه. كما يجب على أولئك الآباء أن يعرفوا أن عمليةاستئصال اللوزتين في الأطفال ليست خالية من المخاطر والمضاعفات التي أقلها: النزف،التهاب الحلق والبلعوم، مع مضاعفات التخدير وأكثرها قد يصل إلى حد تهديدالحياة!
ومن الأسباب المهمة لرفع اللوزتين، حصول خراج فيهما أو حولهما: إذ أن العلاج الناجع لمثل هذه الحالة يكون في رفع اللوزتين مع الخراج في الوقت ذاته.
وأخيراً حصول ورم فيهما، حيث نرفع الورم مع اللوزتين ونرسلهما للتحليل النسيجي تحسبا لأي مرض خبيث.
هذا هو القدر المتفق عليه من دواعي استئصال اللوزتين، وهي حالات نادرة ومحدودة، أما رفعهما لمجردالتهابهما أو تضخمهما، أو كوقاية أو حتى علاج لالتهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الوسطى، أو التهاب الرئة، فهذا كله غير وارد من الوجهة الطبية الحقيقية، وهومن باب تضخيم الأمور وإعطائها أكثر مما تستحق، أما إذا كانت الدوافع مادية بحتة فإنني أعتقد أن الأمر يجب أن يناقش عندها خارج عيادات الأطباء!.
بقيت قضية لا بدأن نعترف بها وهي إلحاح بعض الآباء والأمهات على الأطباء لرفع اللوزتين عند بعض أبنائهم، ظنا منهم بأن هذا هو التصرف الصحيح الذي يمكن أن يقلل الالتهابات عندالأبناء، أو تزيد شهيتهم للأكل، وبالتالي يزيد وزنهم وعافيتهم.
وهنا يأتي دورالطبيب الحاذق والمخلص الذي يبذل كل ما يستطيع لإقناع أولئك الآباء، بأن مجرد ضخامةاللوزتين في الأطفال الصغار هو أمر طبيعي وفيسولوجي لا يلبث أن يزول وتضمر اللوزتين في عمر أقصاه ثماني سنوات، ولذلك يجب أن لا يشكل ذلك مصدر قلق، ما لم يكن مترافقاًمع أعراض مزعجة يقدرها الطبيب نفسه. كما يجب على أولئك الآباء أن يعرفوا أن عمليةاستئصال اللوزتين في الأطفال ليست خالية من المخاطر والمضاعفات التي أقلها: النزف،التهاب الحلق والبلعوم، مع مضاعفات التخدير وأكثرها قد يصل إلى حد تهديدالحياة!
تعليق