بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
توطئة :
إلى الآن لم ينتهِ الجدل حوله ، أغلب الباحثين ذهبوا إلى أنّ عبد الله بن سبأ أصل التشيّع ومؤسّس الشيعة وقسم آخر أنكروا وجوده على خريطة الحياة ، بين يديك – قارئي العزيز – إطلالة على هذا الموضوع وبعض الأبحاث التي لها صلة بالموضوع .
مَن هو ابن سبأ ؟
قال ابن عساكر في تاريخه : ( كان أصله من اليمن وكان يهوديّاً ، فأظهر الإسلام وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمّة ويُدخل بينهم الشرّ ، ودخل دمشق لذلك ) .
وقال ابن حجر : ( عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ، ضالّ مُضِل ، أحسبُ أنّ عليّاً حرقه بالنار ، وزعم أنّ القرآن جزء من تسعة أجزاء وعِلْمه عند علي ، فنفاه علي بعدما همّ به ) .
وقال : ( وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ وليست له رواية ولله الحمد وله أتباع يُقال لهم السبئيّة معتقدون إلهيّة علي بن أبي طالب ، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته ) .
بالرغم من الدور الكبير المعروض لابن سبأ في كتب التراث ، إلاّ أنّه لا يَنقل أخباره إلاّ راوٍ واحد ينقل عن سلسلة من الرواة فيهم المجهول والمجروح ، وهذا الراوي هو سيف بن عمر التميمي ، فصار مصير ابن سبأ في ذمّة سيف .
ترجمة سيف بن عمر :
إذا كانت كل طرق الروايات التي تنتهي إلى ابن سبأ يرويها سيف ، فلابدّ من النظر في حاله .
نقل ابن حجر أقوال أهل الفنّ فيه فقال : قال ابن معين : ضعيف الحديث ، وقال مرّة : فَلْس خير منه .
وقال حاتم : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي .
وقال أبو داود : ليس بشيء .
وقال النسائي ، والدارقطني : ضعيف .
وقال ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامّتها منكرة لم يتابَع عليها .
وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الإثبات ، قال : وقالوا : إنّه كان يضع الحديث ، قلت ـ ابن حجر ـ بقيّة كلام ابن حبّان اتّهم بالزندقة ، وقال البرقاني عن الدارقطني متروك .
وقال الحاكم : اتّهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط ) .
هذا حال سيف الراوي الوحيد لابن سبأ وحاله هذا يغنينا عن النظر في الرواة الذين يأخذ عنهم .
مأساتنا التاريخيّة :
يعتبر ( تاريخ الأمم والملوك ) للطبري أهمّ كتاب تاريخي اعتمد عليه المسلمون ، والكارثة أنّ أحداث السقيفة وما تلاها من فتن حتّى مقتل عثمان أغلبها ينقلها الطبري عن سيف بن عمر الزنديق الوضّاع عن سلسلته المتهالكة .
وكل مَن جاء نقل عن الطبري أخبار ابن سبأ دون نظر أو توقّف في الأخبار ، فطار ذكره في كتب الفِرق والمذاهب وعِلْم الكلام . . . واتّخذه خصوم أهل البيت ( عليهم السلام ) سلاحاً فتّاكاً في وجه الشيعة .
مغالطة ابن حجر :
غريبة أنْ تصدر من ابن حجر العسقلاني ، فبعد أنْ يتّفق مع علماء الرجال في تضعيف سيف في الحديث يتبنّى رأياً إذ يقول عنه أنّه : ( عمدة في التاريخ ! ) .
إذا كان سيف وضّاعاً كذّاباً زنديقاً في رواية الحديث ، فكيف يصبح عمدة في التاريخ ؟! فهل هو ذو وجهين ، ففي حالةٍ يروي الحديث فلا يُقبل منه ؛ لأنّه ضعيف ، وفي حالة يروي التاريخ فيقبل منه فهو عمدة ؟ !!
عودة على ابن سبأ :
تعدّدت الآراء بين مُثْبت لشخصيّة ابن سبأ ، وبين منكرٍ متحفّظ في الموضوع ، ولا داعي لاستعراض الآراء ومناقشاتها .
لقد اتّضح إلى الآن سقوط جميع الأخبار التي تَذكر ابن سبأ ، فبان الوهم والخطأ الذي وقع فيه الكثيرون حين ربطوا بين ابن سبأ والتشيّع .
يقول محمّد كرد علي : ( وأمّا ما ذهب إليه بعض الكُتّاب من أنّ مذهب التشيّع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء ، فهو وهم وقلّة عِلْم بتحقيق مذهبهم ، ومَن عَلِمَ منزلة هذا الرجل وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك ، عَلِمَ مبلغ هذا القول من الصواب ) .
مؤسّس التشيّع الحقيقي :
بعد بطلان نظريّة ابن سبأ في تأسيس التشيع ، ينبغي معرفة أصل التشيع ، فالتشيّع معناه : المشايعة والمتابعة لآل البيت والرسول ( صلّى الله عليه وآله ) دعا لمشايعة ومتابعة وحب أهل بيته فهو بلفظ آخر دعا إلى التشيّع ، وتعاليم الشيعة إنّما هي مأخوذة حصراً من أهل البيت ( عليهم السلام ) .
حين نزل قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( يا علي ، هم أنت وشيعتك ) .
قال أبو حاتم الرازي : ( إنّ أوّل اسم ظهر في الإسلام على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة هم : أبو ذر ، وسلمان ، والمقداد ، وعمّار ) .
وذكر الخطيب البغدادي في ( الكفاية ) عن أبي عبد الله بن الأخرم الحافظ : ( أنّه سُئِل : لم ترك البخاري الرواية عن الصحابي أبي الطفيل ؟ قال : لأنّه كان متشيّعاً لعليّ بن أبي طالب ) .
قال ابن حزم : ( ورويْنا عن نحو عشرين من الصحابة أنّ أكرم الناس على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب .
وقال الدكتور صبحي الصالح : ( كان بين الصحابة حتّى في عهد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) شيعة لربيبه علي ، منهم :
أبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وجابر بن عبد الله ، وأُبي بن كعب ، وأبو الطفيل عمر بن وائلة ، والعبّاس بن عبد المطلب وجميع بنيه ، وعمّار بن ياسر ، وأبو أيوب الأنصاري ) .
إلى هنا تبيّن لنا أنّ التشيع هو منظومة الإسلام التي نزلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وليس حدثاً استثنائيّاً فرضتْه الأحداث ، وبهذا اتّضح الحق لكل منصف طالب للحقيقة .
إلى الآن لم ينتهِ الجدل حوله ، أغلب الباحثين ذهبوا إلى أنّ عبد الله بن سبأ أصل التشيّع ومؤسّس الشيعة وقسم آخر أنكروا وجوده على خريطة الحياة ، بين يديك – قارئي العزيز – إطلالة على هذا الموضوع وبعض الأبحاث التي لها صلة بالموضوع .
مَن هو ابن سبأ ؟
قال ابن عساكر في تاريخه : ( كان أصله من اليمن وكان يهوديّاً ، فأظهر الإسلام وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمّة ويُدخل بينهم الشرّ ، ودخل دمشق لذلك ) .
وقال ابن حجر : ( عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ، ضالّ مُضِل ، أحسبُ أنّ عليّاً حرقه بالنار ، وزعم أنّ القرآن جزء من تسعة أجزاء وعِلْمه عند علي ، فنفاه علي بعدما همّ به ) .
وقال : ( وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ وليست له رواية ولله الحمد وله أتباع يُقال لهم السبئيّة معتقدون إلهيّة علي بن أبي طالب ، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته ) .
بالرغم من الدور الكبير المعروض لابن سبأ في كتب التراث ، إلاّ أنّه لا يَنقل أخباره إلاّ راوٍ واحد ينقل عن سلسلة من الرواة فيهم المجهول والمجروح ، وهذا الراوي هو سيف بن عمر التميمي ، فصار مصير ابن سبأ في ذمّة سيف .
ترجمة سيف بن عمر :
إذا كانت كل طرق الروايات التي تنتهي إلى ابن سبأ يرويها سيف ، فلابدّ من النظر في حاله .
نقل ابن حجر أقوال أهل الفنّ فيه فقال : قال ابن معين : ضعيف الحديث ، وقال مرّة : فَلْس خير منه .
وقال حاتم : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي .
وقال أبو داود : ليس بشيء .
وقال النسائي ، والدارقطني : ضعيف .
وقال ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامّتها منكرة لم يتابَع عليها .
وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الإثبات ، قال : وقالوا : إنّه كان يضع الحديث ، قلت ـ ابن حجر ـ بقيّة كلام ابن حبّان اتّهم بالزندقة ، وقال البرقاني عن الدارقطني متروك .
وقال الحاكم : اتّهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط ) .
هذا حال سيف الراوي الوحيد لابن سبأ وحاله هذا يغنينا عن النظر في الرواة الذين يأخذ عنهم .
مأساتنا التاريخيّة :
يعتبر ( تاريخ الأمم والملوك ) للطبري أهمّ كتاب تاريخي اعتمد عليه المسلمون ، والكارثة أنّ أحداث السقيفة وما تلاها من فتن حتّى مقتل عثمان أغلبها ينقلها الطبري عن سيف بن عمر الزنديق الوضّاع عن سلسلته المتهالكة .
وكل مَن جاء نقل عن الطبري أخبار ابن سبأ دون نظر أو توقّف في الأخبار ، فطار ذكره في كتب الفِرق والمذاهب وعِلْم الكلام . . . واتّخذه خصوم أهل البيت ( عليهم السلام ) سلاحاً فتّاكاً في وجه الشيعة .
مغالطة ابن حجر :
غريبة أنْ تصدر من ابن حجر العسقلاني ، فبعد أنْ يتّفق مع علماء الرجال في تضعيف سيف في الحديث يتبنّى رأياً إذ يقول عنه أنّه : ( عمدة في التاريخ ! ) .
إذا كان سيف وضّاعاً كذّاباً زنديقاً في رواية الحديث ، فكيف يصبح عمدة في التاريخ ؟! فهل هو ذو وجهين ، ففي حالةٍ يروي الحديث فلا يُقبل منه ؛ لأنّه ضعيف ، وفي حالة يروي التاريخ فيقبل منه فهو عمدة ؟ !!
عودة على ابن سبأ :
تعدّدت الآراء بين مُثْبت لشخصيّة ابن سبأ ، وبين منكرٍ متحفّظ في الموضوع ، ولا داعي لاستعراض الآراء ومناقشاتها .
لقد اتّضح إلى الآن سقوط جميع الأخبار التي تَذكر ابن سبأ ، فبان الوهم والخطأ الذي وقع فيه الكثيرون حين ربطوا بين ابن سبأ والتشيّع .
يقول محمّد كرد علي : ( وأمّا ما ذهب إليه بعض الكُتّاب من أنّ مذهب التشيّع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء ، فهو وهم وقلّة عِلْم بتحقيق مذهبهم ، ومَن عَلِمَ منزلة هذا الرجل وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك ، عَلِمَ مبلغ هذا القول من الصواب ) .
مؤسّس التشيّع الحقيقي :
بعد بطلان نظريّة ابن سبأ في تأسيس التشيع ، ينبغي معرفة أصل التشيع ، فالتشيّع معناه : المشايعة والمتابعة لآل البيت والرسول ( صلّى الله عليه وآله ) دعا لمشايعة ومتابعة وحب أهل بيته فهو بلفظ آخر دعا إلى التشيّع ، وتعاليم الشيعة إنّما هي مأخوذة حصراً من أهل البيت ( عليهم السلام ) .
حين نزل قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( يا علي ، هم أنت وشيعتك ) .
قال أبو حاتم الرازي : ( إنّ أوّل اسم ظهر في الإسلام على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة هم : أبو ذر ، وسلمان ، والمقداد ، وعمّار ) .
وذكر الخطيب البغدادي في ( الكفاية ) عن أبي عبد الله بن الأخرم الحافظ : ( أنّه سُئِل : لم ترك البخاري الرواية عن الصحابي أبي الطفيل ؟ قال : لأنّه كان متشيّعاً لعليّ بن أبي طالب ) .
قال ابن حزم : ( ورويْنا عن نحو عشرين من الصحابة أنّ أكرم الناس على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب .
وقال الدكتور صبحي الصالح : ( كان بين الصحابة حتّى في عهد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) شيعة لربيبه علي ، منهم :
أبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وجابر بن عبد الله ، وأُبي بن كعب ، وأبو الطفيل عمر بن وائلة ، والعبّاس بن عبد المطلب وجميع بنيه ، وعمّار بن ياسر ، وأبو أيوب الأنصاري ) .
إلى هنا تبيّن لنا أنّ التشيع هو منظومة الإسلام التي نزلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وليس حدثاً استثنائيّاً فرضتْه الأحداث ، وبهذا اتّضح الحق لكل منصف طالب للحقيقة .
والحمد لله ربّ العالمين
تعليق