الدنيا والآخرة في القرآن الكريم...

[متيمة العباس]

بسم الله الرحمن الرحيم

((اعْلَمُوا أنّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفّارُ نَبَاتَهُ ثُمّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصّْفَرّاً ثُمّ يَكُونُ حُطَامَاً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدٍيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرضوانُ وَمَا الحَيَاة الدُّنيَا إلاّ مَتَاعُ الغُرُور))

صدق الله العلي العظيم

نلاحظ في معظم الآيات القرآنية أن الله سبحانه وتعالى يضرب مثل الحياة الدنيا بالزرع والمطر والغيث وغيرها من تشابيه العطاء الزاخر للعموم دون مقابل وتفرقة...

في هذه الآية المباركة يأتي الخطاب الأول بالعلم, وكأنه تنبيه وأمر وتحذير, فمن يعلم حقيقة شيء يُحسن التعاطي معه, وهنا يُعْلِمُنا الله سبحانه الحقيقة المجرّدة للحياة الدنيا كي لا نركن اليها ولا نطمئن لعطائها لإن من استهوته الدنيا واطمأن لها تتلاعب به يمنة ويسرة كأرجوحة الأطفال في يوم العيد يلهو بها فتأخذه نشوة الأهواء والميول حتى يترنح وهوغافل عما أُحيط به عندها تتزيّن له بأبهى حُللها الخدّاعة , وتغدق عليه من زينتها ولعبها حتى يغرق فيها فيلتذُّ بالأخذ منها ليُشبٍع جوعه فيأخذ منها دون حساب لأي مشاعر انسانية التي يتفلّت منها, عندها تصبح الدنيا دار استقراره التي يبدا بإعمارها ومبادلتها الزينة , فتتزيّن له ويتزيّن لها بداره وحياته وبالأناالطاغية , ويحصّل العلوم ويتزوج لتكتمل مظاهر الزينة , وينجب الأولاد ويجمع ليفاخر بما عنده,,
ويتفاخر بأولاده وبجمالهم وذكائهم وملابسهم وبما أنفق عليهم ليصبح الأمر اشد خزياً ,,
كلٌّ يفاخر الآخر من بيته أجمل !!!
ومن سيارته أفخم!!!
ومن يلبس أولاده أجمل الثياب واغلى الماركات!!!
ومن تحصيله العلمي أعلى , ومجال تخصصه أرقى!!
ومن تديّنه أكمل وأكثر استحقاقاً للثناء!!!
وغيرها كثير من الأمور التفاخريةالتي قد تلبس لباس الدين وتكون من حطام الدنيا!!!

((كالغيث!!! ياألله ما أروع هذا التعبير!!!))
فالغيث يأتي بعد القحط وحبس المطر ليسقي الأرض العطشى وكذلك الأنسان المتعطش للدنيا تأتيه كالغيث فيفرح ويركن اليها ويُعجب بها ويقول جاء الفرج ,,فيأخذ ويأخذ حتى يمتلء ويُتخم فيصفّر ,
(والإصفرار علامة الدنو من الموت) ثم يكون حطاماً وتأتي الآخرة ففي الحديث :
من مات قامت قيامته,,
ياربي ما هذا العذاب الشديد!!!!!!!!!!
لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد,
ربي ارجعوني لعلي أعمل صالحاً ,, كلا, إنك قد أخذت فرصتك وجئت حاملاً متاعك الباطل يُثقل ظهرك فلا مجال للرجوع لقد كانت آياتي تتلى عليك فلم تسمعها , أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا!!!!!!!!!!!!!!!
الذي علم ووعى وعمل للآخرة وصدّق وعد الله وجاء خفيف الظهر من الأوزار سبقه عمله ليلقاه ويلقى معه رضوان الله ومغفرته ورحمته وما اعدّه له مما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

نسأل الله سبحانه وتعالى بحق الحسين الشهيد المصفى أن يمنّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي يرضاه لنا وننال به رضوانه ومغفرته ومرافقة النبي وآله صلى الله عليهم والحمد لله رب العالمين.

[ياابا الفضل العباس]

اللهم آمين بمحمدٍ وآله الطاهرين
صدقتم أختي ولهذا فقد تعددت الاحاديث بعدم الاغترار بمافي أيدينا ولعل مانملكه فتنة لنا فمنه نختبر ليرى الله هل نشكر ام نكفر ونغتر بما عندنا
وفقكم الله تعالى أختي

[المفيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطارهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أعتقد انّ الآية لم تنقل بالشكل الصحيح (وأعتقد انّه إشتباه، ومع ذلك يجب الانتباه الى ذلك لأنّه كلام الله فلا يجوز التصرف به)، فالآية الكريمة هكذا ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))الحديد 20..

هنا تلخيص لطيف من الباري عزّ وجلّ لكل مراحل الحياة بل بكل متعلقاتها..
فالمعلوم انّ الحياة الدنيا انّما وجدت لتكون معبراً للآخرة، وعليه يكون حبّ الدنيا رأس كل خطيئة لأنها ليست الهدف..
فهذه الخصال التي عدّدتها الآية الكريمة (اللعب و اللهو و الزينة و التفاخر و الأموال و الأولاد) هي من الأمور التي تقف عائقاً أمام تكامله بل قد تكون سبباً لتسافله فتؤدي به الى الجحيم..
وهذا لا يعني أن لا يسعى العبد الى ذلك وأن يترك هذه الأمور نهائياً، بل أن يكون ذلك لله وفي الله عزّ و جلّ باعتبارها من نعم الله سبحانه، فتكون سبباً لتكامله.. فالمذموم هو حب الدنيا للدنيا..
ومن ثمّ تشير الآية الكريمة في النهاية الى النتيجة الحتمية والتي لا ثالث لها وهي إما العذاب الشديد أو المغفرة والرضوان، ومن الطبيعي انّ تعلق الانسان بالمبعّد عن الله سبحانه يؤدي به الى النار، أما المقرّب فنتيجته الجنّة..

الأخت القديرة متيمة العباس..
ما أروع ما نثرتيه بين طيّات هذه الصفحات الجميلة من أزهار عطرة.. أسكنك الله فسيح جناته...

[متيمة العباس]

السلام عليك يامولاي ياأبا الفضل العباس,,

غاليتي ,,

ممتنةٌ لعذب المرور بمتصفّحي وجعلكِ الله من العاملات الشاكرات ,,
ودمتِ موفقة لكل خير,,

[متيمة العباس]

مشرفنا المتالق والمتيقّظ دوماً,,

انت مفيدٌ اسماً وفعلاً ,,
أفدتني أفادكَ الله بما وهبك من علم ومعرفة في الدنيا والاخرة ,
ورحم الله والديك على دعائك المبارك وأسكنك من الجنة أفسحها مجلساً,,

نعم الآية لم تُنقل بالشكل الصحيح وليس الأمر اشتباهاً وإنما عدم انتباه والسبب حبات القلوب وفلذات الأكباد الذين شتتوا ذهني اثناء الكتابة فوقع الخطأ وحاولت التعديل ولكن لم اتمكن من ذلك لذا لو تكرّمتم بالتصحيح ولكم جزيل الإمتنان,,

بمتصفّحي المتواضع يفوح شذا عطر مروركم الكريم وتعليقكم المفيد أيها الأخ المفيد,,
جزاكم الله احسن الجزاء.

[المفيد]

مشرفنا المتالق والمتيقّظ دوماً,,

انت مفيدٌ اسماً وفعلاً ,,
أفدتني أفادكَ الله بما وهبك من علم ومعرفة في الدنيا والاخرة ,
ورحم الله والديك على دعائك المبارك وأسكنك من الجنة أفسحها مجلساً,,

نعم الآية لم تُنقل بالشكل الصحيح وليس الأمر اشتباهاً وإنما عدم انتباه والسبب حبات القلوب وفلذات الأكباد الذين شتتوا ذهني اثناء الكتابة فوقع الخطأ وحاولت التعديل ولكن لم اتمكن من ذلك لذا لو تكرّمتم بالتصحيح ولكم جزيل الإمتنان,,

بمتصفّحي المتواضع يفوح شذا عطر مروركم الكريم وتعليقكم المفيد أيها الأخ المفيد,,
جزاكم الله احسن الجزاء.

حفظك الله ورعاك أنت وعائلتك الكريمة شاكراً لك إطرائك الذي هو في الحقيقة أكثر بكثير مما أستحق..

وبالنسبة للآية الكريمة فانا بالفعل قمت باعادة كتابتها بالشكل الصحيح في ردّي..

[متيمة العباس]

مشرفنا الفاضل,,

لقد قرات ردّكم الكريم ونصحيح الآية المباركة وممتنة جداً لهذا التصحيح و ولكن ما أقصده أن خانة التعديل في موضوعي قد أُلغيت ما منعني من الدخول والتصحيصح لذا أرجو من جنابكم الكريم مساعدتي في هذا الأمر لإنه قد يقرأ قارىء موضوعي دون ان يقرأ الردود فيحصل الإلتباس وتفضّلوا بقبول فائق احترامي وامتناني لكم.