بعد الإيمان بالله لا أجمل ولا أحسن من الصداقة في حياة المؤمن
يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) (( ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله ))وقد ورد في الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام قوله : (( من استفاد أخاً في الله ، فقد استفاد بيتاً في الجنة ))إن مثل هذه الصداقة المقدسة تحتاج إلى توفيق من الله من جهة واغتنام لهذا التوفيق من جهة أخرى فهي لا تتوفر دائماً ،إنها فرص تمر مثل السحاب وحري بالإنسان ان يستثمر فرص الخير حتى لا تتحول إلى ندامة فان ( إضاعة الفرصة غصة ) كما يقول الإمام علي (عليه السلام )
إنه قد تتوفر فرصة اكتساب صديق في السفر وقد تتوفر في احتفال ،أو لقاء عابر ، أو محل تجاري فعلى الإنسان أن لا يفوتها على نفسه لأنها لا تعود
إن الصديق الجيد مثل المطر لا ينزل بشكل دائم والاستفادة من المطر عند نزوله يشبه اغتنام الأصدقاء حين إقبالهم لتكوين الصداقة معهم لأننا سنحتاج إلى جهد كبير للحصول عليهم فيما بعد ، ولربما لا نحصل عليهم
أن بعضا من الناس حينما يميل إليهم الآخرون ينفرون منهم وربما يفتخرون بذلك فيقول قائل منهم : (( فلان يحاول التقرب مني ولكنني أهرب منه )) وبذلك يضيعون على أنفسهم فرصة لا تعوض
والناس عادة يقبلون على الإنسان عندما تميل قلوبهم له سواء كانت وراء ذلك مصلحة أم لا وحينما تملّ القلوب من شخص فإنهم ينفرون منه
قد يحصل شخص على منصب أو مركز اجتماعي وهذا المنصب يجعل الناس يميلون إليه فان كان ذكياً استثمر ذلك لكي يكسب المزيد من الأصدقاء وإلا فوت على نفسه ذلك ثم يبحث عن الأصدقاء حينما لا يميلون إليه فلا يجدهم
يقول الإمام علي عليه السلام (( زهدك في راغب فيك نقصان حظ ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس )) فان وجدت من يميل إليك فلا تفوت الفرصة فانك إذا زهدت فيه فإنما يعني نقصان حظك وسؤ توفيقك
نعم قد يكون زهدك فيه نابعا من كونه فاجرا ، أو فاسقاً ، أو كافراً وهو ((زهد )) طبيعي وإنساني وإسلامي وهو مطلوب
فعلينا أن نكسب الأخوة لأنهم ينفعوننا في الدنيا والآخرة لان المؤمن يشفع للمؤمن والدليل على ذلك المؤاخاة التي نقوم بها يوم الغدير حيث تصافح أخوك المؤمن وتؤدي معه العهد على انك إن كنت من أهل الجنة واذن لك بالدخول لا تدخل إلا وهو معك
والحمد لله إني اكتسبت أخوة في الله من هذا المنتدى المبارك اللهم بارك في أخوتنا بحق محمد وآل محمد
تعليق