بسم الله الرحمن الرحيم
مـن المواضيع الـمهمة التـي يذكرها خطباء المنبــر ( جزاهم الله خيراً ) والملفتة للنـظر مظلومية الأمام الحسن (عليه السلام) وذلك من جهتين :-
1- باعتبار التاريخ، حيث لم يعطه حقه .
2- باعتبار شيعته ومواليه، أي باعتبارنا نحن، لأننا أيضاً في مجالسنا وتعازينا وفي ذكرياتنا لم نعطه حقه ومستحقه، لماذا هذا الظلم الذي يتوجه للإمام الحسن ( عليه السلام ) من قبلنـا ؟ فهل بالإمكان رفع هذا الظلم ؟ أم ليس بالإمكان رفع هذا الظلم ؟
إن شدة التركيز على إقامة مجالس التعازي للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) إلى درجةٍ كبيرةٍ ومركزةٍ ونافعةٍ وعاليةٍ ومنتجةٍ أمر جيد، لكن لا يعني ذلك غض النظر على مناسبات غيره من المعصومين (عليهم الصلاة والسلام )، خصوصاً مَن هو مثل الحسين، ومَن هو أفضل من الإمام الحسين كرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ومن الملاحظ في حياتنا وعلاقاتنا مع المعصومين (عليهم السلام ) أننا مقصرون جداً، مع الإمام الحسن (عليه السلام) .
فقد يقال، إن هنالك فرقاً بين الحوادث الحسنية والحوادث الحسينية، فخلود ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) له عدة مبررات يذكرها الخطباء. بغض النظر عن المبرر الأساسي والرئيسي وهو العلاقة بالله سبحانه وتعالى لوضوح أن كل شيء يكون له من الامتداد الزماني بقدر ماله من الارتباط بالله سبحانه وتعالى .
والجواب الآخر الذي يذكر لامتداد الذكرى هو شدة مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام )، بحيث لا يُتصور أن هناك ظلامة في التاريخ الإنساني أشدَّ من ظلامته (عليه السلام ) .
وهذا العامل الذي يذكرونه في خلود الذكرى قابل للمناقشة من ناحية اختصاصه بالحسين باعتبار أننا نقول إن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) أيضاً يكون مظلوماً، لا أقل بدرجة ظلامة الإمام الحسين (عليه السلام) على وجوه سيأتي ذكرها .
علاقة المعصوم (عليه السلام) بالله تعالى
لا يخفى ما لعلاقة المعصوم(عليه السلام)العالية جداً بالله سبحانه وتعالى، والتي لا نفهمها باعتبارها تمثل نحواً من أنحاء الارتباط به تعالى إلى درجة لا يرون لوجودهم وجوداً، ولا لرضاهم رضاً إلاّ رضاه سبحانه وتعالـى، وقد ورد عنهم (عليهم السلام)((رضا الله رضانا أهل البيت ))، وأوضح تفسير له أن ما يرضي الله يرضيهم ولا يكون لهم رضاً في عرض رضاه بل رضاهم في طول رضاه سبحانه وتعالى، وكأن رضاهم فرع رضاه، فلا يتقدمهم إلا رضا الله ولا رضا لهم إلاّ هو .
ولا تختلف علاقة الواحد منهم (عليهم السلام) عن غيره في هذهِ الضابطة المنطبقة عليهم جميعاً، إلا أن واقع الحياة العامة التي يعيشها كل منهم تجعل تطبيق هذه الكبرى عليهم مختلفاً تماماً من واحدٍ إلى آخر بحكم الظروف الموضوعية التي لا يمكن تجاوزها والقفز عليها .
فتتعدد مصاديق الرضا بتعدد ظروفه وملابساته، فقد يختلف ما يرضي الله تعالى في فترة يطبقها المعصوم عن ما يرضيه في فترة أخرى يطبقها غيره، وأوضح صور الاختلاف المنظورة عندنا، اختلاف طريقة التعامل مع الأحداث فيما بين سيِّدَي شباب أَهل الجنة، حيث سار الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المسالمة مع خط الرجعية الجاهلية المتمثلة بآل أمية يتزعمهم معاوية بن أبي سفيان، في حين سار الإمام الحسين (عليه السلام) إلى المقاومة والتصدي بكل حزم وقوة ومهما كانت التضحيات في وجه الطاغية يزيد بن معاوية .
فاستعمل الإمـام الـحـسـن (عليه السلام) الطـريق السياسي (الدبلوماسـي) كما يستعمل هذا اللفظ ساسة العصر واستعمل الإمام الحسين (عليه السلام) الطريق الحربي والمواجهة الصدامية القتالية .
وقد يستشف من بعض الأخبار المنقولة والواصلة أن هذا الدور مما قضى به القضاء الأزلي والحتم الأبدي وإن كان وضوحه على نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) أكثر من وضوحـه على حركة الإمـام الحسن (عليه السلام)، ويمكن استكشافه من قوله(عليه السلام)( شاء اللهُ أن يراني قتيلاً ))، وعلى ما نقله الطبرسي (رحمـه الله) في الاحتجاج عن الإمام الحسن (عليه السلام ) قوله :(( والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، فوالله لإن اسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يَمُن عليَّ فتكون سُبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت )).
وبقراءة بسيطة لهذا النص يتضح ما يلي :
أولاً:أنه (عليه السلام ) لم يقل خير من أن أقاتله فيأسرني، بل قـال : (( خير من أن يقتلني )) الظاهرة في أن مناجزة معاوية تجعله قتيلاً لا محالة لما تقتضيه المقابلة بين هذهِ الجملة والجملة السابقة عليها (( إن اسالمه )) .
ثانياً:إن مناجزته مع الأسر سوف تجلب العار على بني هاشم. وتكون المنة لبني أمية عليهم، وفي هذا رمز إلى إذلال الحق عن طريق أهله وانتصار الباطل عن طريق تابعيه، ومثل هذهِ الفرصـة لا يمكن أن يعطيها الإمام الحسن (عليه السلام )، وبهذا المعنى تعطي عن قريب معنى قول الإمام الحسين عليه السلام:(( ولقد خيرني بين اثنتين : بين السلة والذلة، وهيهات من الذلة يأبى الله ورسوله لنا ذلك )).
(إذن دفع الذلة هدف مشترك بكل منهما بطريقة مخالفة لطريقة الآخر). ولا معنى له إلا ما تقدم من إعطاء فرصة لاعتلاء الباطل وطريق الشيطان على الحق وطريق الرحمان، ومثل هذهِ الفرصة لا يمكن أن تُعطى من المعصوم (عليه السلام ) .
ثالثاً : يقينية النتيجة عند الإمام ( عليه السلام )، ولذا صدرها بالقسـم (( بالله )) تعالى ومثل المعصوم الذي كلامه حجة وكاشف عن الواقع لا يحتاج إثباته إلى القسم إلاّ لشدة إنكار المخاطب سواء من كان في مجلس الخطاب أومن كان خارجه من المعاصرين والغائبين وفي كل الأزمنة، وبهذا يدافع الإمام(عليه السلام)عن نفسه ضد اعتراض المعترضين وإنكار المنكرين عليه سلمه مع معاوية، وقد بدرت عدة اعتراضات من بعض أفراد جيشه وبعض مواليه كما هو واضح تاريخياً.
مـن المواضيع الـمهمة التـي يذكرها خطباء المنبــر ( جزاهم الله خيراً ) والملفتة للنـظر مظلومية الأمام الحسن (عليه السلام) وذلك من جهتين :-
1- باعتبار التاريخ، حيث لم يعطه حقه .
2- باعتبار شيعته ومواليه، أي باعتبارنا نحن، لأننا أيضاً في مجالسنا وتعازينا وفي ذكرياتنا لم نعطه حقه ومستحقه، لماذا هذا الظلم الذي يتوجه للإمام الحسن ( عليه السلام ) من قبلنـا ؟ فهل بالإمكان رفع هذا الظلم ؟ أم ليس بالإمكان رفع هذا الظلم ؟
إن شدة التركيز على إقامة مجالس التعازي للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) إلى درجةٍ كبيرةٍ ومركزةٍ ونافعةٍ وعاليةٍ ومنتجةٍ أمر جيد، لكن لا يعني ذلك غض النظر على مناسبات غيره من المعصومين (عليهم الصلاة والسلام )، خصوصاً مَن هو مثل الحسين، ومَن هو أفضل من الإمام الحسين كرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ومن الملاحظ في حياتنا وعلاقاتنا مع المعصومين (عليهم السلام ) أننا مقصرون جداً، مع الإمام الحسن (عليه السلام) .
فقد يقال، إن هنالك فرقاً بين الحوادث الحسنية والحوادث الحسينية، فخلود ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) له عدة مبررات يذكرها الخطباء. بغض النظر عن المبرر الأساسي والرئيسي وهو العلاقة بالله سبحانه وتعالى لوضوح أن كل شيء يكون له من الامتداد الزماني بقدر ماله من الارتباط بالله سبحانه وتعالى .
والجواب الآخر الذي يذكر لامتداد الذكرى هو شدة مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام )، بحيث لا يُتصور أن هناك ظلامة في التاريخ الإنساني أشدَّ من ظلامته (عليه السلام ) .
وهذا العامل الذي يذكرونه في خلود الذكرى قابل للمناقشة من ناحية اختصاصه بالحسين باعتبار أننا نقول إن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) أيضاً يكون مظلوماً، لا أقل بدرجة ظلامة الإمام الحسين (عليه السلام) على وجوه سيأتي ذكرها .
علاقة المعصوم (عليه السلام) بالله تعالى
لا يخفى ما لعلاقة المعصوم(عليه السلام)العالية جداً بالله سبحانه وتعالى، والتي لا نفهمها باعتبارها تمثل نحواً من أنحاء الارتباط به تعالى إلى درجة لا يرون لوجودهم وجوداً، ولا لرضاهم رضاً إلاّ رضاه سبحانه وتعالـى، وقد ورد عنهم (عليهم السلام)((رضا الله رضانا أهل البيت ))، وأوضح تفسير له أن ما يرضي الله يرضيهم ولا يكون لهم رضاً في عرض رضاه بل رضاهم في طول رضاه سبحانه وتعالى، وكأن رضاهم فرع رضاه، فلا يتقدمهم إلا رضا الله ولا رضا لهم إلاّ هو .
ولا تختلف علاقة الواحد منهم (عليهم السلام) عن غيره في هذهِ الضابطة المنطبقة عليهم جميعاً، إلا أن واقع الحياة العامة التي يعيشها كل منهم تجعل تطبيق هذه الكبرى عليهم مختلفاً تماماً من واحدٍ إلى آخر بحكم الظروف الموضوعية التي لا يمكن تجاوزها والقفز عليها .
فتتعدد مصاديق الرضا بتعدد ظروفه وملابساته، فقد يختلف ما يرضي الله تعالى في فترة يطبقها المعصوم عن ما يرضيه في فترة أخرى يطبقها غيره، وأوضح صور الاختلاف المنظورة عندنا، اختلاف طريقة التعامل مع الأحداث فيما بين سيِّدَي شباب أَهل الجنة، حيث سار الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المسالمة مع خط الرجعية الجاهلية المتمثلة بآل أمية يتزعمهم معاوية بن أبي سفيان، في حين سار الإمام الحسين (عليه السلام) إلى المقاومة والتصدي بكل حزم وقوة ومهما كانت التضحيات في وجه الطاغية يزيد بن معاوية .
فاستعمل الإمـام الـحـسـن (عليه السلام) الطـريق السياسي (الدبلوماسـي) كما يستعمل هذا اللفظ ساسة العصر واستعمل الإمام الحسين (عليه السلام) الطريق الحربي والمواجهة الصدامية القتالية .
وقد يستشف من بعض الأخبار المنقولة والواصلة أن هذا الدور مما قضى به القضاء الأزلي والحتم الأبدي وإن كان وضوحه على نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) أكثر من وضوحـه على حركة الإمـام الحسن (عليه السلام)، ويمكن استكشافه من قوله(عليه السلام)( شاء اللهُ أن يراني قتيلاً ))، وعلى ما نقله الطبرسي (رحمـه الله) في الاحتجاج عن الإمام الحسن (عليه السلام ) قوله :(( والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، فوالله لإن اسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يَمُن عليَّ فتكون سُبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت )).
وبقراءة بسيطة لهذا النص يتضح ما يلي :
أولاً:أنه (عليه السلام ) لم يقل خير من أن أقاتله فيأسرني، بل قـال : (( خير من أن يقتلني )) الظاهرة في أن مناجزة معاوية تجعله قتيلاً لا محالة لما تقتضيه المقابلة بين هذهِ الجملة والجملة السابقة عليها (( إن اسالمه )) .
ثانياً:إن مناجزته مع الأسر سوف تجلب العار على بني هاشم. وتكون المنة لبني أمية عليهم، وفي هذا رمز إلى إذلال الحق عن طريق أهله وانتصار الباطل عن طريق تابعيه، ومثل هذهِ الفرصـة لا يمكن أن يعطيها الإمام الحسن (عليه السلام )، وبهذا المعنى تعطي عن قريب معنى قول الإمام الحسين عليه السلام:(( ولقد خيرني بين اثنتين : بين السلة والذلة، وهيهات من الذلة يأبى الله ورسوله لنا ذلك )).
(إذن دفع الذلة هدف مشترك بكل منهما بطريقة مخالفة لطريقة الآخر). ولا معنى له إلا ما تقدم من إعطاء فرصة لاعتلاء الباطل وطريق الشيطان على الحق وطريق الرحمان، ومثل هذهِ الفرصة لا يمكن أن تُعطى من المعصوم (عليه السلام ) .
ثالثاً : يقينية النتيجة عند الإمام ( عليه السلام )، ولذا صدرها بالقسـم (( بالله )) تعالى ومثل المعصوم الذي كلامه حجة وكاشف عن الواقع لا يحتاج إثباته إلى القسم إلاّ لشدة إنكار المخاطب سواء من كان في مجلس الخطاب أومن كان خارجه من المعاصرين والغائبين وفي كل الأزمنة، وبهذا يدافع الإمام(عليه السلام)عن نفسه ضد اعتراض المعترضين وإنكار المنكرين عليه سلمه مع معاوية، وقد بدرت عدة اعتراضات من بعض أفراد جيشه وبعض مواليه كما هو واضح تاريخياً.
تعليق