بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن اضيف موضوعاً لسيدتي ومولاتي أم الرضا (عليهما السلام) بعد ما رأيت لها من كرامه عند قراءة الفاتحة لروحها الطاهرة لإيجاد الأشياء المفقودة فأحياناً أتعجب لما يحصل لكنه أمر ليس بالبعيد عن أهل البيت
أحببت أن اضيف موضوعاً لسيدتي ومولاتي أم الرضا (عليهما السلام) بعد ما رأيت لها من كرامه عند قراءة الفاتحة لروحها الطاهرة لإيجاد الأشياء المفقودة فأحياناً أتعجب لما يحصل لكنه أمر ليس بالبعيد عن أهل البيت
أسمائها
قيل: اسمها سَكَن النُّوبيّة او سكنى وقيل: لقبها شقراء النُّوبيّةوقيل: اسمها أروىوقيل: اسمها سُمانوقيل: الخيزرانالمُرْسيّةوقيل: (نجمة) لمّا كانتبِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّهارأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَلابنك موسى، فإنّه سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضاعليه السّلام سمّاها (الطاهرة)
وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هوآخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:
ألا أن خير الناس نفساً ووالداً ورهطاً وأجداداً علي المعظم
أتتنــا به للعلم والحلم ثامناً أمـامـاً-يؤدي حجة الله-تكتم
وأمّا كُنيتها فـ: أُمّ البنين
قصّتها
يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل منأهل المغرب المدينة، فانطلِقْ بنا.
فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل،فإذا رجلٌ من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ،كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال: اعرضْ علينا،فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى عليه،فانصرف.
ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لككذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها. فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من كذا وكذا،فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبركأنّي لمّا اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذهالوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مِثْلك! إنّهذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلاً حتّى تلدغلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها مثلُه.
قال هشام بن أحمد: فأتيته بها،فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الرضا عليه السّلام
وكان من دلائل إمامة موسىالكاظم عليه السّلام أنّه لمّا اشترى (تُكْتَم) جمع قوماً من أصحابه ثمّ قال لهم: واللهِ ما اشتريتُ هذه الأمَة إلاّ بأمر الله ووحيه. فسُئل عن ذلك، فقال: بينا أنانائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شِقّة حرير، فنَشَراها فإذا قميص وفيه صورة هذهالجارية، فقالا: يا موسى، ليكوننَّ من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك.
ثمّأمرني إذا ولدتُه أن أسميّه (عليّاً)، وقالا لي: إنّ الله تعالى يُظهِر به العدلوالرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويلٌ لمَن عاداه وجحده وعانده!
خصالها
أجمع أصحاب السيرة أن (تُكْتَم) رضوان الله تعالىعليها امرأة صالحة عابدة، تتحلّى بأسمى مكارم الأخلاق، وكانت في غاية العفّةوالأدب.
وقد ذكرها الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ بقوله: وكانت من أفضل النساءفي عقلها ودينها، وإعظامِها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذمَلَكتْها؛ إجلالاً لها
ولابدّ أن تكون هكذا أُمّهاتالأئمّة عليهم السّلام، لأنّ الأئمّة هم أشرف الخَلْق، ينحدرون من أصلاب شامخةوأرحام مطهّرة، آباؤهم وأُمّهاتهم من الموحِّدين، لم تدنّسهمُ الجاهليّة بأنجاسها،ولم تُلبِسْهم من مُدْلَهِمّات ثيابها.
تعليق