(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
يقول القرآن الكريم في هذه الآيةلكل وجهة)..
لعل الآية في مقام بيان جهة الاستقلال في الصلاة، فلكل أمة وجهة تتولى إليها في قيامها بين يدي الله عز وجل.. ولكن من الممكن أن ينتقل المرء من هذه الآية إلى حقيقة مهمة من الحقائق.. وهذه الحقيقة تتمثل في أن لكل إنسان أيضا وجهة في هذه الحياة، فعلى الإنسان أن يدرس ملكاته، وما الذي يمكن أن يقدمه لله وللشريعة.. فمثلا: إنسان آتاه الله القدرة على استيعاب علوم الدين، فلماذا لا يفكر الأب -عندما يرى في ولده بادرة طيبة، وقابلية علمية، وسلامة نفسية- في أن ينصر دين الله عز وجل من خلال هذا الولد، وفي أن يجعل وجهته في الحياة هذه الوجهة.
إن الإنسان الذي حُرم هذا الحقل، ولكن آتاه الله سعة من المال: مالاً وفيرا، أو تجارة مربحة.. فليحاول أن يخدم الشريعة، أو يجعل وجهته وسبيله إلى الله عز وجل من خلال ما آتاه الله عز وجل من هذا المال.. وكما هو معروف أن الإسلام قام على الثلاثي الأساسي: سيف علي (ع) وقوته، وشجاعته في ذات الله عز وجل.. وأموال خديجة، ومن المعلوم أن من سنّ سنّة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، فاليوم كل من يقل الشهادتين في أي مكان من العالم: في شرق آسيا، وأدغال إفريقيا، بل منذ اليوم الأول للبعثة إلى يوم القيامة، شاء الله عز وجل أن يكون لخديجة سلام الله عليها سهم في هذا.. وكذلك لعم النبي (ص) أبو طالب، الذي كان ظهرا ومعتمدا، كما يقال اليوم ظَهرا سياسيا للنبي (ص).. فهؤلاء الثلاثة: أبو طالب، وولده، و خديجة عليها السلام ، كل واحد منهم نصر الإسلام، من الزاوية التي كان يمكن النصرة من خلاله.
فلينظر الإنسان ما هي الملكات!.. وما هي الرغبة!.. وما هو الذوق الذي يغلب عليه!.. وليحاول أن يخدم الإسلام من تلك الزاوية..(فاستبقوا الخيرات).. إن الطريق واحد، وإن تعددت السبل.. والطريق هو الطريق الجامع، فكل إنسان يسير في قسم من هذا الطريق.. أما المنحرف فهو الذي خرج عن هذا الطريق العام.. وكذلك المنحرف من خرج عن السبيل الخاص إلى سبيل دونه، وإن كان ذلك السبيل في الطريق العام أيضا.
إن مَن أمكنه أن ينصر الإسلام بعلمه وبلسانه، وأن يكون مرجعا من مراجع المسلمين.. ولكنه عدل عن ذلك، وأصبح تاجرا، ليخدم الحوزة والإسلام بماله، فهو ما زال في الطريق العام، ولكنه ترك السبيل الأفضل.. فمن المناسب جدا أن يطلب الإنسان من ربه أن يريه أقرب الطرق إليه، وأن يقطع عنه كل شيء يقطعه عنه، وإن كان ذلك الأمر أيضا محبوبا.. فما دام هذا الخير يصد العبد عن الخير الأعظم، فليس هذا بخير واقعا.. إنه خيرٌ في حد نفسه، ولكن ليس بالخير المطلق، وليس بذلك الخير الذي ينبغي أن يصبو إليه الإنسان.. وعليه، فإن على الإنسان أن يكون دعاؤه في جوف الليل، وغير جوف الليل، وفي ساعات الاستجابة: (اللهم!.. أرنا الأشياء كما هي).
المصدر: السادة
يقول القرآن الكريم في هذه الآيةلكل وجهة)..
لعل الآية في مقام بيان جهة الاستقلال في الصلاة، فلكل أمة وجهة تتولى إليها في قيامها بين يدي الله عز وجل.. ولكن من الممكن أن ينتقل المرء من هذه الآية إلى حقيقة مهمة من الحقائق.. وهذه الحقيقة تتمثل في أن لكل إنسان أيضا وجهة في هذه الحياة، فعلى الإنسان أن يدرس ملكاته، وما الذي يمكن أن يقدمه لله وللشريعة.. فمثلا: إنسان آتاه الله القدرة على استيعاب علوم الدين، فلماذا لا يفكر الأب -عندما يرى في ولده بادرة طيبة، وقابلية علمية، وسلامة نفسية- في أن ينصر دين الله عز وجل من خلال هذا الولد، وفي أن يجعل وجهته في الحياة هذه الوجهة.
إن الإنسان الذي حُرم هذا الحقل، ولكن آتاه الله سعة من المال: مالاً وفيرا، أو تجارة مربحة.. فليحاول أن يخدم الشريعة، أو يجعل وجهته وسبيله إلى الله عز وجل من خلال ما آتاه الله عز وجل من هذا المال.. وكما هو معروف أن الإسلام قام على الثلاثي الأساسي: سيف علي (ع) وقوته، وشجاعته في ذات الله عز وجل.. وأموال خديجة، ومن المعلوم أن من سنّ سنّة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، فاليوم كل من يقل الشهادتين في أي مكان من العالم: في شرق آسيا، وأدغال إفريقيا، بل منذ اليوم الأول للبعثة إلى يوم القيامة، شاء الله عز وجل أن يكون لخديجة سلام الله عليها سهم في هذا.. وكذلك لعم النبي (ص) أبو طالب، الذي كان ظهرا ومعتمدا، كما يقال اليوم ظَهرا سياسيا للنبي (ص).. فهؤلاء الثلاثة: أبو طالب، وولده، و خديجة عليها السلام ، كل واحد منهم نصر الإسلام، من الزاوية التي كان يمكن النصرة من خلاله.
فلينظر الإنسان ما هي الملكات!.. وما هي الرغبة!.. وما هو الذوق الذي يغلب عليه!.. وليحاول أن يخدم الإسلام من تلك الزاوية..(فاستبقوا الخيرات).. إن الطريق واحد، وإن تعددت السبل.. والطريق هو الطريق الجامع، فكل إنسان يسير في قسم من هذا الطريق.. أما المنحرف فهو الذي خرج عن هذا الطريق العام.. وكذلك المنحرف من خرج عن السبيل الخاص إلى سبيل دونه، وإن كان ذلك السبيل في الطريق العام أيضا.
إن مَن أمكنه أن ينصر الإسلام بعلمه وبلسانه، وأن يكون مرجعا من مراجع المسلمين.. ولكنه عدل عن ذلك، وأصبح تاجرا، ليخدم الحوزة والإسلام بماله، فهو ما زال في الطريق العام، ولكنه ترك السبيل الأفضل.. فمن المناسب جدا أن يطلب الإنسان من ربه أن يريه أقرب الطرق إليه، وأن يقطع عنه كل شيء يقطعه عنه، وإن كان ذلك الأمر أيضا محبوبا.. فما دام هذا الخير يصد العبد عن الخير الأعظم، فليس هذا بخير واقعا.. إنه خيرٌ في حد نفسه، ولكن ليس بالخير المطلق، وليس بذلك الخير الذي ينبغي أن يصبو إليه الإنسان.. وعليه، فإن على الإنسان أن يكون دعاؤه في جوف الليل، وغير جوف الليل، وفي ساعات الاستجابة: (اللهم!.. أرنا الأشياء كما هي).
المصدر: السادة
تعليق