السلام عليكم
{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } سورة الزمر الاية 74
{ الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء 74 }
تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق
فرات قال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعناً:
" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه [ر: رحمة الله عليه] قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم في منزل أم سلمة رضي الله عنها ورسول الله يحدثني وأنا له مستمع إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فلما أن بصر [أ: أبصر] به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرق وجهه نوراً وفرحاً وسروراً بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ثم التفت إلي فقال: يا أبا ذر تعرف هذا الداخل إلينا حق معرفته؟ قال أبو ذر: يا رسول الله هو أخوك وابن عمك وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة [في الجنة. ر] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ورمح الله الأطول وباب الله الأكبر، فمن أراد الله فليدخل من الباب.
يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله والذاب عن حريم الله والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه في الأمم كلها - كل أمة فيها نبي [ظ]-.
يا أبا ذر إن لله عز وجل على كل ركن من أركان عرشه سبعون ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي والدعاء على أعدائه.
يا أبا ذر لولا علي ما [أ: لا] أبان الحق من الباطل [أ: باطل] ولا مؤمن من كافر وما عبد الله، لأنه ضرب على رؤوس المشركين حتى أسلموا وعُبِدَ [ب: وعبدوا] الله، ولولا ذلك ما كان ثواب ولا عقاب، لا يستره من الله ستر ولا يحجبه عن الله حجاب بل هو الحجاب والستر. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب } [13/ الشورى].
يا أبا ذر إن الله [تبارك و. أ] تعالى تعزز بملكه ووحدانيته في فردانيته [وفردانيته في وحدانيته. ب، ر] فعرف عباده المخلصين [من. أ، ب] نفسه فأباح له جنته، فمن أراد أن يهديه عرفه ولايته ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عليه معرفته.
يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان كافراً ومن ترك ولايته كان ضالاً مضلاً ومن جحد حقه كان مشركاً.
يا أبا ذر يوتى بجاحد حق علي وولايته يوم القيامة أصم وأبكم وأعمى يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ينادي منادٍ { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } [56/ الزمر] وألقى [ب (خ ل): يلقى. في. ب] عنقه طوق من نار [ر: النار] ولذلك الطوق ثلاثماءة شعبة على كل شعبة شيطان يتفل في وجهه الكلح [ر: ويكلح] من جوف قبره إلى النار.
فقال أبو ذر: قلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ملأت قلبي فرحاً وسروراً فزدني. فقال:
يا أبا ذر لما أن عرج بي إلى السماء فصرت في [السماء. أ، ر] الدنيا أذن [ظ] ملك من الملائكة وأقام الصلاة فأخذ بيدي جبرئيل [عليه السلام. ر] فقدمني وقال لي: يا محمد صل بالملائكة فقد طال شوقهم إليك، فصليت بسبعين صفاً [كل. ر] الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم فلما انتفلت من صلاتي وأخذت في التسبيح والتقديس أقبلت إلي شرذمة بعد شرذمة من الملائكة فسلموا علي وقالوا: يا محمد لنا إليك حاجة هل تقضيها يا رسول الله؟ فظننت أن الملائكة يسألون الشفاعة عند رب العالمين لأن الله فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء قلت: ما حاجتكم [يا. ر] ملائكة ربي؟ قالوا: يا نبي الله إذا رجعت إلى الأرض فاقرء علي بن أبي طالب منا السلام وأعلمه بأن قد طال شوقنا إليه. قلت: [يا. ر، ب] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أول [ما. ر، ب (خ ل)] خلق الله؛ خلقكم أشباح نور من نور في نور، من سناء عزه ومن سناء ملكه ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه؛ وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية والأرض مدحية، وهو في الموضع الذي يتوفاه [أ: ينوى فيه. ب: بنوافيه] ثم خلق السماوات والأرضين في ستة أيام ثم رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون، ثم خلق الملائكة من بدو ما أراد من أنوارٍ شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون وتقدسون فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم فما نزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم فلم لا نعرفكم إقرأ علياً منا السلام وأعلمه بأنه قد طال شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فتلقتني الملائكة فسلموا علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله كيف لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه وخزان علمه وأنتم العروة الوثقى وأنتم الحجة وأنتم الجانب والجنب وأنتم الكرسي [ز، ر: الكراسي] [و. ز] أصول العلم، قائمكم خير قائم بكم!، وناطقكم خير ناطق، بكم فتح الله دينه وبكم [ر، أ: وما] يختمه، فاقرأ علياً منا السلام وأخبره بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فتلقتني الملائكة فسلموا [ر: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله لم لا نعرفكم وأنتم باب المقام وحجة الخصام وعلي دابة الأرض وفاصل القضاء وصاحب العضباء [ز: العصا] وقسيم النار غداً وسفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها في النار يتردى كم فقم الدعائم والأقطار الأكناف! والأعمدة فسطاطنا! السحاب الا على كرامين [ر، أ (خ ل): كوامير] أنواركم [أ: الأنواركم]! فلم لا نعرفكم فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فتلقتني الملائكة فسلموا [ب: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: لم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم جبرئيل ينزل بالوحي من السماء من عند رب العالمين فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بطول شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فتلقتني الملائكة وسلموا [ب: فسلموا] علي فقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت لهم: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله لم لا نعرفكم ونحن نغدو ونروح على العرش بالغداة والعشي فننظر إلى [أ: على] ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله [ص. أ، ب] أيده الله بعلي بن أبي طالب [فعلي. أ، ر. بن أبي طالب. أ] ولي الله والعلم بينه وبين خلقه وهو دافع المشركين ومبير الكافرين، فعلمنا عند ذلك أن علياً ولي من أولياء الله فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء السادسة فتلقتني الملائكة فسلموا [ر: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: بلى يا نبي الله لم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس منها ورقة إلا عليها مكتوبة حرفين بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثيقة وحبل الله المتين وعينه على الخلائق أجمعين وسيف نقمته على المشركين فاقرأه منا السلام وقد طال شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون لما أن رأوني { الحمد لله الذي صدقنا وعده } ثم تلقوني فسلموا علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي سمعت وأنتم تقولون: { الحمد لله الذي صدقنا وعده [وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء }. أ] فما الذي صدقتم؟ قالوا: يا نبي الله إن الله [تبارك و. ب، ر] تعالى لما أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزه وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه وأشهدكم على عباده عرض [ر: اعرض] ولايتكم علينا ورسخت في قلوبنا فشكونا محبتك إلى الله فوعدنا ربنا أن يريناك في السماء معنا وقد صدقنا وعده وهو ذا أنت [معنا. ر] في السماء فجزاك الله من نبي خيراً، ثم شكونا علي بن أبي طالب إلى الله فخلق لنا في صورته ملكاً وأقعده عن يمين عرشه على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر قوائمه من الزبرجد الأخضر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها وعلاقة من فوقها قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي: فقامت بأمر الله فكلما اشتقنا إلى رؤية علي [بن أبي طالب. أ] في الأرض نظرنا إلى مثاله في السماء ".
في الخصال عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهم السلام قال انّ للجنّة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون وباب يدخل منه الشهداء والصالحون وخمسة ابواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وانصاري واوليائي ومن تولاّني في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد اجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل او قول في سبعين ألفاً من جيرانه واقربائه وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بُغضنا أهل البيت.
{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } سورة الزمر الاية 74
{ الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء 74 }
تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق
فرات قال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعناً:
" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه [ر: رحمة الله عليه] قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم في منزل أم سلمة رضي الله عنها ورسول الله يحدثني وأنا له مستمع إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فلما أن بصر [أ: أبصر] به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرق وجهه نوراً وفرحاً وسروراً بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ثم التفت إلي فقال: يا أبا ذر تعرف هذا الداخل إلينا حق معرفته؟ قال أبو ذر: يا رسول الله هو أخوك وابن عمك وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة [في الجنة. ر] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ورمح الله الأطول وباب الله الأكبر، فمن أراد الله فليدخل من الباب.
يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله والذاب عن حريم الله والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه في الأمم كلها - كل أمة فيها نبي [ظ]-.
يا أبا ذر إن لله عز وجل على كل ركن من أركان عرشه سبعون ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي والدعاء على أعدائه.
يا أبا ذر لولا علي ما [أ: لا] أبان الحق من الباطل [أ: باطل] ولا مؤمن من كافر وما عبد الله، لأنه ضرب على رؤوس المشركين حتى أسلموا وعُبِدَ [ب: وعبدوا] الله، ولولا ذلك ما كان ثواب ولا عقاب، لا يستره من الله ستر ولا يحجبه عن الله حجاب بل هو الحجاب والستر. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب } [13/ الشورى].
يا أبا ذر إن الله [تبارك و. أ] تعالى تعزز بملكه ووحدانيته في فردانيته [وفردانيته في وحدانيته. ب، ر] فعرف عباده المخلصين [من. أ، ب] نفسه فأباح له جنته، فمن أراد أن يهديه عرفه ولايته ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عليه معرفته.
يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان كافراً ومن ترك ولايته كان ضالاً مضلاً ومن جحد حقه كان مشركاً.
يا أبا ذر يوتى بجاحد حق علي وولايته يوم القيامة أصم وأبكم وأعمى يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ينادي منادٍ { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } [56/ الزمر] وألقى [ب (خ ل): يلقى. في. ب] عنقه طوق من نار [ر: النار] ولذلك الطوق ثلاثماءة شعبة على كل شعبة شيطان يتفل في وجهه الكلح [ر: ويكلح] من جوف قبره إلى النار.
فقال أبو ذر: قلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ملأت قلبي فرحاً وسروراً فزدني. فقال:
يا أبا ذر لما أن عرج بي إلى السماء فصرت في [السماء. أ، ر] الدنيا أذن [ظ] ملك من الملائكة وأقام الصلاة فأخذ بيدي جبرئيل [عليه السلام. ر] فقدمني وقال لي: يا محمد صل بالملائكة فقد طال شوقهم إليك، فصليت بسبعين صفاً [كل. ر] الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم فلما انتفلت من صلاتي وأخذت في التسبيح والتقديس أقبلت إلي شرذمة بعد شرذمة من الملائكة فسلموا علي وقالوا: يا محمد لنا إليك حاجة هل تقضيها يا رسول الله؟ فظننت أن الملائكة يسألون الشفاعة عند رب العالمين لأن الله فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء قلت: ما حاجتكم [يا. ر] ملائكة ربي؟ قالوا: يا نبي الله إذا رجعت إلى الأرض فاقرء علي بن أبي طالب منا السلام وأعلمه بأن قد طال شوقنا إليه. قلت: [يا. ر، ب] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أول [ما. ر، ب (خ ل)] خلق الله؛ خلقكم أشباح نور من نور في نور، من سناء عزه ومن سناء ملكه ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه؛ وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية والأرض مدحية، وهو في الموضع الذي يتوفاه [أ: ينوى فيه. ب: بنوافيه] ثم خلق السماوات والأرضين في ستة أيام ثم رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون، ثم خلق الملائكة من بدو ما أراد من أنوارٍ شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون وتقدسون فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم فما نزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم فلم لا نعرفكم إقرأ علياً منا السلام وأعلمه بأنه قد طال شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فتلقتني الملائكة فسلموا علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله كيف لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه وخزان علمه وأنتم العروة الوثقى وأنتم الحجة وأنتم الجانب والجنب وأنتم الكرسي [ز، ر: الكراسي] [و. ز] أصول العلم، قائمكم خير قائم بكم!، وناطقكم خير ناطق، بكم فتح الله دينه وبكم [ر، أ: وما] يختمه، فاقرأ علياً منا السلام وأخبره بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فتلقتني الملائكة فسلموا [ر: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله لم لا نعرفكم وأنتم باب المقام وحجة الخصام وعلي دابة الأرض وفاصل القضاء وصاحب العضباء [ز: العصا] وقسيم النار غداً وسفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها في النار يتردى كم فقم الدعائم والأقطار الأكناف! والأعمدة فسطاطنا! السحاب الا على كرامين [ر، أ (خ ل): كوامير] أنواركم [أ: الأنواركم]! فلم لا نعرفكم فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فتلقتني الملائكة فسلموا [ب: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: لم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم جبرئيل ينزل بالوحي من السماء من عند رب العالمين فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بطول شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فتلقتني الملائكة وسلموا [ب: فسلموا] علي فقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت لهم: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا نبي الله لم لا نعرفكم ونحن نغدو ونروح على العرش بالغداة والعشي فننظر إلى [أ: على] ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله [ص. أ، ب] أيده الله بعلي بن أبي طالب [فعلي. أ، ر. بن أبي طالب. أ] ولي الله والعلم بينه وبين خلقه وهو دافع المشركين ومبير الكافرين، فعلمنا عند ذلك أن علياً ولي من أولياء الله فاقرأ علياً منا السلام وأعلمه بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء السادسة فتلقتني الملائكة فسلموا [ر: وسلموا] علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا: بلى يا نبي الله لم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس منها ورقة إلا عليها مكتوبة حرفين بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثيقة وحبل الله المتين وعينه على الخلائق أجمعين وسيف نقمته على المشركين فاقرأه منا السلام وقد طال شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون لما أن رأوني { الحمد لله الذي صدقنا وعده } ثم تلقوني فسلموا علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت: [يا. ر] ملائكة ربي سمعت وأنتم تقولون: { الحمد لله الذي صدقنا وعده [وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء }. أ] فما الذي صدقتم؟ قالوا: يا نبي الله إن الله [تبارك و. ب، ر] تعالى لما أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزه وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه وأشهدكم على عباده عرض [ر: اعرض] ولايتكم علينا ورسخت في قلوبنا فشكونا محبتك إلى الله فوعدنا ربنا أن يريناك في السماء معنا وقد صدقنا وعده وهو ذا أنت [معنا. ر] في السماء فجزاك الله من نبي خيراً، ثم شكونا علي بن أبي طالب إلى الله فخلق لنا في صورته ملكاً وأقعده عن يمين عرشه على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر قوائمه من الزبرجد الأخضر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها وعلاقة من فوقها قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي: فقامت بأمر الله فكلما اشتقنا إلى رؤية علي [بن أبي طالب. أ] في الأرض نظرنا إلى مثاله في السماء ".
في الخصال عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهم السلام قال انّ للجنّة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون وباب يدخل منه الشهداء والصالحون وخمسة ابواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وانصاري واوليائي ومن تولاّني في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد اجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل او قول في سبعين ألفاً من جيرانه واقربائه وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بُغضنا أهل البيت.
تعليق