

كنتُ مع رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في بعض غزواته، وقَتَلَ عليٌّ (عليهِ السَّلام) أصحاب الألوية وفرَّق جمعهم، وقتَلَ عمرو بن عبد الله الجمحي، وقتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) فقلت له: يا رسول الله إنَّ علياً قد جاهد في الله حق جهاده. فقال: لأنه مني وأنا منه، وارث علمي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي، وحربي حرب الله، وسلمه سلمي، وسلمي سلم الله، ألا إنَّه أبو سبطيَّ والأئمة بعدي من صلبه، يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الأمة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي؟ قال: يا عمار إنَّ الله تبارك وتعالى عهد إليَّ أنَّه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم وذلك قوله عزَّ وجلَّ: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاْؤُكُمْ غَوْرَاً فَمَنْ يَأْتِيْكُمْ بِمَاْءٍ مَعِيْنٍ((6) يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وهو سميي وأشبه الناس بي.
يا عمار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتَّبع علياً وحزبه، فإنَّه مع الحق والحق معه.
يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثُمَّ تقتلك الفئة الباغية.
قلت: يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟
قال: نعم على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه

تعليق