مواضع عِبر في قصة الطوفان أغفلتها التوراة
جاءت القصّة في التوراة كسائر الأحداث التاريخية القديمة مشوّهةً في خِضمًّ من خرافات بائدة و من غير أن تتأكّد على مواضع العِبر منها ، بل و أغفلتها في الأكثر . أمّا القرآن فبما أنّه كتاب هداية و عِبر نراهُ يقتطف من أحداث التاريخ عبرها و يجتني من شجرة حياة الإنسان السالفة يانع ثمرها ، فليتمتّع الإنسان بها في حياته الحاضرة في شعفٍ و هناء .
و قد أغفلت التوراة جانب زوجة نوح و ابنه اللذين شملهما العذاب بسوء اختيارهما . إنّها عِبرةٌ كبرى ، كيف يغفل الإنسان أوفر إمكانيّات الهداية و الصلاح ، و ينجرف بسوء اختياره مع تيّار الضلالة و الفساد ، و في النهاية الدمار و الهلاك !!
ذكر السيّد ابن طاووس : أنّه كان لنوح زوجان إحداهما وفيّة و أخرى غبيّة ، فركبت الصالحة مع أبنائها السفينة ، و هلكت الأخرى الطالحة مع الآثمين . [1]
قال الله تعالى عنها و عن زوج لوط : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [2] .
و كانت خيانتهما هي المسايرة مع الكافرين و نبذ معالم الهداية التي كانت في متناولهما القريب .
و ابن نوح يقول عنه تعالى : أنّه ليس من أهله . لا يصل للانتساب إليه بهذا العنوان الفخيم ( أهل نوح ) لأنّه عملٌ غير صالح ، إنّه حصيلة أعماله غير الصالحة ، ومن ثَمَّ فإنّه كان يعيش خارج الإطار الذي كان يعيشه نوح و أهله .
و هذا أيضاً من أعظم العِبر ، كيف ينحدر الإنسان من أعلى قمم الهداية و التوفيق لينخرط مع البائسين الحيارى لا يهتدون سبيلاً ؟!
أمّا و كيف ابتغى نوح نجاة ابنه هذا و هو يعلم ما به من غواية الضلال ؟ فهذا يعود إلى حنان الأبوّة و رحمة العطوفة التي كان يحملها نوح ( عليه السَّلام ) لاسيّما مع ما وعدهُ اللهُ بنجاة ّأهله ، فلعلّه شملته العناية الربّانية و أصبح من المرحومين . و من ثَمَّ جاءته الإجابة باليأس و أنّه لا يصلح أن يكون أهلاً له و كان محتّماً عليه أن يمسي من المرجومين .
----------------------------------------------------
الهوامش:
[1] راجع : سعد السعود لابن طاوس : 239 ؛ و بحارالأنوار : 11 / 342 .
[2] القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 561 .
جاءت القصّة في التوراة كسائر الأحداث التاريخية القديمة مشوّهةً في خِضمًّ من خرافات بائدة و من غير أن تتأكّد على مواضع العِبر منها ، بل و أغفلتها في الأكثر . أمّا القرآن فبما أنّه كتاب هداية و عِبر نراهُ يقتطف من أحداث التاريخ عبرها و يجتني من شجرة حياة الإنسان السالفة يانع ثمرها ، فليتمتّع الإنسان بها في حياته الحاضرة في شعفٍ و هناء .
و قد أغفلت التوراة جانب زوجة نوح و ابنه اللذين شملهما العذاب بسوء اختيارهما . إنّها عِبرةٌ كبرى ، كيف يغفل الإنسان أوفر إمكانيّات الهداية و الصلاح ، و ينجرف بسوء اختياره مع تيّار الضلالة و الفساد ، و في النهاية الدمار و الهلاك !!
ذكر السيّد ابن طاووس : أنّه كان لنوح زوجان إحداهما وفيّة و أخرى غبيّة ، فركبت الصالحة مع أبنائها السفينة ، و هلكت الأخرى الطالحة مع الآثمين . [1]
قال الله تعالى عنها و عن زوج لوط : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [2] .
و كانت خيانتهما هي المسايرة مع الكافرين و نبذ معالم الهداية التي كانت في متناولهما القريب .
و ابن نوح يقول عنه تعالى : أنّه ليس من أهله . لا يصل للانتساب إليه بهذا العنوان الفخيم ( أهل نوح ) لأنّه عملٌ غير صالح ، إنّه حصيلة أعماله غير الصالحة ، ومن ثَمَّ فإنّه كان يعيش خارج الإطار الذي كان يعيشه نوح و أهله .
و هذا أيضاً من أعظم العِبر ، كيف ينحدر الإنسان من أعلى قمم الهداية و التوفيق لينخرط مع البائسين الحيارى لا يهتدون سبيلاً ؟!
أمّا و كيف ابتغى نوح نجاة ابنه هذا و هو يعلم ما به من غواية الضلال ؟ فهذا يعود إلى حنان الأبوّة و رحمة العطوفة التي كان يحملها نوح ( عليه السَّلام ) لاسيّما مع ما وعدهُ اللهُ بنجاة ّأهله ، فلعلّه شملته العناية الربّانية و أصبح من المرحومين . و من ثَمَّ جاءته الإجابة باليأس و أنّه لا يصلح أن يكون أهلاً له و كان محتّماً عليه أن يمسي من المرجومين .
----------------------------------------------------
الهوامش:
[1] راجع : سعد السعود لابن طاوس : 239 ؛ و بحارالأنوار : 11 / 342 .
[2] القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 561 .
تعليق