السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلعب الصداقة دور كبير جدا في التفاعل الاجتماعي ونحن بحاجة ماسة اليوم الى قيم الصداقة والتعاون والتشارك والتفاعل , ويجب ان نتعلم جميعا اساليب حل الخلافات بين الاصدقاء الصغار والكبار لان ذلك ينعكس على العمل والحياة الاسرية والاجتماعية , فان للصداقة فائدة في تحقيق الاستقرار النفسي وتوسيع الافكار والرؤى الشخصية .
ربما يزعم الإنسان أنّه جرم صغير حينما يرى سعة الكون ولكنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول في الديوانالمنسوب إليه :
أتزعم أ نّك جرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
ومثل الإنسان في عالم الإمكان لكثير ، ممّـا يتصوّره الإنسان أنّه ذو حجم صغير لا قيمة له ، ولكن يرى أنّه يصنع العجائب والغرائب ، وكذلك الأمر في عالم الصداقة ، فهناك اُمور صغيرة في بداية الأمر ، ربما يتصوّر أن لا أثر لها ولا قيمة ، ولكن يمكنها أن تصنع المعجزات في أواصر العلاقة مع الناس ، وتكسب المزيد من الأصدقاء ، وتوطّد العلاقة الحميمة معهم.
فمن هذه الامور اولا: الهدية فإنّها رمز المحبّة ، ومن حقّ الاُخوّة قبول الهدايا ، فقد قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) في حقوق الأخ : « أن يقبل تحفته ، ويتحفه بما عنده ، ولا يتكلّف له شيء » ، فإنّ الهديّة أقصر الطرق إلى قلوب الناس ، فإنّك تعقد حبل المودّة بينك وبينهم ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « الهدية تورث المحبّة » ، كما إنّ الهديّة تجدّد العلاقة بين الأصدقاء ، يقول النبيّ الأكرم : « الهديّة تجدّد الاُخوّة وتذهب بالضغينة » ، ثمّ الهدية ردّ جميل على الهدايا ، والرسول الأكرم(صلى الله عليه واله) يقول : « تهادوا وتحابّوا » ، فتردّ الهدية بهدية ، وهذا ممّـا يزيد في المحبّة ، وجاء في الحديث الشريف : « إنّ التهادي من عمل حور العين ».
أتزعم أ نّك جرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
ومثل الإنسان في عالم الإمكان لكثير ، ممّـا يتصوّره الإنسان أنّه ذو حجم صغير لا قيمة له ، ولكن يرى أنّه يصنع العجائب والغرائب ، وكذلك الأمر في عالم الصداقة ، فهناك اُمور صغيرة في بداية الأمر ، ربما يتصوّر أن لا أثر لها ولا قيمة ، ولكن يمكنها أن تصنع المعجزات في أواصر العلاقة مع الناس ، وتكسب المزيد من الأصدقاء ، وتوطّد العلاقة الحميمة معهم.
فمن هذه الامور اولا: الهدية فإنّها رمز المحبّة ، ومن حقّ الاُخوّة قبول الهدايا ، فقد قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) في حقوق الأخ : « أن يقبل تحفته ، ويتحفه بما عنده ، ولا يتكلّف له شيء » ، فإنّ الهديّة أقصر الطرق إلى قلوب الناس ، فإنّك تعقد حبل المودّة بينك وبينهم ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « الهدية تورث المحبّة » ، كما إنّ الهديّة تجدّد العلاقة بين الأصدقاء ، يقول النبيّ الأكرم : « الهديّة تجدّد الاُخوّة وتذهب بالضغينة » ، ثمّ الهدية ردّ جميل على الهدايا ، والرسول الأكرم(صلى الله عليه واله) يقول : « تهادوا وتحابّوا » ، فتردّ الهدية بهدية ، وهذا ممّـا يزيد في المحبّة ، وجاء في الحديث الشريف : « إنّ التهادي من عمل حور العين ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ثانيا : زيارة الأصدقاء والأحبّة ، فإنّ الابتعاد يجعل الإنسان منسيّاً ، كما في الزيارة ثواب وأجرويقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « تزاوروا فإنّ زيارتكم إحياء لقلوبكم ، وإحياء القلوب وذكر الأحاديث يعطف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم ، فإن تركتموها ظلمتم وهلكتم ، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم » ، وعن رسول الله : « إنّ ملكاً لقي رجلا قائماً على باب دار فقال له : يا عبد الله ، ما حاجتك في هذه الدار ؟ قال : أخٌ لي فيها أردت أن اُسلّم عليه ، قال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسّة ؟ أو نزعتك إليه حاجة ؟ فقال الرجل : ما لي إليه حاجة غير أ نّي أتعهّده في الله ربّ العالمين . فقال له الملك : إنّي رسول الله إليك ، وهو يقرأك السلام ويقول : إيّاي زرت فقد أوجبت لك الجنّة ، وقد عافيتك من غضبي ومن النار لحبّك إيّاه فيّ » ، وإنّما تكون الزيارة واللقاء معتدلا بلا إفراط ولا تفريط ، فإذا رأينا الإحراج في زيارة الصديق فلنقلّل منها قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « من كثرت زيارته قلّت بشاشته » . ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ثالثا: المصافحة والمعانقة ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة » فمن يبتسم في وجه الآخرين ويصافحهم بحرارة ، ويعانقهم بمودّة ، ويقبّلهم بإخلاص ، يكون ناجحاً مع الناس وفي عالم الصداقة ، ان المصافحة من رموز المحبّة ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « إنّ المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تحات عنهما حتّى يفترقا كما تحتّ الريح الشديد الورق عن الشجر » ، وقال (عليه السلام) : « إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بينهما مئة رحمة ، تسعة وتسعون منها لأشدّهما حبّاً لصاحبه ، وإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة. ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
رابعا:إطعام الطعام ،، فإنّ الإطعام له أثر كبير في توطيد دعائم الصداقة والاُخوّة في المجتمع ، كما عليه الأجر والثواب الكثير ، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : لئن أصنع صاعاً من طعام وأجمع عليه إخواني في الله أحبّ إليَّ من أن أعتق رقبة ». وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « من لقم مؤمناً لقمة حلاوة صرف الله بها عنهما مرارة يوم القيامة ».^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
خامسا: الدعاء للصديق ، فإنّ الصداقة في الإسلام علاقة حقيقية وحميمة بين المؤمنين ، فالدعاء جزء من حقّ الأخ على أخيه والصديق على صديقه : « اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات » ، والدعاء بظهر الغيب للآخرين أقرب للاستجابة ، يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « لا تستحقروا دعوة أحد فإنّه يستجاب لليهودي فيكم ، ولا يستجاب له في نفسه ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سادسا: إخبار الصديق بحبّك إيّاه ، فإنّ ذلك ممّـا يثير مشاعر الحبّ المتبادل ، فإنّ كلمات المحبة وإن كانت صغيرة إلاّ أنّها تترك أثراً كبيراً في النفس والقلب ، قال رسول الله : « إذا أحبّ أحدكم أحداً فليخبره » ، وقال : « من كان له في قلب أخيه المؤمن مودّة ولم يعلنه فقد خان » ، وقال رسول الله : « إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه ، فإنّه أصلح لذات البين ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سابعا: المبادلة بين الأصدقاء ، فالتحيّة يبادلها بتحيّة مثلها أو أحسن منها ، والهدية بهدية ، والحبّ بالحبّ ، والكلمة بالكلمة الطيّبة ، والاحترام بالاحترام ، وهكذا في كلّ شيء ، فلا تعني الصداقة الأخذ فقط ، بل أخذ وعطاء وعطاء وأخذ ، ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « فليس بأخ من ضيّعت حقوقه ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ثامنا : إدخال السرور في قلب الصديق ، فيملأ قلبه غبطة وثقة وانشراحاً ، ذات مرّة أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود النبي (عليه السلام) قائلا : يا داود إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فاُبيح له جنّتي واُحكّمه فيها ، قال داود : وما تلك الحسنة ؟ قال : يدخل على عبدي المؤمن السرور . فقال داود : يا ربّ ، حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك ». ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
تاسعا: أن تتحدّث مع الصديق فيما يهمّه ويخصّه ، فإنّ التكلّم فيما يتّصل باهتماماته سوف تجده ينساق إليك ويرتاح من مجلسك ، فابدأ في ما يهتمّ به ثمّ عرّج على ما تهتمّ به أنت ، فالسبيل المؤدّي إلى القلب أن تتحدّث فيما يسرّه ، ثمّ تبلّغه رسالتك ، ثمّ عليك أن تكتم سرّه . يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّما المجالس بالأمانة ، ولا يحلّ لأحد أن يفشي على صاحبه سرّه » ، وقال لأبي ذرّ الغفاري : « يا أبا ذرّ : المجالس بالأمانة ، وإفشاء سرّ أخيك خيانة ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
عاشرا:عليك بمصادقة أصدقاء صديقك ومعاداة أعدائه ، فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)يقول : « أصدقاؤك ثلاثة ، واعداؤك ثلاثة : فأصدقاؤك : صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك ، وأعداؤك ثلاثة : عدوّك وعدوّ صديقك وصديق عدوّك ».
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
احد عشر: ومن الأدب حفظ اسم الصديق ، ولنذكر أحبّ الأسماء إليه ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إذا جاءك الرجل فاسأله عن اسمه واسم أبيه وممّن هو ، فإنّه أوصل للمودّة » ، وقال : « ثلاثة يصفّين ودّ المرء لأخيه المسلم : يلقاه بالبشر وطلاقة الوجه ، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ، ويذكره بأحبّ الأسماء إليه » ، فإنّ بعض المجتمعات يكون الاحترام فيها للإسم الأوّل ، وبعضها فيها للكنية كما في العراق أو اللقب كما في إيران.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
وأخيراً عليك أن تتعرّف على مكان الصديق ، واُسرته ، وعنوان داره ، وعمله ، وهاتفه ، فإنّ من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إذا آخى أحدكم رجلا فليسأله عن اسمه واسم أبيه وقبيلته ومنزله ، فإنّه من الحقّ الواجب وصدق الإخاء ، وإلاّ فهي مودّة حمقاء » ، وبمثل هذه الأخلاق العالية والآداب السامية تدوم الصداقة والخلّة ، وتتجذر في النفوس والأرواح المؤتلفة ، وتنفع في الدنيا والآخرة ، ولمثلها فليتنافس المتنافسون.
****************************************
تعليق