السلام عليكم
الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام
مكارم أخلاقه وعلمه ، وإقرار المخالف والمؤالف بفضله وحسن خلقه وخلقه وصوته وعبادته
1 - إعلام الورى الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن محمد بن جعفر ، وغيره قالوا : وقف على علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلمه فلما انصرف قال : لجلسائه : لقد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه ، قال : فقالوا له : نفعل ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول ، فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " فعلمنا أنه لا يقول له شيئا . قال : فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال : قولوا له : هذا علي بن الحسين ، قال : فخرج إلينا متوثبا للشر وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئا له على بعض ما كان منه ، فقال له علي بن الحسين : يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت ، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه ، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك ، قال : فقبل الرجل بين عينيه وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به .
قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن رضي الله عنه .
2 - الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال : مر علي بن الحسين على المجذومين وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلى الغداء فقال : أما إني لولا أني صائم لفعلت ، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع ، وأمر أن يتنوقوا فيه ، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم .
3 - الكافي : علي بن محمد بن عبد الله القمي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن إسماعيل القصير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين غلاء السعر فقال : وما علي من غلائه ، إن غلا فهو عليه ، وإن رخص فهو عليه .
4 - فلاح السائل : من كتاب زهرة المهج بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور ، عن الصادق قال : كان علي بن الحسين إذا حضر الصلاة اقشعر جلده ، واصفر لونه ، وارتعد كالسعفة .
5 - الإرشاد : روى الواقدي ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : كان هشام بن إسماعيل يسيئ جواري فلقي منه علي بن الحسين أذى شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال : فمر به علي بن الحسين وقد أوقف عند دار مروان ، قال : فسلم عليه ، قال : وكان علي بن الحسين قد تقدم إلى خاصته ألا يعرض له أحد .
6 - إعلام الورى ، الإرشاد ، مناقب ابن شهرآشوب : روي أن علي بن الحسين دعا مملوكه مرتين فلم يجبه ، فلما أجابه في الثالثة فقال له : يا بني أما سمعت صوتي ؟ قال : بلى : قال : فما لك لم تجبني ؟ قال : أمنتك ، قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني .
7 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن عبد الرحمن بن صالح ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك .
8 - الإرشاد : الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن محمد بن علي بن عبد الله عن أبيه ، عن جده عبد الله بن هارون ، عن عمرو بن دينار قال : حضرت زيد بن أسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي ، فقال له علي بن الحسين : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار ، ولم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين لا تبك فهي علي وأنت بري منها فقضاها عنه .
9 - مناقب ابن شهرآشوب : الحلية مرسلا مثله ، وفيه : محمد بن أسامة .
10 - فتح الأبواب : محمد بن الحسن بن داود الخراجي ، عن أبيه ، ومحمد بن علي بن حسن المقري ، عن علي بن الحسين بن أبي يعقوب الهمداني ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن الآمدي ، عن عبد الرحمن بن قريب ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخلت مع علي بن الحسين على عبد الملك ابن مروان ، قال .
فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين فقال : يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد ، ولقد سبق لك من الله الحسنى وأنت بضعة من رسول الله قريب النسب وكيد السبب ، وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك ، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك ، وأقبل يثني عليه ويطريه ، قال : فقال علي بن الحسين : كلما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه فأين شكره على ما أنعم يا أمير المؤمنين ؟ كان رسول الله يقف في الصلاة حتى ترم قدماه ، ويظمأ في الصيام حتى يعصب فوه ، فقيل له : يا رسول الله ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا ، الحمد لله على ما أولى وأبلى ، وله الحمد في الآخرة والأولى ، والله لو تقطعت أعضائي ، وسالت مقلتاي على صدري ، لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون ، ولا يبلغ حد نعمة منها على جميع حمد الحامدين ، لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره ، في ليل ولا نهار ، ولا سر ولا علانية ، ولولا أن لأهلي علي حقا ، ولسائر الناس من خاصهم وعامهم علي حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم لرميت بطرفي إلى السماء ، وبقلبي إلى الله ، ثم لم أرددهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين ، وبكى وبكى عبد الملك وقال : شتان بين عبد طلب الآخرة وسعى لها سعيها ، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ماله في الآخرة من خلاق ، ثم أقبل يسأله عن حاجاته وعما قصد له فشفعه فيمن شفع ، ووصله بمال .
11 - مناقب ابن شهرآشوب : كتاب الأنوار إن إبليس تصور لعلي بن الحسين وهو قائم يصلي في صورة أفعى له عشرة رؤس محددة الأنياب ، متقلبة الأعين بحمرة ، فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده ، ثم تطاول في محرابه ، فلم يفزعه ذلك ، ولم يكسر طرفه إليه ، فانقض على رؤس أصابعه يكدمها بأنيابه ، وينفخ عليها من نار جوفه ، وهو لا يكسر طرفه إليه ، ولا يحول قدميه عن مقامه ، ولا يختلجه شك ولا وهم في صلاته ولا قراءته ؟ فلم يلبث إبليس حتى انقض إليه شهاب محرق من السماء ، فلما أحس به صرخ ، وقام إلى جانب علي بن الحسين في صورته الأولى ، ثم قال : يا علي أنت سيد العابدين كما سميت وأنا إبليس ، والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك ، فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ، ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه ، حتى قضى صلاته على تمامها .
12 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن ابن يزيد ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن أبيه ، عن أبيه ، عن عمه إسحاق بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله ( * ) بن الحارث قال : كانت لعلي بن الحسين عليه السلام قارورة مسك في مسجده ، فإذا دخل إلى الصلاة أخذ منه وتمسح به .
13 - الكافي : العدة ، عن سهل ، عن الحسين بن يزيد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله قال : إن علي بن الحسين استقبله مولى له في ليلة باردة ، وعليه جبة خز ، ومطرف خز ، وعمامة خز وهو متغلف بالغالية فقال له : جعلت فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة إلى أين ؟ قال : فقال : إلى مسجد جدي رسول الله أخطب الحور العين إلى الله عز وجل .
14 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن مولى لبني هاشم ، عن محمد بن جعفر ، والعدة ، عن سهل ، عن ابن أسباط ، عن مولى لبني هاشم مثله .
15 - الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ، فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم .
16 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدائني ، عن أبي عبد الله إن علي بن الحسين كان يركب على قطيفة حمراء .
17 - الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله قال : مرض علي بن الحسين ثلاث مرضات في كل مرضة يوصي بوصية ، فإذا أفاق أمضى وصيته .
18 - أمالي الطوسي : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبد المنعم ، عن حسين بن شداد ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند ، عن أبي جعفر محمد بن علي إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه ، ادءابا منه لنفسه في العبادة ، فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا فقال : هذه مشية رسول الله وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر رضي الله عنه ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت ، فدنا منه فحل جابر أزراره ، ووضع يده على صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك ، ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله ، ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال ، وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم ، قال : إنا لله إنه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك ، ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا ابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين : يا صاحب رسول الله أما علمت جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلم يدع الاجتهاد وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء ، ويستكشف اللاواء ، وبهم يستمطر السماء ، فقال له : يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .
قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن رضي الله عنه .
2 - الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال : مر علي بن الحسين على المجذومين وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلى الغداء فقال : أما إني لولا أني صائم لفعلت ، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع ، وأمر أن يتنوقوا فيه ، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم .
3 - الكافي : علي بن محمد بن عبد الله القمي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن إسماعيل القصير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين غلاء السعر فقال : وما علي من غلائه ، إن غلا فهو عليه ، وإن رخص فهو عليه .
4 - فلاح السائل : من كتاب زهرة المهج بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور ، عن الصادق قال : كان علي بن الحسين إذا حضر الصلاة اقشعر جلده ، واصفر لونه ، وارتعد كالسعفة .
5 - الإرشاد : روى الواقدي ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : كان هشام بن إسماعيل يسيئ جواري فلقي منه علي بن الحسين أذى شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال : فمر به علي بن الحسين وقد أوقف عند دار مروان ، قال : فسلم عليه ، قال : وكان علي بن الحسين قد تقدم إلى خاصته ألا يعرض له أحد .
6 - إعلام الورى ، الإرشاد ، مناقب ابن شهرآشوب : روي أن علي بن الحسين دعا مملوكه مرتين فلم يجبه ، فلما أجابه في الثالثة فقال له : يا بني أما سمعت صوتي ؟ قال : بلى : قال : فما لك لم تجبني ؟ قال : أمنتك ، قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني .
7 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن عبد الرحمن بن صالح ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك .
8 - الإرشاد : الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن محمد بن علي بن عبد الله عن أبيه ، عن جده عبد الله بن هارون ، عن عمرو بن دينار قال : حضرت زيد بن أسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي ، فقال له علي بن الحسين : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار ، ولم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين لا تبك فهي علي وأنت بري منها فقضاها عنه .
9 - مناقب ابن شهرآشوب : الحلية مرسلا مثله ، وفيه : محمد بن أسامة .
10 - فتح الأبواب : محمد بن الحسن بن داود الخراجي ، عن أبيه ، ومحمد بن علي بن حسن المقري ، عن علي بن الحسين بن أبي يعقوب الهمداني ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن الآمدي ، عن عبد الرحمن بن قريب ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخلت مع علي بن الحسين على عبد الملك ابن مروان ، قال .
فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين فقال : يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد ، ولقد سبق لك من الله الحسنى وأنت بضعة من رسول الله قريب النسب وكيد السبب ، وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك ، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك ، وأقبل يثني عليه ويطريه ، قال : فقال علي بن الحسين : كلما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه فأين شكره على ما أنعم يا أمير المؤمنين ؟ كان رسول الله يقف في الصلاة حتى ترم قدماه ، ويظمأ في الصيام حتى يعصب فوه ، فقيل له : يا رسول الله ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا ، الحمد لله على ما أولى وأبلى ، وله الحمد في الآخرة والأولى ، والله لو تقطعت أعضائي ، وسالت مقلتاي على صدري ، لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون ، ولا يبلغ حد نعمة منها على جميع حمد الحامدين ، لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره ، في ليل ولا نهار ، ولا سر ولا علانية ، ولولا أن لأهلي علي حقا ، ولسائر الناس من خاصهم وعامهم علي حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم لرميت بطرفي إلى السماء ، وبقلبي إلى الله ، ثم لم أرددهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين ، وبكى وبكى عبد الملك وقال : شتان بين عبد طلب الآخرة وسعى لها سعيها ، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ماله في الآخرة من خلاق ، ثم أقبل يسأله عن حاجاته وعما قصد له فشفعه فيمن شفع ، ووصله بمال .
11 - مناقب ابن شهرآشوب : كتاب الأنوار إن إبليس تصور لعلي بن الحسين وهو قائم يصلي في صورة أفعى له عشرة رؤس محددة الأنياب ، متقلبة الأعين بحمرة ، فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده ، ثم تطاول في محرابه ، فلم يفزعه ذلك ، ولم يكسر طرفه إليه ، فانقض على رؤس أصابعه يكدمها بأنيابه ، وينفخ عليها من نار جوفه ، وهو لا يكسر طرفه إليه ، ولا يحول قدميه عن مقامه ، ولا يختلجه شك ولا وهم في صلاته ولا قراءته ؟ فلم يلبث إبليس حتى انقض إليه شهاب محرق من السماء ، فلما أحس به صرخ ، وقام إلى جانب علي بن الحسين في صورته الأولى ، ثم قال : يا علي أنت سيد العابدين كما سميت وأنا إبليس ، والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك ، فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ، ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه ، حتى قضى صلاته على تمامها .
12 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن ابن يزيد ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن أبيه ، عن أبيه ، عن عمه إسحاق بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله ( * ) بن الحارث قال : كانت لعلي بن الحسين عليه السلام قارورة مسك في مسجده ، فإذا دخل إلى الصلاة أخذ منه وتمسح به .
13 - الكافي : العدة ، عن سهل ، عن الحسين بن يزيد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله قال : إن علي بن الحسين استقبله مولى له في ليلة باردة ، وعليه جبة خز ، ومطرف خز ، وعمامة خز وهو متغلف بالغالية فقال له : جعلت فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة إلى أين ؟ قال : فقال : إلى مسجد جدي رسول الله أخطب الحور العين إلى الله عز وجل .
14 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن مولى لبني هاشم ، عن محمد بن جعفر ، والعدة ، عن سهل ، عن ابن أسباط ، عن مولى لبني هاشم مثله .
15 - الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ، فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم .
16 - الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدائني ، عن أبي عبد الله إن علي بن الحسين كان يركب على قطيفة حمراء .
17 - الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله قال : مرض علي بن الحسين ثلاث مرضات في كل مرضة يوصي بوصية ، فإذا أفاق أمضى وصيته .
18 - أمالي الطوسي : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبد المنعم ، عن حسين بن شداد ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند ، عن أبي جعفر محمد بن علي إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه ، ادءابا منه لنفسه في العبادة ، فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا فقال : هذه مشية رسول الله وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر رضي الله عنه ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت ، فدنا منه فحل جابر أزراره ، ووضع يده على صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك ، ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله ، ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال ، وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم ، قال : إنا لله إنه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك ، ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا ابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين : يا صاحب رسول الله أما علمت جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلم يدع الاجتهاد وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء ، ويستكشف اللاواء ، وبهم يستمطر السماء ، فقال له : يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .
تعليق