غاية خلق الأنسان

[عاشقة الكفيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
(وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون)
قالها الله تعالى في محكم كتابه العزيز
ولكن هل خلقنا جل وعلا في هذه الدنيا لأجل عبادته ونيل رضاه والفوز بالجنان ....
أم هناك غاية أخرى من خلق الله الينا....؟

أود أن أعرف ما هي الغاية التي خلقنا الله تعالى من أجلها وان سمحت شيخنا بالتفصيل...؟
دمتم دخرآ لنا

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه تعالى نستعين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد ابن عبد الله الأمين وعلى اله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالواقع ان جميع المخلوقات تكون ذات هدف من قبل الخالق جل جلاله ,والله تبارك وتعالى حكيم ,والحكيم لا يفعل العبث ,فعندما يخلق أنواع المخلوقات بما فيها الأنسان, فلابد ان من وراء خلقهِ للخلق هدف ؟؟ لكن ماهو هذا الهدف الذي خلقنا الله تبارك وتعالى من أجله؟؟ هل الله محتاج لكي يخلقنا لأجل عبادته ؟؟ أم هناك حقائق اخرى هي التي من اجلها خلقنا الله تبارك وتعالى ,فاذا أردنا معرفة شيء من الهدف الذي خلقنا الله لأجله ,فلا بد من الرجوع الى القرآن الكريم والى رسول الله (صلى الله عليه واله ) وأهل بيته الطاهرين لنعرف شيء ولو يسيراً من أهداف خلقنا :

فيذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي كلاماً في خصوص الهدف الذي خلقنا الله من اجله في تفسيره ((الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل)) ج 10ص 140 في تفسير الاية 56 من سورة الذّاريات حيث يقول : في القرآن المجيد إشارات قصيرة عميقة المعنى جدّاً في آيات مختلفة إلى وجود هدف معيّن من الخلق من جهة، ومن جهة أُخرى فإنّه يشخّص هذا الهدف ويوضّحه.

فيقول في الجانب الأوّل: (أيحسب الإنسان أن يترك سدى).

(أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون).

وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الذين كفروا).

وفي الجانب الآخر، فإنّه جعل هدف الخلق في بعض الآيات عبودية الله وعبادته: (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون)، ومن البديهي أنّ العبادة منهج لتربية الإنسان في الأبعاد المختلفة .. العبادة بمعناها الشمولي التي هي التسليم لأمر الله ستهب روح الإنسان تكاملا في الأبعاد المختلفة، وقد بيّنا تفصيله في ذيل الآيات المرتبطة بالعبادات المختلفة.

ويقول: أحياناً إنّ الهدف من الخلقة هو إيقاظكم وتوعيتكم وتقوية إيمانكم وإعتقادكم: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهن لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير).

ويقول تارةً: إنّ الهدف من الخلق هو اختبار حسن عملكم: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا).

إنّ الآيات الثلاث آنفة الذكر والتي يشير كلّ منها إلى بعد من أبعاد وجود الإنسان الثلاث ـ بعد الوعي والإيمان، وبعد الأخلاق، وبعد العمل ـ تبيّن هدف الخلق التكاملي الذي يعود على الإنسان نفسه.

والنتيجة ان الهدف من خلقنا هو امر مرتبط بنا لابالله تبارك وتعالى لانه الله مطلق الكمال بمعنى انه لم يكن محتاج لعبادتنا حتى يخلقنا لاجل ذلك وانما خلقنا من اجل.تكاملنا وإرتقاؤنا ولا شيء سواه.

وبتعبير آخر فإنّ عالم الدنيا ان هو بمثابة مدرسة لتكاملنا في مجال العلم. كما ان الدنيا دار حضانة لتربية نفوسنا وتهذيبها بالتعاليم الإسلامية الأصيلة التي جاء بها محمد واله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .

اما ماورد عن طريق الروايات التي توكد ذلك فورد في كتاب علل الشرايع للشيخ الصدوق ج1 ص9 رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) قال خرج الحسين بن علي (عليهما السلام) على أصحابه فقال أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه. وهذا الاستغناء هو التكامل والارتقاء الذي من أجله خلق الإنسان

[عاشقة الكفيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
وحسب وجهة نظري القاصرة خلقنا الله تعالى لنختبر انفسنا وقدرتها على الأرتقاء من خلال وجود العقل الذي هو افضل ما خلقة الله تعالى من المخلوقات
بوركت أناملكم وجزيتم خيرآ بحق الزهراء البتول عليها السلام