أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله الطاهرين اشكر الاخ الاسوة على هذا السؤال القيم ,اخي الكريم لابد من مقدمة للموضوع :
الاسلام جاء لارشاد الناس الى ما فيه صلاحهم ، و ابعادهم عن طريق الشقاء ، فان الله يريد للعبد السعادة وليس الشقاء .
من هنا امره بالاعتقاد به و هذا من اثار العقيدة الاسلامية التي تتدخل حتى في اعطاء الانسان الاساليب المختلفة في شتى عواصف الزمان حتى عند المصيبة ونذكر منها أساليب العقيدة في مواجهة المصائب ضمن أساليب عديدة ، منها :
أ ـ بيان طبيعة الحياة الدنيا التي يعيش فيها الاِنسان : وهذه المعرفة سوف تظهر بصماتها واضحة في وعيه وسلوكه ، فالعقيدة من خلال مصادرها المعرفية تبين طبيعة الدنيا وتدعوا إلى الزهد فيها .
يقول الاِمام علي عليه السلام : « أيُّها الناس ، انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها ، الصادفين عنها ، فإنَّها عما قليل تُزيلُ الثاوي الساكن ، وتفجعُ المترف الآمن.. سرورها مشوب بالحزن.. ).
وقال أيضاً : « ... وأُحذركم الدنيا ، فإنّها دارُ شخوص ، ومحلَّةُ تنغيص ، ساكنها ضاعن ، وقاطنها بائن ، تميدُ بأهلها مَيَدان السفينة.. » .
وكان من الطبيعي والحال هذه أن تحذّر العقيدة من التعلق بأسباب الدنيا الفانية الذي ينتج آثاراً سلبية تنعكس على نفس المسلم ، فعن علقمة ، عن عبدالله ، قال : نام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حصير فقام وقد أثّر في جنبه ، فقُلنا : يا رسول الله ، لو اتخذنا لك وطاءً ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ما لي وللدُّنيا، ما أنا في الدنيا إلاّ كراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راحَ وتركها ».
يقول الشيخ الديلمي : ما عبر أحد عن الدنيا كما عبر أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : « دارٌ بالبلاءِ محفوفة ، وبالغدر معروفة ، لا تدوم أحوالها ، ولا تسلم نزالها ، أحوالها مختلفة ، وتارات متصرفة ، والعيش فيها مذموم ، والاَمان فيها معدوم ، وإنّما أهلها فيها أغراض مستهدفة ، ترميهم بسهامها ، وتفنيهم بحمامها... » .
وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الادراك العميق للدنيا إلى حذر شديد منها ، ويكفينا الاستدلال على ذلك : سأل معاوية ضرار بن ضمرة الشيباني عن أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : « يا دنيا ! يا دنيا !! إليك عني ، أبيَّ تعرّضتِ ؟! أم إليَّ تشوّقتِ ؟! لا حان حينك ، هيهات غرّي غيري ، لاحاجة لي فيك ، قد طلّقتك ثلاثاً ، لا رجعة فيها ، فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير ، آه من قلّة الزّاد ، وطول الطريق ، وبعد السفر ، وعظيم المورد» .
ومن جملة تلك الشواهد ، نجد أنّ العقيدة تكشف طبيعة الدنيا وعاقبة من ينخدع بها أو يركن اليها ، وتبين قصور رؤية من ينشد الراحة التامة فيها، عن الصادق عليه السلام أنّه قال لاَصحابه : « لا تتمنّوا المستحيل ، قالوا : ومن يتمنى المستحيل ؟! فقال عليه السلام : أنتم ، ألستم تمنّون الراحة في الدّنيا ؟ قالوا : بلى، فقال عليه السلام : الرّاحة للمؤمن في الدنيا مستحيلة » .
ب ـ إنّ المصائب تستتبع أجراً وثواباً : الاَمر الذي يخفف من وقع المصائب على الاِنسان ، فيواجهها بقلب صامد ، ونفس مطمئنة إلى ثواب الله ورحمته ، فلا تترك في نفسه أثراً أكثر مما تتركه فقاعة على سطح الماء.
يقول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « المصائب مفاتيح الاَجر » .
وكتب رجلٌ إلى أبي جعفر عليه السلام يشكو إليه مصابه بولده ، فكتب إليه عليه السلام : « أما علمت أنّ الله يختار من مال المؤمن ومن ولده ونفسه ليأجره على ذلك » .
جـ ـ إلفات نظر المسلم إلى المصيبة العظمى : وهي مصيبته في دينه ، مما يهوّن ويصغّر في نفسه المصائب الدنيوية الصغيرة ، وهي حالة امتصاص بارعة للضغوط النفسية تقوم بها العقيدة ، ويحتل هذا التوجه مركز الصدارة في سيرة أهل البيت التربوية ، روي أنّه رأى الصادق عليه السلام رجلاً قد اشتدّ جزعه على ولده ، فقال عليه السلام : « يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى ، وغفلت عن المصيبة الكبرى ، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدّاً لما اشتد عليه جزعك ، فمصابك بتركك الاستعداد له ، أعظم من مصابك بولدك».
وكان أبو عبدالله عليه السلام يقول عند المصيبة : « الحمدُ لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني ، والحمدُ لله الذي لو شاء أن يجعل مصيبتي أعظم ممّا كانت ، والحمدُ لله على الاَمر الذي شاء أن يكون فكان » .
الخلاصة
من جميع ما تقدم ، نخلص إلى أنّ العقيدة تصوغ نفوساً قوية مطمئنة ، تواجه عواصف الاَحداث بقلب صامد ومطمئن إلى قضاء الله وقدره ، وترسم العقيدة للاِنسان خطّ سيره التكاملي ، وعليه فالاِنسان بلا عقيدة كالسفينة بلا بوصلة ، سرعان ما تصطدم بصخور الشاطىء فتتحطم .
ـــــ التوقيع ـــــ أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
و العصيان والطغيان،..
أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.
تعليق