((وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))النساء 100
إلهي فاسلك بنا سبل الوصول إليك، وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود عليك
على العاشقين المشتاقين لرؤية جمال الحق أن يسافروا نحوه
لكن ما هو هذا السفر ,, ومن المسافر,, وأي الطرق تسلك في هذا السفر,,وما هي الوسيلة المستخدمة في هذا السفر,, وكيفية هذا السفر,, كل هذه أسئلة على كل منا أن يسألها لنفسه حتى يحركها من هذا الجمود التي تعيشه ,, حتى يشعر هذه النفس بأنها مجرد عابرة سبيل وأن الحياة السرمدية والخلود الدائم إنما هو حصاد وثمرة ذلك السفر .
إذن نبتدئ بأول هذه الأسئلة.
ما هو هذا السفر؟!
السفر هو الهجرة من بيت النفس التي وصفها الإمام الخميني قدس سره ولكن إلى أين ؟؟
إلى الحبيب إلى أصل الوجود الله الذي لا اله الا هو
من المسافر؟!
المسافر هي روح الإنسان التي بين جنبيه,,تلك الروح التي خلقها الله طاهرة , وجبلها على حبه ومعرفته لكن الإنسان لم يتركها على طهارتها قال الرسول صلى الله عليه وآله ( المولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه)
أي الطرق تسلك في هذا السفر؟!
سئل أمير المؤمنين عليه السلام( بما عرفت ربك ؟؟ قال بما عرفني نفسه . قيل وكيف عرفك نفسه ؟؟ قال لا تشبهه صورة ولا يحس بالحواس ولا يقاس بالناس).
إذن اقصر الطرق هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فهو الطريق المستقيم.
ما هي الوسيلة المستخدمة لهذا السفر؟!
وسيلة السفر هي الليل حيث قال الإمام العسكري (عليه السلام): إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل.
فالصلاة هي معراج المؤمن إلى الملكوت .
كيفية السفر؟!
على المسافر لكي يمشي أول خطوة في سفره أن يعرف ربه
معرفة الله سبحانه لها طرق عدة وأفضلها معرفة الله بالله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح ( يا من دل على ذاته بذاته)
وقال عليه السلام ( اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة )
وكيف لنا أن نعرف الله (من عرف نفسه فقد عرف ربه) هكذا علمنا أهل بيت العصمة عليهم السلام
ثم مجهادة هذه النفس الأمارة بالسوء قال تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف
يقول الإمام الحسن عليه السلام ("استعد لسفرك و حصّل زادك قبل حلول أجلك")
لكي نسير في هذا الطريق يجب ان نحدد لنا هدفا نسير نحوه يكون لنا دافعا ومحفزا للسير , يجب أن نحب هذا الهدف ونهيم فيه حتى نكره أن نحب غيره حتى تصبح كلمة أحبك لغيره ثقيلة على اللسان مؤلمة للقلب ,, من الضروري أن نردد بألسنتنا أننا نحبه حتى تعتاد عليه ومن ثم نرى القلب يرددها دون اللسان
(يا حبيب من تحبب اليه ) أي أن الله يحب حتى من يتظاهر بحبه (تحبب اليه ) والتظاهر ليس المقصود به الرياء إنما المقصود به أنه يدرب نفسه على حب الله وذلك بطاعته في ما أمر وإجتناب ما نهى عنه إلى أن يصبح لديه ذلك الشعور حقيقي يأنس به ويلمسه في جميع جوانب حياته هذا المقصود بالتظاهر ,,
فما بالك بمن يحبه فعلا ماذا يفعل به يقول الله تعالى في الحديث القدسي ( من طلبني وجدني ومن وجدني أحبني ومن أحبني عشقني ومن عشقني عشقته ومن عشقته قتلته ومن قتلته فعلي ديته وأنا ديته )
رزقنا الله وإياكم معرفة أنفسنا ومن ثم معرفة الله حتى نصل الى حبه وندخل في حضيرة قدسه
نسألكم الدعاء
مما راق لي
تعليق