إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قبس من حياة الامام العسكري(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبس من حياة الامام العسكري(ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عظم الله اجوركم واجورنا بذكرى استشهاد الامام العسكري(عليه السلام)
    ويشرفني ان اقدم لكم هذا القبس من حياته(ع)

    مقدمة
    1
    أبو محمّد، الحسن بن علي الهادي بن محمّد الجواد، أحد أئمّة أهل البيت، والإمام الحادي عشر، الملقّب بالعسكري، ولد عام 232 هجري(الكليني: الكافي 1 / 503)، وقال الخطيب في تاريخه(الخطيب: تاريخ بغداد 7 / 366) وابن الجوزي في تذكرته(ابن الجوزي: تذكرة الخواص 322):

    أنّه ولد عام 231 هجري، وأُشخص بشخوص والده إلى العراق سنة 236 هجري، وله من العمر أربع سنين وعدّة شهور، وقام بأمر الإمامة والقيادة الروحية بعد شهادة والده، وقد اجتمعت فيه خصال الفضل، وبرز تقدّمه على كافة أهل العصر، واشتهر بكمال الفعل والعلم والزهد والشجاعة(المفيد: الارشاد 335)، وقد روى عنه لفيف من الفقهاء والمحدّثين يربو عددهم على 150 شخصاً(العطاردي: مسند الإمام العسكري وقد جمع فيه كلّ ما روي عنه وأُسند إليه). وتوفّي عام 260 هجري، ودفن في داره التي دفن فيها أبوه بسامراء.

    وخلّف ابنه المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت، وشدّة طلب السلطة، واجتهادها في البحث عن امره، ولكنّه سبحانه حفظه من شرار أعدائه كما حفظ سائر أوليائه كإبراهيم الخليل وموسى الكليم، فقد خابت السلطة في طلبهما والاعتداء عليهما.

    وقد اشتهر الإمام بالعسكري لأنّه منسوب إلى عسكر، ويراد بها سرّ من رأى التي بناها المعتصم، وانتقل إليها بعسكره، حيث أشخص المتوكل أباه عليّاً إليها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر فنُسب هو وولده إليها(ابن خلّكان: وفيات الأعيان 2 / 94).

    وقال سبط ابن الجوزي: كان عالماً ثقة روى الحديث عن أبيه عن جدّه ومن جملة مسانيده حديث في الخمر عزيز.

    ثمّ ذكر الحديث عن جدّه أبي الفرج الجوزيّ في كتابه المسمّى ب «تحريم الخمر»، ثمّ ساق سند الحديث إلى الحسن العسكري وهو يسند الحديث إلى آبائه إلى علي بن أبي طالب وهو يقول: «اشهد بالله لقد سمعت محمّداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أشهد بالله لقد سمعت جبرائيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت ميكائيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت إسرافيل يقول: أشهد بالله على اللوح المحفوظ أنّه قال: سمعت الله يقول: شارب الخمر كعابد الوثن»(تذكرة الخواص 324).

    ولقد وقع سبط ابن الجوزي في الاشتباه عندما توهّم أنّ اسناد الإمام - عليه السلام - هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مختص بهذا المورد، ولكن الحقيقة غير ذلك، فإنّ أحاديث أئمّة أهل البيت مروية كلّها عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فهم لا يروون في مجال الفقه والتفسير والأخلاق والدعاء إلاّ ما وصل اليهم عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق آبائهم وأجدادهم، ومروياتهم لا تعبّر عن آرائهم الشخصية، فمن قال بذلك وتصوّر كونهم مجتهدين مستنبطين، فقد قاسهم بالآخرين مّمن يعتمدون على آرائهم الشخصية، وهو في قياسه خاطئ، فهم منذ نعومة أظفارهم ، إلى أن لبّوا دعوة ربّهم لم يختلفوا إلى أندية الدروس، ولم يحضروا مجلس أحد من العلماء، ولا تعلّموا شيئاً من غير آبائهم، فما يذكرونه من علوم ورثوها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراثة غيبية لا يعلم كنهها إلاّ الله سبحانه والراسخون في العلم.

    وهذا الإمام جعفر الصادق - عليه السلام - يبيّن هذا الأمر بوضوح لا لبس فيه، حيث يقول: «إنّ حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ»(الارشاد 274).

    وروى حفص بن البختري، قال: قلت لابي عبد الله الصادق - عليه السلام -: أسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعه أو من أبيك، فقال: «ما سمعته منّي فاروه عن أبي، وما سمعته منّي فاروه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »( وسائل الشيعة ج 18، الباب الثامن من أبواب صفات القاضي، الحديث 86).

    فأئمّة المسلمين على حد قول القائل:
    ووال أُناساً نقلهم وحديثهم *** روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري

    ولقد عاتب الإمام الباقر - عليه السلام - سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة حيث كانا يأخذان الحديث من الناس ولا يهتمان بأحاديث أهل البيت، فقال لهما: «شرّقا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت».

    ورغم أنّ الخلفاء العباسيين قد وضعوا الإمام تحت الاقامة الجبرية وجعلوا عليه عيوناً وجواسيس، ولكن روى عنه الحفّاظ والرواة أحاديث جمّة في شتى المجالات، بل يروى أنّ الإمام - عليه السلام - ورغم كلّ ذلك كان على اتّصال مستمر بالشيعة الذين كان عددهم يقدر بعشرات الملايين، وحيث كان لا مرجع لهم سوى الإمام (ع)

    كما أنّ الكلام عن أخلاقه وأطواره، ومناقبه وفضائله، وكرمه وسخائه، وهيبته وعظمته، ومجابهته للخلفاء العباسيين بكل جرأة وعزّة، وما نقل عنه من الحكم والمواعظ والآداب، يحتاج إلى تأليف مفرد وكفانا في ذلك علماؤنا الأبرار، بيد أنّا نشير هنا إلى لمحة من علومه.

    1 - لقد شغلت الحروف المقطّعة بال المفسّرين فضربوا يميناً وشمالاً، وقد أنهى الرازي أقوالهم فيها في أوائل تفسيره الكبير إلى قرابة عشرين قولا، ولكن الإمام - عليه السلام - عالج تلك المعضلة بأحسن الوجوه وأقربها للطبع، فقال: «كذبت قريش واليهود بالقرآن، وقالوا سحر مبين تقوّله.
    فقال الله: {الم ذلِكَ الكتابُ} أي: يا محمّد، هذا الكتاب الذي نزّلناه عليك هو الحروف المقطّعة التي منها «ألف» ، «لام»، «ميم» وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم، ثمّ بيّن أنّه لا يقدرون عليه بقوله: { قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإنسُ وَالجِنِّ عَلى أن يأتُوا بِمِثلِ هذا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ ولَو كَانَ بَعضُهُم لِبعضٍ ظَهِيرا}(الإسراء / 88.)»(الصدوق: معاني الأخبار 24، وللحديث ذيل فمن أراد فليرجع إلى الكتاب).

    وقد روي هذا المعنى عن أبيه الإمام الهادي - عليه السلام -( الكليني: الكافي ج 1 كتاب العقل والجهل، الحديث 20 / 24 - 25).

    2 - كان أهل الشغب والجدل يلقون حبال الشك في طريق المسلمين فيقولون: إنّكم تقولون في صلواتكم: {اهدِنا الصِّراط المُستقيم} أو لستم فيه؟ فما معنى هذه الدعوة؟ أو انّكم متنكّبون عنه فتدعون ليهديكم إليه؟ ففسّر الإمام الآية قاطعاً لشغبهم فقال: «أدِم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيّامنا حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمالنا».
    ثمّ فسّر الصراط بقوله:
    «الصراط المستقيم هو: صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، أمّا الأوّل فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل، وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنّة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنّة»(الصدوق: معاني الأخبار 33).

    وكان قد استفحل أمر الغلاة في عصر الإمام العسكري ونسبوا إلى الأئمة الهداة أُموراً هم عنها براء، ولاجل ذلك يركّز الإمام على أنّ الصراط المستقيم لكل مسلم هو التجنّب عن الغلو والتقصير.

    3 - ربّما يغتر الغافل بظاهر قوله سبحانه: {صِراطَ الَّذِينَ أنعَمتَ عَلَيهِم} ويتصوّر أنّ المراد من النعمة هو المال والأولاد وصحّة البدن، وإن كان كلّ هذا نعمة من الله، ولكنّ المراد من الآية بقرينة قوله: {غَيرِ المغَضُوبِ عَلَيهِم ولا الضَّالِّين} هو نعمة التوفيق والهداية.

    ولأجل ذلك نرى أنّ الإمام يفسّر هذا الإنعام بقوله: «قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت علهيم بالتوفيق لدينك وطاعتك وهم الذين قال الله عزّ وجلّ: {وَمَن يُطِعِ اللهَ والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ وَالصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً} ثمّ قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحّة البدن وإن كان كلّ هذا نعمة من الله ظاهرة»( المصدر نفسه: 36).

    4 - لقد تفشّت آنذاك فكرة عدم علمه سبحانه بالأشياء قبل أن تخلق، تأثراً بتصورات بعض المدارس الفكرية الفلسفية الموروثة من اليونان، فسأله محمّد بن صالح عن قول الله: {يَمحُو اللهُ ما يَشاءُ ويُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ}( الرعد / 39) فقال: «هل يمحو إلاّ ما كان وهل يثبت إلاّ ما لم يكن»؟ فقلت في نفسي: هذا خلاف ما يقوله هشام الفوطي: إنّه لا يعلم الشيء حتى يكون، فنظر إليَّ شزراً، وقال:

    «تعالى الله الجبّار العالم بالشيء قبل كونه، الخالق إذ لا مخلوق، والربّ إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه»( المسعودي: اثبات الوصية 24
    ).
    اللهم صل على محمد وال محمد​

  • #2
    احسنم اخي موفق ان شاء الله وجزاك الله الف خير

    يسر الله امرك بحق الحسن العسكري (ع)

    تحياتي

    بسمة

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X