ابن عباس و الشاب الذي كان يَنْبُشُ القبور !
عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ ، قَالَ : إِنَّ شَابّاً مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ ، وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْرِمُهُ وَ يُدْنِيهِ .
فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ تُكْرِمُ هَذَا الشَّابَّ وَ تُدْنِيهِ ! وَ هُوَ شَابُّ سَوْءٍ يَأْتِي الْقُبُورَ فَيَنْبُشُهَا بِاللَّيَالِي !
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَعْلِمُونِي .
قَالَ : فَخَرَجَ الشَّابُّ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي يَتَخَلَّلُ الْقُبُورَ ، فَأُعْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بِذَلِكَ .
فَخَرَجَ لِيَنْظُرَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِهِ ، وَ وَقَفَ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُ الشَّابُّ .
قَالَ : فَدَخَلَ قَبْراً قَدْ حَفَرَ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فِي اللَّحْدِ ، وَ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا وَيْحِي إِذَا دَخَلْتُ لَحْدِي وَحْدِي ، وَ نَطَقَتِ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِي ، فَقَالَتْ : لَا مَرْحَباً بِكَ وَ لَا أَهْلًا ، قَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَ أَنْتَ عَلَى ظَهْرِي ، فَكَيْفَ وَ قَدْ صِرْتَ فِي بَطْنِي ، بَلْ وَيْحِي إِذَا نَظَرْتُ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ وُقُوفاً ، وَ الْمَلَائِكَةِ صُفُوفاً ، فَمِنْ عَدْلِكَ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي ، وَ مِنَ الْمَظْلُومِينَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي ، وَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ مَنْ يُجِيرُنِي ، عَصَيْتُ مَنْ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُعْصَى ، عَاهَدْتُ رَبِّي مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدِي صِدْقاً وَ لَا وَفَاءً .
وَ جَعَلَ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ وَ يَبْكِي .
فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ الْتَزَمَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ عَانَقَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : نِعْمَ النَّبَّاشُ ، نِعْمَ النَّبَّاشُ ، مَا أَنْبَشَكَ لِلذُّنُوبِ وَ الْخَطَايَا ، ثُمَّ تَفَرَّقَا [1] .
[1] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 6 / 130 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ ، قَالَ : إِنَّ شَابّاً مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ ، وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْرِمُهُ وَ يُدْنِيهِ .
فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ تُكْرِمُ هَذَا الشَّابَّ وَ تُدْنِيهِ ! وَ هُوَ شَابُّ سَوْءٍ يَأْتِي الْقُبُورَ فَيَنْبُشُهَا بِاللَّيَالِي !
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَعْلِمُونِي .
قَالَ : فَخَرَجَ الشَّابُّ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي يَتَخَلَّلُ الْقُبُورَ ، فَأُعْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بِذَلِكَ .
فَخَرَجَ لِيَنْظُرَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِهِ ، وَ وَقَفَ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُ الشَّابُّ .
قَالَ : فَدَخَلَ قَبْراً قَدْ حَفَرَ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فِي اللَّحْدِ ، وَ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا وَيْحِي إِذَا دَخَلْتُ لَحْدِي وَحْدِي ، وَ نَطَقَتِ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِي ، فَقَالَتْ : لَا مَرْحَباً بِكَ وَ لَا أَهْلًا ، قَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَ أَنْتَ عَلَى ظَهْرِي ، فَكَيْفَ وَ قَدْ صِرْتَ فِي بَطْنِي ، بَلْ وَيْحِي إِذَا نَظَرْتُ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ وُقُوفاً ، وَ الْمَلَائِكَةِ صُفُوفاً ، فَمِنْ عَدْلِكَ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي ، وَ مِنَ الْمَظْلُومِينَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي ، وَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ مَنْ يُجِيرُنِي ، عَصَيْتُ مَنْ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُعْصَى ، عَاهَدْتُ رَبِّي مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدِي صِدْقاً وَ لَا وَفَاءً .
وَ جَعَلَ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ وَ يَبْكِي .
فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ الْتَزَمَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ عَانَقَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : نِعْمَ النَّبَّاشُ ، نِعْمَ النَّبَّاشُ ، مَا أَنْبَشَكَ لِلذُّنُوبِ وَ الْخَطَايَا ، ثُمَّ تَفَرَّقَا [1] .
[1] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 6 / 130 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .