بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في الزيارة "السلام عليك ياباب الله الذي لايؤتى الامنه".
عند التأمل في هذه العبارة نجد فيها نفي واثبات .
وأولاً: ماذايعني باب الله ؟
ومن هذا الذي أتى الله به إلى هذا العالم ؟الذي تاريخ ولادته نور ، واسمه في القرآن الكريم نور، وصفته في الاحاديث نور الأنوار؟!
إن كنا بصدد الأجابة فهو : باب الله الذّي لايؤتى إلا منه ...
باب الله ... أضيف الباب إلى هذا الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا .
وباب الله يعني : باب الرحمن ، باب الرحيم ، باب العلم ،...
وإذا أردنا أن نعِّرف النّاس على الله تبارك وتعالى فنعرفهم على وليه وحجته وباب معرفته ؛وهو الإمام صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ،فأينما عقدنا مجلساً في أي مكان فعلينا أن ننور مجالسنا بذكره واسمه الشريف ،ونوجه القلوب إليه(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ،كما أن علينا أن نفتتح مجالسنا بزيارة آل ياسين "سلام على آل ياسين"، فمعرفة الله تعالى لايمكن أن تحصل إلا عن طريق معرفتهم (عليهم السلام).
باب الله بهذه الدقة في التعبير ، والإستثناء المقيد للحصر القطعي ، وتأكيده بالنفي ، وبلفظ المطلق المبني للمجهول ، الذي يعني أن كل آت في كل مكان في كل مقام من جبرئيل في الملأ الأعلى إلى الإنسان العادي على كرتنا الأرضية إنما هو ببركتهم(عليهم السلام) .
قيل الكثير في الإمام المهدي (عليه السلام) وسيقال ؛لكن كل هذا إنما هو ألف باء (ابتداء) في سفر مقام آل محمد(صلى الله عليهم أجمعين ).
وماذا يمكن أن يقال وماقيمته أمام ماقاله الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المعراج :
" وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ،وبه اطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه احيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليي حقا ، ومهدي عبادي صدقاً " .
فالقائل هو : الله (عزوجل ) .
المخاطب هو : سيد الكائنات .
الموضوع هو : الامام الموعود الحجة المنتظر .
زمان الخطاب : "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ".
مكان الخطاب : "ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "، حيث لم يصل إليه ملك مقرب ولانبي مرسل إلا نبي الرحمة .
في حديث المعراج مديح إلهي اشتمل على عشرة مطالب يعلم عمقها الله تبارك وتعالى ويفهمها سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهو صاحب الخطاب ،ونحن علينا محاولة الفهم :
المطلب الأول : " وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي "
المعارف الإلهية تتمثل تتلخص بـ : " سبوح ، قدوس ، لاإله إلا الله ، الله أكبر"، وعندما أراد الله أن يخلق آدم (عليه السلام) أخبر الملائكة :" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا : : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال : إني أعلم مالاتعلمون ".
والسر الذي قال عنه " إني أعلم مالاتعلمون " فقد بين الله تعالى لمن يفهم أسراره وهو النبي محمد (صلى الله عليه وةآله وسلم ) " وبالقائم منكم أعمر أرضي تسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي " ، وبهذا نعرف مقام هذا الشخص العظيم الذي يعمر الله تعال به أرضه بذكره (وهذا هو المطلب المرتبط بالامام المهدي مما يتعلق بالله تعالى وتتقديسه ).
المطلب الثاني : " وبه اطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ".
في عالم الخلق خطان : صعودي ونزولي ؛ أولياء الله وأعداءه ، وغرض الله تعالى من خلق الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)إعمار الأرض بتقديسه وتنزيهه ، وهذا يتعلق بذات الله المقدسة وأن يطهرها به من أعدائه ، وأن يورثها لأوليائه .
المطلب الثالث : " وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العلي" .
فمن هو الأمام المهدي (عليه السلام) ؟ وماذا أودع الله في شخصيته من قدرات وأسرار حتى صار تحقق علو كلمته العليا به ؟ وتحقق سفول كلمة الكفر السفلى به.!
المطلب الرابع : " وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي" .
استعمل الله تعالى هنا لفظ (به) ، ثم استعمل لفظ (له وإياه) ، فالله تعالى يعلم أي يوم سيكون ذلك اليوم الذي سيظهر فيه ماقاله الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن وليه المهدي .
المطلب الخامس : " وله اظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي " .
وحدهم الحكماء القرآنيون وليس حكماء الفلسفة يفهمون معنى " وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي " ، إنها كل الذخائر المعنوية والمادية ، ذخائر عالم المك والملكوت ، وكنوزهما ومكنوناتهما يظهرها الله تعالى لوليه الحجة المنتظر .فأين ذخائر الأكاسرة والقياصرة والفراعنة وملوك الأرض وأغنيائها ؟؟؟ ان ماسيظهره الله لحجته (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) هي ذخائر الأنبياء والأولياء والأوصياء ودفائن السفراء يجمعها الله ويظهرها له .
المطلب السادس : " وإياه اظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ".
إن الّسر الواحد من هذه الأسرار لاينهض بتحمله العالم كله ، فكيف بجميعها!!؟
فأي قلب هو قلب الإمام الحجة (عج الله تعالى فرجه الشريف ) الذي يتحمل أسرار رب العالمين ؟
المطلب السابع : " وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ".
إنفاذ أمر الله تعالى يعني قول الله تعالى :" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون"، فخزانة ذلك الأمر قلب صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
المطلب الثامن : " ذلك وليي حقاً" .
صفة حقاص لابد أن تتناسب مع قائلها وموضوعها .
المطلب التاسع : " ومهدي عبادي صدقاً" .
أي فهو المهدي من عبادي بالهداية الخاصة الكاملة .
المطلب العاشر : بدأ الله تعالى الكلام عن وليه المهدي (عج الله تعالى فرجه الشريف ) باسم (القائم) ،وختم باسم (المهدي ) وكل منهما له دلالات خاصة من هذه الالقاب وفيها أسرار .
سأل أحدهم الإمام الصادق (عليه السلام) : لأي شيئ سمي المهدي ؟
قال (عليه السلام): لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، انه يقوم بأمر عظيم " .
"يهدي إلىكل أمر خفي ".
فهو يشمل كل أمر خفي من أعلى الوجود إلى أدناه ،فهو هادِ في كل هذه الدائرة وهذا هو البعد العلمي لشخصيته .
ومعنى قيامه : فنكتفي بقول الإمام الصادق (عليه السلام) : انه يقوم بأمر عظيم .
فكل ماجاء به الأنبياء من آدم (عليه السلام) إلى الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكل ماحمله وماتحمله الأوصياء من شيث إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) فإنما تتحقق فعليتها ويتجلى ظهورها علمياً بظهور الإمام الحجة المهدي (أرواحنا فداه).
( اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل أنظارنا بنظرة منا إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في الزيارة "السلام عليك ياباب الله الذي لايؤتى الامنه".
عند التأمل في هذه العبارة نجد فيها نفي واثبات .
وأولاً: ماذايعني باب الله ؟
ومن هذا الذي أتى الله به إلى هذا العالم ؟الذي تاريخ ولادته نور ، واسمه في القرآن الكريم نور، وصفته في الاحاديث نور الأنوار؟!
إن كنا بصدد الأجابة فهو : باب الله الذّي لايؤتى إلا منه ...
باب الله ... أضيف الباب إلى هذا الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا .
وباب الله يعني : باب الرحمن ، باب الرحيم ، باب العلم ،...
وإذا أردنا أن نعِّرف النّاس على الله تبارك وتعالى فنعرفهم على وليه وحجته وباب معرفته ؛وهو الإمام صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ،فأينما عقدنا مجلساً في أي مكان فعلينا أن ننور مجالسنا بذكره واسمه الشريف ،ونوجه القلوب إليه(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ،كما أن علينا أن نفتتح مجالسنا بزيارة آل ياسين "سلام على آل ياسين"، فمعرفة الله تعالى لايمكن أن تحصل إلا عن طريق معرفتهم (عليهم السلام).
باب الله بهذه الدقة في التعبير ، والإستثناء المقيد للحصر القطعي ، وتأكيده بالنفي ، وبلفظ المطلق المبني للمجهول ، الذي يعني أن كل آت في كل مكان في كل مقام من جبرئيل في الملأ الأعلى إلى الإنسان العادي على كرتنا الأرضية إنما هو ببركتهم(عليهم السلام) .
قيل الكثير في الإمام المهدي (عليه السلام) وسيقال ؛لكن كل هذا إنما هو ألف باء (ابتداء) في سفر مقام آل محمد(صلى الله عليهم أجمعين ).
وماذا يمكن أن يقال وماقيمته أمام ماقاله الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المعراج :
" وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ،وبه اطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه احيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليي حقا ، ومهدي عبادي صدقاً " .
فالقائل هو : الله (عزوجل ) .
المخاطب هو : سيد الكائنات .
الموضوع هو : الامام الموعود الحجة المنتظر .
زمان الخطاب : "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ".
مكان الخطاب : "ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "، حيث لم يصل إليه ملك مقرب ولانبي مرسل إلا نبي الرحمة .
في حديث المعراج مديح إلهي اشتمل على عشرة مطالب يعلم عمقها الله تبارك وتعالى ويفهمها سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهو صاحب الخطاب ،ونحن علينا محاولة الفهم :
المطلب الأول : " وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي "
المعارف الإلهية تتمثل تتلخص بـ : " سبوح ، قدوس ، لاإله إلا الله ، الله أكبر"، وعندما أراد الله أن يخلق آدم (عليه السلام) أخبر الملائكة :" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا : : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال : إني أعلم مالاتعلمون ".
والسر الذي قال عنه " إني أعلم مالاتعلمون " فقد بين الله تعالى لمن يفهم أسراره وهو النبي محمد (صلى الله عليه وةآله وسلم ) " وبالقائم منكم أعمر أرضي تسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي " ، وبهذا نعرف مقام هذا الشخص العظيم الذي يعمر الله تعال به أرضه بذكره (وهذا هو المطلب المرتبط بالامام المهدي مما يتعلق بالله تعالى وتتقديسه ).
المطلب الثاني : " وبه اطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ".
في عالم الخلق خطان : صعودي ونزولي ؛ أولياء الله وأعداءه ، وغرض الله تعالى من خلق الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)إعمار الأرض بتقديسه وتنزيهه ، وهذا يتعلق بذات الله المقدسة وأن يطهرها به من أعدائه ، وأن يورثها لأوليائه .
المطلب الثالث : " وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العلي" .
فمن هو الأمام المهدي (عليه السلام) ؟ وماذا أودع الله في شخصيته من قدرات وأسرار حتى صار تحقق علو كلمته العليا به ؟ وتحقق سفول كلمة الكفر السفلى به.!
المطلب الرابع : " وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي" .
استعمل الله تعالى هنا لفظ (به) ، ثم استعمل لفظ (له وإياه) ، فالله تعالى يعلم أي يوم سيكون ذلك اليوم الذي سيظهر فيه ماقاله الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن وليه المهدي .
المطلب الخامس : " وله اظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي " .
وحدهم الحكماء القرآنيون وليس حكماء الفلسفة يفهمون معنى " وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي " ، إنها كل الذخائر المعنوية والمادية ، ذخائر عالم المك والملكوت ، وكنوزهما ومكنوناتهما يظهرها الله تعالى لوليه الحجة المنتظر .فأين ذخائر الأكاسرة والقياصرة والفراعنة وملوك الأرض وأغنيائها ؟؟؟ ان ماسيظهره الله لحجته (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) هي ذخائر الأنبياء والأولياء والأوصياء ودفائن السفراء يجمعها الله ويظهرها له .
المطلب السادس : " وإياه اظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ".
إن الّسر الواحد من هذه الأسرار لاينهض بتحمله العالم كله ، فكيف بجميعها!!؟
فأي قلب هو قلب الإمام الحجة (عج الله تعالى فرجه الشريف ) الذي يتحمل أسرار رب العالمين ؟
المطلب السابع : " وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ".
إنفاذ أمر الله تعالى يعني قول الله تعالى :" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون"، فخزانة ذلك الأمر قلب صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
المطلب الثامن : " ذلك وليي حقاً" .
صفة حقاص لابد أن تتناسب مع قائلها وموضوعها .
المطلب التاسع : " ومهدي عبادي صدقاً" .
أي فهو المهدي من عبادي بالهداية الخاصة الكاملة .
المطلب العاشر : بدأ الله تعالى الكلام عن وليه المهدي (عج الله تعالى فرجه الشريف ) باسم (القائم) ،وختم باسم (المهدي ) وكل منهما له دلالات خاصة من هذه الالقاب وفيها أسرار .
سأل أحدهم الإمام الصادق (عليه السلام) : لأي شيئ سمي المهدي ؟
قال (عليه السلام): لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، انه يقوم بأمر عظيم " .
"يهدي إلىكل أمر خفي ".
فهو يشمل كل أمر خفي من أعلى الوجود إلى أدناه ،فهو هادِ في كل هذه الدائرة وهذا هو البعد العلمي لشخصيته .
ومعنى قيامه : فنكتفي بقول الإمام الصادق (عليه السلام) : انه يقوم بأمر عظيم .
فكل ماجاء به الأنبياء من آدم (عليه السلام) إلى الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكل ماحمله وماتحمله الأوصياء من شيث إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) فإنما تتحقق فعليتها ويتجلى ظهورها علمياً بظهور الإمام الحجة المهدي (أرواحنا فداه).
( اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل أنظارنا بنظرة منا إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه )
تعليق