السلام عليكم
{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } * { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } * { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } * { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } * { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } * { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } * { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } * { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } * { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } * { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } * { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }سورة الجن
تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
{ (11) وَأَنًَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ } قوم دون ذلك { كُنَّا طَرائِقَ قَِدَداً } متفرّقة من قد اذا قطع القمّي اي على مذاهب مختلفة.
{ (12) وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا { أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأرْضِ } كائنين اينما كنّا فيها { وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها الى السماء ولن نعجزه في الأرض هرباً ان طلبنا.
{ (13) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } نقصان في الجزاء ولا ان يرهقه ذلّة القمي قال البخس النقصان والرهق العذاب.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال الهدى الولاية آمنّا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً قل تنزيل قال لا تأويل.
{ (14) وَأنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ } الجائزون عن طريق الحقّ { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً } توخّوا رشداً عظيماً يبلغهم الى دار الثواب.
القمّي عن الباقر عليه السلام اي الذين اقرّوا بولايتنا.
{ (15) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً } توقد بهم نارها.
قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } معاوية وأصحابه.
{ (16) وَأَلَوِ اسْتَقَامُوا } وانّه لو استقاموا { عَلَى الطَّرِيقَةِ } الطريق المثلى { لأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً } لوسّعنا عليهم الرزق والغدق الكثير.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال معناه لأفدناهم علماً كثيراً يتعلّمونه من الأئمّة عليهم السلام.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام يعني لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين عليّ والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءاً غدقاً يقول لأشربنا قلوبهم الإِيمان.
{ (17) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنختبرهم كيف يشكرونه { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ }.
القمّي عن ابن عبّاس قال ذكر ربّه ولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام { يَسْلُكْهُ } يدخله { عَذاباً صَعَداً } شاقاً يعلو المعذّب ويغلبه.
القمّي { لنفتنهم فيه } قتل الحسين عليه السلام.
القمّي : وعنه عن جعفر قال: حدثني أحمد بن محمد بن أحمد المدائني قال: حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي بن عزاب عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { ومن يعرض عن ذكر ربه } قال: ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب.
{ (18) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ } مختصّة به { فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }.
في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين.
وفي الكافي عن الصادق والعيّاشي عن الجواد عليهما السلام والقمّي مثله.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ المساجد هم الأوصياء.
والقمّي عن الرضا هم الأئمّة عليه السلام.
{ (19) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ } يعني محمداً صلّى الله عليه وآله { يَدْعُوهُ } يعبده القمّي كناية عن الله { كادُوا } قال يعني قريشاً { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } من ازدحامهم عليه تعجبّاً ممّا رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته.
{ (20) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبَِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } فليس ذلك ببدع ولا منكر يوجب اطباقكم على مقتي وتعجّبكم وقرىء قل على الامر للنبيّ صلّى الله عليه وآله ليوافق ما بعده.
{ (21) قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً }.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا الناس الى ولاية عليّ عليه السلام فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمّد عفنا من هذا فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله هذا الى الله ليس اليّ فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله عزّ وجلّ قل انّي لا املك الآية.
{ (22) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ } قال ان عصيته { وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً } متحرفاً ولتجأً. { (23)إِلاَّ بلاغاً مِنَ الله ورسالاته } قبل استثناء من ملتحداً أي الا تبليغاً من الله آياته ورسالاته فانه ملتجأي أو من لا أملك أي لا أملك سوى تبلغ وحي الله بتوفيقه وعونه.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام الاّ بلاغاً من الله ورسالاته في عليّ عليه السلام قيل هذا تنزيل قال نعم { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال في ولاية عليّ عليه السلام { فإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }.
http://main.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=4&tTafsirNo=41&tSoraNo=72&tAya hNo=17&tDisplay=yes&Page=1&Size=1&LanguageId=1
تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق
{ إلا بلاغاً من الله } [23] أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام { ومن يعص الله ورسوله } في ولاية علي عليه السلام { فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } قال: النبي صلى الله عليه وآله يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك قالت قريش فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار فانزل الله { حتى إذا رأوا ما يوعدون } [24] يعني الموت والقيامة { فسيعلمون } يعني فلاناً وفلاناً وفلاناً ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش { من أضعف ناصراً وأقل عدداً }.
قوله: { حتى إذا رأوا ما يوعدون } قال: القائم وأمير المؤمنين عليهم السلام في الرجعة.
{ فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً } قال: هو قول أمير المؤمنين لزفر: والله يا بن صهاك! لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً، قال: فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله: { قل - يا محمد - إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً }.
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول } [26-27] يعني علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله: { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقاً ويعلمه الله إلهاماً، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله.
وقوله: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً... } الخ قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة.
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول } [26-27] يعني علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله: { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقاً ويعلمه الله إلهاماً، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله.
وقوله: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً... } الخ قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة.
{ ليعلم } النبي { أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط } عليّ بما لدى الرسول من العلم { وأحصى كل شيء عدداً } ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه ونسبه ومن يموت موتاً أو يقتل قتلاً، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.
{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } * { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } * { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } * { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } * { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } * { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } * { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } * { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } * { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } * { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } * { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }سورة الجن
تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
{ (11) وَأَنًَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ } قوم دون ذلك { كُنَّا طَرائِقَ قَِدَداً } متفرّقة من قد اذا قطع القمّي اي على مذاهب مختلفة.
{ (12) وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا { أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأرْضِ } كائنين اينما كنّا فيها { وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها الى السماء ولن نعجزه في الأرض هرباً ان طلبنا.
{ (13) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } نقصان في الجزاء ولا ان يرهقه ذلّة القمي قال البخس النقصان والرهق العذاب.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال الهدى الولاية آمنّا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً قل تنزيل قال لا تأويل.
{ (14) وَأنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ } الجائزون عن طريق الحقّ { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً } توخّوا رشداً عظيماً يبلغهم الى دار الثواب.
القمّي عن الباقر عليه السلام اي الذين اقرّوا بولايتنا.
{ (15) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً } توقد بهم نارها.
قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } معاوية وأصحابه.
{ (16) وَأَلَوِ اسْتَقَامُوا } وانّه لو استقاموا { عَلَى الطَّرِيقَةِ } الطريق المثلى { لأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً } لوسّعنا عليهم الرزق والغدق الكثير.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال معناه لأفدناهم علماً كثيراً يتعلّمونه من الأئمّة عليهم السلام.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام يعني لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين عليّ والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءاً غدقاً يقول لأشربنا قلوبهم الإِيمان.
{ (17) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنختبرهم كيف يشكرونه { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ }.
القمّي عن ابن عبّاس قال ذكر ربّه ولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام { يَسْلُكْهُ } يدخله { عَذاباً صَعَداً } شاقاً يعلو المعذّب ويغلبه.
القمّي { لنفتنهم فيه } قتل الحسين عليه السلام.
القمّي : وعنه عن جعفر قال: حدثني أحمد بن محمد بن أحمد المدائني قال: حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي بن عزاب عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { ومن يعرض عن ذكر ربه } قال: ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب.
{ (18) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ } مختصّة به { فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }.
في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين.
وفي الكافي عن الصادق والعيّاشي عن الجواد عليهما السلام والقمّي مثله.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ المساجد هم الأوصياء.
والقمّي عن الرضا هم الأئمّة عليه السلام.
{ (19) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ } يعني محمداً صلّى الله عليه وآله { يَدْعُوهُ } يعبده القمّي كناية عن الله { كادُوا } قال يعني قريشاً { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } من ازدحامهم عليه تعجبّاً ممّا رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته.
{ (20) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبَِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } فليس ذلك ببدع ولا منكر يوجب اطباقكم على مقتي وتعجّبكم وقرىء قل على الامر للنبيّ صلّى الله عليه وآله ليوافق ما بعده.
{ (21) قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً }.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا الناس الى ولاية عليّ عليه السلام فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمّد عفنا من هذا فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله هذا الى الله ليس اليّ فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله عزّ وجلّ قل انّي لا املك الآية.
{ (22) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ } قال ان عصيته { وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً } متحرفاً ولتجأً. { (23)إِلاَّ بلاغاً مِنَ الله ورسالاته } قبل استثناء من ملتحداً أي الا تبليغاً من الله آياته ورسالاته فانه ملتجأي أو من لا أملك أي لا أملك سوى تبلغ وحي الله بتوفيقه وعونه.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام الاّ بلاغاً من الله ورسالاته في عليّ عليه السلام قيل هذا تنزيل قال نعم { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال في ولاية عليّ عليه السلام { فإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }.
http://main.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=4&tTafsirNo=41&tSoraNo=72&tAya hNo=17&tDisplay=yes&Page=1&Size=1&LanguageId=1
تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق
{ إلا بلاغاً من الله } [23] أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام { ومن يعص الله ورسوله } في ولاية علي عليه السلام { فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } قال: النبي صلى الله عليه وآله يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك قالت قريش فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار فانزل الله { حتى إذا رأوا ما يوعدون } [24] يعني الموت والقيامة { فسيعلمون } يعني فلاناً وفلاناً وفلاناً ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش { من أضعف ناصراً وأقل عدداً }.
قوله: { حتى إذا رأوا ما يوعدون } قال: القائم وأمير المؤمنين عليهم السلام في الرجعة.
{ فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً } قال: هو قول أمير المؤمنين لزفر: والله يا بن صهاك! لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً، قال: فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله: { قل - يا محمد - إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً }.
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول } [26-27] يعني علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله: { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقاً ويعلمه الله إلهاماً، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله.
وقوله: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً... } الخ قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة.
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول } [26-27] يعني علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله: { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقاً ويعلمه الله إلهاماً، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله.
وقوله: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً... } الخ قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة.
{ ليعلم } النبي { أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط } عليّ بما لدى الرسول من العلم { وأحصى كل شيء عدداً } ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه ونسبه ومن يموت موتاً أو يقتل قتلاً، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.
تعليق