حري على جميع المفكرين والعظماء في العالم، الرضوخ والتسليم أمام عظمة هذه التأملات العلوية، وهي تنساب من بين شفتي إمام، ما عرف له التاريخ نظيرا... وهم يتحسسون معان جديدة تطرأ على صعيد النفس التائقة للمزيد من هذا المعين الذي لا ينضب...
قال الإمام علي (عليه السلام):
تَذِلُّ الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ.
بهذه الكلمات تتضاءل المقدرة الإنسانية، وتتلاشى أمام عظمة المقادير الإلهية التي لا ينفع معها عرّاف ولا عالم بالنجوم. حتى تأخذ الإنسان العزة بالتدبير، محاولا النيل من صروف الدهر ومعاوله التي تعرّي بني البشر من حيلهم وحبائل مكرهم، التي يعتبرونها رصيد بقائهم على أرض الخليقة، لأطول فترة ممكنة دون أذى. ألا يعلمون بأن التدبير لا ينفك يعلن عجزه ومخاوفه من سرعة القدر وتقلباته في لحظات، ولكن يبقى لطول الأمل النصيب الأوفر في دك حصون التدبير وقلاعه الحصينة، من خلال تخديره لبني جنسه وأتباعه الغافلين في بحر الثقة المفرطة بالعمر الزائل.
ولا ينكر أحدهم فضل المقادير في تقويم الأمت والعوج الذي يصيب التراخي الإنساني، جراء الإمعان بالعلوم الدنيوية، وجعلها الحالة القصوى في زحمة النكران والتنكر للحالة الروحية والإيمان بالغيبيات، والتي هي بمثابة حجر الأساس للمنظومة الفكرية في فهم العالم، وحقيقة نشوئه وانطلاقه بغايات سامية، ومترفعة عن دجل المشعوذين، الذين يدعون ولوجهم عوالم التدبير، وأنى لهم ذلك، وقد لجم القرآن أفواههم:
(إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى).
وللتقرب من مفهوم الحتف الوارد في حديث الإمام عليه السلام نجد أن الموت من أجلى مصاديقه التي يحاول الإنسان أخذ الحيطة والحذر من الوقوع بين مخالبه حتى قال الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
ولكن هل يخاف الموت من أعد له العدة، وتوجه إلى ربه بقلب سليم، وهو يحمل روحه على راحته، وقد سلم بقضاء الله وقدره، وآمن بقدومه على رب رحيم، يجزي المحسنين اجر ما صبروا على بلاء الدنيا، فيضحى الموت فرحة للقاء الرفيق الأعلى، وسعادة لنيل الثواب الإلهي، وأبو الحسن عليه السلام خير من ترجم ذلك الأنس بالموت حيث قال:
(والله لابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ).
تَذِلُّ الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ.
بهذه الكلمات تتضاءل المقدرة الإنسانية، وتتلاشى أمام عظمة المقادير الإلهية التي لا ينفع معها عرّاف ولا عالم بالنجوم. حتى تأخذ الإنسان العزة بالتدبير، محاولا النيل من صروف الدهر ومعاوله التي تعرّي بني البشر من حيلهم وحبائل مكرهم، التي يعتبرونها رصيد بقائهم على أرض الخليقة، لأطول فترة ممكنة دون أذى. ألا يعلمون بأن التدبير لا ينفك يعلن عجزه ومخاوفه من سرعة القدر وتقلباته في لحظات، ولكن يبقى لطول الأمل النصيب الأوفر في دك حصون التدبير وقلاعه الحصينة، من خلال تخديره لبني جنسه وأتباعه الغافلين في بحر الثقة المفرطة بالعمر الزائل.
ولا ينكر أحدهم فضل المقادير في تقويم الأمت والعوج الذي يصيب التراخي الإنساني، جراء الإمعان بالعلوم الدنيوية، وجعلها الحالة القصوى في زحمة النكران والتنكر للحالة الروحية والإيمان بالغيبيات، والتي هي بمثابة حجر الأساس للمنظومة الفكرية في فهم العالم، وحقيقة نشوئه وانطلاقه بغايات سامية، ومترفعة عن دجل المشعوذين، الذين يدعون ولوجهم عوالم التدبير، وأنى لهم ذلك، وقد لجم القرآن أفواههم:
(إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى).
وللتقرب من مفهوم الحتف الوارد في حديث الإمام عليه السلام نجد أن الموت من أجلى مصاديقه التي يحاول الإنسان أخذ الحيطة والحذر من الوقوع بين مخالبه حتى قال الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
ولكن هل يخاف الموت من أعد له العدة، وتوجه إلى ربه بقلب سليم، وهو يحمل روحه على راحته، وقد سلم بقضاء الله وقدره، وآمن بقدومه على رب رحيم، يجزي المحسنين اجر ما صبروا على بلاء الدنيا، فيضحى الموت فرحة للقاء الرفيق الأعلى، وسعادة لنيل الثواب الإلهي، وأبو الحسن عليه السلام خير من ترجم ذلك الأنس بالموت حيث قال:
(والله لابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ).