((الإمام المهدي (ع) يقينيُّ الوجود ))
لاشك ولاريبَ في أمر ألله تعالى في جعله ونصبه لأمامة الأئمة المعصومين الأثني عشر/ع/ .
جعلاً ونصباً قُرآنيا ونبويا . فهذا أمرُ كلامي وعقلاني قد تمّ القطع به قطعا يقينيا
لايتزلزل بأي شكٍ كان .
ولكن بالنسبة لإمامة الإمام المهدي/ع/ والتي شكّلت بصورتها الفريدة منذ ولادته /ع/ وحتى غيبته الصغرى والكبرى إتجاهً جديداً غير معهود في واقع الإمامة المفتوحة ربانيا بعد ختم النبوة المحمدية الشريفة وهذا الإتجاه الجديد في رسمه العقدي والتشريعي في هذه الحياة لم يتحمله البعض من البشر بل لم يستوعبه فراح يرمي ولادة الإتجاه الجديد في حركة الإمام المهدي /ع/ الغير مرئية للعيان بسهام التشكيك العقلاني والمثيولوجيا الدينية ظناً منه بإمكانية تبديل اليقين إلى شك
ولو ظاهريا .
ولكن أنّى للواقع واليقين من أن يتبدّل عمّا هو عليه .
وذلك لأنّ منحى التفكير العقلاني الإنساني القويم هو عدم نقض اليقين بالشك
وخاصة بعد مفروغيّة وموضوعيّة تحقق يقينيته خارجا ووجودا
ونحن أتباع أهل البيت المعصومين /ع/ نتحرك وفق هذا المنحى اليقيني والوجودي
في عقدياتنا وفي شرعياتنا ومعاملاتنا ..
فمن هنا وطبق القاعدة العقلانية والأصولية (( عدم نقض اليقين بالشك))
نحن على يقين قطعي عقدي وتأريخي وواقعي بوجود الإمام المهدي/ع/ وجوداً تأريخيا ووجودا واقعيا مُعاصرا ومصاحباً لزمان تكليفنا بإمامتة المعصومة وإلى أخر زمان التكليف في هذه الحياة ويحقُ لنا بل يجبُ علينا وجوباً عقلانيا الأعتقاد بحياته وبقائه /ع/ ويقينية وجوده الشريف وحتى إذاما دخل الشكُ في نفوسنا لاسمح ألله بذلك علينا أن تمسك بعقلانية اليقين الباقي إلى يومنا بوجوده/ع/ والشك المتأخر وجودا بعد أصالة اليقين لاقيمة له عقلانيا فلا يُعتدُ به ولا يترتب عليه أي أثر وجودي
فما علينا إلاّ دفعه ذهنيا ونفسانيا .
إنّ الشكَ في يقينية وجود الإمام المهدي /ع/ ووجوب بقائه حيّا إلى أخر زمان التكليف هو أمرٌ مُساوق للكفر عقدياً.
فلذا يجب الألتفات إلى ذلك وجدانا .
وأخيراً أنقل لكم رواية صحيحة وردت في كتاب (اليقين) للسيد ابن طاووس/ ص495/
(( قال رسول ألله/ص/ إنّ عليا بن أبي طالب وصيِّ وإمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم المُنتَظَر الذي يملأ ألله به الأرض قسطا وعدلا كما مُلِئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا
إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزُ من الكبريت الأحمر
فقام إليه جابر بن عبد ألله الأنصاري فقال يارسول ألله /ص/ وللقائم من ولدِكَ غيبة ؟
قال /ص/ (إي وربي وليُمحّصُ أللهُ الذين آمنوا ويُمحِقُ الكافرين .....يا جابر إنّ هذا أمرٌ من أمر ألله تعالى وسرٌ من سر ألله علمه مُطوى عن عباد ألله إيّاك والشكُ فيه فإنّ الشكَ في أمر الله كُفر))
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
تعليق