أهل البيت (عليهم السلام)
في تفسيرِ الطبري
المطبوع في مصر والمتألّف من ثلاثين جزءاً
قولـه تعالى : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ )
*- حدّثني المثنّى ، قال : حدّثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدّثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عبّاس ، قولـه :
( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) قال :
هُم المؤمنون مِن آلِ إبراهيم وآل عمران ، وآل ياسين وآل محمّد .
* * *
( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ )
*- حدّثنا بِشْر ، قال : حدّثنا يزيد ، قال: حدّثنا سعيد , عن قتادة قولـه تعالى : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ..) ذُكِر لنا أنّ نبيّ الله كان يقول : ( حسبُكَ بمريمَ بنتِ عمران ، وامرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد من نساء العالمين ) .
*- حُدّثْتُ عن عمّار ، قال : حدّثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه قولـه تعالى : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ ...)
قال: كان ثابت البُناني يحدّث عن أنَس بن مالك : إنّ رسولَ الله قال : ( خيرُ نساء العالمين أربع : مريمُ بنتُ عمران ، وآسيةُ بنتُ مزاحم امرأةُ فرعونَ ، وخديجةُ بنتُ خويلد ، وفاطمةُ بنت محمّد ) .
*- قال : حدّثنا أدم العسقلاني ، قال : حدّثنا شُعبة ، قال : حدّثنا عمرو بن مرّة ، قال : سمعتُ مرّة الهمداني يُحدّث عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسولُ الله : ( كَمُلَ مِن الرجال كثير، ولم يكمُلْ من النساء إلاّ مريمُ ، وآسيةُ امرأةُ فرعون ، وخديجة بنت خويلدٍ ، وفاطمة بنتُ محمَّد ).
*- قال: حدّثنا أبو الأسود المصري، قال : حدّثنا ابن طيعة عن عُمارة بن غزية ، عن محمّد ابن عبد الرحمان بن عمرو بن عثمان ، أنّ فاطمة بنت حسين بن عليّ حدّثته : أنّ فاطمة بنت رسول الله قالت : ( دخل رسولُ الله يوماً ، وأنا عند عائشة ، فناجاني فبكيت ثمّ ناجاني فضحكتُ ، فسألَتْني عائشة عن ذلك ، فقلت : لقد عجِلتِ أُخبرك بسرّ رسول الله ؟ فتركتني ) .
فلمّا توفّى رسول الله ، سألَتْها عائشة ، فقالتْ : ( نعم ناجاني فقال :
جبريلُ كانَ يُعارضُ القرآنَ كُلَّ عامٍ مرَّةً، وإنّه قد عارضَ القرآن مرّتين ، وإنهُ ليس من نبيٍّ إلاّ عُمّر نصفَ عُمر الذي كان قبله ، وإنّ عيسى أخي كانَ عُمرُه عشرين ومئة سنةٍ وهذه لي ستون ، وأحسبُني ميّتاً في عامي هذا ، وإنّه لم تُرزأ امرأة مِن نساء العالمين بمثل ما رُزئتِ ، ولا تكوني دون امرأةٍ صبراً . قالت : فبكيتُ ، ثمّ قال : أنتِ سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّة ) .
( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ).
*- حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا جرير ، عن مغيرة ، عن عامر قال: فأُمر يعني النبيّ بملاعنة أهل نجران بقولـه تعالى : ( فمن حاجك...) فتواعدوا أنْ يلاعنوه ، وواعدوه الغد ، فانطلقوا إلى السيّد والعاقب ، وكانا أعقلهم فتابعاهم ، فانطلقوا إلى رجلٍ منهم عاقل ، فذكروا له ما فارقوا عليه رسولُ الله فقال : ما صنعتم ؟ ونَدّمهم ، وقال لهم : إنْ كان نبيّاً ثمّ دعا عليكم ، لا يغضبه الله فيكم أبداً ، ولئن كان ملكاً فظهر عليكم لا يستبقيكم أبداً ، قالوا : فكيف لنا وقد واعدنا ؟
فلمّا غدوا ، غدا النبيّ محتضناً حسناً ، آخذاً بيد الحسين ، وفاطمة تمشي خلفه .
فدعاهم فقالوا : نعوذ بالله ، ثمّ دعاهم ، فقالوا : نعوذ بالله مراراً . قال : ( فأسلموا ولكم ما للمسلمين ، وعليكم ما على المسلمين...)
*- حدثنا ابن حميد ، حدّثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن زيد بن علي في قولـه : (... تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) قال :
كان النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين .
*- حدّثنا محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا أحمد بن المفضّل قال : عن السدّي : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ...)
فأخذ - يعني النبيّ - بيد الحسن والحسين وفاطمة ، وقالَ لعليّ : اتبعنا ، فخرج معهم ، فلم يخرج يومئذ النصارى
تعليق